تساول عن الصيحة كيف تكون ..؟!
وردنا بريديا تساؤل كريم في ما يلي نصه :
السلام عليك ياحاج
هناك تساؤل من أخت سيدة فاضلة من مصر، مهتمة لبحوثنا ، وما ينشره المعهد وتعتبر المعهد خاص في رسالته وبحوثه و تسأل عن موضوع الصيحة في الحديث النبوي
أعلم اننا في أبحاث المعهد لا نعتمد الحديث ، ولكني وعدتها ان اطرح التساؤل عليك لمناقشة :
- اولا : موضوع ءاية ( الصيحة ) في القرءان
- ومعالجة الحديث أي تعييره عن علاقة الصيحة بظهور منظومة الاصلاح المهدوية
وانقل موضوع هذه المتسائلة اليك ، ان سنح عليك الوقت هذه الايام للاجابة عليه
وشكرا لك ألف شكر السلام عليك
نص الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الصيحة في القرءان لا يختلف عنه في الرواية ففي القرءان ورد لفظ الصيحة في سبع مواقع وكانت صفة ستة من تلك المواقع بيان عن (اخذتهم الصيحة) وهو وصف غير حميد نتيجة اخذ للعذاب والعقوبة كما نقول (الشرطة اخذت المجرم) وفي موقع واحد جاء لفظ الصيحة مرتبطا بالحق
فَاصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ 40
وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41)
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43)
يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِـسورة ق الايات 39 - 45
لفظ (الصيحة) من جذر (صح) وهو تصحيح المسارالخاص بنظم الخلق فهي ليست صيحة صوتية رغم ان النص اعلاه جاء فيه (يوم يسمعون الصيحة بالحق) الا انها ليست صوت بل يسمعون (صحيح الحق) اي (صحوة الحق) والمنادي حين ينادي ليس حصرا بالصوت فالغيوم المتراكة هي نداء للمطر وغروب الشمس هو نداء لـ ليل مظلم لذلك جاء في القرءان ان الصيحة تأخذهم فالصيحة الصوتية لا تاخذ احد ولاتمسك بشيء بل هي في القصد (حاوية حيز الصح) وهو (الصيحة) ياخذ الناس فتقوم عندهم (صحوة) فلفظ صيحة في البناء العربي الفطري (صح .. صاح .. صيح .. صحيح .. .. صحوة .. صياح .. صيحة .. تصحيح .. و .. و ..و) فالصيحة التي وعد المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بها هي (صحوة) في مقاصدنا التي استقر عليها منطقنا الناطق وتلك الصحوة سيكون لها وجهان (الاول) وجه باطل وسوف يكون مادي محض يتمسك به المتحضرون ويتصورون انهم يحسنون صنعا و (الثاني) وجه صحوة عقلانية يمارسها العقلاء عقلا ومن ثم ينقلونها الى وعاء استثماري تطبيقي ...
اذا اردنا ان نطبق تلك المراشد على صحوة البشر في هذا الزمان سنجد ان الفطرة البشرية الحكيمة اصبحت تصحو من فساد الحضارة ويحاول مؤهلوا تلك الصحوة ان يعودوا الى الطبيعة في مأكلها ومشربها وملبسها ومسكنها والناس اليوم يدركون ان الحضارة افسدت انشطة الانسان في تلك المرابط التي تمثل محيط حياة الفرد (مأكل ’ مشرب ’ ملبس ’ مسكن ) فهي صيحة ستكون في فطرة العقل (صحوة) نمارسها في جيلنا واجيال لاحقة
صحوة الحق تلك سوف تقوم من نداء قريب يصدر من اجساد اصابتها امراض العصر ومن اجواء ملوثة وزحمة وضوضاء مكننة واحتقان سكن وزحمة سير وعوادم سيارات وعدوان حضاري على الانسان ففي مصر (مثلا) اعلنت منظمة اممية عن حوادث السيارات لسنة واحدة باكثر من 16000 حادثة سجلت 40000 ـ 50000 اصابه بشرية فهي ارقام حرب وليس حضارة فقرابة خمسين الف مصاب بين قتيل وجريح لسنة واحدة تعني ان هنلك حرب وعدوان تشنه السيارات على الانسان في اقليم واحد اسمه مصر ..!! ذلك هو نداء المنادي جاء من وسيلة احصائية من مكان قريب جدا وسط اهله المتضررين منه وفي احصاء سابق جرى في الحجاز بين 1990 ـ 2000 كان عدد القتلى قرابة 120000 والجرحى بعدد اكبر اي قرابة ربع مليون اصابة بشرية خلال عشر سنوات من عدوان السيارات على البشر وتلك الارقام هي ارقام حرب وعدوان على البشر ايضا ... اما احصاءات السرطان في امريكا مثلا عام 2007 كانت 12 مليون اصابة سرطانية مسجلة رسميا !!! انه عدوان واضح مبين ينادي به منادي قريب من الحدث جدا والا كيف احصوه ان لم يكونوا من مكان قريب من الحدث !!! انه قرءان ربنا فيه تصريف كل مثل ومنه يقوم دستور (صحوة الحق) عسى ان تقوم
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَاأَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ
السلام عليكم
تعليق