دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحشر في المدن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحشر في المدن



    تحية واحترام

    الدولة الحديثة اعلنت حداثتها من خلال مدنها فاصبحت المدن زينة العصر وزخرف الحياة الدنيا وبعد ان غزت المكائن والتقنيات عالم الزراعة اصبح انسان العصر فائضا على ارض الله مما دفع الملايين الى الحشر في المدائن في يوم زينة ياخذ بالابصار وبالقلوب , تقول تقارير امريكية ان واقع العمل الزراعي الامريكي بلغ 3 مليون عامل واداري ينتجون غلة زراعية تكفي لـ 2 مليار شخص !! فاين يذهب الناس وقد طردتهم آلة العصر من ارض ربهم غير الحشر في المدن حتى بلغ الخناق البشري اوجه المتأجج بالسوء والجريمة وزحمة السير وتلوث الاجواء في مدن حشر بها الملايين الملايين من البشر فضاقت الارض بهم بما رحبت وتنازع الانسان على امتار معدودة في مدن جمعت مترفين مفرطين في الترف وفقراء مدقعين بالفقر وتوسط بينهم بشر يعدو عدو الجمال الهيم في صحراء من جحيم وكل يسعى على قدر مقدور وقدر غير مقدور وقد افرزت تلك الظاهرة افرازات لا آدمية ولا بشرية ولا انسانية في مدن محشورة بالبشر عندما غابت فيها قوة الدولة الحديثة بشكل مفتعل ومؤقت كما في ضاحية لندن التي تحولت الى غابة بشرية تنهش الاموال وتدمر زخرف المدينة وفي عراق تمزقت اوصاله شر ممزق وليبيا ومصر وسوريا واليمن والصومال وكأن مدن الغرب المترف ستكون في منأى عن تلك الظاهرة ذات السوء المتنامي حين يكون العدوان البشري اقسى من طاعون اي زمان مضى واقسى من اي زلزال عرف بقوته

    البشر المتحضر اليوم يعلن عن ارقام مخيفة في (نازحون عن المدن) بما يزيد عن 50 مليون نسمة والعدد يتزايد ويتزايد اما النازحون في قلب المدن فهم اكثر بكثير من احصاءات النازحين عن المدن فالذين يفترشون الارصفة وينامون في المتنزهات يتزايدون في كثير من الدول حتى وصل الامر في بعض الدول ذات الحشر البشري الكبير الى قتل اكثر من 2 مليون وليد من الاناث بعد الولادة مباشرة والعقل البشري الانساني الآدمي يتفرج دون ان يكون للحكمة وجود وسط جاهلية عمياء تخضع لسلطوية وطنية لا ترى الانسانية الا في حدود الوطن لا من اجل الانسانية بل من اجل التسلط على الانسان المواطن حتى تصدعت صفات الآدمية والانسانية تصدعا خطيرا فاصبحت علاقة الاغنياء بالفقراء علاقة تزيد في الوصف عن علاقة الذئاب بالخراف فمن اجل اقتصاديات وطنية عالية لزخرف مدني فائق نرى ان مصانع السلاح في الدول المترفة شكلت وتشكل عمود اقتصاد الترف في تلك الدول ولا احد يسأل عن آدمية منتج السلاح الذي صنع آلة لقتل الانسان وليس لاصطياد الحيوان فانتشرت الحروب في الارض واصبح الموت الطبيعي للانسان نادرا وموت القتل شائعا

    الصحوة من تلك الجاهلية لا تقوم الا في كارثة مدنية تمحق المدن حتى تخوى عروشها لان الضمير الانساني المنتج للسلاح والممول للفتن قد مات موتة الابد ولبس البشر ثياب بشرية وفي جوفها قلوب الذئاب المفترسة ولا ملجأ الا في صحوة دين يقوم في حاجة يوم قاسي في زمن قست فيه القلوب فلا مفر الا الفرار من المدن قبل ان تنهدم على رؤوس الاولاد او الاحفاد

