صلاح العمل والإيمان يفترقان ويتحدان
من اجل ثقافة إسلامية معاصرة
الفكر الاسلامي بكامل اطيافه يجعل صفة العمل الصالح في العبادات وطاعة الله ورسوله في الانشطة عموما ولعل افضل صفات الصالحين في الفكر العقائدي تكون في الزهد والتقوى والتعبد ...
القرءان يمنح عقول حملته مفصلا مختلفا في الصلاح نجده في عدة نصوص تفرق بين العمل الصالح وفاعلية الإيمان
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
يركز الخطاب القرءاني على دمج صفة الصلاح وصفة الإيمان كشرط لقيام وعد الهي (فلنحيينه حياة طيبة) وذلك يعني انهما يفترقان تكوينيا (من عمل صالحا .. وهو مؤمن) ومن خطاب القرءان ايضا تأكيد اخر
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً(طـه:112)
في هذا النص لا يوجد وعد الهي مثل (فلنحيينه) بل يوجد تأكيد لسنة خلق تكويني تؤكد ان العمل الصالح المقترن بالايمان يرفع الخوف والهظم بفاعلية تلقائية .. ونرى النص القرءاني يؤكد وجود الصلاح ونتيجته دون ان يقترن بالايمان
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:10)
ارث الارض يظهر هنا مرتبط بصفة الصلاح والارث لن يكون بوعد الهي كما في فلنحيينه بل بموجب قانون الهي وذلك التفريق بين الصلاح والإيمان ليس تفريق تكويني بل الإيمان لن يكون شرطا لإرث الارض بل اصلاح الارض شرطا لارثها
اذا استقر لدينا ان الارض تعني وعاء الرضا (الايجاب والقبول) فان عملية اصلاح الرضا لا تنحسر في اصلاح الارض التي نزرعها بل تتعدى ذلك الى كل نشاط ينشطه الانسان وفيه ايجاب وقبول (ارض) ويمكن ان نراه بناظور واسع العدسات في الصناعة فالمنتج الذي يعرض بضاعته للناس انما يقيم (ايجاب) في عرض سلعته فان كانت سلعته صالحة (جيدة) فانه سيرث الرضا (القبول) من زبائنه وتكون سلعته التي اصلحها انما هي سببا لإرث قبول الناس فيكون (ارث الارض) فصلاح السلع التي ينتجها المنتج تعني ارث رضا ذوي الحاجات ونرى بذلك سلع الشركات المشهورة بجودة انتاجها حيث ورثت تلك الشركات رضا الناس (الارض) وبالتالي اصبح الطلب على منتجاتها متزايدا مثل شركات انتاج السيارات المشهورة بجودتها الانتاجية (صلاح السلعة) او شركات انتاج المنزليات المشهورة بصلاح منتجاتها ومثلها كثير في عالم اليوم ..!! فميراث الارض يشمل مساحة الرضا بكاملها عن صلاح الايجاب او صلاح القبول او صلاح كليهما مثل عقود الزواج فان صلحت مقومات الايجاب والقبول بين الزوجين ورثوا حياتهم الزوجية بشفافية مرتجاة وان تصدع الايجاب او القبول اوكليهما في عقد الزواج (ضديد صلاح الارض) فان الصفة الزوجية لا تورث ويفقد الزوجان صفات كثيرة لعدم ارثهم الارض (وعاء الرضا)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10)
وفي ذلك النص الشريف لا يوجد اشارة لطاعة الله ورسوله بل (كلام طيب + عمل صالح) يرفعه الله فيكون في وعاء العزة التي هي لله حصرا لانه خالق كل النظم في (العزة وضديدها) ولها شرط مزدوج وعلينا ان ندرك ان (الكلم الطيب) لا يعني (النطق) مطلقا بل يعني (ربط المرابط بشكل طيب) ومنها النطق قولا فالكلم هو ربط مرابط وضديد العزة (عذاب شديد) وهو من توأمة متناظرة (مكر السيئات) ويقع في وصفين متوائمين (ربط مرابط سيئة + فعل سيء) وتساوي يمكرون السيئات .
