الدين بين الغاية والوسيلة
مراجعات فكرية في الدين
مراجعات فكرية في الدين
تعريف الدين :
عندما يتم تعريف الدين بصفته المجردة عن مسميات الاديان فان مدركات العقل تنحى منحى الشمولية في محاولة وضع تعريف الدين كيفما يكون والغرض من تلك الشمولية هو تجريد الدين من (الوسيله) وحشره في مكعب فكري يمكن ان نطلق عليه (الغاية) فالغاية من الدين هو الذي يرسم خارطة الوسيله كما يضع للدين ادوات تنفيذية تستهدف الغاية فيقوم الدين على منهج الوصول الى اصول الغاية ومن تلك الهمة الفكرية تولد الوسيلة وتظهر للدين مسميات كما هي اديان البشر قديما وحديثا ومن خلال (الغاية) يمكن التعرف على حقيقة وسيلة الاديان البشرية ويستطيع العقل عندها ان يميز الوسيلة الدينية التي تحقق الغاية .. رغم ان التعريف بالدين لا يمتلك الا مساحة محدودة من الادوات الفكرية الا ان ضرورة التعريف تمنح حامل الفكر القدرة على تحديد مسار افكاره بزاوية دقيقة تصيب الهدف ومن ذلك الحراك الفكري نطرح التعريف التالي
الدين هو (مجموعة الحقوق المسترجعة)
فكل انسان ينشط في حياته انما يملي على نفسه هو (ردة فعل) نشاطه في اصغر صغيرة واكبر كبيرة وما بينهما فالعقل البشري يدرك ان لكل فعل ردة فعل مساوية لها في القوة ومعاكسة لها في الاتجاه فما يقوم به الفرد من عمل لا يذهب سدى دون ردة فعل ترتد من مصدريتها لتصيب الفاعل اصابة ايجابية ان كان فعله ايجابي او تصيب الفاعل اصابة سيئة ان كان فعله سيء فالدين اذن هو (معادلة) نشاط مبينة واضحة من اصغر فعل يفعله الفرد لاكبر فعل فمن اراد ان يقوم بتثبيت مسمار في جدار باستخدام المطرقة فان اخطأ في الطرق فان المطرقة تطرق انامله فيرى سوء خطيئته وان احسن الطرق فان المسمار في مكانه الصحيح سوف يوصل الفاعل الى غايته ويحقق هدفه (الغاية)
ان التصورات الخاطئة التي جعلت من الدين (اي دين) فرضا محدد الوسيله في معتقد فكري او في تصور منهجي انما تعاملت مع الدين على انه (فرض وصايه) محدد الابعاد مقيد الفعل ... المنهج المحدد في الدين صار كارثة دينية على مؤهلي الدين (اي دين) عندما تزايدت مستحدثات الافعال والممارسات البشرية نتيجة التطور الآلي والتقني حيث اصبح الفعل البشري فعل تشغيلي آلي مما ادى الى غياب عنصر (ردة الفعل) فاصبح غير مرئي ذلك لان ردة الفعل الراجعة اي المرتدة ستكون من الجهاز المستخدم وليس من الانسان الذي استخدمها فضاع الدين بصفته (حق مسترجع) ويمكننا ادراك تلك الظاهرة من خلال استخدامنا للهاتف المحمول على سبيل المثال فالفاعل الذي يستخدمه انما يسترجع مكالمة يحتاجها عبر اتصاله بالهاتف وذلك ما يراه من حق مسترجع الا ان ردة الفعل التي يحدثها الجهاز تتصف بصفة السوء تزيد من الاحتقان الجسيمي الذري الذي يضر بالانسان ضررا مبينا بينته الدراسات العلمية وحددت اضراره البالغة المؤثرة في مسار صحة الانسان ففقد الانسان المعاصر دينه كـ (حق مسترجع) رغم انه متمسك بالدين (اي دين) ويتصور انه متدين الا انه فقد (الغاية من الدين) بسبب اختلال (وسيلة الدين) عندما اصبحت الآلة الحديثة تمتلك ردة فعل غير مرئية ففي مثلنا السابق عن المسمار والمطرقة كانت ردة فعل خطيئة الانسان عندما يطرق المسمار واضحة مبينة حين يطرق انامله خطئا فيصرخ الما او يسيل دمه نزفا فيرى الحق المسترجع من فعله الخاطيء الا ان الاجهزة الحديثة افقدت الانسان قدرته العقلية على رؤية ردة الفعل رغم احساسه (المحدود) بفطرته ان السوء يصيبه عندما يستخدم اجهزة العصر فعندما يستخدم النقل السريع بالسيارات وما يصيبه من اضطراب (دوار السفر) حيث يظهر السوء بمظهر غير حميد تدركه العقول ولعلنا نستطيع ان ندرك مساحة ادراك كبيرة لسوء استخدام الاجهزة الحديثة حين نرى مثلا ان شركات الطيران تضع امام كل مقعد في الطائرة كيس خاص بالقيء لاستقبال ظاهرة سوء مبينة ترتد على الانسان وهي ردة فعل ليس من فعل الانسان نفسه بل من فعل الآلة التي استخدمها فكان السوء المسترجع من فعله السيء باختياره حين اختار ءالة سفر حديثة
الحقوق المسترجعة (الدين) كان فردي السوء وفردي الخير وان انتشر سوء فعل احدهم فان الاصابة المسترجعة من ردة الفعل قد تصيب افرادا محدودين الا ان دخول الآلة والتقنيات المعاصرة وسع دائرة السوء وجعلها تصيب الناس جميعا كما في الموجات الكهرومغناطيسية او في استخدام السيارات وما تنفثه من عوادم غازية ضارة تصاحبه عوادم محطات انتاج الطاقة والمصانع المنتشرة بافراط وما تنفثه من غازات سيئة وما سببته المكننة الحديثة من كثافة سكانية في المدن مع انخفاض كبير في اعداد المزارعين وانحسار تجمعات السكن في الارياف فاصبحت المدن مصابة بسوء الاكتضاض والزحمة القاسية وفساد الاجواء فاصبح الحق المسترجع في الدين واسع السوء مهما بلغ المتدين حرصا في تطبيقات الدين
الغاية والوسيلة في الدين تستوجب ان يتوائما ليكون الدين بصفته حق مسترجع سواء كان حسنة (ثواب) او سيئة (عقاب) يصيب صاحب الحق نفسه الا ان افتراق الغاية عن الوسيلة في زمن استحدثت فيه صور لا حصر لها من الممارسات تسببت في ضياع الدين بين يدي المتدينين وتلك الظاهرة هي التي جعلت الدين لا ينفع مؤهليه فسقطت الوسيلة وسقطت الغاية من الدين وذلك امر جلل قد يؤدي الى هلاك جماعي كلي تتعرض له البشرية في مساحة زمن غير بعيدة عن يومنا هذا
وسيلة الدين هي التي تضع للغاية الدينية ثمارا يجنيها المتدين واذا كان المسلمون يحملون دينا سماويا محدد الوسيلة واضح الغاية في السلامة والسلم فان وسيلة الدين اصبحت اليوم واهنة ضعيفة بيد المتدين والدليل قائم واضح بين الناس فالمسلم غير سليم في هذا الزمن وان انفرد واعتزل ليصل الى الغاية التي يرتجيها من وسيلته الدينية ذلك لان ممارسات العصر تمتلك ردة فعل ماحقة لا تفي حقه المسترجع فـ حين يتوضأ المسلم ثم يصلي فان تلك الوسيلة توصله الى غاية (ردة فعل) تكوينية في خلاص جسده من الغبار النيوتروني المتراكم على جسده وكانت تلك الوسيلة قبل الحضارة توصل المسلم بوسيلة الصلاة الى غايته لان الغبار النووي المنتشر بسبب حراك الارض بوجود الشمس قليل يمكن التخلص منه بوسيلة الصلاة اما اليوم فان الغبار النووي الصادر من الممارسات الصناعية كثير يتكاثر في الليل والنهار وليس في النهار فقط بوجود الشمس بل الليل اسوأ من النهار بالعصف الموجي مما جعل من وسيلة الصلاة واهنة في ردة الفعل الحسنة المرتجاة فهي لن تنهي الفحشاء والمنكر العالق بجسد المصلي وان انهته فما هي الا دقائق او ثواني حتى تتراكم الجسيمات المادية على جسد المصلي تارة اخرى ولنا في هذا المضمار بحوث مؤكدة تؤكد تلك الظاهر غير الحميدة والتي تجعل من الوسيلة المركزية للمسلم وهنا وضعفا مما تسبب في غزو الفحشاء والمنكر اجساد المصلين ونراهم كيف يعانون من امراض عصرية مثلهم مثل بقية المتدينين في الاديان الاخرى حيث تشير انشطة الاحصاء عدم تميز المجتمع المسلم باعداد المصابين بالسرطان او السكري او ضغط الدم او اي مرض عصري ءاخر مما يجعل وسيلة الاسلام معرضة للوهن في سلامة المسلم من السوء المنتشر كما ان الاجهزة التقنية والمكننة التي تسترجع السوء من فعلها لا تترك المسلم سليم الجسد أمين في تصرفاته وافعاله وبذلك يكون المتدين وكأنه لا يملك من الدين الا قليله مهما بلغ التصاقه بالدين ومهما اجتهد في محاسن الدين
