ظنون الموت بين رحمة الرحمن ورحمة الإنسان
الموت بداية البقاء والبقاء بداية اللقاء
السلام عليكمالموت بداية البقاء والبقاء بداية اللقاء
أخي الكبير الحاج عبود ..تحية طيبة
أمر ألآن بتجربة حزينة بمنظور العاطفة الإنسانية وسُنة من سُنن الخلق والتكوين بمنظور الرحمن الرحيم،أحببت ان أشارك بها ليس بصفتها نازلة دهماء تستدعي البوح بها والشكوى منها،فالموت حق وسيذهب العزيز ويأتي الأعز منه وهكذا...ومن المؤكد أن الكثيرين قد مرو ويمرو بهذه التجربة الوجودية.ولكن هدف الإشراك هوأن نتعلم منها تذكرة نافعة تنفعنا وتطمئن لها قلوبنا نحن الأحياء وأولادنا من بعدنا عندما يأتي أجلنا المسمى...
منذ عدة أيام حضر الموت ليخرج إنسان من هذه الحيوة الدنيا كان بدوره سبب من أسباب دخولي لها كي أعيش تجربة الوعي الوجودي والبلاء لأخرج منها بعد حين بنفس السُنة بعد أن أكون قد أدخلت فيها من ذريتي أيضا،وهو والدي العزيز أدعو الله أن لا يطيل عليه شدته وأن يحسن خاتمته..
سأختصر الأحداث...في أثناء تناول الوالد غذاءه أشار لوالدتي أن تشربه قليل من الماء وما أن شرب أول رشفة والحقها بالثانية حتى شخر وفقد الوعي..وعلى الفور تم إستدعاء طبيب جار لنا وبعد معاينته للنبض والتنفس أعلن أنها حالة وفاة...وقد كنت في أثناء كل ذلك خارج المنزل فتلقيت إتصال بضرورة القدوم،وعند قدومي حملت الوالد تحت ضغط الأنظار والصراخ والبكاء إلى المشفى على أمل إنعاشه وإنقاذه،مع علمي المسبق بما أدركته من أحداث سريعة أنه قد إستوفى شروط وفاته وأنه قد تلقى الأمر لرسو ساعته والخروج من هذه الحيوة والدخول في دار الحيوان...فقد مرت أكثر من 20 دقيقة على توقف الدورة الدموية،ومعلوم ضمن ذاكرة الطب أن خلايا الدماغ لا تقوى على الحياة أكثر من 3-4 دقائق إذا لم يتم تزويدها بالأوكسجين وبعد ذلك تموت ولا يمكن تعويضها أو تجديدها كبقية الخلايا عند حدوث التلف...وما أن وصلت إلى المشفى حتى بدأت إجراءات الإنعاش القلب رئوية(نظام الدوران والتهوية)،وعاد قلبه ينبض بشكل طبيعي على إثر التحفيز الكهربائي والهرموني،ولكن تنفسه لم يعد إلى طبيعته إلا بشكل ضئيل،لذلك تم وضع جهاز التنفس الإصطناعي في مجرى الهواء أو كما تسمى(المنفسة)كي تساعده في عملية التنفس وتعويض نقص الأوكسجين...ومازال على حالته تلك منذ أكثر من إسبوعين دون وعي أو إحساس أو إستجابة تذكر...مع العلم وحسب إطلاعي أن حالته لا تندرج تحت أي نوع من أنواع الغيبوبة وإنما تحت مسمى الموت السريري والذي يمكن أن يتطور ليدخل بمرحلة تسمى(النباتية)وهي مرحلة تدل على أن الجسم بإعضاءه الحيوية فقط يعمل أما أجهزة الإدراك والإحساس والوعي فهي ميتة أو لا توجد لها مؤشرات،ولا يمكن أن تحيا..
الوالد في تصوري الآن في حالة يمكن أن أفسرها بشكل تقريبي كالتالي:
هو قد تلقى أمر بالخروج من زمن السعي(الحيوة الدنيا) وطويت ذاكرته الأرضية تماماً كما يتم إغلاق الحاسوب الشخصي ونزع ذاكرته التي تم إنجازها ضمن الويندوز الأصلي والبرامج الأخرى المثبتة عليه،والأطباء قاموا بعمل (ريستارت) وأرجعوا مصدر الطاقة الخاص بالتهوية والتبريد لمعالج الذاكرة ولكن لا يوجد وعي يشغل (ويندوز الجسم الحسي)ولا ذاكرة سابقة تم إنجازها عليه،والتحكم بالطاقة التنفسية يتم من وعي خارجي أي الأطباء.
حاجتي تتلخص كالتالي وأرجو أن تعذرني على كثرتها وتشعبها،فذكر الله كثيراً في حالتي كنظام بيده ملكوت كل شىء يحتم علي طرحها،مع علمي المسبق أن ملف مخلوق الموت لم تكتمل مراشده بعد ضمن بحوث المعهد لكن الجهد على قدر الإستطاعة وإن الله لمع المحسنين...
1-متى تبدأ رحلة الخروج الفعلية للنفس أو الأنفس؟هل بمجرد موت الوعي الوجودي(فصل مخزن الذاكرة) تبدأ الرحلة أم ماذا؟.
2-هل لسلامة الجسم وذاكرته تأثيرعلى مرحلة الخروج؟كما جاء في هذه الآيات...الذين تتوفاهم الملئكة طيبين يقولون سلام عليكم...
3-هل يمكن عودة الوعي أو الإحساس أو الذاكرة(أواصر الذهاب والأياب الزوجية) في هذه الحالة بشكل طبيعي؟أو هل نستطيع نحن ذلك أي الوعي الخارجي؟ وكيف؟.
4-كيف يتم تحديد آلية الوفاة الكاملة؟،بمعنى هل موت الدماغ فقط؟،أم موت الدماغ وبقية الأعضاء؟.وهذا بدوره مرتبط بالأسئلة اللاحقة...
5-متى يتم رفع الأجهزة في هذه الحالة؟.وهل هذا الوضع يدخل ضمن هذه الآيات...ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما...إن الله كان عليكم رقيبا...أم هي للذي يواجه الموت ضمن مرابط التكوين الطبيعية الرحيمة دون تدخل خارجي كالأجهزة مثلاً؟.وما مدى مشروعية وضع الأجهزة من الأساس؟.
6-ماذا عن ما يسمى بالموت الرحيم؟،والذي أخذ مساحة واسعة من الجدل وما زال إلى الآن فمنهم من قننه ومنهم من منعه.والسؤال الأهم ...هل من حقنا نحن الأحياء التدخل في مراحل الموت وتقديمها وتأخيرها؟.وألا يعتبر ذلك عبث في سُنة التكوين وملئكته؟.أم أن الأمر هو سجود طوعي للملئكة لنا؟.
7-الأطباء يريدون الآن أن يشقو حنجرته لأجل نقل إنبوب التنفس من الفم إلى أسفل الحنجرة(رغم أن الجسم يرفضه ولذلك يعطى مهدىء أو مخدر)وهو إجراء متبع في الطب لتقصير مسافة الأنبوب الواصل للقصبة الهوائية وذلك لتسهيل عملية التنظيف والإحتقان اللعابي والمخاطي والتقليل من التقرحات والمضاعفات التي يحدثها إنبوب التنفس من الفم.رغم أن هذه الطريقة لا تخلو من مضاعفات هي الأخرى وأولها عدم القدرة على النطق بشكل نهائي ربما إذا قدر الله وأحياه.ولكنني في حقيقة الأمر في حيرة من أمري وعذاب وتناقض مستمر بين العاطفة الإنسانية من جهة وبين العقل الرحماني من جهة وإصراري على عدم العبث بجسمه...وفي نفس الوقت لا أستطيع إتخاذ القرار العقلي فما دمنا قد دخلنا منظومة الطب فيجب أن نخضع لقوانينها مكرهين..أو وضعك تحت المسئولية وإتهامك بأنك عديم الرحمة والإحساس سواء من نفس المنظومة أو من نفس دائرة ذوي القربى....وأنا بدوري أطرح على نفسي سؤال كإنسان...ماذا لو كان أحد أولادي؟ماذا سأفعل؟!....وقد أوصيت زوجي على إثر هذه التجربة بأن لا تتدع أحد يعبث بجسمي تحت أي ظرف مشابه يحدث لي وتتركني لمرابط الرحيم في حال قد خرجت من دائرة التأمين الخاصة بالمؤمنين.
8-هل إنفاق الأموال التي تتدفع للمنظومة الطبية في هذه الحالة وغيرها لها فعل إرتدادي سلبي-إيجابي على الميت والحي سواء؟.وفي حال كونه سلبي كيف يتم الإصلاح؟.
9-اين يقع المستوى السادس وما هي طبيعته؟بمعنى هل هو عبارة عن شحنات كهربائية تخزن بشكل مغناطيسي في المحيط(ذاكرة سحابية أو موجية)؟ فكما نعلم أن نظام التشغيل الاساس للدماغ يقوم بتحويل أي ذاكرة إهتزازية مدركة إلى هيئة(موجية)وكل شيء في حياتنا الدنيا يتم تحويله إلى ذباب مع الزمن، تماماً كصورة الموجات في جهاز تخطيط ذبذبات الدماغ الكهربائية( e.e.g )حيث القيمة تتمثل في شدة التيار الكهربائي مع الزمن ولكن أين وكيف يتم تخزين وتشغيل هذا الموج في زمن الموت؟!!...(وكمثال الأقراص الساكنة الآن في الحواسيب والتي حلت محل الأقراص الصلبة)...وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون...فلا بد من فقه مستقر ومستودع الذاكرة الأرضية.فالموت في ذاكرة الكتاب يتم في الأرض ومنها يتم الإخراج(ولا تدرى نفس بأى أرض تموت)هذا يعنى أن الموت مخلوق أرضي،وأن تخزين الذاكرة يتم في وعاء رضا أرضي نجهل ماهيته....منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى..
10-هل يمكن إختراق قواعد البيانات الخاصة بذاكرة كتاب الموت كما تم إختراق ذاكرة كتاب الحياة dna؟بمعنى فك التشفير؟.في القرءان ضرب لنا مثال في إبرهيم حيث إستطاع أن يرى كيفية إحياء الموتى وليس الأموات وذلك بتوفير شروط الدعوة دون التدخل منه في النظام.أم أن الأمر ما زال يندرج ضمن هذه الآيات...يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.
11-هل إرشيف ذاكرة الشخص الميت أو المستوى السادس(كافر/مؤمن)بمفهوم القرءان في عملية سعي وتطهير خلقية أي عذاب(النار/جهنم/جحيم)كي تتخلص من كل الروابط العقلية والبيولوجية(الذنوب)التي انشأت من دون الله كالكذب والأدوية على سبيل المثال؟وذلك كي تعود الذاكرة الموسوية(النسخةالأصلية)والذاكرة الهارونية التي دخلت في تجربة الوعي الوجودي ومرت بتلك المرحلة من التطهير(نسخة التجربة).
12-وقود الحياة هو ...وجعلنا من الماء كل شىء حى...فما هو الوقود المجعول للموت بالمقابل؟.فالمشغل واحد في كلى التكوينين ...مــ (اء).....مــ (وت).
13-هل روابط العقل بين الوالد وولده تبقى؟ أم الأمر مرتبط بمبدأ الزوجية التكوينية فقط؟.وهل يمكن إعتبار مشاعرالحزن والتي لا تلبث وتتحول إلى حالة كمون إحدى النتائج الأولية لتفكك الروابط العقلية بين المتوفى والحي؟.
14-ما الفرق بين الرجوع والعودة؟...إن إلى ربك الرجعى...إن لله وإن إليه راجعون...ترجعونها إن كنتم صادقين...قال رب أرجعون..
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
15-كيف نتواصل مع الميت؟هل بالذاكرة التي خلفها وراءه والتي من خلالها نستطيع فتح قنات إتصال أثناء النوم؟.
16-كيف يتم تعيير قول(....أو ولد صالح يدعو له)قرءانياً؟وهل من الممكن صنع أعمال صالحة بإسم الميت لتلحق بذاكرته في دار الآخرة؟ أي بر الأحياء للموتى؟.وبالطبع لا أقصد رفع الأيدي وتتمة العبارات ولكن كيفية الدعاء العملي والصالح.
وللحديث بقية...وشاكر ومقدر إحسانك وسعة صدرك...
تعليق