ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء
يوم القيامة بمكانتهم من الله
قالوا : فخبرنا من هم ؟
قال :
هم قوم تحابوا بنور ألله من غير أرحام ولا أنساب
وجوههم نور على منابر من نور
لا يخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس
ثم قرأ :

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

يونس62

الذي تولاهم الله تعالى برعايته
وعنايته وهدايته وتوفيقه
فقد كان الله تعالى هو مقصدهم الاسمى
وغايتهم العظمى في كل ما يأتون ويذرون
فأحبوا في الله وبالله
ولله فأحبهم الله تبارك وتعالى
لنقاء سرائرهم وخلوص نياتهم وطهارة قلوبهم .
وقد دخل هذا الفضل العظيم كل من أحب في الله

فنصح لوجه الله وبذل من :
ماله أو علمه أو جاهه لله
ولا هدف له الا رضاء الله عز وجل
فكأنه أصبح في حركاته وسكناته
منتظما مع حركة الكون :
فالأرض يطرح عليها كل قبيح
ولا تنبت الا مليح
والشمس تبعث الدفء وتبث ضياءها دون مقابل
وكذلك القمر يحدد لنا اوائل الشهور
والنجوم تهدي الناس في ظلمات البر والبحر
والسحاب يمطر بالجود والخير فتحيا البلاد
وهكذا نعم الوجود كلها تعطي
وتمنح طاعة الله عز وجل
دون انتظار مكافأة أو مقابل
فأستحقوا محبة الله عز وجل
أولك هم أهل الفضيلة
ألذين نالوا تلك المكانة العالية
والمنزلة الرفيعة
التي يغبطهم عليها
النبيون والصديقون والشهداء.