خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
من أجل ان يكون القرءان مع حملته بدستوريته وليس بـ التغني به وتقديسه
من أجل ان يكون القرءان مع حملته بدستوريته وليس بـ التغني به وتقديسه
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16
من اوسع بوابة لليقين في العقل يدرك حامل العقل وحامل القرءان ان هذه الاية لجيلنا وهو جيل التطبيقات الحضارية الواسعة جدا فلم يكن الانسان قبل الحضارة خالقا يخلق ما يشبه خلق الله اما اليوم فالذين يخلقون ما يشبه خلق الله كثرة تتكاثر (خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ) فاذا كان الله قد خلق الصوف والقطن وغيره لنتخذه لباسا فاليوم خلقوا القطن الصناعي والالياف التركيبية فاصبح انسان اليوم لا يميز بين الطبيعي من خلق الله والصناعي من خلق البشر
ليس الملبس وحده فهنلك الغلة التي تم تعديلها وراثيا فهي تشبه خلق الله الا انهم صنعوا لها مفاصل وراثية من جينات صبغية ومن جينات حجم كبير يسر الناظرين ومن جينات اخرى تشبه خلق الله في الشكل والمذاق وغيره فتشابه الخلق على انسان اليوم فاصبح لا يدري هل هذه التفاحة (مثلا) هي من خلق الله ام من خلق مراكز الهندسة الوراثية !!!
النص القرءاني الشريف يؤكد ان (الاولياء) الذين تولوا ذلك الخلق المستحدث بما هو غاية في الاهمية من حيث المحاذير فجاء وصفهم (أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً) واولئك الاولياء تم اتخاذهم من قبل المستهلكين بصفتهم ولاة حق الا انهم ولاة قام الناس بتوليتهم عليه لا يملكون نفعا او ضرورة بل هم ولاة تمت توليتهم من قبل الجماهير ليتسلطوا عليهم وهم في الاصل يتمتعون بغطاء قانوني يمنحهم الولاية في صلاحية ما يخلقون فالدولة الحديثة جعلت من مؤسساتها المتخصصة في ذلك الشأن ولاية قانونية ارتضاها الانسان المعاصر فكان التذكير القرءاني المبين (أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً) فالذين قاموا بخلق ما يشبه خلق الله لا يمكن ان يكون نافعا (لا يملكون لانفسهم نفعا) فكل ما اتى به الخالقين الجدد لا يمتلك مقومات النفع وفي نفس الوقت لا يمتلكون لانفسهم (ضرا) والضر هنا لا يعني (الضرر) بل يعني (الضرورة) وهو من تخريجات اللسان العربي المبين فـ الخلق الذي يخلقونه من دون الله لا يمتلك نفعا ولا يمتلك ضرورة ذلك لان الله اكبر ولا يمكن ان يكون العقل الانساني الذي قام بالتغيير اكبر من الله او ان بناء محاسن او بناء قواعد الخلق يمكن ان تكون في بشر مثلنا أحسن من الله !!!
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون من الاية 14
تذكرة القرءان في انهم خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ مبينة فينا حيث اصبحت مهمة التعرف على الحاجة الطبيعية صعبة للغاية فالتشابه بين ما خلقوا وخلق الله هو تشابه كبير مما يجعل انسان اليوم عاجز عن فرز متشابهات الخلق الصناعي عن خلق الله ولا يمتلك المستهلك (اليوم) اي معايير يعرف من خلالها ما هو طبيعي وما هو خلق صناعي وعلى سبيل المثال لا يستطيع ان يعرف المستهلك طعم نكهة الفانيلا في الكريم المثلج او في بعض الحلويات وهل هو من زهرة الفانيلا التي خلقها الله او انها من خلق صناعي كذلك الالوان والمذاقات الخاصة بالعصائر المعبئة والملابس بخامتها والوانها وملمسها والفاكهة باشكالها ومذاقاتها والخضروات باشكالها ووظيفتها الغذائية فكل شيء اصابه (المشتبه في الخلق) ومن خلال تجاربنا الميدانية كنا نستخدم المعيار السعري لمعرفة الشيء الطبيعي من غيره فسعر قطعة الكريم المثلج الطبيعية (مثلا) بحدود 4 دولار اما المختلطة بمواد صناعية فهي قد تكون بربع دولار والعصير الطبيعي المعلب باضعاف سعر العصير الكاذب الا ان هنلك من انتبه لتلك الظاهرة فاصبح يطلب سعرا عاليا ليخدع طالب الحاجة على انها طبيعية لان الناس تعودوا ان تكون الاشياء الطبيعية غالية الثمن لندرتها اولا ولكون الفطرة البشرية بطبيعتها ترفض الاشياء غير الطبيعية ففي كل ارجاء الارض تقريبا نجد (مثلا) ان الدجاجة من اصول قروية نقية تباع بثلاث او اربع اضعاف سعر الدجاجة التي تم تغيير بصمتها الوراثية ومثلها الاقمشة والالبسة وغرف النوم ومراتب الاسرة وغيرها فالحصول على قطعة لباس من صوف خالص او قطن خالص لا يمتلك معايير يمكن ان يعيرها طالب الحاجة وهو ما اكده النص الشريف بدقة وحكمة بالغة تبلغ العقل عند حامله حيث خلقوا (كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ)
مظاهر الفساد في الارض مدعومة دعما قانونيا في كل ارجاء الارض فاولياء الحكم هم الذين يمنحون تراخيص قانونية تعبث باجساد الناس ومستقراتهم التي اقرها الله في خلقه فـ حكومات الاوطان تدعي انها تمتلك ولاية (المصلحة العامة) على الشعوب والقرءان يقول (لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا) بل هم شر البلية حين يمنحون الصناعيين صلاحيات خلق ما انزل الله بها من سلطان مبين ويستحصلون ضرائب على كل ترخيص ليزداد الحكام ترفا ويسقط الشعب في هاوية الامراض وبموجب الوفرة المتكاثرة من تراخيص العبث بصراط الله المستقيم اصبح الخلق الصناعي متشابها مع خلق الله واصبح خلق الله مندثر وشبيهه المنتشر من خلق بشري فاستعرت سبل الضلال بين الناس فاصبحت الامراض تفتك بمؤهلي الحضارة وكلما تزايد الكادر الطبي وانتشرت المستشفيات وتعاظمت صناعة الادوية وكثر انتشارها كلما تزايد المرض وتفاقم اثره بين الناس حتى بات المرض يمثل ظاهرة سوء تتزايد كلما تزايدت نظم الحضارة وكلما تكاثرت النظم الخارجة على الصراط المستقيم الذي جعله الله نظاما دقيقا ومحبوكا حبكا رحيما بالناس
قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
اذا كان القرءان فينا كمسلمين من دون البشر جميعا فيكون من الحكمة ان نتخذه دستورا قبل ان نتغنى به فانشودة القرءان لا تنفع حامل القرءان في شيء وان عملية تقديس القرءان لا تعني دستوريته اذا لم يجري تطبيق لبيانه فكيف بنا وكل شخص منا حين يشتري حاجته من الاسواق العصرية يبحث عن (الرقم الصحي) الذي يمثل اشارة للاجازة القانونية ويبحث عن زمن الصلاحية والمكونات ويعتمد تلك البيانات كدستور غذائي له وكأنه يحمل ولاية حق بل هو باطل بموجب نص القرءان (لا يملكون لانفسهم نفعا) وعلى انسان اليوم ان يديم تذكرة عقله بالقرءان ليفرز ما ينفعه عن ما يسيء اليه فـ مظاهر السوء منتشرة في المجتمع المعاصر سواء كان فسادا في سلوك الناس او فسادا في اجسادهم ولا مخلص لحملة القرءان سوى القرءان ببيانه وتذكرته فهو قرءان ذي ذكر وهو الذي يهدي للتي هي اقوم
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْءانَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9
المؤمنون (حقا) لهم من يهديهم لان الله يحميهم
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
تلك تذكرة عسى ان تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق