وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً
من أجل بيان نظم العقاب والناس احياء
من أجل بيان نظم العقاب والناس احياء
{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ } (سورة الأنبياء 10 - 15)
من الواضح ان منهج الانسان على الأرض خاضع بتمامه الى إدارة نظم الهية جبارة فما كتبه الله في خلقه في خير يفعله او شر يفعله فهو في كلا الفعلين يخضع لـ همينة الهية تامة حتى وإن كان في العقول (فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) فنرى أشياء بعقولنا ونتذكر انه كتاب (فِيهِ ذِكْرُكُمْ) فان ذكرنا اتعظنا وعدنا لحاظنة خلق الله الامين وإن اهملنا الذكرى تقوم الواقعة (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً)
وَكَمْ ... يعني في علم الحرف (تشغيل ربط ماسكه) وهي سالبه كما سنرى في (قصمنا)
قَصَمْنَا .... لفظ قرءاني من جذر (قصم) وهو لفظ فريد منفرد في القرءان ولا توجد له أي تخريجات قرءانية أخرى وقيل فيه في التفسير انه الهلاك او الانكسار وتوجد في الحجاز منطقة تسمى بـ (القصيم) الا ان تداول اللفظ (قصم) في اللسان العربي شبه مفقود
الجذر (قصم) في علم الحرف يعني (مشغل فاعلية ربط متنحية لـ فعل متنحي)
لفظ (قصمنا) في علم الحرف يعني (فاعلية تفعيل رابط متنحي) لـ (يستبدل فاعليه متنحية التشغيل) ويمكن تطبيق ذلك الرشاد الحرفي على كثير من الممارسات الحضارية وهنا بعض الامثال :
التركيب الكيميائي بدلا من الخلق العضوي ... مثل تحضير الدواء كميائيا فهو في الوصف (فاعلية لـ تفعيل رابط متنحي) فالمواد الكيميائية لا تمتلك رابط تكويني مع جسم الانسان والحيوان والنبات بل خلق الله الأعشاب كدواء طبيعي عضوي وكذلك اسمدة النباتات عضوية النشأة ولكن الحضارة غيرت رابط الدواء الكيميائي فتم قبوله لدى المتحضرين في الاستطباب وفي تسميد النبات وممارسات أخرى مثل الألوان والمطيبات والنكهات الصناعية والمواد الحافظة التي تم ربطها مع المكونات العضوية وهي فاعليات متنحية الربط تكوينيا
وسائل السفر ... تم تصنيع القاطرات والسيارات والدراجات النارية والطائرات وهي وسائل متنحية عن خلق الله كوسائل سفر بديلة عن ظهور الانعام علما ان السفر هو فاعلية ربط متنحية عن موطن المسافر
المكننه ... تم تصنيع المكائن الآلية وهي متنحية عن أنظمة الخلق كبديل عن الحرفية والمهنية اليديوية التي فطرها الله في البشر جميعا وفيها وفاق مجتمعي واستقرار منهجي تصنعه حاجات المجتمع فلو افترضنا اختزال المكننة الحديثة فتنتهي ازمة الانسان العاطل عن العمل وتتحول الصناعة المحلية الى استثمار متبادل بين المجتمع والمهني وليس استثمارا متضخما يزيد من الفارق الطبقي بين البشر ويقلل من تبذير السلعيات المنتجة التي تؤثر سلبا في ذوي الدخل المحدود وايجابا في تضخيم رؤوس الأموال المهيمنة على الأرض
{ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ } (سورة يس 35)
الاتصالات بمختلف اطيافها .... المرئية والمسموعة ومجمل الاعلام الحضاري هو فاعلية متنحية فما كان للإنسان فرصه ان يعرف أحوال المدن والمجتمعات الأخرى فهو يعيش اعراف مدينته حصرا بما يجعل طيف المجتمع البشري مصنوعا وفق طبيعته بشكل مستقر اما الاتصالات فجعلت اعراف البشر منتشرة بواقع يولد من مجتمعات أخرى كما شهد جيلنا ما حصل في المسلمين من هجر لاحكام شرعية ملزمة كالحجاب باطراد متزايد وتم كشف انوثة النساء وكشف ذكورة الرجال ومثله الكثير جدا من العادات التي تنتهك الكثير من الحرمات وتلوث الأصول المجتمعية بمفاسد تترك اثرها السلبي بشكل متصاعد في البنية المجتمعية وتتكاثر وتنتأصل عبر الأجيال فتكاثر الازمات المجتمعية وتتشتت الأفكار في أطياف فكرية متناقضة بشكل غير حميد
نظم الانجاب ... وهي لا تحتاج الى بيان فالكل يعرف كيف تغيرت وأكثرها وضوحا في الإنتاج الحيواني الذي يختزل النظم الطبيعية في الانجاب من اجل الربح على حساب طبيعة استخدام اللحوم للبشر فاللحوم المنتجة من محطات التربية الحديثة تحمل من المحفزات الهرمونية ما لا تحمد عاقبته لطاعمها وبشكل مبين يعرفه اهل العلم والناس
النظم التربوية ... لم يعد الابوان مسئولان عن تربية الأولاد بنسبه كافية فاصبحت نظم الحضارة هي التي تربي الأطفال بدءا من التعليم الاكاديمي مع ما يصاحبه في الاعلام المرئي من أفلام الرسوم المتحركه للصغار وما تنتجه فنون السينما والغرام والطرب وهي موصوفات لا تعد صعودا الى اخطر التدخلات القانونية الحضارية في الأنظمة التربوية والعائلية والانجاب والسفر والصنع والزرع وغيرها كثير لا يحصى !
