الداء والدواء والقرءان والناس الناسين
من اجل التذكير بحقائق قرءانية منسية في زمن الحاجة اليها
من اجل التذكير بحقائق قرءانية منسية في زمن الحاجة اليها
لا يختلف اثنان من العقلاء ان من الواجب على كل مريض ان يذهب الى الطبيب فور شعوره باعراض مرضية حتى صار ذلك الوجوب دستورا بشريا مطلقا في زمن انتشار الاطباء والدواء في كل مكان في المدن الكبيرة والصغيرة والقصبات حتى في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات البشرية مثل النقاط الحدودية او وحدات الجيش المنتشرة في عرض وطول الاوطان او على جبهات القتال او جبهات التوتر المسلح وفي معسكرات النازحين
ذلك الدستور الاستشفائي العظيم (اذهب الى الطبيب فور الشعور بالمرض) والذي غطى مساحة العقل البشري عدا بعض الاستثناءات يثير تساؤلا كبيرا لدى حامل القرءان والباحث عن الزامية دستورية القرءان فلماذا لم نجد لمثل ذلك الوجوب وجودا في النصوص القرءانية فهل الانسان يصنع دستورا يفوق دستور الله وهل في القرءان منقصة علاجية ونحن نعلم ان المرض هو شبح قاسي على الانسان وعدو قاتل في كثير من حالاته او ان هنلك امرا خفيا على حملة القرءان يحتاج الى بيان مبين ..؟؟!!
جاء في القرءان لفظ المرض في النصوص التالية :
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10
{ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} النساء من الاية43
{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ}النساء من الاية 102
{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}البقرة من الاية184
{وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً}المائدة من الاية6
{لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ}التوبة من الاية 91
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80
{فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}المزمل من الاية 20
مرض القلوب هو مرض عقلاني كما هو ثابت في علوم الله المثلى وكما تدركه مقاصد المتدبر في نصوص القرءان فهو مرض يخص المنافقين والكاذبين كما ورد ذكر ذلك في القرءان (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) البقرة 9 ـ 10
اما المرض الذي يصيب الاجساد البشرية فقد وصف في نصوص قرءانية محدودة كما تم بيانها في النصوص الشريفة اعلاه حيث اشتمل البيان القرءاني على اعفاء المريض من بعض الممارسات المنسكية كالوضوء والصيام او في الحج حين يستبدل التكليف بدفع صدقة من قبل المريض او الاعفاء عن قيام الليل في قراءة القرءان او في سقوط التكليف عند النفور للجهاد وفي وضع الاسلحة عند المرض ولا يوجد في القرءان اي بيانات عن معالجة المرض كالتي نراها في دستور الناس عند وجوب مراجعة الطبيب
يولد على هذه السطور تساؤل يستفز العقل حين يذكر لنا ربنا ظاهرة المرض في القرءان ويكتفي ببيان الاعفاءات التكليفية التي تخص المريض ولا يذكر لنا مسببات المرض ولا يذكر لنا سبل علاج المرض فهل بيان القرءان لا يحمل نظم الاستشفاء من الامراض ..؟ وهل المرض شيء غير خطير فلم يحمل القرءان تذكرة واسعة له .. ؟؟!! وبما ان القرءان فيه تصريف لكل مثل فنظم العلاج لا بد ان يكون لها تصريف قرءاني ولا بد ان يكون لمسببات المرض ذكرى قرءانية بالغة تبلغ العقل البشري لتنذره او لتمنحه ذكرى طرق الاصلاح الجسدي او العقلي ولا يستطيع حامل القرءان ان ينتقص من وظيفة القرءان التي تغطي كل شيء في حاجة الناس ويستكملها بوظيفة طبية من دون الله الا ان عقل حامل القرءان والباحث فيه سيتهم المؤسسة الفقهية التي ولد منها الخطاب الديني بعدم قدرتها على تدبر القرءان وتغطية حاجات الناس المستحدثة مما تسبب في رحيل الناس عن قرءانهم لغرض الاستشفاء في مؤسسات غير دينية تتعامل مع اجساد البشر تعاملا ماديا محضا فالمؤسسة الطبية بنيت على نظم بعيدة عن الدين بشكل مطلق الا ان بيانات الوقاية من المرض وبيانات الاستشفاء القرءانية كثيرة متكاثرة حملتها متون قرءانية كثيرة الا انها انحرفت عن وظيفتها البيانية وتم تصويرها حصرا في صور اخرى خارج وظيفة البيان القرءاني الحق وهنا تزحف سطورنا نحو بيان الذكرى للفظ (تقوى .. متقين)
لفظ (التقوى) من جذر (تق) حيث بلغت تخريجاته اكثر من 220 مرة في القرءان وهو لفظ يحمل بيان ذكرى التقوية للعنصر البشري سواء كانت التقوية عقلية او جسدية لان الانسان كائن عقلاني وجسدي الا ان مفاهيم الناس رسخت ما نادى به الخطاب الديني الموروث الذي جعل من (التقوى) صفات تعبدية تقرب العبد لله سبحانه في صلاة وصوم وقراءة قرءان والالتزام بالمثل الاسلامية المشهورة والمتعارف عليها في المجتمع المتدين كما في الازياء او في طريقة الكلام او شكل اللحية او الصلاة في الجامع وغيرها فاصبحت التقوى صفات يمارسها المنغمسون في الدين فتجردت من وظيفتها التكوينية في بيان القرءان والتي تخص (التقوية) و (الوقاية) بما تحمله مسارب اللسان العربي (المبين) من بيان يجلي غشاوة العقل في الفهم والتدبر فليس كل من صلى هو متقي وليس كل من صام او انفق مالا او تزين بزي اسلامي هو متقي لان نظم التقوية جسدية كانت او عقلية انما (تقي الانسان المرض) وتقيه الضعف بكامل صنوفه او (تقوي الانسان على المرض) واي سوء في غير صفات المرض مثل العقم او الانجاب الانثوي دون الذكوري وبيانات تلك التقوية وفيرة جدا في القرءان الا انها لم تستثمر لمعالجة التصدع المرضي او الوقاية منه وهو التصرف الاهم (الوقاية خير من العلاج) فانخرط المعاصرون في ارتال المرضى المتسكعين على عيادات الاطباء ولم ينالوا طرق الوقاية التكوينية كما يجب من خلال التمسك بدستورية القرءان فالوقاية خير والعلاج هو على شفا تصدعات الجسد لذلك وجدنا في القرءان اكثر من 220 بيانا تحت لفظ التقوى اما لفظ الشفاء فلم يجد الباحث في القرءان لذلك اللفظ كثرة الا في النصوص القليلة التالية :
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل69
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ ءايَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }الشعراء80
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14
لفظ الشفاء ورد في ست مواقع قرءانية وهو من بناء (شف .. شفا .. شفى ... شفاء .. شافي .. شفة .. شفتين .. و .. و) وهو يعني في علم الحرف (فاعلية تبادلية لفاعليات متعددة متنحية) وذلك الرشاد الفكري يعني ان الشفاء هو نتيجة لانهاء الفاعليات المرضية (تنحيتها) وبذلك يكون الشفاء هو نتيجة لنهاية المرض (شفا حفرة من مرض) وقد ذكر القرءان بيانه (واذا مرضت فهو يشفين) فيكون وضوح البيان القرءاني ملزم للعقل ان الله (هو) الذي رسم نظم العلاج للمرض فتكون نتيجته الشفاء ولا يخفى على حامل العقل ان (تقوى الله) هو التقوية بنظم الله سواء كانت قوة في العقل او في الجسد فـ مرض القلوب هو مرض عقلي حين يمرض العقل فان (المتقلبات) الفكرية تصاب بالتصدع فيصاب الانسان بكثرة الاخطاء او بالغفلة عندما يمارس صلاحياته العقلية المريضة عندما يـ (يقلب) مسار العقل من الادراك الى التصرف الموجب لحالة الادراك فحين يدرك العقل (مثلا) ان هنلك سيارة مسرعة نحوه فان ادراكه لتلك الصفة توجب عليه ان ينحى جانبا عن مسار السيارة وبسرعة كافية لتجنب مخاطرها فتقوية العقل واجبة مثل تقوية الجسد ... من تلك المراشد التي تربط القرءان بلسانه العربي المبين مع فطرة العقل الحامل للقرءان فان مقاصد الشفاء هي نتيجة للعلاج اما وسيلة العلاج فهي مبينة في القرءان من خلال فهم القرءان بلسانه العربي وادرك مقاصد الله في (تقوى الله) وللتقوية ضد الامراض هنلك مسربان لا ثالث لهما
(الاول) هو التقوية حين تقوم الوقاية من اي نظام او نشاط او ممارسة جيء بها من غير الله فمن تمسك بما جاء من الله (طبيعي) و (حق) و (صدق) فان التقوية تتفعل في نظم الوقاية لان نظم الله (أمينة) ويسعى اليها المؤمن العارف لامانها ولا ينحدر العاقل لاي نظام قام من دون الله الا بعد تعييره ووزنه بميزان موزون نراه ونمسك به في ما كتبه الله في الخلق فعلى سبيل المثال على المؤمن بنظم الله الامينة ان يعير كل مستجد جاء من دون الله بمعيار موزون في نظم الله فحين يدرك العقل البشري ان نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون او غيره من الغازات الذائبة في السوائل ومنها الماء ثابتة (موزونة) بموجب نظم خلقها الله فان ميزان تلك الغازات المذابة في الماء تعمل عمل (معيار) يتفعل في قراءة اختلال الميزان مع ممارسة المشروبات الغازية فهي اذن مشروبات غير موزونة بما وزنه الله في ما كتبه الله في نظمه المرئية في زمننا (زمن العلم) فهي اذن ممارسة من (دون الله) وخارجة على ميزان الهي وبالتالي تكون تقوى الله عند ترك تلك المشروبات لغرض الوقاية من اي نشاط او ممارسة خارج الميزان الالهي ...
( الثاني) حين تقوم نظم التقوى (التقوية) كوسيلة لعلاج المرض اي عند وقوع الحالة المرضية وعندها ستكون التقوى في نظم الهية محض والا فان الامان مفقود في غير نظم الله كما في المشروبات الغازية المساق مثلها اعلاه فالاتكاء على نظم الله في كل شيء انما ينشيء منشأة الحسنى فيكون الفاعل محسنا لنفسه وليس ظالما لها وبما ان الحسنات يذهبن السيئات بموجب دستور قرءاني فان سوء المرض يختفي تدريجيا بموجب نظم الهية متينة جدا كثير منها معروف للناس وكثير منها لا يزال خارج مكنونات المعرفة فمن ءامن بنظم الله واصلح فان له الحسنى
الله سبحانه وعد المتقين بجني غلة تقواهم فكثرت النصوص القرءانية التي تحمل وعدا الهيا والخاصة بجنات المتقين اي (جني ثمار مشغلي التقوى) الا ان الخطاب الديني حولها الى جنات مفترضة بعد الموت في حين ان حاجة الانسان تبرز في دنياه قبل ان يكون لها حضور بعد الموت فـ لـلـ الانسان حاجة في الدنيا وهو (متاع) يحتاجه فحين يقوم بتقوية جسده وعقله انما يجني ثمارا دنيوية وله مثلها بعد الموت لان الدنيا متاع الاخرة
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }الحجر45
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ }النحل31
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ }الشعراء90
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ }الشعراء90
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ }ق31
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ }الطور17
