حوار .. صيام الاستحباب بين العلة والمعلول
من اجل بيان علة المناسك في علم معاصر
من اجل بيان علة المناسك في علم معاصر
في موضوع منشور في المعهد تحت الرابط المنوه عنه ادناه وردتنا مشاركة من الاخ (عيسى عبد السلام) حملت حوار تبادلي يقع تحت العنوان اعلاه (صيام الاستحباب) وفيما يلي فقرات الحوار نصا :رابط الموضوع
يوم دحو الأرض
مشاركة الاخ عيسى عبد السلام :
بسمه تعالى
الاخ قاسم حمادي ، حديثكم عجيب ، ولكننا ارتبنا من المعلومات التي جاءت به في مايخص يوم ( الدحو هذا ) ، لم نسمع بهذا المعلومة من قبل ،ونريد لو تفضل الاخ الكبير الحاج الخالدي ، لو يحدثنا قليلا ان كانت لديه معلومات عن هذا الامر ، وعن هذا اليوم ؟
هل مذكور عنه شيء في كتاب الله ، وما معنى ( دحو الآرض ) في التاويل !
وشكرا
الجواب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لانتباهكم اخي الفاضل عيسى اذ على المسلم المعاصر ان ينتبه لكل صغيرة وكبيرة من امر دينه ولا تنحسر نباهته لكل شيء حضاري متجدد الا انه يبقى الدين في رف تاريخي يستحضر بما علق به من غبار ماضيه لاننا اليوم بحاجة الى دين اسلامي متجدد مع حاجاتنا التي تمليها علينا خطة الاعداء (الفئة التي تحكم الارض كلها) فهم تركوا اديان شرق اسيا وتعد بالمليارات واتجهوا للدين الاسلامي وهو اقل من ربع تعداد تلك الاديان ... يهشمون كل ما يمكن تهشيمه من دين الاسلام باستخدام المسلمين انفسهم !! ... كانت تلك مقدمة لا بد منها تتعلق بما يختص من امر (يوم دحي الارض)
المعروف جيدا ان مذاهب المسلمين جميعا بلا استثناء اتفقت على هيكل المناسك الخمس المفروضة فرضا واجبا وهي (منسك الصلاة + منسك الوضوء + منسك الصوم + منسك الحج + منسك الذبح) فهي خمس مناسك ولدت من سنة نبوية شريفة وصلتنا (فعلا منقولا) وليس (قولا منقولا) وتلك المناسك الخمس متفق عليها كلية مع بعض الاختلافات التي لا ترقى لاشكالية وقف فاعليتها فهي مناسك ثابتة عند كل المسلمين ... الاشكالية وقعت في كثير من المناسك غير المفروضة وتسمى بالمناسك (المستحبة) و (المكروهة) فقد اختلف المسلمون كثيرا في مثل تلك المناسك منهم من يقر (مثلا) صيام العشر الاولى من شهر كذا وكذا ومذهب ءاخر يذهب الاستحباب لعشرة من اشهر غيرها ومنهم من يروي عن السلف الصالح استحباب صيام يوم عرفات او يوم عاشوراء او صيام ست ايام من شوال ومنهم من ينفي احدهما او كليهما وهنلك اختلافات واسعة في (المستحبات) و (المكروهات) ملأت ساحات الفقه الاسلامي ورغم اختلافها ان اتحدت في صفة (المستحبات) فهي لا تعتبر طعنة في الدين فمن اراد ان يصوم السنة بكاملها فذلك خيار غير مقدوح ومن اراد ان يضفي على اسلاميته مناسك مضافة يحبها قربة لله
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ } (سورة الحج 67)
التناقض في مثل (بعض) تلك المناسك ادى الى فرقة مذهبية عريضة فالمنسك الذي يعتبر (مستحب) في احد المذاهب اذا كان يحمل صفة (الكراهة) في مذهب ءاخر تظهر صفة التصدع الاسلامي وكأنه دين له اكثر من مصدر وذلك امر جلل حل في ساحة المسلمين في الماضي وعلى المتحضرين اليوم ان يرفضوا ذلك الدين الذي يعلن اكثر من مصدر والمعيار في ذلك هو (المختلف المضاد) فالمختلف ان لم يكن ضديد الرأي الاخر فتلك وسعة في الدين خصوصا في المستحبات والمكروهات الا ان الاختلاف المضاد هو المعول الذي فلق دين الاسلام
