اللغة البشرية الموحدة
من أجل بناء الطرق لدخول علوم النطق البشري
وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:30)
ولتعرفنهم في (لحن القول) مفتاح قرءاني يقيم تذكرة تثير الباحث للبحث عن مقاصد الله في (لحن القول) الذي جعله القرءان مصدرا معرفيا (ولتعرفنهم) وحين يكون الوصف الالهي (إنه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) يكون لزاما على الباحث ان يحمل البحث (لحن القول) وخاصيته المعرفية على طبق فكري جهادي للبحث عن الحقيقة التكوينية لخلق النطق ويسفر الباحث في (كتاب الله) الذي كتبه في الخليقة النافذة اليوم ليبحث في (سنن النطق) التنفيذية في هذا الكتاب المكنون ..!! فيكون ..!!
كل البشر وفي كل لغاتهم يوجد (لحن القول) وما اللهجات المحلية الا هي (لحنا قوليا) معروفا ومشهورا في فارقة تفرق بين المدن والاقاليم ومن خلال بحوثنا عن تلك النقطة وجدنا الانسان عموما في كل بقاع الارض (يعرف) منبت محدثه من خلال (لحن القول) وتلك ثابتة يعرفها كل من يمر على هذه السطور فهو بيان مبين عند الناس اجمعين وفي كل بقاع الارض وبالتالي فان لحن القول يقيم البيان المعرفي في ثابتة بحث على طاولة بحث مستقل عن كل النظريات والاقاويل العلمية والثقافية والعقائدية ذلك لان مصدر هذه السطور هي (ذكرى) من قرءان كما بدأت في قمة هذه السطور ... لحن القول يقيم بيان معرفي بين الناس وقد لمسنا البيان المعرفي في عائدية الشخص الاقليمية من خلال لحن القول في قومه (لكنة لغة الاقليم) فيقول القائل وجدت لكنة كلامه حجازية او نجدية او مصلاوية او مغربية فلحن القول اقام البيان وبعد ان ثبت لدينا ان لحن القول يقيم البيان في اقليمية المتكلم يبقى علينا ان نعرف الحدود المعرفية التي تمثل مساحة البيان الاجمالي في لحن القول ...
النص الشريف اقام الذكرى في عقولنا ان (لحن القول) يقيم خاصية معرفية في اهل النفاق ورغم ان سطورنا لم تخصص سطورها لخاصية النفاق الا ان استدراج تذكرة بحثية مهمة ستقوم في تلك المهمة البحثية ذلك لان النفاق هو من دفائن النفوس ومستقرات عقلية عميقة وصعبة البيان الا ان القرءان يقول ان لحن القول يقيم معرفة خصوصية مقاصد النفاق العقلية عند المنافق فاذا كان لحن القول محصورا بين (عميق العقل) في النفاق و (عائدية المتكلم الاقليمية) التي تمتلك بيانا ماديا في الانتساب الاقليمي وهو بيان لا يشترط ان يكون في عمق العقل او حتى في سطحه لانه مادي في الاقليم فان ذلك يشير الى ان لحن القول يتحرك في مساحة واسعة تقيم بنود معرفية لا حدود لها لمقاصد العقل (من اوج في عميقها) كما في مقاصد النفاق الى ما هو (خارج العقل) كنقطة حضيض في الانتساب اللغوي الاقليمي ... تلك الضابطة الفكرية الوليدة هنا سنحولها الى مكعب فكري ملون على طاولة هذه السطور الباحثة عن الحقيقة المرتبطة بسنن النطق (آيات في انفسنا) وهي منشأة من عقل ناطق هو عقل الانسان الذي فطرت فيه سنة النطق فطرا الهيا (فاطر السماوات والارض) ..
عندما يكون المكعب الفكري الملون على طاولتنا والذي يستحلب البيان من (لحن القول) فلسوف نستخدمه اداة للكشف عن اللغة العالمية الموحدة في :
لحن القول في السؤال ... سنجده لحن موحد في كل لغات الارض فلحن القول يصوغ قصد السائل في السؤال
لحن القول في التعجب .... سنجده لحنا موحدا عند كل البشر
لحن القول في الغضب ... سنجده موحدا عند كل البشر
لحن القول في الرضا ... سنجده موحدا في كل لغة
لحن القول في التوسل ... لحن القول في الفزع ... لحن القول في الخوف ... لحن القول في الاضطراب الفكري ... لحن القول الصادر من المتعب ... لحن القول الصادر من المريض ... لحن القول الصادر من الجائع ... من العطشان ... من الهارب ... كل تلك البيانات هي من (مقاصد) بشرية يمكن ان يدركها البشر من أي لغة كان وهو لا يعرفها ... يضاف اليها مرابط تكوينية في لحن يشارك فيها البشر اجمالا ويفهمها الناس رغم اختلاف لغاتهم في :
الضحك ... لكل ضحكة مقاصد يدركها الناس على اختلاف لغاتهم فضحكة الفرحة تختلف عن ضحكة الاستهزاء وتختلف عن ضحكة النصر وتختلف عن ضحكة الاستغفال وكلها اصوات لها (لحن قول) لها رابط معرفي
البكاء .... لكل بكية صوت ملحون يدركه العقل البشري مهما كانت لغة الباكي ولغة السامع ... بكاء الالم يختلف عن بكاء الحزن ولبكاء الدلال لحنا خاصا وبكاء الفشل له لحن خاص عند الاطفال وبكاء الرفض والاحتجاج له لحن خاص في بكاء الاطفال ... بكاء المحتال تدركه فراسة السامع في لحن البكاء ...
الصراخ .... لكل صرخة لحن فيكون صراخ المستغيث من خطر ليس كصراخ المستغيث من عذاب الضرب وصراخ الطفل الجائع مختلف عن صراخ الطفل المتألم (الصراخ ليس بكاء) فصراخ المرأة عند الولادة له لحن يختلف عن صراخ المرأة المتألمة من ضرب او عذاب اخر مثل سقوط دولاب عليها او حريق نار فلكل صرخة لحن ولكل لحن مقاصد يمكن ان يدركه (يعرفه) عقل الاخر دون اشتراط اتحاد اللغة بين من يعلن مقاصده ومن يسمعها ...
اصوات التنبيه .... يستخدم البشر اصواتا لاغراض التنبيه ولها مقاصد في لحن القول ونجد مثل تلك اللغة الموحدة في زمار السيارات فلكل سيارة مزمار فالزمرة الطويلة لها مقاصد ترتبط بالحدث فان كانت المخاطر شديدة فلحن الزمار الطويل النغمة يعني شدة الخطر وان كان (لا خطر) فطول لحن الزمار يعني احتجاج المزمر ..!! كما يستخدم الانسان فمه للصفير لبيان مقاصده فالناطور يصفر ليعلن انه موجود ليهرب السارق قبل ان يسرق ... صاحب الحقل يصفر ليسمع اهله بكمال حوي الغلة ليأتوا اليه لكي يحملوها معه ... وكثيرة هي مفردات اصوات التنبيه والبشر يعرفونها دون شرط الاتحاد اللغوي ..
اصوات دلالية بشرية عامة : صوت دلالة التعجب (اوه) .. لحن قول بشري مشترك ... صوت دلالة الالم ... لحن قول (بلا حروف) يعرفه البشر في كل لغاتهم ... انين التعب (لحن قول بلا حروف) يشترك فيه البشر جميعا ... انين الحزن ... هو لحن قول يدل على حزن ... انين المرض .. لحن قول بلا حروف ... صوت النفي (بلا حروف) هو لحن قول مشترك بين الناس جميعا تصاحبه احيانا هزة الرأس يمينا ويسارا ... صوت الايجاب هو لحن قول بلا حروف يصدر من كل البشر ترافقه احيانا اشارة طأطأة رأس ...
صوت حروف النطق .... كل البشر يدركون صوت الحرف الواحد (ن .. ق .. س ) ومهما اختلف لحن القول في نطق الحرف الواحد (المنقطع عن اللفظ) الا ان لحن القول للحرف داخل اللفظ يبقى موحدا بين البشر ... فالحروف عند كل البشر لها قصد واحد في العقل الا ان الناس لا يعلمون وفي هذه الدوحة تذكرة لعلم قرءاني يطرح لاول مرة على العقل البشري ذلك لان بحوثنا القرءانية وتر لم يكن لها حراك فكري سابق .. ننصح بالمرور على (عولمة الحرف في المقاصد البشرية)
سر القرءان المفقود (1) عولمة الحرف في المقاصد البشرية
هدف تلك الرحلة الفكرية التذكيرية سيكون في ادراك مدركة خلق كبرى تعلن لاول مرة في حراك عقلي يتحرك منشورا بين الناس وهي ان (الصوت) هو (ماسكة) لـ (وسيلة نقل) تنقل (المقاصد) أي ان الصوت لن يكون (كينونة النطق) بل هو (ماسكة وسيلة نقل المقاصد) فالنطق موجود عند كل الخلق بشكل مطلق
(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت:21)
فكل شيء في الخلق هو مخلوق (ناطق) الا ان الانسان امتاز بقدرة الامساك بماسكة نقل مقاصده والانسان امتلك قدرة مسك تلك الماسكة فاصبح الانسان (ناطقا) ... النحل ناطق الا ان ماسكته مختلفة ... الشجر ناطق الا ان ماسكة وسيلة النطق فيه بايولوجية .. المادة ناطقة الا ان ماسكة الوسيلة الناقلة فيها (فيزيائية كيميائية بايولوجية) ... الانسان يمتلك (ماسكات وسيلة نقل المقاصد ) وليس (ماسكة صوتية حصرا) فهو يمتلك :
1 ـ ماسكات نقل المقاصد ماديا وهي :
• الصوت
• الكتابة
• الاشارة
• الالوان
• سحنة الوجوه
• الفعل .. الافعال تدل على المقاصد كما في شرب الماء او عمل كرسي او بناء دار فكل تلك الافعال ومثلها تدل على المقاصد
• الشم ومنه العطر والرائحة فعندما نشم عطر اللحم في رجل نعرف انه جزار ورائحة اللبان ومثلها رائحة المخللاتي ...
• الذوق فعندما نرى ان فلان يأكل الليمون نعرف انه (يحب) المأكل الحامض
• السكون ... فالصمت (لا صوت) له مداليل بشرية عامة وهو يعني ان الصامت يرفض الجواب او انه لا يعرف الجواب
2 ـ ماسكات نقل المقاصد عقليا
• الوحي وهو ما يمارسه الله سبحانه مع بعض عباده فيوحي اليهم كالرسل والانبياء والصالحين فاوحى الى ام موسى والى مريم .
• التخاطر ... توأمة الخواطر بين الناس (وحيا) وقد حصد هذا النوع من التناقل المعلوماتي على مساحة اهتمام واسعة في انشطة علوم الباراسايكلوجي في الربع الاخير من القرن الماضي تحت مسمى (التلباث)
• الذكرى ... وهي في ربط العقل مع الفطرة وهي مركز الهدف الذي سعت اليه هذه السطور ..!!
(وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذريات:21)
ولكن آيات الارض صارت طغيانا علميا في غفوة فكر قاسية احتوت حملة القرءان فاصبح القرءان في مهجر رغبات الناس وركن القرءان في رف مقدس وذهب حملته الى دين العلم وطغيان بريقه وذهب اخرون الى بطن التاريخ يبحثون عن الدين وعن لغة الدين ولغة الأءدميين ونسوا ان الايات في انفسهم هم وعليهم ان يتيقنوا منها فتتحطم الاقفال من على قلوب لا ترضى ان تتدبر القرءان
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
ما كانت هذه الا اثارة مسطورة لتقيم علما معرفيا مكتسبا ولن تكون علما يكتسب بل ذكرى لمن شاء الذكر وهجر لمن شاء الهجر
الحاج عبود الخالدي
تعليق