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ }القمر54
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ }القلم34
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ }المرسلات41
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً }النبأ31
نصوص شريفة كثيرة في القرءان تبين حب الله للمتقين الا ان الخطاب الديني حصر التقوى في صلاة وصوم ومناسك ولم يكن لمثل المشروبات الغازية والاطعمة الملوثة بالاضافات غير العضوية وجودا في تاريخ مروجي الخطاب الديني فما كانت لهم ثقافة قرءانية يمكن ان يحملها الخطاب الديني الموروث كما في مستحدثات زمننا فالتقوى لا تكفي في صوم او صلاة او صدق كلام وحسنى مع الناس بل التقوى تبدأ بهجر كل ممارسة جيء بها من غير الله ورغم ان دعوتنا شاملة عامة في هذا المفصل التذكيري الا ان ادوات التقوى واسعة وسعة الممارسات الحضارية التي غطت كل شيء وعلى سبيل المثال التوضيحي وجدنا (مثلا) ان المروحة السقفية تعمل عملا مضادا لسنة الخلق ونظم الله فالله سبحانه حين خلق الخلق جعل التيارات الهوائية الساخنة (تيارات الحمل) في الاماكن المحصورة كالغرف او البيوت او دوائر العمل ترتفع من اسفل الى فوق وهي سنة خلق في تيارات الحمل الا ان المروحة السقفية تعمل على ضديد ما سنه الله فتقوم بتنزيل الهواء الساخن من فوق الى تحت واذا اردنا ان نهمل (الحرارة) ولا نعير لها اهتماما الا ان نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغرف المقفلة او المساكن المقفلة حين تخرج من زفير التنفس ترتفع نحو الاعلى بسبب فارق الحرارة لتستقر في فسحة علوية زمنا محددا ليعاد خلطها مع الهواء السفلي تدريجيا بموجب نظم التبادل الحراري وبموجب تبادلية تيارات الحمل المعروفة فيزيائيا وبما ان نظم البناء الحديث خالية من التخريجات العلوية للهواء فان ضرر المروحة السقفية يؤدي الى تصدع نظم التقوية ويتعرض الانسان الى تصدعات صحية على طول زمن يختلف من شخص لشخص حسب طوره في الخلق وحسب نقاط الضعف في جسده .. ذلك مثل بسيط عن ما تستلزمه نظم تقوى الله من خلال رفض اي نشاط جاء من دون الله وان كان اثره غير مرئي في زمن قصير الا انه فاقد للامان لانه مخالف لنظم الهية مرئية في زمن العلم وفي زمن استحدثت فيه المروحة السقفية فيكون دين الله اليوم في زمن الحضارة مختلف كثيرا عن دين الاباء والاجداد فتقوى الله اليوم تحتاج الى مساحة واسعة من الرفض للمستحدثات قبل تعييرها بميزان انزله الله في ما كتبه الله في خلقه في حين كان الاباء يتحركون في مساحة متواضعة لنظم التقوى فلم يكن المحذور عندهم اكثر من السرقة وشرب الخمر والربا والزنا وقول الكذب والنفاق وامثال تلك الموصوفات المحذورة وهي قليلة ظاهرة السوء فسوئها ليس خفيا اما اليوم فهو يوم مليء بالمحذورات المتزايدة مع صفة خفاء اثرها السلبي بسبب زخرفها مع تزايد خطير لاندثار الممارسات المتصلة بنظم الله النقية واندثار بعضها مهم للغاية القصوى وعلى سبيل المثال سوف لن نجد حبة قمح على الارض لم يشملها التعديل الوراثي وعلى المتقي اليوم ان يمتنع عنها مع عدم وجود البديل المماثل فيكون كما نقل عن المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار
تلك ذكرى ما كان لها ان تقوم من اجل اجر او جاه او شهرة بل هي للمؤمنين والباحثين عن سبل الامان
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق