قُلْ ءامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ .. ما هو ..؟ ومن هم ..؟!
من أجل التذكير بالوعد الالهي الحق في خصوصية الالفاظ القرءانية
من أجل التذكير بالوعد الالهي الحق في خصوصية الالفاظ القرءانية
{وَقُرْءاناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
{قُلْ ءامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً }الإسراء107
{وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً }الإسراء108
{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }الإسراء109
من هم الذين اوتوا العلم :
اذا رسخ بين يدي الباحث في علوم الله في القرءان ان لفظ الـ (علم) اينما ورد في منطق الناطقين وهو في اللسان العربي المبين يعني (مشغل العلة) حيث يمكن ترسيخ تلك الراشدة الفكرية الناطقة من خلال ممارسة عقلانية فطرية ناطقة يكون فيها العقل قادرا على ان يدرك تلك الراشدة ... فنقول مثلا (لا نعرف اسم هذا الرجل) فهو قول يتطابق مع فطرة النطق حين يقوله الناطق ويسمعه حامل العقل وهو قول مستساغ كما انه مستساغ الفهم .. الا اننا لو قلنا اننا (لا نعلم اسم هذا الرجل) فان القول لن يكون مستساغا عند القائل والسامع ايضا لان (المعرفة بالشيء) تعني المعرفة بالمكون اسم كان او غيره دون ان يكون العارف حائز لـ مشغل العلة فلو اردنا ان نعرف مشغل علة اسم هذا الرجل في مثلنا اعلاه فعلينا ان نرجع لذويه ونسألهم عن الاسباب الموجبة لهم حين اختاروا اسم (هذا الرجل) ومثل هذا الامر (غير مستساغ) فلا نقول مثلا (اعلم اسم هذا الرجل) بل يكون المنطق الفطري (اعرف اسم هذا الرجل) لان العارف بالاسم لا يعلم مشغل علة التسمية ... بموجب تلك المعالجة الفطرية والتي تولد من رحم النطق الفطري التي يملكها كل عقل ناطق تستطيع رغباتنا الباحثة في القرءان ان تتعرف على (البيان) في (اللسان العربي المبين) من خلال الفطرة الناطقة عندما تذوب في الخطاب القرءاني بلسانه العربي المبين متبرأة من لسان الاباء والاجداد لانهم امتلكوا صلاحيات نطق لم تكن تحت رقابتنا ولا ندري هل ما نطقوا به كان مصطلحا تصالحوا عليه لحاجتهم به اوانه نابع من فطرتهم التي خلق الله النطق فيهم لكونهم بشرا ناطقا ... من تلك الراشدة نستطيع ان ندرك السبب في عدم فهمنا لكثير من اسماء ومسميات السابقين فلا ندري لماذا وكيف سموا اسم احد ابنائهم باسم مثل (مرثد او دريد او شمر او فرزدق او عدنان او .. او ..) او سموا اسماء شعاب مكة مثل شعب (بخش) او جبل قبيس او ءابار بدر وغيرها وبالتالي فان ما اصطلحوا عليه في لفظ (علم) موضوع البحث يعني (المعرفة) وان لفظ (علم) له مقاصد غير التي تعارفنا عليها حين اختلطت بـ (المعرفة) فما تعارف عليه السابقون حين اسموا (المعرفة علم) انما كان شيء يخصهم بما تصالحوا عليه اما حين نقرأ القرءان في زمننا فان لفظ العلم سيكون (مشغل العلة) بلسان عربي مبين
{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }هود46
ففي مثل نوح ما الذي لا (يعرفه) نوح عن ابنه ..؟؟ بل نوح لم يعرف (مشغل علة ابنه) فالناجين من قوم نوح هم الذين تصدعت اجسادهم فاصبحت غير صالحة للتكاثر السليم وذلك (مشغل علة) يخص مرض الجينات المسؤولة عن (المناقلة الوراثية) وهو امر لا يعرفه عقل بشري مهما بلغ به التقدم العلمي والتقني لان في بناء الجينات خفايا خلق لا يعلمها اي لا (يشغل علتها) الا الله وحده بصفته الخالق الواحد ولا يشرك في حكمه احد ولا يشرك في خلقه احد
اذا عرفنا مقاصد الله في العلم انها (مشغل العلة) ورسخ لدى الباحث ذلك الرشاد فان الذين اوتوا العلم هم الذين اوتوا مشغل العلة وهم (علماء العصر) الذين بدأوا في بدايات (مشغلات العلة) بدءا من اقدمهم (ارخميدس) وقوانين الطفو والاجسام الغارقة مرورا بـ (نيوتن) ومشغل علة سقوط التفاحة صعودا الى مكتشفات العلم القائم بطوله وعرضه والمبني على منهجية الدراية بـ (مشغل العلة) وقد قام بفلسفة تلك المهمة الفيلسوف الشهير (ديكارت) الذي اطلقوا عليه اسم (ابو العلوم) والذي قال ما معناه ان الحقيقة العلمية تثبت عندما ترتبط ظاهرة بظاهرة تكون نتيجة لها مع ثبات علاقة السببية بينهما .... علاقة السببية بين الظاهرتين هي مركز ادراك وثبات ان الظاهرة الاولى هي التي تشغل الظاهرة الناتجة عنها وعلى تلك الاحجية العقلية الفطرية قال نيوتن ان سبب سقوط التفاحة يعود الى قوة جذب الارض لها ..!! فثبتت (الجاذبية) كحقيقة علمية كانت سببا في قيام تقنيات تتطور كل يوم من ايام زمن العلم وذلك هو العلم ومؤهليه هم الذين أوتوا العلم وليس (المعرفة) .. وحين نستبصر النص ونتدبر تذكرته الشريفة يتضح ان لوي اللسان (حركة الحروف) اسهمت في ابتعاد النص عن التذكرة القرءانية فقرأوا (مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً) فلفظ من (قبله) قرء بلوي لسان (فتح القاف وسكون الباء وكسر اللام وكسر الهاء) ففهم اللفظ على انه (ظرف زمني) اي (من قبل ضديد من بعد) الا ان لوي اللسان بصيغة اخرى للفظ (قبله) بـ (بفتح الباء وليس سكونها وفتح اللام وليس كسرها وضم الهاء وليس كسرها ـ قـَبـَلـَهُ) فيكون خارج فهمنا لـ ظرف الزمان بل في (القبول) فالذين اوتوا العلم ان كان فيهم من يقبل القرءان كدستور علم سيخر للاذقان ساجدا والقرءان يذكرنا ان القبول سيكون فرادى والسجود سيكون جمعا وهم القائلين (إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً) كما انهم موصوفين في النص الشريف (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) فما هي الاذقان ..؟هل هي ما تحت الشفة السفلى من وجه الانسان ؟؟ وما هو القصد الشريف في (يخرون) هل هو يعني النزول الى السجود كما في صلاة المنسك ؟؟ وما هي التذكرة القائمة من لفظ (يبكون) فهل هم يجهشون بالبكاء ؟؟
لفظ (خر) يعني في معارفنا نزول الشيء الى مستقر يسعى له فعندما يخر الماء من سقف المنزل انما يعني ذلك وجود (فاعلية سارية) في الماء انه يسعى للاوطأ مستقرا وحين يستقر الماء في حفرة تتوقف (فاعليته السارية) فالذين يقبلون القرءان دستورا لهم من حملة العلم (مشغلات العلة) انما تسري فاعليتهم في مشغلات العلة تلك حتى تستقر وترسخ بين ايديهم (عقلانيا وماديا) ويحصل ذلك الى (الاذقان) من خلال عملية الخر حين تقوم (وسيله) لها (فعل ساري) كما يخر الماء الى مستقر له فيكون القرءان الذي قبل به الذين أوتوا العلم وسيلة فاعلية لـ ذكرى سارية فيهم فالقرءان (ذي ذكر) ... لفظ ذقن في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية سريان حيازه فعل ربط متنحي) وذلك الترشيد الاولي الذي يعيد لفظ القرءان لاولياته في نشاة حروف النطق في مقاصد العقل يعني ان اي حيازه سارية لفعل ربط متنحي اي غير معروف مثل مسببات الامراض العصرية او الحافات العلمية يتم معها (تبادلية) عقلانية ومادية يستطيعون من خلالها (بك) المجهول (المتنحي) فهم (يًبكون) من (البك) وليس من النحيب والبكاء وذلك (الخر للاذقان) يحمل صفة الخضوع للذكرى (سجدا) ويزدادون خشوعا ... الخشوع في موجز منقول من موضوع منشور تحت عنوان (خاشعون) نقتبس النص التالي :
خشع .. هو نتاج لفاعلية (سارية) وتلك الفاعلية السارية هي نتاج لـ مجموعة (فاعليات متنحية) لا يراها الناس كما في وجوب الصلاة في مواقيتها والقبلة وحركاتها المنسكية الاخرى ومناسك الحج والوضوء والذبح فجميعها هي نتيجة لـ (فاعليات سارية) الا انها متنحية (غير مرئية) ولا يعرفها الناس الا انهم في صلاتهم (خاشعون) أي انهم يسرون نتاج تلك الفاعليات وان كانت متنحية عنهم ... عدا الارض قبل نزول الماء فهي في نتاج فاعليات (سارية) ورغم انها (متنحية) أي غير موجودة (عدم وجود الماء) فانها مرئية وفيها بيان الهي لرؤيتها (ومن ءاياته انك ترى الارض خاشعة ..!!) ... تنحي الماء هو الذي تسبب في خشوع الارض في نتيجة فاعلية (سارية) وهو (موت الارض) حين تكون (بلا ماء)
ننصح بمراجعة الرابط التالي للاستزادة التذكيرية عن لفظ الخشوع
خاشعون ..!!
فهم علماء يحوزون (مشغلات العلة) يقبلون بـ القرءان فيخرون للآذقان سجدا وهم يقومون بـ بك المجهول المتنحي وهم يزدادون خشوعا اي انهم يخشعون من اول ايمان لهم بالقرءان بعد قبوله الا انهم حين يخرون (يستقرون لمستقر تذكرة القرءان السارية فيه بصفته ذي ذكر) يخضعون لتلك التذكرة للاذقان وهي (كل تكوينة او كيان تبادلي ساري الحيازة الا انه يتم تفعيله برابط متنحي) اي غير (معروف العلة) مثل مرض السرطان او السكري او الاحتباس الحراري او غيره من المجاهيل وذلك وعد الهي كما جاء في النص الشريف (إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً) وهم سيشهدون (القارعة) التي ستصيب الذين كفروا
{وَلَوْ أَنَّ قُرْءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ ءامَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }الرعد31
وفي الاية الشريفة تاكيد لقيام علم قرءاني (ولو ان قرءان سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى) وهي ثلاث مراشد علمية لا تزال (متنحية) الربط بين يدي علماء العصر الا انها تقوم فيهم إن قبل العلماء بالقرءان وهنلك وعود الهية منتشرة في القرءان تنذر بهلاك بشري موعود
{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }الكهف59
تصيبهم بما صنعوا قارعة والله لا يخلف الميعاد ... ونؤكد لمتابعنا الكريم ان التذكرة لم تستوفي كامل اركانها الا ان متابعة انشطة المعهد ستغني طالب المزيد من الذكرى لاستكمال ما يدخل في حاجة الذاكرين والذاكرات
الحاج عبود الخالدي
تعليق