تحية واحترام
بعد ان توضحت نتائج ثورات الربيع التي ادت الى انتشار ظاهرة الموت في المجتمعات التي كانت تبحث عن الحياة وازداد عدد مخيمات النازحين وتكاثرت المقابر الجماعية اصبح من الضروري ان تقوم صحوة في اوساط المجتمعات تعالج ثورات الموت تلك من خلال استقالة الناس من رؤسائهم وملوكهم بشكل نمطي نافذ يقيم ثورة للحياة بدلا من ثورات الموت وتلك الصحوة بسيطة وسهلة وقد مارستها منذ 40 عاما فادت ثمارها بشكل كبير لي ومن تبعني الرأي فيها الا وهي (لا شأن لي بالسلطان) ولا اسأل عن حكمته او عدالته او محاسنه او مساؤئه فهو وان استبدل انما يستبدل بموجب خطة خفية على الناس فان كانت الخطة حسنة فسيكون رأس الحكم ذا محاسن وان كانت الخطة سيئة فان رأس الحكم سيكون سيئا وبين الامرين تصاعد طردي فكلما زاد سوء الخطة كلما كان الحاكم اكثر سوءا
ثورة الحياة ضد ثورة الموت لا تعني الاستكانة والتملص من الواجب بل تعني محاربة الخطة السيئة من جذورها وتفويت الفرصة على مصممي تلك الخطة حين لا تؤتي ثمارها كاملة ولا يشترط ان يكون نجاح تلك التجربة شاملا عاما لكل افراد المجتمع بل يكفي ان ينجو من يريد الافلات من سوء الحكومات وسطوتها وسوء الخطط التي يديرها رأس الحكم ويحصل عندما يرفع شعار شخصي أن (لا شأن لي بالسلطان) فليكن السلطان كيفما يكون وان كان الشيطان بعينه واسعى انا لاكون كيفما اريد ان اكون وتنتهي الازمة بيني وبينه وحين اسمعه يلقي خطابا استفزازيا فهو لا يستفزني بل يستفز الجهلة الذين يراد ادخالهم في ثورة الموت
السلطان الجائر هو الحال الاكثر شيوعا على مر التاريخ والاستثناء ان يكون هنلك سلطان عادل خصوصا في الاقاليم التي تفقد وصالها الاجتماعي وتكون صفتها عدوانيه فيما بينها فلن يحكمها سلطان عادل حتى وان كان السلطان يحب العدل ويريد ان ينفذه الا ان عدوانية المجتمع تمنعه من ممارسة العدل ومن ذلك يتضح ان (الحاكم العادل) يقوم حين يكون (العدل هو العرف السائد بين الناس) فان يأس الشخص من عدالة مجتمعه وسلطوية حاكمه فعليه ان يتعامل مع الامر الواقع وان ينسى حلم الحاكم العادل فيقيم ثورة الحياة في نفسه وكيانه اما اذا انحاز لطيف مجتمعه ودغدغته الشعارات الزائفة فانه سوف يلتحق بثورة الموت ومنها تتكاثر مخيمات النازحين والمقابر الجماعية ويضيع الحق وسط زحمة الجهل بسبب كثرة الجهلاء
احترامي