وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ
من اجل بيان نظم الخالق والانسان
من اجل بيان نظم الخالق والانسان
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ .... لفظ (توفيقي) من جذر عربي (فق) وهو في بناء عربي فطري (فق ’ فاق , يفوق , فوق , متفوق , إفاقه , اتفق , اتفاق , إتفاقية , متفق , موفق , توافقي , موافق , أوافق , توفيق , توفيقي , توافقات , أفق , أفاق , وووو ) وذلك من لسان عربي مبين
الجذر العربي (فق) يعني (فاعلية ربط متنحية بديلة) وهي تحصل عند الافاقة من النوم او الافاقة من الغفلة لان النوم فاعلية ربط متنحية عن السعي والتفكير والافاقة من الغفلة مثلها لان الغفلة العقلية هي فاعلية ربط متنحية عن الصحوة العقلانية !
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } (سورة هود 88)
ادارك او فهم النص مرتبط بـ (توفيق إلهي) فالنص الشريف يذكرنا ان التوفيق لا بد ان يكون متصلا بالله وهو يعني حكما الاتصال بنظام إلهي مؤكد او الاتصال باثر لـ خلق إلهي تذكيري مؤكد ولن يوجد اثر عقلاني مؤكد اكثر من (بيان القرءان) لانه يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين وفي مثل هود في نص الاية الشريفة أعلاه جاءت ذكرى الإصلاح (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ)
{ إِنَّ هَذَا الْقُرءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
ان استحكمت ذكرى الايات أعلاه وما التحق بها من بيان فان التوفيق الإلهي غير متاح لكل طالب للإصلاح الا بتوفيق إلهي (نظام نافذ مرتبط بخلق الله وليس غيره) لذلك جاء نص قرءاني عالي التذكرة يؤكد ذلك المسرب التذكيري
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي ءاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } (سورة الكهف 57)
واذا اردنا ان نتدبر القرءان بموجب تذكرة ملزمة لنفهم ما هو التوفيق الإلهي او غيره من الهدي الذي تسبقه الذكرى علينا ان ندرك بفطرة عقل محض ان (دبر القرءان) هو (حرف القرءان العربي) ولن نذهب بعيدا في فطرة العقل فالقرءان يذكرنا بمركزية ذلك الدبر ومنه (التدبر) في ورود حروف القرءان المقطعة والتي عجز عن فهم مقاصدها ووظيفتها أجيال متعاقبة من حملة القرءان فنقرأ
{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } (سورة القلم 1)
لا يستطيع الباحث القرءاني ان يشطب الحرف (ن) من النص فيكون لزاما على الباحث الساعي لرضوان ربه ان يعرف مقاصد ووظيفة الحرف في القرءان وذلك هو دبر القرءان والذي جاء فيه نص حاد الوصف
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (سورة محمد 24)
القلوب ليست تلك القلوب النابضة في صدر الانسان لان ذلك القلب الدموي لو وضع عليه قفل فان الانسان يموت خلال ثلاث دقائق ولن يستطيع رفع الاقفال عن قلبه الدموي النابض لذلك قلنا في مذكرات قرءانية سابقة ان تلك القلوب هي المنقلبات العقلية ولم نجد في طول وعرض الخطاب الديني التأريخي من استطاع رفع الاقفال من على المتقلبات العقلية ليعرف ان الحرف العربي هو (دبر القرءان) وكيف يكون لهم أن يعرفوه وجل فقهاء المسلمين ومفسري القرءان لسانهم (غير عربي) ولا يمتلكون فطرة النطق العربي ليعرفوا ماهية الحرف القرءاني والدليل ان عقولهم (متقلباتهم العقلية) أقفلت إزاء مقاصد الحروف العربية المقطعة والتي وردت في القرءان بصفتها رسالة لجيلنا (جيل العلم ومعرفة علل الأشياء) بما يختلف عن جيل الأجداد القريب الذين كانت تحكم عقولهم الفطرة المتواضعة التي تكفي لمعالجة شؤنهم المتواضعة ايضا اما زمننا العلمي الذي توسع بابتكار الأدوات وزاد كثيرا من حجم الممارسات في تقنيات لا تتوقف عند سقف محدد فاصبح حتميا على حملة القرءان ان يرفعوا الاقفال الموروثة التي هيمنت على متقلباتهم العقلية وعليهم استثمار حبهم للقرءان تقربا لبارئهم الذي قال في قرءانه
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُورًا } (سورة الفرقان 30)
مسئولية جيل العلم في كشف بيانات القرءان ليست دعوة باحث او كاتب مقال بل هي من صميم كينونة القرءان ذاته ونقرأ مثلا (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) فمثل ذلك النص لم يكن بيانه متاحا لحملة القرءان الأوائل الا ان جيلنا حري به ان يعرف ان القمر تابع ارضي بموجب نظم الجاذبية التي عرفت أخيرا وأن الشمس لا ينبغي لها (لا تستطيع جذب القمر) لانه مرتبط بجاذبية الأرض !!
كشف بيان القرءان العلمي يعني (الافاقة) من منومات التأريخ ولتلك الافاقة (محتوى) بدلالة حرف (ت) في لفظ (توفيقي) فهي إفاقة عقل علمية لمحتوى يمثل حاجة العاقل كما افاق الاوربيون بعد عهود مظلمة ليتصدوا للعلم المادي الذي زاد من تحضرنا ولكنه اركسنا في ضلال مدمر ونحن نحمل القرءان وفيه تصريف لكل مثل !!
تَوْفِيقِي .... تعني في علم الحرف (حيازة محتوى) لـ (فعل ربط متنحي الرابط) لـ (حيز تبادلي الفاعلية) وذلك ينطبق بنسبة تامة على ما يجري في المعهد من معالجات تذكيرية تنفع مؤهلي الأمان (المؤمنين) الذين يسعون للنجاة من خطايا الحضارة ومساوئها الخفية والظاهرة فالتوفيق الإلهي هو (حيازة محتوى) وهو عقلاني محض (صحوة) لفعل ربط متنحي الربط مثل ما بينا في مذكرة سابقة (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) الا ان بيض المائدة المعاصر فيه زوج واحد لانه غير ملقح وهي هي (حيازة محتوى لفعل ربط متنحي الرابط) وهو بيض منتج بلا ديكه (زوج واحد) ويتسبب بانجاب الاناث اكثر من الذكور وهو ما نشهده مرئيا في مجتمعنا المعاصر وما يدعم تلك الضابطة التذكيرية نراه في مملكة النحل التي تأكل حبوب اللقاح (زوج واحد) فينجب ذلك المخلوق مزيدا من الاناث يصل الى 98% و 2% ذكور فقط !!
https://www.islamicforumarab.com/vb/node/2545
ذلك هو (المحتوى الإلهي) عندما يريد طالب الصلاح ان (يتوفق به) ليكون القرءان دستور تطبيقي الا ان ادراك الذكرى من القرءان ومن سنن الخلق تحتاج الى (مصالحه) مع أنظمة الله لان الذكرى غير متاحه لكل من أراد الذكرى
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
من تمسك بالنظم المبتدعة والمبتكرة الحديثة لينجو بوسيلتها فتكون الذكرى من القرءان عصية عليه ومن تمسك بالخطاب الديني الموروث في قصص الأنبياء وروايات الدين فلن يكون مؤهلا للذكرى القرءانية
وذلك هو توفيق الله لعباده سواء توفيق سالب او توفيق موجب
الحاج عبود الخالدي
تعليق