دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصبر عند نفاذية العقوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصبر عند نفاذية العقوبة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    العقوبة الالهية ( المرض) هي نتيجة خروج الانسان عن منظومة الصراط المستقيم ،
    والتورط بمنظومة الله العقابية ( الابليسية ) اذا اصيب الانسان بمرض ما نتيجة خطأ او ذنب او إثم ارتكبه فصبر ، هل ينتفع بالصبر عند نفاذية العقوبة؟ ام ان صبره وعدم صبره سواء (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
    متى يكون الصبر نافعا ؟ وكيف يكون الامتثال لاوامر الله تعالى بالصبر التي حملتها العديد من النصوص الشريفة ..


    والسلام عليكم

  • #2
    رد: الصبر عند نفاذية العقوبة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صيغة التساؤل جاءت من رحم علوم القرءان المتوجة بـ علوم الله المثلى فنغبط انفسنا على هذا الطرح ونهنئكم على مواردكم الفكرية الطاهرة فالناس يتصورون ان ظاهرة المرض هي ظاهرة سوء تلقي ضلالها على المريض عدوانا عليه بلا ذنب وبلا خطيئة الا ان علوم القرءان بينت بشكل قاطع ان المرض هو نتيجة فعل خاطيء ارتكبه المريض او ارتكبه ءابائهم (الامراض الوراثية)

    الصبر النافع يبدأ حين يبدأ المعذب بمرضه بالاستغفار التطبيقي وذلك من بيان قرءاني عظيم في وعد الهي رفيع المقام عظيم الشأن

    { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
    وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (سورة الأَنْفال 33)

    القانون الالهي المبين يحمل وعدا الهيا شريفا لمن يستغفر حين يبدأ بالبحث عن خطيئته ليصلح الخطأ من جذوره فينجو من مرضه وعندها يحتاج الى الصبر ذلك لان (نظم الله) في خلقه تجعل الزمن (خادم أمين) ولن يكون المكلف (خادم للزمن) فيستعجل في كل شيء يسعى فيه بما فيه الاستشفاء من مرض وهنا تبرز اهمية الصبر بصفتها التكوينية كأداة للشفاء وليس على مفاهيم (الانتظار) فالصبر حين يكون منظورا على مساحة زمن فان الزمن (الخادم) سيكون (اداة) الوصول الى الهدف المرتجى على محمل نسميه الصبر

    { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (سورة البقرة 155)

    لفظ (لنبلوكم) جاء من جذر (بل) وهو يعني في علم الحرف (نقل القابضة) اي نفيها فيقول القائل مثلا (لم يسافر الى الهند بل سافر الى الصين) او يقول (لم يقرأ في كتب المعرفة بل يقرأ في الصحف والمجلات) ومن ذلك المنطق المبين يتضح ان لفظ (نبلو) يعني استبدال رابط القابضة بوسيلة نقلها فينتقل المؤمن من الخوف الى الامن بسلسلة من المحاولات وكذلك ينتقل المؤمن من الجوع الى الشبع بسلسلة من المحاولات التي يدله عليها عقله الفطري المفطور من قبل فاطر السماوات والارض فيستبدل المحاولة بالاخرى حتى يصل الى هدفه وهنا يحتاج المؤمن الى (مساحة زمن) تكون له بمثابة (خادم) يخدم محاولاته في السعي الواحدة بعد الاخرى فيكون (صابرا) وله بشرى من ربه مودعة في منظومة الخلق فالله لا يضيع اجر عامل يريد الاحسان لنفسه بعد ان يكشف مكامن الخطأ ويكون باحثا عن الخطأ فيكون من (الصالحين) الذي يقومون بتصليح الخطأ سواء كان صادرا منهم او من ءابائهم ... تصليح خطيئة الاباء تكون واضحة مبينه عندما يبحث الابناء عن اخطاء الاباء فيصلحون حالهم كما فعل ابراهيم فاصلح حاله ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه

    الصبر غير النافع هو (الانتظار) بدون سعي لاصلاح الخطيئة فما دام المخطيء معتزا باثمه فلا ينفعه الصبر ولن يجدي له فيركسه الله من سوء الى الاسوأ لان الخطيئة تحمل صفة (تراكم السوء) ويمكن ادراك تراكمية السوء بالفطرة المجردة

    { اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ
    إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة الطور 16)