عندما يتصدع الرابط التكويني بين الوسيلة والغاية فان المتدين لا يرى او يدرك انه يفقد الدين بل يفقد الغاية وهو لا يدري فيكون الامر سيان بينه وبين غير المتدين مما جعل الانسان المعاصر غير قادر على فرز محاسن الدين بشكل محدد الابعاد او محدد المميزات وذلك الامر ادى الى انفلات جماهير غفيرة من المسلمين من اسلامهم وتحول الاسلام في مراشدهم الفكرية الى مجرد انتساب الى مسمى الاسلام دينيا مع شيء متواضع من المناسك اليومية دون ان يكون للاسلام منهجا او تطبيقا غاية يرتجيها الملسم سوى الحفاظ على انتسابه للاسلام وكثير من المنفلتين انفلتوا حتى من المناسك او التعاليم الدينية الاسلامية ولم يبق سوى انتسابهم العرقي للدين فمن كان اباه مسلما فهو مسلم دون ان يكون للاسلام فيه روحا او منهجا وذلك بسبب عدم تميز المتدينين خصوصا بسلامتهم الجسدية من امراض العصر التي استحدثتها الممارسات الحضارية
تلك المراجعة الفكرية التي كتبت ما كان لها ان تكون الا بعد بحوث ميدانية في وعاء تجريبي منعزل عن الحضارة استمر خمس سنوات تمت فيه ممارسات ميدانية اسقطت ما يزيد عن 60% من الممارسات الحضارية على الانسان والنبات والحيوان وكانت الممارسة قاسية جدا الا ان النتائج حققت اكثر من 60% من الغاية في نظم السلامه التي تبناها الاسلام والسبب ان (العزل الحضاري) في ذلك المكان التجريبي كان متذبذبا بسبب طغيان الممارسات الحضارية على انشطة البشر في كل ناشطة مهما كانت بسيطة او صغيرة فعلى سبيل المثال لم يتمكن كادر العمل وادواته من عزل مادة البلاستك مثلا عن انشطة ذلك الحيز التجريبي فكل غلاف يتقدمه البلاستك وكل وعاء يتقدمه البلاستك وكل نشاط يدخل البلاستك في تكوينته ومثله الغلة المعدلة وراثيا ومثله الحاجة للتيار الكهربائي ومثلة الحاجة الاولية للمكننة والآلات والمعالجات
المراجعة الفكرية اوصلت الفكر الى عتبة كأداء وعبورها يحتاج الى جهد مضاعف والى براءة مضاعفة من النظم المستحدثة وبالتالي ادت تلك المراجعة الى القبول بالادنى لبناء غاية اعلى استنادا الى راشدة قرءانية في ان الله لا يكلف نفسا الا وسعها
{ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (سورة البقرة 286)
الانتصار على مقومات الكفر (فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) يخضع لادارة إلهية معلنين ضعف القدرة البشرية على حيازة وسيلة الدين كاملة او الحصول على الغاية كاملة وبالتالي فان حاجة المسلم اليوم الى (مولى) يتولى وسيلته ويتولى غايته يعتبر الوسيلة الاكبر وسعة من سعة نفس المسلم ولا مولى سوى الخالق الذي تولى امر نوح وامر لوط وامر بقية الرسل الذين قصرت وسيلتهم في الدنيا فتولاها الله بنصر من عنده
عندما تصاب وظيفة المسلم بالوهن والضعف وسط زحمة سوء حضاري فان (ردة الفعل) التكوينية ستكون مشوبة بالخير والسوء وهي صحبة تكوينية لا يستطيع المسلم ردها او تغييرها بسبب ضعف ووهن وسيلته الا ان التولية الصادقة (أَنْتَ مَوْلَانَا) تزيد من حسنى ردة الفعل وتحجب السوء من خلال مادة كونية فطرها الله حين فطر السماوات والارض
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } 115 سورة هود
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ... ومن خلال تجاربنا الميدانية في ذلك الوعاء التجريبي المعزول عن الحضارة اتضح ان (الحسنات تتطور) بموجب قانون الهي مرتبط بـ (الطور) الذي فطره الله حين فطر السماوات والارض وعندما تتطور الحسنات تصبح تلك الحسنات حائزة لقوة متفوقة على السيئات فيتحقق وعد الهي عظيم في ان الحسنات يذهبن السيئات ومن ذلك فان ردة الفعل لافعال المسلم البريء من الحضارة وسوئها تخضع لنظام تطور كوني لا يسمح للسوء ان يصيب غاية المسلم في السلامة
