ثقافة الولاية الدينية في قراءة قرءانية
من اجل تطبيقات قرءانية في يوميات المسلم
الولاية الدينية هي من منبع عقائدي يشمل كل اديان الارض بلا استثناء ومن ضمنها الدين الاسلامي الذي بنيت ثقافته على ولاية دينية واسعة بما يختلف عن كثير من الاديان ذلك لان الفقه الاسلامي يغطي كل انشطة الانسان اما الاديان الاخرى فاكثرها تغطي مساحات محدودة من نشاط الانسان ولا تطلق ولايتها الدينية على كل الانشطة كما هو الدين الاسلامي ورغم الحضور الفكري الفعال لمثل تلك الراشدة الا ان الدين الاسلامي المعاصر سجل ضمورا ولائيا في كثير من الانشطة البشرية واعتبرها خارج نظم الولاية ورسخ لدى جمهور المعاصرين انها انشطة تقع في دائرة المباحات خصوصا في التطبيقات الحضارية المعاصرة وجرى ذلك تحت فتوى فقهية صدرت من رعيل الفقهاء الرواد وظلت سارية لغاية اليوم في جميع المذاهب الاسلامية وهي ان (اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص) وبما ان التطبيقات الحضارية لم يكن لها اصل في التاريخ الاسلامي لتشملها ولاية نظم الله فاصبحت مباحة عند فقهاء الامة المعاصرين في المأكل والمشرب والملبس والمسكن بل في كل شيء حتى في حب الوطن عندما جعلوه كحب الله فانقلب الكثير من ولاية الله ورسوله والمؤمنين الى ولاية الوطن تحت شعار (حب الوطن من الايمان) وشعار (الله الوطن) او (الله الوطن الشعب) فصار الشعب مصدر السلطات ومصدر التشريعات المعاصرة وضاعت الولاية لله ورسوله والمؤمنين ضمن ولاءات حديثة في ثقافة معاصرة اظهرت مظاهر جاهلية اقسى بكثير من جاهلية السابقين في الجهل فعبـّاد الاوثان في زمنهم القديم لم يكن لهم قرءان فيه حكم كل شيء
مفهوم الولاية بين الناس دخل في مداخل ثقافية انحرفت عن مسارها التكويني والذي جائت به تذكرة حزمة كبيرة من الذكرى القرءانية ونقرأ في الولاية ما يذكرنا به القرءان ان الولاء والولاية لا تقع حصرا في صفات حميدة
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175
{إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف من الاية27
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الأعراف من الاية 30
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73
يتضح من النصوص الشريفة مع حزمة كثيرة من النصوص القرءانية التي تضع للولاية موصوفات غير حميدة فما هي كينونة (الولاية) وما هي وظيفة (الولي) ؟؟؟ لفظ (ولي) من جذر لفظ (ول) وهو في علم الحرف القرءاني يعني (نقل رابط) وهو في البناء العربي الفطري (ول .. يول .. ولي .. ولاء .. ولاية .. وال .. والي .. ولى .. مولى .. و ... و ... , ) فالقبلة في الصلاة تقيم ولاية في الصلاة
{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }البقرة من الاية 144
ومن تدبر النص الشريف والتبصرة فيه نتذكر ان الولاية تعني (حيازة رابط ناقل) ففي القبلة توجد رابطة كونية تخص بنية العقل وكينونته وان توجيه الوجه شطر ذلك المكان الكوني عند الصلاة يفعل (حيازة) لـ (رابط) منقول من المصلي الى القبلة فـهي (تقبله) فهي قبلة ... عندما نريد توضيح ذلك الرابط في ممارسة مادية نعرفها فتكون مثل (مقسم) الحاسوب الذي (يقبل) (رابط الصلاة المنقول) وهي (صلة) او (وصلة) عندما يراد تنزيل برنامج ما في الحاسوب مع التأكيد ان (المثل للتوضيح ولا يصلح للتطبيق) ... مقسم الحاسوب بـ (فاعليته) سيكون بمثابة (ولي) لمشغل الحاسوب وعلى مشغل الحاسوب ان يتولى ذلك المقسم الذي وضعه مصمم الحاسوب
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73
ولاية يذكرنا القرءان بها وهي تارة يكون فيها الولي كافرا او ولي شيطاني وتارة اخرى يكون المؤمن وليا وهي تذكرة تحتاج الى رشاد فكري مستبصر بالقرءان لتقوم في عقلانية حامل القرءان والباحث فيه ذكرى لـ ثقافة فكرية راشدة تحدد شكل ووظيفة الولاية باعتبارها صفة يريد الله ان يذكرنا بها لتفعيلها في يومياتنا .... في السطور ادناه نعرض ممارسة فكرية مفترضة توضح معالم التبصرة القرءانية فيقوم الرشاد الفكري بمشيئة الله وادارته
تقليد الاخر :
تقليد الاخر تعني تطبيق ما قام الاخر بتطبيقه اوممارسة ما قام الاخر بممارسته وهنا يقوم الشخص الذي ءامن بتقليد الاخر بـ (حيازة) (رابط منقول) من الممارسة نفسها الى نفسه فمن يجعل من هو حامل لصفة (عدو مبين) صاحبا له وقام الاخر بتقليده فان الاول صار وليا للاخر بحيث قام الاخر بـ (حيازة) نفس (الرابط المنقول) فـ الخمر (مثلا) هو (عدو مبين) لشاربه لانه يفقد الانسان زينته العقلية ويفسد في جسده فهو (عدو مبين) لمن يشربه فمن شرب الخمر صار كافرا بنظم الله التي حرمت شرب الخمر فحين يصاحبه صاحب وياخذ منه عادة شرب الخمر فان شارب الخمر كان وليا لمن قلده في الفعل ..!! اولئك اولياء الشيطان وما اكثرهم في الزمن الحضاري على غفلة من مؤهلي الحضارة فلو رصدنا ءالة السيارة التي تملأ شوارع مدننا ولها مسارب فعالة بين المدن فلسوف نجدها انها (عدو مبين) لانها (تقتل مالكها) و (تقتل ركابها) و (تقتل من يقترب منها عند مسيرها) فهي في المعيار القرءاني (شيطان) وهو من نص دستوري
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208
الا ان الناس خرجوا من دائرة السلم والسلامة وكان الخروج (كافة) وتركوا (الخطوات الامينة) والسليمة في نظم النقل التي خلقها الله وركبوا مراكب عدوانية (خطوات الشيطان) تقتلهم على مدار اليوم والساعة ولا يمكن الدخول في السلم الا (كافة) فانفلات بعضا من الناس في الطرقات بسيارته انما يعرض الناس الى العدوان لان السيارة حين تسير تكون عدو مبين لركابها ولغيرهم من الناس (حوادث الدهس بالسيارات) وهنا نرى ولاية الشيطان كيف تم (حيازة) (رابط منقول) تم نقله بين الناس فصار اهل الحضارة (اولياء الشيطان) فيكون كل حائز للسيارة انما هو (كافر بالسلم) ويكون وليا لغيره في حيازة السيارة بالتقليد فيكون الكفار بعضهم اولياء بعض
الافتراض المغاير :
عندما يقوم احد الناس بفطرته الامتناع عن تطبيب نفسه بالادوية الكيميائية ويرفض (ولاية) الطب الحديث ويلجأ الى ما خلقه الله من اعشاب واغذية فيها طب للحالة التي هو فيها فيكون قد ءامن نفسه في حاجته المرضية الى نظم الله فصار (من الذين ءامنوا) فاصبح (ولي الله) وحين قام الاخر بتقليده فانما جعل (ولي الله) (وليا له) فصار المؤمنون بعضهم اولياء بعض وكان اول من ركع لنظم الله (ولي الله) وبجمع مزيد من الحالات يكون المفعلين لنظم الله هم اولياء الله وبعضهم لبعض ولي بـ (التقليد الحق)
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }يونس62
في هذه المرحلة من الاثارة الفكرية (ان استقرت) في عقل الباحث يمكن ان يرى الولاية الدينية بشكلها التكويني ويعرف مقاصد التقليد في الدين ومقاصد ولاية الصالحين فهي ولاية تكوينية قد لا تحتاج الى نصوص تنصيبية تنصب هذا او ذاك وليا على المؤمنين بل المؤمنون (بحق) سوف يدركون من هو وليهم سواء كان وليا في التاريخ او وليا معاصرا فالولي بالحق هو الموصوف بالنص الشريف
{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً }الكهف44