السارق يربط مرابطه في السوء فحاجته للمال حق ولكن ربط تلك الحاجة في انتزاع حيازة المال من الاخرين دون رضا هو تخريب الارض وليس اصلاحها ... ذلك (كلم) ماكر (غير طيب) فعندما يردف بفعل السرقة يقوم العذاب
الجائع يربط مرابطه بالغذاء وهي حق فان سعى للحصول على الغذاء بموجب نظم (العزة) فانه سيزرع الارض بعد اصلاحها فيكون ما قام به هو (كلم طيب) يرتبط باصلاح الارض (عمل صالح) فيرفعه الله في حاوية العز (العزة)
اقتران الإيمان بعمل الصالحات يحمل وعدا الهيا أي ان هنلك تدخل الهي مباشر في تنفيذ الوعود وهي كثيرة ففي القرءان عبارة (الذين امنوا وعملوا الصالحات) وردت اكثر من 60 مرة ومع كل عبارة وعد الهي ..!
عندما يستطيع المؤمن ان يرى العمل الصالح مجردا من الايمان فانه سوف لن يجير الايمان للعمل الصالح وبالعكس لان كل نشاط له مقوماته وافضل ما يتوج به الانسان عمله الصالح ورد في القرءان بصفته القمة عند ترابط نظم الايمان ونظم الصلاح
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69)
فمن يطع الله ورسوله يكون (مع) صفات عددها الخطاب القرءاني ومنهم الصالحين فيكون طاعة الله والرسول لا تقوم في غير الصالحين فاي طاعة لله ورسوله من قبل غير الصالح لا فاعلية لها وهو مجرد نشاط لا يغني فاعله ..!!
حين يكون الانسان صالحا عليه ان يعرف الضرر فيقوم في عقله الصلاح ولا يمكن ان تكون صفة الصلاح مغطاة بالغفلة عن ضديدها فالصلاح وضديد الصلاح في وعاء تكويني واحد بموجب نص حكيم
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (لأعراف:168)
البلاء الالهي يؤتى بالحسنات (الصالحات) والسيئات ( الضارة) وكلا الصفتان وجهان لنشاط انساني اختص به الانسان دون الحيوان
تلك تذكرة قد تنفع
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرءاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِمِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:11)
من اجل ثقافة إسلامية معاصرة
الفكر الاسلامي بكامل اطيافه يجعل صفة العمل الصالح في العبادات وطاعة الله ورسوله في الانشطة عموما ولعل افضل صفات الصالحين في الفكر العقائدي تكون في الزهد والتقوى والتعبد ...
القرءان يمنح عقول حملته مفصلا مختلفا في الصلاح نجده في عدة نصوص تفرق بين العمل الصالح وفاعلية الإيمان
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
يركز الخطاب القرءاني على دمج صفة الصلاح وصفة الإيمان كشرط لقيام وعد الهي (فلنحيينه حياة طيبة) وذلك يعني انهما يفترقان تكوينيا (من عمل صالحا .. وهو مؤمن) ومن خطاب القرءان ايضا تأكيد اخر
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً(طـه:112)
في هذا النص لا يوجد وعد الهي مثل (فلنحيينه) بل يوجد تأكيد لسنة خلق تكويني تؤكد ان العمل الصالح المقترن بالايمان يرفع الخوف والهظم بفاعلية تلقائية .. ونرى النص القرءاني يؤكد وجود الصلاح ونتيجته دون ان يقترن بالايمان
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:10)
ارث الارض يظهر هنا مرتبط بصفة الصلاح والارث لن يكون بوعد الهي كما في فلنحيينه بل بموجب قانون الهي وذلك التفريق بين الصلاح والإيمان ليس تفريق تكويني بل الإيمان لن يكون شرطا لإرث الارض بل اصلاح الارض شرطا لارثها
اذا استقر لدينا ان الارض تعني وعاء الرضا (الايجاب والقبول) فان عملية اصلاح الرضا لا تنحسر في اصلاح الارض التي نزرعها بل تتعدى ذلك الى كل نشاط ينشطه الانسان وفيه ايجاب وقبول (ارض) ويمكن ان نراه بناظور واسع العدسات في الصناعة فالمنتج الذي يعرض بضاعته للناس انما يقيم (ايجاب) في عرض سلعته فان كانت سلعته صالحة (جيدة) فانه سيرث الرضا (القبول) من زبائنه وتكون سلعته التي اصلحها انما هي سببا لإرث قبول الناس فيكون (ارث الارض) فصلاح السلع التي ينتجها المنتج تعني ارث رضا ذوي الحاجات ونرى بذلك سلع الشركات المشهورة بجودة انتاجها حيث ورثت تلك الشركات رضا الناس (الارض) وبالتالي اصبح الطلب على منتجاتها متزايدا مثل شركات انتاج السيارات المشهورة بجودتها الانتاجية (صلاح السلعة) او شركات انتاج المنزليات المشهورة بصلاح منتجاتها ومثلها كثير في عالم اليوم ..!! فميراث الارض يشمل مساحة الرضا بكاملها عن صلاح الايجاب او صلاح القبول او صلاح كليهما مثل عقود الزواج فان صلحت مقومات الايجاب والقبول بين الزوجين ورثوا حياتهم الزوجية بشفافية مرتجاة وان تصدع الايجاب او القبول اوكليهما في عقد الزواج (ضديد صلاح الارض) فان الصفة الزوجية لا تورث ويفقد الزوجان صفات كثيرة لعدم ارثهم الارض (وعاء الرضا)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10)
وفي ذلك النص الشريف لا يوجد اشارة لطاعة الله ورسوله بل (كلام طيب + عمل صالح) يرفعه الله فيكون في وعاء العزة التي هي لله حصرا لانه خالق كل النظم في (العزة وضديدها) ولها شرط مزدوج وعلينا ان ندرك ان (الكلم الطيب) لا يعني (النطق) مطلقا بل يعني (ربط المرابط بشكل طيب) ومنها النطق قولا فالكلم هو ربط مرابط وضديد العزة (عذاب شديد) وهو من توأمة متناظرة (مكر السيئات) ويقع في وصفين متوائمين (ربط مرابط سيئة + فعل سيء) وتساوي يمكرون السيئات .
السارق يربط مرابطه في السوء فحاجته للمال حق ولكن ربط تلك الحاجة في انتزاع حيازة المال من الاخرين دون رضا هو تخريب الارض وليس اصلاحها ... ذلك (كلم) ماكر (غير طيب) فعندما يردف بفعل السرقة يقوم العذاب
الجائع يربط مرابطه بالغذاء وهي حق فان سعى للحصول على الغذاء بموجب نظم (العزة) فانه سيزرع الارض بعد اصلاحها فيكون ما قام به هو (كلم طيب) يرتبط باصلاح الارض (عمل صالح) فيرفعه الله في حاوية العز (العزة)
اقتران الإيمان بعمل الصالحات يحمل وعدا الهيا أي ان هنلك تدخل الهي مباشر في تنفيذ الوعود وهي كثيرة ففي القرءان عبارة (الذين امنوا وعملوا الصالحات) وردت اكثر من 60 مرة ومع كل عبارة وعد الهي ..!
عندما يستطيع المؤمن ان يرى العمل الصالح مجردا من الايمان فانه سوف لن يجير الايمان للعمل الصالح وبالعكس لان كل نشاط له مقوماته وافضل ما يتوج به الانسان عمله الصالح ورد في القرءان بصفته القمة عند ترابط نظم الايمان ونظم الصلاح
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69)
فمن يطع الله ورسوله يكون (مع) صفات عددها الخطاب القرءاني ومنهم الصالحين فيكون طاعة الله والرسول لا تقوم في غير الصالحين فاي طاعة لله ورسوله من قبل غير الصالح لا فاعلية لها وهو مجرد نشاط لا يغني فاعله ..!!
حين يكون الانسان صالحا عليه ان يعرف الضرر فيقوم في عقله الصلاح ولا يمكن ان تكون صفة الصلاح مغطاة بالغفلة عن ضديدها فالصلاح وضديد الصلاح في وعاء تكويني واحد بموجب نص حكيم
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (لأعراف:168)
البلاء الالهي يؤتى بالحسنات (الصالحات) والسيئات ( الضارة) وكلا الصفتان وجهان لنشاط انساني اختص به الانسان دون الحيوان
تلك تذكرة قد تنفع
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرءاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِمِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:11)
الحاج عبودالخالدي
تعليق