ثمار الهجرة في نصوص القرءان
من اجل تطبيقات اسلامية معاصرة
شاركت الباحثة الفاضلة وديعة عمراني بمشاركة تذكيرية كريمة في موضوع (ثقافة الولاية الدينية في قراءة قرءانية ) المنشور في الرابط ادناه :
http://www.islamicforumarab.com/vb/t2963/#post11652
ولاهمية التذكرة نقلنا في ادناه نص مشاركة الباحثة القديرة وديعة عمراني مع نص مشاركتنا على سطورها التذكيرية :
نص المشاركة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأضيف كمشاركة منا متواضعة مما جاد به هذا الحوار القرءاني الراقي ماهية " الولاية لله " ما جاء وصفه كذلك في سورة الآنفال من آيات كريمة تُعرّف ببعض روابط الولاية بين المؤمنين وصفاتها أي شروطها :
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " الآنفال :72
"وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " الآنفال : 74
ونلاحظ أنّ :
1- خطابة الولاية " لله " جاء موجها حصراً " للمؤمنين " وليس لصفة " المسلمين " ، بمعنى ان من الشروط الاساسية للولاية هو تحقيق مرتبة " الايمان " التي تاتي طبعا فوق مرتبة الاسلام ، اي مرتبة الاسلام لا تكفي لتحقيق الولاية بل الولاية لله تتطلب مرتبة رفيعة من الايمان .
2- نلاحظ كذلك وهي ملاحظة عجيبة أن " مرتبة الايمان " لا تكفي لتحقيق الولاية فلابد من شرط آخر هو شرط " الهجرة " الاية : [وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ ] ، وطبعا المقصود بالهجرة هنا بشكلها العام هو " الهجرة الى الله " .
فالولاية لا تتحقق تطبيقا الا بشرطين " الايمان تتبعه هجرة " ويتبعه - طبعا - بعد ذلك الجهاد في سبل تطبيق نظم الايمان في ما يسعى له الفرد او الجمع المسلم من علم وعمل .
السلام عليكم
نص المشاركة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 ـ الهجرة في الله
{وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }النحل41
2 ـ الهجرة في سبيل الله :
{إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218
3 ـ هجرة الاخراج من الديار :
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195
4 ـ هجرة المستضعفين في الارض :
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97
5 ـ هجرة الجهاد بمعية مؤمنة اخرى :
{وَالَّذِينَ ءامَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75
6 ـ هجرة الفتنة :
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110
انواع الهجرة التي وردت ذكراها في القرءان هي (هجرة) لمسببات موضوعية ولكل موضوعية ممارسة تخصصية في الهجرة فالناس يتصورون نوعا واحدا من الهجرة (هجر المكان) اي مغادرة الديار الى ديار اخرى الا انها هجرة موضوعية لا تشمل كل انواع الهجر اما انواع الهجرة الاخرى فهي تحمل موضوعية غير مكانية فالمستضعفين في الارض لا تعني ان الهجرة مكانية في ارض الله الواسعة اي (اقاليم الارض) بل تعني الهجرة في ارجاء رضاء الله ففي اي موقف يكون الانسان مستضعفا فيه فان رضا الله واسع في اركان اخرى من انشطة الانسان فالفقير ان اضعفه الفقر فليغير نشاطه ففي رضا الله وسعة كبيرة ... الهجرة من الفتنة لا تعني تغيير المكان بل تعني فك مرابط العبد من مرابط الفتنة فالهجر الموضوعي سيكون عند هجر محركات الفتنة ... هجرة المعية (وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ) فهي ذات موضوعية غير مكانية ايضا فلا تعني هجرة الديار بل تعني هجر اهل الديار او دينهم او اعرافهم اوهجر مثلهم العليا والالتحاق بمعية الذين ءامنوا فاذا كان هنلك (مثلا) من قاموا بتأمين انفسهم في علاج اجسادهم خارج المؤسسة الصحية الحديثة باستخدام الطب الطبيعي (اعشاب او ممارسات استشفاء كالرقيا وغيرها) فان الذي يلتحق بهم يكون قد هجر اهله وما تعارف عليه قومه الذين لا يزالون يقومون بتأمين اجسادهم في الطب الحديث ويعتبروه ملجأ لهم عند المرض فمن يهجر مقومات قومه ويلتحق بالذين عادوا الى سبل الله ونظمه مشمولين بنص شريف (فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فالاية تخص ما كتبه الله في الخليقة ومنها الامراض (كتاب الله) ومثلها نظم التغذية الطبيعية او الزراعة الطبيعية او الملبس الطبيعي ومنها نظم كثيرة اندثرت عند الناس الا ان المجددين لها لتأمين كياناتهم وانشطتهم فيها انما جاهدوا (في سبيل الله) وجاهدوا (في الله) الا ان الذين التحقوا بهم انما امسكوا النتيجة فـ (هجروا) ما تعارف عليه قومهم والتحقوا بالمؤمنين فاصبحوا ذات صلة رحمية معهم اي ارتبطوا معهم بـ (مشغل فائق الوسيلة) ربط كياناتهم فاصبحوا من ارحامهم ليس بالنسب بل بالوسيلة الفائقة (فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ)
فالهجرة لا تعني بالضرورة تغيير الاقليم او هجر الديار بل للهجرة موضوعية ترتبط بسببها ونوعيتها
شكرا لك على تلك الاثارة التذكيرية
السلام عليكم