تساؤل عن مصالح الناس في انظمة الوطن
ورد بريدنا تساؤل كريم من متابع كريم فيما نص السؤال والجواب
السؤال :
السلام عليكم سيدي الحاج عبود ورحمة الله وبركاته
لكل دولة( وطن) هنلك انظمة وقوانين تم وضعها للحفاظ على امن المواطنين وتنظيم شؤونهم .. ونرى ذلگ ايام دولة الخلافة الاسلاميه فهنلك نظام حكم ودساتير تسن حسب تغيرات الزمان والمكان للحفاظ على الرعيه..,.
وهنا اسأل / هل مثل هذه الانظمة التي يراد منها مصلحة عامه تتعارض مع ثقافة الوطن المعاصرة. ؟
-----________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله ولدنا البار حين تحضر وحين تغيب
أي جمع بشري صغيرا كان او كبيرا يمتلك حاجة فطرية تنسيقية يصنعها المجتمع نفسه ويحافظ عليها بنفسه فيعاقب كل من يخرج على ما استقر عليه ذلك الجمع وتلك الفطرة موجودة في الانسان بشكل تنظيمي وواضح وتسمى (عرف) يتعرف عليه الناس في كل جمع يعيشون فيه وهو يختلف من قرية لاخرى ومن مدينة لاخرى ومن اقليم لاخر ويوجد شبيها لمثل تلك التجمعات عند بعض الحيوانات الا انها تختلف من حيث المنهج الموضوع فلبعض الحيوانات نظام عصبة مثل الفيلة والذئاب وغيرها
القرءان رسخ تلك الانشطة النابعة من الفطرة فوضع عقوبات جزائية للذين لا يزالون في دوحة الايمان فالقاتل بالخطأ عليه دية ويحق لذويه قتل القاتل ووضع للقصاص حق مكتسب للمعتدى عليه (السن بالسن والعين بالعين) وجزاء السيئة سيئة مثلها
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة179
وضع القرءان عقوبة مرتبطة بالجمع البشري مثل عقوبة الزاني والزانية ومنها ان يشهد عذابهما جمع من الناس كما وضع القرءان توصيات للحفاظ على الجمع المجتمعي البشري فكانت صلاة الجمعة فرض يهدف الى جمع الجمع المسلم تحت هدف واحد يتم فيه (ذكر الله) وفي ذكر الله تظهر مظاهر اعادة ربط الجمع بنظم الله من خلال التحاور بين جمع المصلين وما تفيضه خطبة الجمعة من مضامين
بعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام قامت الخلافة الراشدة على نظام البيعة وهونظام اسلامي تم تفعيله لاول مرة في جزيرة العرب بعد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام مستندين الى سنة رسالية جاء ذكرها في القرءان
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18
البيعة تقوم بموجب رغبة جمهور المجتمع الانساني وهذا ما تم الاتكاء عليه في العهد الراشد الا ان الامر اختل عن ميزانه عندما سعت الخلافة الاسلامية الى تعيين ولي العهد في زمن الخليفة واخذ البيعة له من الناس في زمن الاب فصارت الخلافة الاسلامية مثل السلالة الملكية التي حكمت بقاع الارض في عهود متواترة قبل الاسلام واستمرت بعد العهد الراشد لغاية سقوط الدولة العثمانية على يد الحلفاء الغربيين في نهاية الحرب العالمية الاولى
المنظر لبناء الدولة الحديثة الفرنسي (روسو) وضع لنظريته مضمون فكري اسماه (التنازل) وهو يعني ان الناس يتنازلون عن جزء من حقوقهم في الاختيار الى الدولة الحديثة فتكون الدولة الحديثة صاحبة حق في تسيير امور الناس وفق متطلبات حاجات المجتمع الذي تنازل عن جزء من حقوقه
الكل يعرف ان الدولة الحديثة (الوطنية) استلبت حقوق الناس في كل شيء فالدولة الحديثة مهيمنة على كل شيء ولم يبق للمواطن من حقوق سوى حقوق العبيد المأتمرين بامر اسيادهم في كل شيء حتى في اكثر الدول شفافية في الديمقراطية كما يزعمون مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا فلو رصدنا البذخ البالغ لصناعة الاسلحة والبذخ المادي وبذخ الصلاحيات للمخابرات والامن القومي وسلطويتهم القاتلة على الناس باسم الوطن مع ما نعرفه ونشاهده من فقر في تلك الدول فان الشعارات الوطنية تسقط في مستنقع شفافية ءاسن اصبح مكشوفا لذوي العقول النيرة التي ترى الحقيقة ورغم الصلف التي يتمتع به سدنة الحقيقة السوداء الا ان الحق يبقى قريبا من طالبيه فمهما بالغوا في اخفاء الحقيقة الا ان للحقيقة الحق وجه واحد يكشف كل الوجوه المستعارة ... في بلد يعرفه الناس يتبرع بـ 3 مليار دولار لغرض شراء اسلحة لبلد ءاخر في حين ان البلد الاخر محطم اقتصاديا وان المليارات الثلاث كانت ستنعش البلد الاخر بدلا من تجهيزه بالة السلاح القاتل ونرى البلد المتبرع بالمال لشراء السلاحوان كان غنيا بالنفط الا انه يحمل بين شرائحه المجتمعية شريحة واسعة تعاني من الفقر وتحصل على لقمة العيش بحد الكفاف وتسكن في مساكن لا تصلح للسكن في القرن الحادي والعشرين ومثل ذلك التصرف موجود في كل الاوطان فكل الاوطان تنفق من الاموال ما لا يتصل بمصلحة المواطن المحتاج الى المال فكانت الخديعة الكبرى حين يعلن الوطن لمواطنيه انه انما يقرر لاجلهم بل هو يقرر ضمن خطة خفية والقرار ليس لسادات الوطن وحكومته بل القرار السامي هو من اختصاص جهة خفية اسميناها في بعض منشوراتنا بـ (ام الحكومات) ..!! التنظيم ونظافة الشوارع وبناء سكن مجاني او تعيين الموظفين الحكوميين وانشاء الجيوش وشراء السلاح بافراط ما هي الا اغلفة كاذبة لا تتماشى مع جنس الصورة الحقيقية التي تحكم كل اوطان الارض فالغلاف جميل جذاب وبداخله عفن اممي يحمل من القذارة اشدها ولعل شعب الويلات الذي يعيش على بحيرة نفط لا تنضب يعرف الوجه الاسود للحقيقة حين يتجرد من النعرة الوطنية ويحسبها كيف ما يحسبها كواردات نفطية من ثلاثينات القرن الماضي لغاية اليوم كانت تكفي لاعمار قارة كاملة الا ان الوطن المنكوب اليوم لا يمتلك ابسط انواع البنى التحتية التي يحتاجها المواطن العصري ليعيش عصر متطور الوسيلة والوطنيون لا يزالون يمتلكون السنة حداد يسلقون بها الناس تحت اسم المصلحة الوطنية
الحاج عبود الخالدي
تعليق