    فالذين لا ينفعهم الصبر انما دخلوا في العقوبة النافذة (
    إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ونفاذية العقوبة لا تتوقف الا حين يبدأ الاستغفار (وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )

    اهم ما يستوجب على حامل المرض هو (البحث) في اسباب المرض وهي(بداية الاستغفار) وعندها يقترب المريض من ربه كثيرا وهو يحمل قرارا فكريا باصلاح الخطأ ويكون قد نفذ قراره بمواصلة البحث عن الاسباب فيكون عندها محمول على نظام الهي كبير وخطير فيكون الله هو الشافي من خلال الهداية الى السبيل الالهي في النجاة

    { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة العنْكبوت 69)

    في الاية الشريفة بيان لـ (هدي الهي) يحل في عقلانية المريض توصله الى الاسباب وحين يقوم باصلاح الخطأ يبدأ الخادم الزمني متجليا في خدمته حتى يشفى

    { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } (سورة الشعراء 80)

    السطور اعلاه ان تفعلت في كيان العبد فهي هي (العبودية لله) بعينها فلا طبيب يشفي ولا دواء يشفي بل الشفاء يؤتى من خلال معالجة (الموثر) وهي الاسباب اما الاثر (المرض) فهو يندثر اندثارا تكوينيا ويمكن ادراك تلك النتيجة بفطرة عقل مجردة من اي نظام معرفي فـ معالجة المؤثر (الخطيئة) تنتج اندثار الاثر (المرض)

    السلام عليكم
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: الصبر عند نفاذية العقوبة

      تساؤل جديد للاخ الفاضل ( الناصري الناصري ) من اعضاء صفحة المعهد على الفيس بوك

      بعض الاشخاص وخصوصا كبار السن عندما يشعرون بمرض ما فإنهم يمتنعون عن الذهاب للاطباء و( يصبرون ) على مرضهم ثقة منهم بالله انه هو الشافي وحده ولكن عدم الذهاب للبحث عن الدواء قد يتسبب في تفاقم المرض وتطوره مما يصعب مرحلة العلاج ويزيد من مدة الشفاء..!

      دمت بود


      .................................................
      سقوط ألآلـِهـَه
      من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

      سقوط ألآلـِهـَه

      تعليق


      • #4
        رد: الصبر عند نفاذية العقوبة

        المشاركة الأصلية بواسطة الاشراف العام مشاهدة المشاركة
        تساؤل جديد للاخ الفاضل ( الناصري الناصري ) من اعضاء صفحة المعهد على الفيس بوك

        بعض الاشخاص وخصوصا كبار السن عندما يشعرون بمرض ما فإنهم يمتنعون عن الذهاب للاطباء و( يصبرون ) على مرضهم ثقة منهم بالله انه هو الشافي وحده ولكن عدم الذهاب للبحث عن الدواء قد يتسبب في تفاقم المرض وتطوره مما يصعب مرحلة العلاج ويزيد من مدة الشفاء..!

        دمت بود




        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } (سورة الشعراء 80)

        وهي تذكرة قرءانية مؤكدة ان الشفاء مكنون في نظم الله الامينة

        الثقة بالله انه هو الشافي هو (حراك عقلاني) ولا بد ان يصاحبه (حراك مادي) يتصل باصلاح الخطأ الذي تسبب في المرض ومن ثم يبدأ بممارسة الانشطة التي اوصى بها الله في الاستشفاء مثل (كلوا من طيبات ما رزقناكم) فكل داء هنلك مأكل استطبابي له سواء كان عشبي او غير عشبي والمجتمعات لا تزال تمتلك بيانات عن انواع كثيرة من المأكل تؤدي الى خفض الضغط مثلا او الى خفض معدل السكري او الامتناع عن بعض الاصناف وكثيرة هي الانشطة المطلوبة من المريض وجميعها سهلة ميسورة وغير مكلفة وأمينة وعند الاتيان بتلك الانشطة فيكون من المستحيل من تدهور حالة المريض وصعوبة شفاؤه


        الزمن السريع في نتائج الادوية المعاصرة ذلك حين تظهر مظاهر الشفاء وكأنها سحر ساحر بزمن قصير الا ان نظم الله مختلفة فهي تحتاج الى الصبر (وبشر الصابرين) فالادوية السحرية بفعلها السريع غير امينة اما الاستشفاء بنظم الله وان طال امدها فهي أمينة ومضمونة لانها مبنية على وعد الهي شرط ان يكون المريض غير مشمول بالنص الشريف التالي :

        { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ
        يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } (سورة الأَنعام 158)

        فان انتبه المكلف الى مرضه واتكأ على نظم الله في الاستشفاء فانه سيكون غير مشمول بالنص اعلاه والايمان هنا يعني (التأمين) بممارسات أمينة ولا يقصد به الايمان العقلاني في شهادة ان لا إله الا الله فاذا وصل المريض الى مراحل متقدمة من المرض (بعض ءايات ربك) فان التأمين في المراحل الاخيرة لن ينفع والسبب ان المرض دائما يؤدي الى تصدع الاعضاء المريضة ويتسبب في وقف وظيفتها مما لا ينفع معها الاصلاح

        يمكن ان نقرأ نظم الله (الزمنية) في انتاج حبة قمح فهي تحتاج الى (اشهر) لكي تكتمل اما الانسان فقد اعتاد على العجالة فان اراد ان يصنع حبة (بلاستك) فانه يصنعها في زمن قصير جدا (عجولا) الا ان المحصلة حين نضاهي بها الزمن في نظم الله والزمن في نظم الانسان من حيث الانتاج فـ (حبات القمح) التي يتم انتاجها بموجب نظم الله وفيرة بشكل لا يحمل اي نسبة رصينة لانتاج الانسان من حبيبات البلاستك !!! ولو وضع في كل مدينة مصنعا لانتاج حبيبات البلاستك !! ومثلها كل شيء نرصده لذلك قال ربنا (وبشر الصابرين)

        هنلك مؤشر ءاخر يجب الانتباه اليه في القراءات الطبية المختبرية المعاصرة وما تحمله من دلائل خطر شديد الا انها غير صادقة مثل ارتفاع نسبة السكري في الدم فالطب يقول ان الخطر على المريض يبدأ عند ارتفاع السكري فوق (400 ملم) وهذا رشاد فكري غير صحيح فمهما بلغ السكري حتى الى (1000 مل) فهو يزعج المريض لبضعة ايام فقط ومن ثم يتأقلم عليه ولا خطورة ومثل تلك الحالة موجودة في قراءات مختبرية كثيرة توحي ان صحة المريض (تتدهور) وهي بيانات غير دقيقة يقينا بل غير صادقة ولدينا دلائل ميدان حاسمة ترسخ ذلك الترشيد

        اصلاح الخطأ المؤدي الى المرض هو (حالة شخصية) لا يمكن لغير المريض او (ذوي المريض) تحديدها وهنا تذكرة

        { كُلُّ الطَّعَامِ
        كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (سورة آل عمران 93)

        واذ نتسائل لماذا حرم اسرائيل على نفسه طعاما حلال أحله الله !!! عندها تقوم التذكرة القرءانية الشريفة في العقل ان الطعام الذي حرمه اسرائيل على نفسه كان طعاما ضارا به ... مثل تلك الصفة معروفة اليوم في امراض (الحساسية) وغيرها فكثير من الناس يتحسسون من مأكل محدد او مطعم محدد فهنلك من يتضرر من أكل (الباقلاء) فيحرمها على نفسه وهنلك من يتضرر من أكلة الشمام وهنلك من يتضرر من القمح ومن يتضرر من الطماطم وكثير كثير لا يحصى ... وكثير من الممارسات قد تكون سببا للمرض مثل بعض العاملين في الكهرباء خصوصا الضغط العالي وءاخرين يتضررون من ابخرة بعض المواد الصناعية في اماكن عملهم ومنهم من يتضرر من الملابس التركيبية وءاخرين يتضررون من عوادم السيارات وعلى المصاب ان يبحث في ارشيفه الصحي الخاص به ليتعرف على الخطأ الذي تسبب بمرضه و

        وإن لم يدمر المخطيء خطيئته فهي تدمره
        السلام عليكم


        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: الصبر عند نفاذية العقوبة


          متابعة لآسئلة الآخ الفاضل ( الناصري الناصري )


          جزاكم الله خيرا..
          نرجو من العالم الشيخ الحاج الخالدي لو يحدثنا عن بر الوالدين وطلب المغفره لهم بأسلوبه وفهمه العلمي للقرآن المتميز حيث جاء بر الوالدين على لسان الانبياء ابراهيم ونوح وعيسى ويحيى .

          دمتم بخير
          .................................................
          سقوط ألآلـِهـَه
          من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

          سقوط ألآلـِهـَه

          تعليق


          • #6
            رد: الصبر عند نفاذية العقوبة

            المشاركة الأصلية بواسطة الاشراف العام مشاهدة المشاركة

            متابعة لآسئلة الآخ الفاضل ( الناصري الناصري )


            جزاكم الله خيرا..
            نرجو من العالم الشيخ الحاج الخالدي لو يحدثنا عن بر الوالدين وطلب المغفره لهم بأسلوبه وفهمه العلمي للقرآن المتميز حيث جاء بر الوالدين على لسان الانبياء ابراهيم ونوح وعيسى ويحيى .

            دمتم بخير
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            مما لا شك فيه ان ما اعتاد عليه الناس في (الاستغفار) للوالدين لا يشكل جزء من اصل قيام صفة الاستغفار لـ الوالدين كما ان بر الوالدين يختلف بالصفة عن الاستغفار والسبب كغيره من الاسباب ان المادة الدينية حين تقلبت بين الاجيال والامصار فقدت اصالتها وفاعليتها الناجزة والسبب يكمن في مكمن واحد لا غير وهو (هجر القرءان) فالمادة القرءانية ثابتة واعراف الناس وانشطتهم (وإن كانت في الدين) غير ثابتة ومتغيرة بسبب الرأي المذهبي وبسبب تغير المصوصف رغم ثبات الصفة فثبات الصفة في (الاستغفار وبر الوالدين) اما الموصوف فاخذ اشكالا متعددة ومتباينه فمنهم من يتصدق عن ابويه ومنهم من يصلي لهم او يصوم او يعمل صدقة جارية ويهدي ثوابها لابويه او يختم القرءان ويهدي ثوابه لابويه وكل تلك (الاعمال الخيرة) وان كانت صفتها (خيرة) الا انها لا تجزي (الاستغفار للوالدين) كصفة ثابتة لا تتغير ونقرأ

            قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ ءالِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) سورة مريم

            قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) سورة مريم

            { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } (سورة التوبة 114)

            النصان اعلاه يبينان دستور الاستغفار للاب فهو لن يقوم اذا كان (المستغفر له عدو لله) اما المخالف وذي الذنوب والاثام فهو ليس عدو الله بل ينتظر تفعيل المغفرة من الابناء بعد موته ...

            { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } (سورة مريم 12)

            { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا } (سورة مريم 13)

            { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا } (سورة مريم 14)

            وهنا المسألة اختلفت من صفة (الاستغفار) لـ صفة (بر الوالدين) فالاستغفار في علم الحرف هو من جذر (غفر) وهو يعني (وسيلة حيازة متنحية لفعل بديل) فمن يستغفر لوالديه عليه ان يصلح لهما ما تركا من خطيئة بفعل مغاير لما كان عليه الابوين فاذا كان الاب (مرابي) مثلا فالابن ان اراد الاستغفار لابيه عليه ان يقرض ذوي الحاجة بلا فائدة ان كان ميسور المال ومن كان اباه سارقا فعلى الابن حين يستغفر له ان يعوض المسروق ما سرق منه ومن كان اباه لا يصلي او لا يديم الصلاة فعليه ان يربي اولاده على الصلاة وان يبذل الجهد لدوامها فيهم وهكذا فان الاستغفار هو (الفعل البديل) عن الخطيئة

            اما البر فهو مختلف من حيث الصفة وهو في لسان عربي مبين من جذر (بر) وهو يعني (وسيلة قبض) فاذا كان الابوان صالحان طاهران فعلى الابن ان يقبض الوسيلة التي كانا عليها ابواه ولا يفرط بها والقبض هنا (قبض حيازة) لا (قبض ايقاف) فنتيجة بره بوالديه لم يكن جبارا عصيا ... من ذلك يتضح أن :

            البر بالوالدين هو الاخذ بافعالهما الحسنة المطابقة لنظم الله

            الاستغفار للوالدين هو استبدال خطيئة الابوين بما هو اصلاح لـ (الأخطاء) التي ارتكباها

            السلام عليكم


            قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

            قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 4 زوار)
            يعمل...
            X