فاذا عرفنا في نظم الله ان (الولاية هنا) في ممارسات تمتلك رابط مباشر مع نظم الخلق النقية فهي عندما تكون عند غيرنا ستكون (هنلك) ويظهر الحق في ساحة الاخر والانسان الراشد يدركها برشاد فكره حين يتأكد ان ما مارسه فلان او ما يمارسه الان هو تطبيقات لنظم الهية (لله) ظهر فيها الحق عندما قام الغير بتجربتها فان توليته عند تقليده سيكون من حق ثبت (هنلك) فـ ينتقل الى (هنا) فيتجدد الولاء لله عبر تقليد الممارسة للنظم الالهية النقية والتي ظهر الحق فيها من غير سوء فكل ممارس لولاية نظم الله تكون ممارسته هنا وحين يقلده الاخر سيكون رصده للولاية (هنلك) الا ان هنلك انحرافا خطيرا في تصرفات المتدينين حين يعتمدون على الولاية المذهبية وشخوصها دون الرجوع الى موضوعيتها والحق الذي يجب ان يظهر عند ممارستها ودون ان يكون للمكلف مساحة واسعة عن (تلك الولاية) بل يمتلك المكلف رغبة التقليد لها ظنا منه انها تقربه لله كما في تطبيقات الزي الاسلامي او مثل بعض الممارسات التي يمارسها اهل الطريقة فاختلط عنصر الولاية المذهبية (مولانا) بين الحق والباطل وحين تكون عملية الفرز التاريخي عملية صعبة وقاسية فان معايير الفرز ستكون قاسية ايضا رغم انها حاكمة الا ان تسهيلها وجعلها عملية تعيير روتينية عندما لا تقوم عملية التعيير الا عند الحاجة اليها وعندها يستوجب تجربتها قبل ترسيخها فيحصل المكلف على (ولي متجدد) حتى وان كان الولي في بطن التاريخ فلو سمعنا عن احد الاولياء ممارسة فان قدرات عقل المكلف يجب ان تكون مؤهلة لتجربة الممارسة ومعرفة صلاحها واذا كان المنقول عن الولي قولا (حديث) فيه مراشد فكرية لا تمتلك مساحة للتطبيق مثل ما نقل عن حديث لاحد الصحابة ان قوم ياجوج ومأجوج هم اقوام من نسل هجين (دببة وبشر) فيمكن ان تخضع تلك المقولة لتعيير قرءاني او تعيير لما هو مرئي يقيني في ما كتبه الله في كتاب الخليقة فان تطابقت مع تذكرة قرءانية واحدة او اكثر اوتطابقت مع ظاهرة كونية مرئية فان قائل تلك الراشدة الكلامية قد قالها بولاية الهية حق فاصبح ترشيدها في فكر المكلف المعاصر هو في ولاية الله وان اختلفت عن دستورية قرءانية واحدة فقط او خالفت سنن الخلق المرئية فان الريب سيكون نصيب ذلك القول لا طعنا بالولي التاريخي بل طعنا بسبل الرواية ويبقى الولي المنتخب من بطن التاريخ مذهبيا في صفته ولي الله في ما تم تعييره من قول او ممارسة ومن ذلك يتضح ان (الولاية) لن تكون ولاية اسمية محض بل هي ولاية موضوعية تطبيقية ترتبط باسم الولي للتعريف بها فالولي لا يخلق النظم بل يستخدمها وهي نظم الهية خلقها الله
نحن نعلم ان مثل تلك المهمة صعبة وشاقة الا ان السهل المتيسر هو ان يكون قرار التولية للاخر خاضعا الى (متطلبات) الحاجة حيث تمثل (الحاجة للانسان الفرد) مصدرا لجعلها تحت صفة (المحرك) الذي يحرك عقل صاحب الحاجة لمعرفة أي الولاة مصاحبا للحق فيصاحبه ... مثل تلك الممارسة موجودة بصفتها الفطرية في انشطة الناس في مختلف الانشطة وعلى سبيل المثال نرى ان من لا يريد ان يشتري منزلا او يستبدل منزله سوف لن يكون قادرا على معرفة أي مكتب من مكاتب تجارة العقارات صالحا ليكون وليا لحاجته الا ان حرص صاحب الحاجة لشراء منزل يفي متطلباته تجعله حكيما في فرز مكتب لتجارة العقار هو الاصلح لمتطلبات حاجته بعد مشوار قصير ابتدائي يقوم به صاحب الحاجة مع سماسرة العقارات وبعدها سيعقد العزم على ان يتخذ المكتب الفلاني وليا لتأمين حاجته في شراء المنزل وتلك فطرة عقل لها مقومات في اختيار الولي
نؤكد ان السطور اعلاه هي سطور حرجة جدا ونحن وان رفعنا راية (الولاية لله) في المعهد الاسلامي الا اننا نشعر بالحرج عندما نحاول سبر غور الوظيفة التكوينية لـ (الولاية) بسبب قدسية اولياء الله عند الناس من غير ان تكون لهم ثقافة في موضوعية الولاية واولياء الله فالناس يتصورون انها (مناصب) تم تنصيبهم عليها الا انها في الحقيقة (الحق) هي ممارسات في نظم الهية أمينة مارسها اولئك الاولياء فاستحقوا الولاية من خلال تطبيقاتهم وليس من خلال تنصيبهم وبسبب ضمور ثقافة الولاية سواء كانت لله او للشيطان او للكافرين فان وسعة البيان فيها قد يساء فهمه خصوصا في الولاية المقدسة التي اصبحت نبراسا للموالين لتولي الاسم في معزل عن الممارسة الحق
ممارسات الولي وتطبيقاته في منظومة خلق الله النقية من الرجس هي التي تجعله ولي المؤمن فولي المؤمنين لن يكون وليا لفاسق لا يطبق نظم الله فالولي ليس بمنصب بل هو (ثقة مقدسة) يتناقلها المؤمنون حصرا ولن تكون كما يكون الامبراطور او الملك العظيم او علياء وطنية او علياء تاريخية وامجاد تاريخية خالية من مضمونها المعاصر فهي لا تصلح للولاية تكوينيا
كثير من الممارسات التي مارسها اولياء الله انحرفت عن مضمونها فصار تقليدها لا يمت بصلة لموضوعيتها المرتبطة بنظم الله ونسوق على سبيل المثال ما نقل عن عمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب حيث كانا يلبسان ثيابا مرقعة فمن يلبس ثوبا مرقعا في تصرف صوفي انما يجعل من عمر او علي وليا له متقربا الى الله بذلك الملبس الا ان ذلك خطأ فادح فما كان عمر او علي يلبس المرقعة ليكون في (خبت الله) او انه كان متصوفا بل كانا يتعرضان الى لغط مجتمعي حاد يتهم (ولاة) بيت المال الاسلامي بتسريب امواله في غير محلها حيث حصل ان فاضت اموال كثيرة في بيت المال بعد قبض الرسول عليه افضل الصلاة والسلام بسبب توسع الغزوات وكانت توزع اجزاء مهمة من ذلك المال على صحابة رسول الله كما كان يفعل الرسول الا ان زيادة ايرادات بيت المال جعل نصيب الصحابة منه مالا ظاهرا وهنلك من الصحابة من اغتنى وصار غنيا بعد ان كان فقيرا مثل ابن عباس وطلحة والزبير وغيرهم وبما ان عمر وعلي كانا ولاة بيت المال فانهما عمدا الى ترقيع ثيابهما لاعلان برائتهم من اموال بيت المال فقد كانا يوزعان حصتهما على فقراء المسلمين حال استلامها وبذلك تكون عملية (التقليد) للولي في ممارسة موضوعية ترتبط بـ (الحق) في تلك الممارسة وليست ممارسة عقيمة فنعم الله على عبده نعم ظاهرة ولا يحق للمتصوف ان يخفيها متقربا الى الله ومن ذلك الفرز الفكري فان الموالي انما يمارس موضوعية تطبيقية في نظم الهية حق غير منحرفة في مسارها الفكري ورغم ان الممارسة التي يقوم بها الموالي صحيحة حين يرقع ثوبه الا ان الانحراف يقع في الوظيفة اي بـ (رابط الممارسة) بنظم الله
ممارسة عمر وعلي في لبس ثياب مرقعة يجعل لـ ألسنة الناس وقاية لتصرفاتهم وفي تلك الوظيفة يصلح الولي للولاية وفي غيرها فلن تكون الممارسة ولاية حق وهنا تظهر ظاهرة صلاح ممارسات الولي الا انها ستكون فاسدة عندما يمارسها الموالي فـ ولي الله حين يرى ان الناس يتبعونه كان عليه ان يحافظ على تصرفاته من النقد المجتمعي فقام باتقاء السنة الناس بلبس المرقعة وهو تصرف ولائي جاء في مثله نص قرءاني يذكرنا بتلك الصفة الشخصية لولي الله
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
ممارسات الولي لا يصنعها الولي نفسه فهو انما يستخدم ادوات تنفيذية من خلق الله وصفته انه لا يخرج عن تلك الادوات الالهية الى ادوات هي من غير الله وعندها يكون وليا يتبعه المؤمنون ومثله المؤمنين الاخرين حين يمارسون نفس المبدأ انما يكونون اولياء لغيرهم فتتحقق دستورية القرءان في وصفهم
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
نعيد لـ نؤكد ان السطور اعلاه هي سطور تذكيرية لن تغني موضوع الولاية حقه ذلك لان موضوع الولاية هو اخطر مادة عقائدية في الدين الاسلامي بعد الشهادتين ذلك لان الشهادتين هي (ولاية) يقوم الشاهد بـ (حيازة) (رابط منقول) في قيامهما فان لم تكن الولاية (حق) فان الشهادتين ستكونان نشيدا عقائديا لا يقيم الايمان الحق حين تفتقد الولاية الحق وتتحول الى ولاءات باطلة لا تقيم (السلام) ولا تؤمن للمؤمن امانه وبسبب الحرج الكبير لهذه الموضوعية نكتفي بالتذكير دون توسيع الدائرة المعرفية والعلة في الناس وليس في نظم الله المبينة
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق