وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ !
من اجل بيان مرابط الانسان بالخالق
من اجل بيان مرابط الانسان بالخالق
{ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة الزمر 49)
أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ... وردت في القرءان 15 مره ... أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ وردت في القرءان 11 مره ... عموم لفظ .. لَا يَعْلَمُونَ تكرر في القرءان 43 مره بروابط بيانية مختلفه
ذلك البيان المتكرر في القرءان يؤكد أن (غفلة الناس) الذين وصفوا بـ اكثرهم لا يعلمون يعني بعقل فطري انهم (غافلون) عن مشغل علل الأشياء والظواهر والسنن وقد روجنا في بحوث سابقه ان (العلم) لا يعني معرفة الشيء بل يعني (مشغل علة) الأشياء فالناس جميعا (يعرفون) الأشياء والظواهر والممارسات (السنن) وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ لا يعرفون مشغل علتها !!
علة الأشياء هي كينونتها (في فطرة الخلق) وتلك الضابطة الفكرية يمكن ادراكها بفطرة عقل متواضعه فالسابقون (مثلا) عرّفوا الماء بالماء فقالوا في مأثور ما وصلنا من كلامهم في قدح حامل الفكر المتجمد (وبعد الجهد عرّف الماء بالماءِ) ولكن علماء العصر عرفوا مشغل علة الماء انه نتيجة لـ اتحاد ذرتين من الهيدروجين مع ذرة من الاوكسجين بوجود شرارة كهربائية فكان الماء وهو (سر الحياة العضوية) بامتياز فائق !
اثبت العلم الحديث بحراكه الكثيف ان الغالبية القصوى من الظواهر ومظاهر الخلق تسمح بالوصول الى علتها التشغيليه وعلتها الترابطيه وحتى علة وجودها ضمن أنظمة الخلق ومكوناته والقرءان بين ذلك الحراك العلمي حين ذكرنا (مثلا) بان { لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} فلو كان بين المسلمين شخص اهتم بالبحث عن العلة كما اهتم شخص اسمه (نيوتن) لادرك المسلمون علة تساقط الأشياء من فوق نحو الأسفل بموجب نظم جذب مرئيه ولو استخدم احد المسلمين عقله ورمى بحجارة نحو الأفق وحجارة أخرى عموديا نحو السماء وراقب زمن سقوط الحجارة المرميه نحو الأفق مع الحجارة المرمية الى الأعلى لعرف ان الحجارة التي اندفعت بعزم افقي تأخرت في السقوط عن مثيلتها التي ارتفعت بعزم عمودي ! ويستطيع عقله ان يجزم بان حركة الاجرام دوارة خصوصا ان القرءان بين تلك الظاهرة
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } (سورة يس 40)
سبب هذه المذكرة (ثقافي) قبل ان يكون علمي لان المسلمين يشكون حال اسلامهم في زمن التحضر ويشعرون بضيق صدورهم الا ان التقاعس عن علوم القرءان سيزيد من تبعيتهم لحاضرة الحضارة العلمية التي استطاعت ان تربط العلة بالمعلول وفي القرءان سبق زمني طويل جدا كان حملته مرشحون لتبني الرياده في (العلم) والعلم هو مشغل العله ولكن الأسف لا ينفع بل على جيل العلم المعاصر ان يحتظن علوم القرءان ولن يكتفي بتاريخه او بتقبيله او قرءاته فقط فـ (قدس القرءان) في بيانه وبيانه في ءايات بينات ولسانه عربي مبين و قرءان مبين !
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
تعليق