لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى
من أجل بيان تذكرة قرءانية في المنهج العلمي المعاصر
من أجل بيان تذكرة قرءانية في المنهج العلمي المعاصر
{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ }الصافات8
من ظاهر وباطن النشاط العلمي المعاصر يشهد العلماء ومعهم جمهور حملة العقل البشري عموما والمهتمين بالانشطة العلمية خصوصا ان الحافات العلمية تتزايد بشكل طردي مع تزايد مظاهر السوء في مجمل صور الخلق سواء كانت مساويء مرضية او مساويء بيئية او مظاهر علمية ما كان لها اهتمام سابق مثل ثبات سرعة الضوء والتي دخلت في اهتمام المعاصرين فصاحبها العجز العلمي والتقني الكبير الذي حاول من خلاله علماء الحقبة الاخيرة من العلماء ليعبروا سقف سرعة الضوء بواسطة تقنية التعجيل الضخمة في مختبر سويسرا الذي فشل في مهمته وسجل حافة علمية مشهورة كما ان علماء الحقبة الاولى التي سجلت فيها بدايات النهضة العلمية المادية لم يكن عندهم هاجس علمي خطير ازاء حزمة كثيرة من الامراض ظهرت بشكل طردي مع تزايد الاستخدامات الحضارية مثل امراض السكري وامراض الدم والتي لا يزال العلم الحديث عاجز عن تحديد اسباب تلك المظاهر الفاسدة التي تفسد على الانسان استقراره وطمأنينته مثل امراض السرطان والانتشار الفايروسي المفاجيء الذي يفاجيء العلماء بين حين وحين كما حصل في فايروسات قاتلة مثل افلونزا الطيور وفايروس الايدز وفايروس جنون البقر وفايروس افلونزا الخنازير واليوم تستعر حمى انفلات فايروس (الايبولا) في افريقيا وفايروس (كرونا) في الحجاز ويمكننا كبشر ناطقين (ننطق بالحق) الذي فطرنا عليه الله وبموجب نص قرءاني يرسخ بين ايدينا (حق النطق) حين نقرأ
{فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }الذاريات23
وحين يرسخ في عقولنا ان النطق حق من خلق الهي الذي انطق كل شيء بما فيه لسان البشر
{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }فصلت21
عندها نستطيع النطق مطمئنين الى منطقنا ان علماء العصر (مدحورين) علميا ففي تجربة التعجيل لعبور سرعة الضوء (دحر الحشد العلمي) وتقيناته العملاقة وفي السرطان (دحر علماء العصر) وفي الفايرسوات (مدحورين) وفي فهم عنصر الزمن (مدحورين) وفي معرفة علة الجاذبية وتكوينتها (مدحورين) وفي كينونة النوم (مدحورين) وفي مواطن علمية كثيرة (لا تحصى) يسجلون اندحارا مبينا يعترفون به في اوساطهم العلمية وينشرون خيبتهم في الاعلام العلمي لانهم ملزمون بنشر اندحارهم لان ايدلوجيتهم في منهجية العلم انهم يعلنون مشاريعهم العلمية ويسهبون في ضخامة بحوثهم وحجم فرقهم العلمية التي تم حشرها من اجل مادة علمية مثل الحشد العلمي الضخم في سويسرا للتعجيل ومثل حشد المعاهد العليا لمكافحة امراض السرطان والحشود الضخمة لمعالجة الفايروسات كما في ازمة مرض الايدز وغيره فهم (دحورا من كل جانب) وبهذا المنطق الحق الذي جعله الله في (حافظات الذكر) في العقل البشري تقوم للقرءان قيامة علمية دستورية
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
فاذا امعنا في منهج اللسان العربي المبين وهو خامة القرءان الخطابية عرفنا ان (الملأ الاعلى) هو (مالئات العلة) وعندها نستكمل اركان ذكرى الاية الشريفة في زمننا (زمن العلم)
{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ }الصافات8
{دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ }الصافات9
ففي الفشل عذاب وهم يندحرون حين تقذف عقولهم قاذفات فكرية من جوانب ظاهرة في الخلق يرونها بين ايديهم لانهم (لا يسمعون لـ مالئات العلة) بل من جوانبها الظاهرة التي تخدعهم وتلك هي منهجية العلم الحديث عندما يرصدون (الاثر) ولا يبحثون في (المؤثر) واكبر دليل قائم من ممارساتهم هو ممارسة التعجيل في سويسرا فهم يتصورون ان (سقف سرعة الضوء) ناتج من (تعجيل سرعة المادة) وهو قاذفة عقل جانبية وليست من مالئات العلة التي تحوي سنن التكوين واذا اردنا ان نستزيد من ءايات سورة الصف سنجد ذكرى قرءانية عظيمة
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ }الصافات5
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }الصافات6
{وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ }الصافات7
{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ }الصافات8
{دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ }الصافات9
{إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ }الصافات10
فـ مالئات العلة في الخلق (الملأ الاعلى) وعاء محفوظ من فعل الشيطنة (وحفظا من كل شيطان مارد) فـ علماء العصر يبذلون جهدا وجهادا للخروج على سنن الخلق من اجل استثمار العلم لاهداف بشرية غير متصلة بالله وغير ساجدة لله وغير معترفة بالله (رب المشارق والمغارب) فهم لا يعترفون بربوية الله على الخلق بل يتعاملون مع الخلق كظاهرة قائمة وكأنها معزولة عن ربها الذي خلقها ويحاولون التحكم بها استثماريا كما حصل في الهندسة الوراثية للجينات فما ان وصل الجهد العلمي لتكوينة الجينات حتى استثمرها المعاصرون لانتاج بذور او شتلات شجرية لاغراض استثمارية في زيادة الغلة او تحسين شكلها تسويقيا دون ان يكون لهم القدرة على ولوج (مالئات العلة) لانهم لا يسمعون الملأ الاعلى وهم مدحورين على جوانبه (دحورا ... ويقذفون من كل جانب) فهم لا يعرفون (ملء علة اللون الاحمر للطماطم الناضجة) مثلا فحين تلاعبوا بجيناتها انتجوا نوع من الطماطم ذات اللون البنفسجي عندما تم ترقيع جين خاص باللون البنفسجي من نبة برية بديلا عن جين اللون الاحمر في الطماطم والمستهلكين استهوتهم تلك البدعة فانتشرت الطماطم البنفسجية في بعض اجزاء اوربا وقال فيها احد العلماء المسنين ان تغيير لون الطماطم يبقى مجهول في محاسنه او في سوئه وقال انه لا يؤيد مثل تلك الممارسة لانها غير معروفة النتائج وهو قول يترجم لنا تذكرة قرءانية انهم (لا يسمعون الى الملأ الاعلى) فهم لا يمتلكون مجسات يدركون من خلالها قول الرب في مالئات العلة فلماذا ثمرة من نبتة برية بلون بنفسجي وطماطم وهي ايضا نبتة من اصل بري الا انها بلون احمر قاني فنحن اذن (نرى مالئات العلة) ولكننا لا نسمع (بصمة الرب فيها) فهل خلقها الله بلونين مختلفين عبثا ..؟؟!! فالسماء الدنيا مليئة بزينة الكوكب ولون الطماطم (كوكب موزون) فالزينة من الوزن وبلسان عربي مبين كما ان جينات المخلوقات هي كواكب موزونة نستطيع ان ندركها بنظرة علم الا اننا عن السمع معزولون (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)
نؤكد لمتابعينا الكرام ان السطور المسطورة في هذه المعالجة لا تقيم علما ولا تفتح بوابة معرفية يمكن مناقلتها ولا ترسم معالم بحث علمي قرءاني او علم معاصر بل هي (تذكرة) من قرءان كريم في كتاب مكنون فان كان مؤهلي العلم موصوفين في القرءان عندما (نذكرهم لا يذكرون) الا ان في حملة القرءان امل ان يذكروا حين يذكرهم القرءان لانه ذي ذكر لينطلق العلم من عقول مؤمنة بالقرءان يقولون فيه (كل من عند ربنا) وان كان الامل اليوم ضعيفا فان الغد بيد الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحن انما نسعى لتامين مقومات الذكرى
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
الحاج عبود الخالدي
تعليق