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا ءاخَرِينَ
القصم (قَصَمْنَا) مرتبط بلفظ (وَكَمْ) وهو (تشغيل رابط ماسكه) وهو حصل بقرار بشري في تشغيل نظم الحضاره فلم يكن لممارسات الحضاره شمولية قهرية في تطبيقها الاول بل حصل الانتقال البشري من التحضر الطبيعي الى التحضر المعاصر بقرار من البشر انفسهم وهو رشاد فكري حمله نص (مِنْ قَرْيَةٍ) فلفظ (مِنْ) يعني استبدال مشغل ولفظ (قَرْيَه) يعني (ديمومة فاعلية ربط متنحية) لـ (حيازة وسيله)
(ديمومة فاعلية ربط متنحية) لـ (حيازة وسيله)
القرية هي (القرار) في الحيازه فينطق بلسان عربي (قريه) مثلها في فطرة اللسان العربي حين ينطق الافتراء الدائم (فريه) وينطق في الحلال الدائم (حليه) وينطق في الجزاء الدائم (جزيه)
فيكون التدبر التذكيري ان (قرار الناس) باحتظان الحضارة (قريه) قد اندرج ضمن (وقصمنا) حيث شرب الناس برضاهم المطلق رحيق الحضاره رغم انهم يعرفون اضرارها (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) والله يعد المؤمنين
ففاعلية صفة (القصم) هي العقاب الإلهي الذي نتج من تحول الناس (الناسين) من طبائع الخلق الى صنائع الحضارة فكانت الحضارة بمساوئها هو جزاؤهم (فَإِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) وهي تطبيقا لـ (قَصَمْنَا) وهنلك نصوص قرءانيه عديده تذكرنا بمثل تلك العقوبة عند الكفر بانظمة الله والارتباط بنظم من غير الله او من دون الله إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ فالكفر بكل شيء الهي الخلق والنفاذ يعني بالتبعية الكفر بالله لان (الايمان بالله) لا ينحى منحى عقلاني مجردا من المنحى المادي لان الله خلق الرحميم (العقلاني + المادي) وهما فعلان متوائما في لفظ (الرحمان) بفاعلية ترابطية وقد اكد العلم المعاصر ذلك حين اكتشف واعلن عقلانية عناصر المادة !! وقد جاء في القرءان تذكرة تقيم مقومات الهداية وتقيم مقومات الضلال وبمدرك علمي يتحكم به حامل العقل
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } (سورة يونس 108)
وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا .... وهي الدستور الذي احكمه الله لمن يتمسك بانظمة الله او يذهب الى نظم التحضر بدون تأمينها او اعتزالها ان لم يستطع تأمينها فـ (يقصم الله قراره) ويجعله في ضلالة موصوفه بـ (فاعلية تفعيل رابط متنحي) لـ (يستبدل فاعليه متنحية التشغيل) وهو التحول شبه التام من أنظمة الله لانظمه مصطنعه ! وهو عقاب القصيم
وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا ءاخَرِينَ .... وهي لا تعني (ناس اخرين) لان لفظ (قوم) صفه قد تلتصق بمجموعة من البشر او قد (تقيم مقومات صفات اخرى) فهنلك مقومات للنجاة لان الله انشأها فمهما بلغت الحضارة عنفوانها يبقى لطالب الأمان مقومات أخرى (قوما ءاخرين)
الأعشاب لا تزال متاحه
تأمين أدوات السفر (استعباد وسيلتها) بعد تأمينها يؤتي مقومات أمينه وننصح بقراءة مذكرة
https://www.islamicforumarab.com/vb/node/753
معايير شيطانية يحفظها الله
نظم الانجاب يمكن ان تكون طبيعية
نظم الاستغفار عن المخالفات متاحة بنص قرءاني
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة الزمر 53)
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (سورة آل عمران 135)
اكبر أنواع الظلم خطورة هو حين يظلم الانسان نفسه وهو لا يدري !! وذلك هو حال المتحضرين إن لم يدركوا مخاطر حضارتهم !!
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق