تساؤل عن احلام اليقظة والقرءان
من اجل ان يكون القرءان دستور المسلم
ورد المعهد تساؤل كريم من احد اعضاء المعهد عن احلام اليقظة وان كان لها ذكرى في القرءان وفي ما يلي نص السؤال والجواب علما ان التساؤل وجوابه منشور في الرابط ادناه الا اننا افردنا له ادراج مستقل لاهميته
من هو السامري ؟
نص السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى انبياء الله اجمعين
سيدي الكريم كان لي صديق يحكي لي انه مريض بالخيال العقلي مند المرحلة الابتدائية وكان دائم السؤال حول ان كانت احلامه اليقظة ستؤثر في حياته المستقبلية مع العلم على حد قوله انه ما يزال يعيش احلام اليقظة وهو في اواخر العشرينيات ويقول كيف اجبر نفسي على الحد من تلك التخيلات التي بدات تصيبني بالضعف النفساني سيدي الكريم عسى ان يكون ردكم قاسي حتى نستفيد ويستفيد منه هدا الصديق الدي يطالع منشوراتكم ليعيش حياته مع الله بالقرءان وليس بالروايات ولا الاحاديت التي لا تسمن ولا تغني من جوع المعرفة ونسال الله ان يطيل في عمركم ويزيد من علمكم وجازاكم الله عنا احسن جزاء
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احلام اليقظة هي ظاهرة عقلية تظهر عند كل حامل عقل وليس صديقكم لوحده الا ان هنلك حدود مقبولة لمثل تلك التصورات الخيالية وهي حدود منطقية لا ترتبط بقانون محدد بل تخضع الى واقع حال الحالم فكثير من المصممين الصناعيين يمتلكون خيالا تصميميا لماكنة تدور وهي لا تزال في رحم العقل ولم تر التطبيق بعد وهنلك ادباء وفنانين يسرحون في خيال حلم اليقظة ويكتبون قصصا من الخيال وقد ورد مثل الخياليين في القرءان في نصين شريفين
الاول : ان يكون المكلف مع الصادقين ويبدأ بنفسه ليكون صادقا مع النفس
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119
وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ..! فمن هم الكاذبون ..؟
فاحلام اليقظة يجب ان يكون لها منهجية فكرية معقولة اي ان احلام اليقظة يجب ان تتصل بحاجة الانسان في طموحه في الشأن الذي يحلم به وفي مثل تلك الصفة سوف لن تكون احلام اليقظة خيال محض بل ستكون (امنيات) لانها حاجة عقلانية يحتاجها حامل العقل
وهنلك امنية فيها شركة شيطانية وامنية حق لا يشارك الشيطان فيها وقد وردت صفتها في القرءان
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ ءايَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
فمن يحلم في يقظته ان يكون غنيا ويضع لخياله ذلك ادوات فكرية اي (سيناريو حالم) فان اشتركت مع تلك الادوات الفكرية صفات شيطانية فان الامنية فاسدة ويأثم عليها الحالم وتتسبب في ضعف عقله مثلما يحلم احدهم ان يكون غنيا بوسيلة السطو على اموال الغير او ان يحلم بالغنى ليتسلط على الناس بسطوة المال فهوخيال فاسد يتسبب في (عدم التقوية) اي الضعف في ترابط العقل مع محيط منظومة الله سبحانه ... احلام اليقظة ان كانت ذات عقلانية رصينة فانها (تقوي) العلاقة بين المستويين العقليين الخامس والسادس اما اذا انحرفت فانها تسبب ضعف الاصرة الرابطة بين المستويين العقليين الخامس والسادس مما يؤدي الى ضعف القدرات العقلية عند حالم اليقظة
الثاني :
عندما يكون الحالم في اليقظة انما صانع لــ (الشعور) فهو يعني انه (شاعر) يصنع المشاعر في عقله وهو في بناء عربي مبين (شرب .. شارب .. صنع .. صانع ... شعر .. شاعر) فالشعر والشاعر والشعور هي صفات فاعليات عقلانية على ان تكون تلك المشاعر قابلة للتطبيق اي ان لا تكون خيالية بنسبة 100% وقد جاء التذكير بذلك المثل في النص الشريف التالي :
{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224
{أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ }الشعراء225
{وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ }الشعراء226
ورغم ان تصورات الناس ان لفظ (الشعراء) يعني قائلي الشعر الموزون الا ان اللسان العربي المبين يطلق وظيفة اللفظ بموجب نظم النطق التي فطرها الله في الناطقين فالشاعر الذي يقول الشعر ما هو الا (صانع مشاعر عقلية) ايضا وهو ايضا (حالم اليقظة) فهي مصانع مشاعر عقلية يتبعها (الغاوون) اي يتبعها (ذوي الغايات) وهي غايات منتشرة في (كل واد يهيمون) والتحذير الدستوري القرءاني يذكرنا انهم (يقولون ما لا يفعلون) اما اذا كان حالم اليقظة يحلم باشياء يمكن تطبيقها (يقول ما يمكن فعله) فانها ستكون مشاعر (صالحة) لا تضعف العقل ولا تشضي الرابطة بين المستويين العقلين الخامس والسادس
{إِلَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227
الاعمال الصالحة بخصوص صناعة المشاعر (الشعراء) هو اصلاح النظام التكويني بين المستويين العقليين الخامس والسادس وهو يرتبط بـ (غاية الشعر) اي (الغاوون) حيث يجب ان تكون متطابقة مع سنن الله ومنظومته (ذكروا الله كثيرا) فاولئك الحالمون باليقظة مستثنون من القدح القرءاني (يقولون ما لا يعملون) فيكونون ظالمين لانفسهم فلا اثم عليهم ان اصلحوا اي لا يتسبب حلم اليقظة ضعفا في قدراتهم التكوينية العقلية
يوسف عليه السلام كان ذو مشاعر مستقبلية عندما رسم خارطة زمن لخزن الحبوب لزمن ءاتي فيه عدم زرع وحصاد استنادا لحلم الملك فهي (مشاعر ذات غاية) كان لها تطبيق حكيم (عمل الصالحات) فكان يوسف ذو مثل كبير في القرءان فلفظ (يوسف) يعني في اللسان العربي في بناء عربي (سف .. يسف .. يوسف) مثله في البناء العربي (جد .. يجد .. يوجد) فيوسف هو من صفة (سوف) وهو في منطقنا (حلم يقظة) فالاحداث لم تحدث بعد بل (سوف تحدث) وهو تصور الحكيم على شكل (حلم يقظة)
الحاج عبود الخالدي
تعليق