    فاز من نفر من المدينة الى ربه ’ الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين’ ـ الاعراف , ولعل هذا التحذير المنشور على صفحات هذا المعهد المبارك لا يحتاج الى الدليل العميق فنظرة حكيمة لما يصيب المدن المزخرفة من دمار على اهلها في شرق الارض وغربها نتيجة عضبة الله في اعاصير وزلازل وغضب البحر يكفي لبيان سوء المدن المعاصرة وسوء الحشر البشري المفرط فيها


    احترامي
    sigpic

    من لا أمان منه ـ لا إيمان له

  • #2
    رد: الحشر في المدن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ثقافة المدنية تألقت مع تألق الالة الحديثة وانتشار السكن العمودي مما زاد في زحمة الناس فاصبحت المدينة (مدائن) بسبب تعدد طوابق السكن وتجد ذلك في فطرة العقل فما ان تريد السؤال عن سكن صديق لك يعيش في مدينة كبيرة تسأله في اي طابق تسكن .. !!

    ظاهرة الحشر في المدن تفاقمت بشكل طردي مع حجم التطبيقات الحضارية في هندسة الخدمات من تيار الطاقة ومواسير اسالة الماء ومواسير الصرف الصحي وهندسة الطرقات وتأمين اعداد كبيرة للخدمات البلدية واعداد كبيرة من الشرطة واعداد كبيرة من ذوي المهن الطبية والمستشفيات كما ان توزيع الاراضي السكنية خاضع لادارة الدولة وسياستها ومدى استعداد الدولة لتقديم ذلك الكم الهائل من الخدمات والمنشئات الخاصة بادارة ذلك الحشر البشري ... تلك المراصد الفطرية لنشأة المدن الكبيرة تؤكد ان اجتذاب الناس للحشر في المدن هو هدف مركزي مارسته وتمارسه الدولة الحديثة في كافة ارجاء الارض بموجب خطة تختص بكل اقليم وكل شعب ويمكن ملاحظة ذلك من خلال مدن نراها في الشرق الاوسط او في باكستان وافغانستان والسودان والصومال ومدن اخرى نراها في نيودلهي ومومباي وامريكا والصين فلكل شعب مقاس خاص يتخصص بمدنه لذلك نسمع بعض اقطاب الفئة المتحكمة في الارض تعلن ثقافة مسمومة حين يعلن الرئيس الامريكي مثلا صفة (العالم المتمدن) او (الامم المتمدنة) يقابلها ما يطلق عليه اسم (دول العالم الثالث) وذلك باستخدام (معيار المدينة) عند الامم المتمدنة ... المدينة في النشاط الانساني تعبر عن ضرورة وحاجة لكل مجتمع ووظيفة المدينة هو لتبادل المنفعة في الاقاليم او الارياف المحيطة بها الا ان وظيفتها الحضارية في زمن الحضارة اختلفت اختلافا جذريا عن وظيفتها التكوينية فاصبحت المدن وحجم الحشر فيها اداة من ادوات المنظمة السرية التي تحكم الارض واذا عدنا الى ارشيف بناء واشنطن في امريكا لعرفنا ان قرار انشاء المدن الضخمة كيف يصاغ في قاعات مقفلة لا يراد منها السكن بل يراد منها اشياء اخرى !!!

    في الارياف تنخفض مسببات العدوان الطبيعية بين البشر اما في المدينة فان مسببات العدوان والاحتقان تتزايد بشكل طردي واكبر الادلة نجدها في احصاءات القضاء حيث نجد ان نسبة الجنحة والمخالفة والجريمة في مجتمع المدن ترتفع بمعدل كبير مع نسبة السكان في حين تنخفض تلك النسبة في الارياف بشكل كبير وملحوظ فاهل المدينة مردوا على النفاق ونزلاء السجون من اهل المدينة باغلبية ساحقة !!

    سطورنا اعلاه صيغت تحت عنوان معرض بناء الرأي فهي رؤيا فكرية نطرحها لكم ولمتابعينا الافاضل

    السلام عليكم
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X