الاعتزال .. بين الضرر والضرورة في الدين
وردت بريدنا رسالة بنيت سطورها على جبل من الهموم لمسلم غيور يريد يوما اسلاميا ومجتمعا اسلاميا نقيا الا انه يرى غير ذلك ... فيما يلي نص الرسالة :
قال سلام عليكم سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا
و اعتزلكم وما تعبدون من دون الله وادعوا ربي عسى الا اكون بدعاء ربي شقيا
هذه الطريق الواضحة سار عليها ابراهيم عليه السلام عندما وجد نفسه غريبا وحيدا في دنيا يعمها البعد عن الله وقد رسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فالزم دارك فحسبنا الله و نعم الوكيل
عندما يكون المسلمين على المسلمين اشد منهم على الكفار
عندما تراق دماء المسلمين باسم الاسلام
عندما تنتهك محارم الله باسم راية الله
في هذا الزمان التزمت عزلتي فلا من ينير الطرق
ولا من يوضح لنا الشرع
ولا من يقول كلمة الحق يخاف على نفسه من الهلاك و قد هلكت الامة من خوف علمائها المتعلقين بحبائل الدنيا و المتمسحين بثياب السلطان و من كان أشد منهم ورعا تراه يخاف على نفسه من القتل
فحسبنا الله
أية امة هذه
ام اي بشر هؤلاء
لكأني بالاسلام غريبا عنهم و عن افكارهم
تموج فينا الفتن كموج البحر
لا تبقي ولا تذر
لم نعد نعلم فيها الحلال من الحرام
ولا الحق من الباطل
نمسي على رحمة الله
و نصبح برحمته
نظام مجرم مسلمون
قتلة مدنيون مهجرون
اسر شهداء نازحون
مشردون لا مدينة امنة
ولا بلدة ولا قرية
فما هذا الزمان
لربما حدثت نفسي كثيرا وربما اقتنعت اننا في زمن ظهور المهدي
فمن سيكون هذا المهدي المنقذ لنا من الضياع
اللهم ان كان هذا زمانه فاجعلنا من انصاره
وحسبنا الله
اعتذر سيدي الحاج قد اثقلت عليك همومي
ولكنني اعتبرك بمرتبة والدي الذي انا بعيد عنه لا استطيع الوصول اليه فقد تقطعت البلاد فاعذرني و خصني بجزء من دعاءك بالخير
نص الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تبتأس ولدنا البار فلله في خلقه شؤون ولو شاء الله لهدى من في الارض جميعا
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } (سورة يونس 99)
وبعد مشيئة الله لا تعلو مشيئة بشر فالله احكم مقاديرها بما نراه ونسمعه ونلمسه من سوء يومنا وما حمل ويحمل من فتن والسبب يعود الى ان الناس اشركوا مع الله ءالهة كثيرة فحقت عليهم كلمة ربك وقد دعونا للاعتزال لا لغرض الاعتزال بل لغرض الحفاظ على البقية الباقية من الملة الصالحة بين المؤمنين فكثير من المؤمنين لا يؤمن بالاعتزال الا ان الاعتزال هو دستور ابراهيمي ورد في مثل لوط وورد في امثلة قرءانية اخرى
{ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } (سورة هود 80)
{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا } (سورة مريم 48)
فهم يدعون الى ما هو من دون الله ومن غير الله فهي مسميات اسلامية يراد منها غير الاسلام ... ندعوكم لمراجعة المنشور التالي
مسميات غير إسلامية يراد منها الإسلام ومسميات إسلامية يراد منها غير الإسلام
الاعتزال لا يعني (وقف العمل في الدين) بل يعني رفض الدين المشوه الذي يدعون اليه خصوصا ذلك الدين الذي يرتبط بالوطنية والوطن ونظام الحكم في كل مكان فمسالك الوصول الى الله لا تمر عبر هيكلية الوطن او نوع الحكم او طبيعة الناس ونظم حياتهم فالدين لله ولن يشرك الله معه احدا
الحقيقة مرة للغاية وهي تقع في مركز خطة خطرة حيكت خيوطها منذ زمن بعيد يراد منها ضرب الاسلام بالمسلمين وضرب المسلمين بالاسلام ذلك لان الدين يعني العبودية لله وفرعون زماننا هو الرب الاعلى ولا يريد ان يكون (المواطنون) عبدا لغيره فان عبد الناس ربهم بالحق فان نظام الدولة الحديثة يسقط في كل مكان
المنظمة السرية التي تحكم الارض وتقود حكومات الاوطان تخشى الاسلام خشية كبرى لان الاسلام يسقط السلطنة بكل اشكالها وجائت ذكرى ذلك في القرءان (لست عليهم بمصيطر .. ما انت عليهم بوكيل ... ما انت عليهم بحفيظ .. وما انت بجبار .. بكاهن .. أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ... افأنت تنقذ من في النار ... ) فحين يكون الامر لله يسقط امر السلطان كيفما يكون لذلك قال ربنا (أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم)
السلام عليكم
تعليق