الاسلام بصفته دين يقبله العقل البشري يمتاز بميزة تنفيذية تطبيقية ترفع الحرج الذي حملته هذه المعالجة الفكرية في ضعف الوسيلة وانعدام الغاية او ضعفها ازاء مد حضاري جرف وسيلة المسلم كما قلنا وتلك الصفة المميزة في الاسلام لا تفتح بوابات التوسل بالله او الاكثار من المناسك لغرض زيادة قوة الوسيلة الاسلامية بل تلك الصفة المتميزة للاسلام حملها القرءان العظيم حيث وضع الحلول لاي مد حضاري سيء سواء القائم اليوم او ما هو ءاتي من مستحدثات افعال وممارسات قد تزيد من ضعف الوسيلة وتزيد من حجم السوء المنتشر الا ان القرءان يتصدى لها ويضع الحلول الاكثر قوة واكثر تأثيرا في اذهاب السيئات ان تفعلت الحسنات الا ان الازمة تقع في ضياع المنهج الباحث في القرءان عن الحلول فالمسلمين لا يملكون منهجا معاصرا لربط القرءان مع حاجاتهم العصرية لذلك وهنت وسيلة مسلم اليوم وما كان هذا المعهد الا لغرض بناء النظم المنهجية لقرءاة القرءان قراءة تحافظ على وظيفة الوسيلة الاسلامية في تحقيق الغاية وبناء منظومة التخلص من السوء الحضاري المستشري في المجتمع المسلم ورغم ان المعهد لم يؤدي دورا واضحا في الفكر الاسلامي وبقي يمثل محاولة فردية قد تلتف حولها عصابة مؤمنة تريد الخلاص ورغم قلتها الا انها تمثل صورة حقيقية للوسيلة الاسلامية المعاصرة باستثمار القرءان لوضع الحلول التي تقيم نظم التقوية ضد مساويء العصر ولعل بعض المتابعين قد يتصورون ان ازمة الوسيلة الاسلامية مفتعلة على متن هذه السطور وان الامر مبالغ فيه الا ان كل فرد منا اليوم مرشح ان يزوره زائر سرطاني او زائر فايروسي قاتل وصفة القتل فيه انها (شر قتلة) وفيها موت زؤام لا يرحم المقتول ولا يرحم ذويه وبذلك الوصف يمكن ان ترتقي مراجعتنا الفكرية هذه الى صفارة انذارية قد تنذر من هو غافل عن ازمة الوسيلة الاسلامية المعاصرة ورغم ذلك فان نظام هذا المعهد يستقبل ردود الفعل وان كانت سلبية بالنسبة لهذه المراجعة ونعد كل من يجد في نفسه الكفاءة في دحض ما جاء في هذه المراجعة ان يتقدم مطمئنا ان دحضه سيلاقي حوارا رصينا خالي من التهجم او العناد الفكري شرط ان يكون الحوار خالي من الشخصنة ويتركز على مهاجمة الفكر دون حامله والالتزام بنظم الحوار العلمي الرصين ورغم ان هذا المنحى ثابت ومستقر في المعهد منذ تأسيسه على الشبكة الدولية الا ان هذه المراجعة الفكرية تمتلك مسالك عريضة تضم كل الجهود الفكرية التي نشرت في هذا المعهد فالمعالجات والطروحات التي احتواها المعهد ما كان لها ان تكون لولا الرغبة في ولادة منهج معاصر يمنح مسلم اليوم فرصة استثمار الدستور القرءاني بسبب ضعف ووهن الوسيلة الاسلامية المتاحة الان في الخطاب الديني الاسلامي التقليدي فقد ثبت ذلك الخطاب فشل وسيلته وسط زحمة الحضارة وسوئها المنتشر فما سلم المسلم سوء يومه وهو يسمع وينفذ الخطاب الديني التقليدي
عندما تكون وسيلة المسلم ضعيفة لا توصله لغايته في اعتناق دين الاسلام فان القرءان يمنح حامليه وسيلة اقوى لا تقوم بتغيير الدين بل تقوم بدرء السوء من خلال تقوية الوسيلة الاسلامية الثابتة في القرءان بعيدا عن الرأي المذهبي وبعيدة عن النقل التاريخي لاننا نعيش يومنا بشكل مختلف عن التاريخ ونتعرض للسوء بشكل مختلف عن الاجداد
ما كان لهذه السطور ان تقوم لولا اننا قرأنا القرءان ووجدنا فيه
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
اللهم لا تكتب علينا اللعن فقد بينا ما وسعت صدورنا من بيان
الحاج عبود الخالدي
تعليق