ما جاء في متصفح الاخ قاسم حمادي اعلاه بصفته (منسك مستحب) انتشر حديثا في مستحبات المذهب الامامي الاثنى عشري وقد كان منسك صيام يوم دحي الارض محدودا ونادرا قبل انتشار الفضائيات الدينية (التي لا نعرف من يمولها !!! ولماذا ..!! ) وما هي اسباب انتشارها بشكل كبير يفوق حد الحاجة للخطاب الديني ... رغم ان المنسك بصفته (مستحب) لا غبار عليه كما قلنا الا ان المفهوم الخاطيء لـ (دح) الارض روج لتلك الروايات فالرواية المنشورة عن الامام الرضا وهو (الامام الثامن) من الائمة الاثنى عشر عند الامامية الاصوليه تحمل الريب وهي من روايات الخبر الواحد الذي لا يعتمد في اصول الدين وان تبناه احد المذاهب فلا يجروء احدا منهم ان يحيله الى منسك واجب او اشباه الواجب ... المسلمون اختلفوا في (يوم) مولد المصطفى عليه افضل السلام واختلفوا في عشرات المواقيت في احداث مهمة واختلفوا في ميقات ليلة القدر واختلفوا في ميقات اليوم الاول للهجرة فكيف يكون معروفا يوم ولادة ابراهيم وهو في بطن عميق من التاريخ ويوم ولادة عيسى ويوم دحي الارض وهي في اول الخلق ..!! انه البرنامج المظلم الذي قادته الفئة الباغية (احياء التراث الديني) وجاءت الفضائيات لتحيي الدين مثل ما تريد الفئة ان تجعل المسلمين يعيشون خيال الماضي وفي الحاضر يقادون قيادة الغوييم !! دينهم مضى ويومهم فيه (دين الوطن) + دين المذهب + دين (قف انك عدوي) كيفما تكون فان لم تكن من فصيلتي فانت عدوي !!!!
صيام الاستحباب امر غاية في الحرج فالصيام خارج رمضان لا يكون الا لوفاء صوم رمضان ان كان المسلم مريضا او على سفر وبقية انواع الصيام التي وردت في القرءان كانت تحمل صفة العقوبة وليس الثواب (تكفير ذنوب)
1 ـ كفارة الايمان
{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (سورة المائدة 89)
2 ـ قتل الصيد اثناء الاحرام
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } (سورة المائدة 95)
3 ـ كفارة الهدي في الحج
{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (سورة البقرة 196)
4 ـ كفارة القتل الخطأ
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } (سورة النساء 92)
5 ـ كفارة الذين يظاهرون من نسائهم
{ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (سورة المجادلة 3 - 4)
ذلك هو الصيام خارج شهر الصيام فمن اي مصدر اتى المسلمون بان في الصيام (استحباب) والقرءان يقول ان الصيام عقوبة (كفارة) ..!! ذلك لان القرءان مهجور ... ثواب الصيام غير معروف عند الصائمين فكيف يصار الى تحديد (كم الغلة) من الصيام او حجم ثوابه وتظهر معادلة حسابية فيها ارقام تقول ان صوم يوم واحد يساوي صيام 60 شهرا ..!! لو عرفت غلة الصيام فيحق لنا ان نحسب اجر صيام يوم واحد يساوي كذا اوقية او كذا صاع او كذا ذراع وانه يساوي ستين اوقية من اي صيام ءاخر !! وذلك من رشاد عقل
منقول عن ائمة الشيعة الامامية ما معناه (ما جائكم منا فاعرضوه على العقل والقرءان فان تطابق فهو منا وان اختلف فهو ليس منا) ولعلنا لا ندخر وسعة في الحديث عن روايات اخرى مثلها في مذاهب اخرى ان تعرض على العقل يرفضها وان تعرض على القرءان ليس لها مربط مع القرءان مثلما سرى عند الانتحاريين المجاهدين فمن يمسي شهيدا يتناول افطاره مع الرسول عليه الصلاة والسلام !! ويروى ايضا ما معناه ان (ثوب المرأة كلما طال خلفها كلما زاد ثوابها وخفت ذنوبها) يقابله تقصير ثوب الرجل !! مثل هذه الروايات ان عرضت على العقل فالعقل يرفض ان يعرضها على القرءان لانها لا تمت للدين بصلة عقلانية لان الثوب وشكله (الجلباب) هو واحد من الواجبات ويلقى على جيوب المرأة لاخفاء ما ظهر من زينتها اما ان يخفي الارض خلفها من شدة طوله فهو ما لا يقبله العقل
نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى
الصائمون ونظم الخلق
كيف يكون منسك الصيام كفارة ..!!
{ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا } (سورة مريم 26)
حتى (النذر بالصوم) لم يفهم بحقيقته فقد قيل في شروحات الفقه (نذر الصوم) مستندين الى حزمة روايات وفيها من يذكر نذر مريم بالصوم ولكن نسوا متن القرءان وفيه (فكلي واشربي وقري عينا) فهي تاكل وتشرب الا انها تصوم في تكليم الانسي وهو صوم غير معروف عند المسلمين وقد جاء ذكره كمنسك في مثل مريم ومثل زكريا
{ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءايَةً قَالَ ءايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } (سورة مريم 10)
صوم (الصمت) لا وجود له في مناسك المسلمين ومستحبات اعمالهم لانه لم يكن سنة نبوية الا انه مذكور في القرءان وعلى حامل القرءان ان يتفكر به ويتفكر بعلته
دحو الارض , او دحي الارض , او دح الارض ... في منطقنا الناطق نقول (دوح .. دوحة) ويقال في بعض الاقاليم العربية ان (فلان دايح) اي انه غير مستقر ينقلب في كل شيء ويقال عربيا (حمام الدوح) وهو نوع من الطيور غير المملوكة لاحد ... اللفظ من جذر (دح) ومنه يكون (دح .. دوح) مثلما نقول (قل .. قول .. سر .. سور ...) والدوحة في معارفنا (حافظات الذكر) يعني (الحاوية التي تقلب مسار فائق الربط) فمن يريد ان يقول الشعر يذهب الى (دوحة الشعراء) فيرتبط ربطا فائقا مع شعراء يسمعونه وحين نقول (دوحة الفن) فهي حاوية تحوي الفنانين او صنوف الفن لانهم يمتلكون رابط فائق الربط ... لفظ (دح) في علم الحرف القرءاني يعني (فائقية منقلب مسار) فيكون لفظ (دحاها) يعني (فاعلية منقلب مسار ديمومة فائقة الفعل) وهو وصف دقيق وحكيم للايات التي توالت بعد ءاية دحي الارض
{ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } (سورة النازعات 30 - 33)
وهو وصف علمي لدورة الماء في الطبيعة (يتبخر من الارض الرطبة والبحار ثم ينقلب مساره عبر الغيوم والامطار والانهار فيعود للبحار وللارض الرطبة) (دورة النايتروجين في الطبيعة ـ التفسخ) (دورة الاوكسجين عبر النباتات في الليل والنهار) (دورة الاجيال عبر الانجاب ثم الموت) وذلك هو دحي الارض (دوحة الخلق) نراها في كتاب الله المكنون لـ (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون)
بعض الناشطين في الاعجاز العلمي القرءاني يقول ان (دحي الارض) هو جعلها منقوصة الكروية ويقولون انه اعجاز كبير لان العلماء المعاصرين اكتشفوا ان الارض غير كروية بشكل تام وانها منضغطة في قطبيها ... !!!
السلام عليكم
يتبع لطفا
تعليق