ما هي اللعنة وكيف تكون !
من أجل تطبيقات قرءانية معاصرة
ورد بريدنا اكثر من رسالة تطلب بيان لـ مكون (اللعنة) وكيف تكون وفي ما يلي موجز يعالج موضوعية اللعن :
ورد لفظ (لعن) وتخريجاته اكثر من اربعين مرة في القرءان والناس يرددون لفظ (اللعنة) بصفته (شتيمة) حين يشتم احدهما الاخر ولم نجد في لسان العرب وصفا للفظ (اللعن) اكثر من انه (طرد من الخير) فعموم مفاهيم السابقين والمعاصرين للفظ اللعن يتحد بصفة (غير حميدة) يراد منها عند القول الا ان في القرءان تفاصيل اكثر شمولية كما هو موجز ادناه :
1 ـ لعنة الله :
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } (سورة البقرة 89)
2 ـ لعنة الملائكة :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) سورة البقرة
3 ـ لعنة الناس :
كما جاء في النص اعلاه
4 ـ لعنة الامم :
{ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ } (سورة الأَعراف 38)
5 ـ اللعنة بالتبعية :
{ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } (سورة هود 60)
6 ـ الملاعنة :
{ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } (سورة العنْكبوت 25)
وهنلك انواع كثيرة من اللعن منها ما هو (عقوبة الهية) تخصصية كلعنة الظالمين ومنها ما هو ملكية اللعن كما في الساعي الى شيء ملعون فيمتلك الشيء ومعه اللعنة مصحوبة معه كما في شارب الخمر ولاعب القمار وامثالهما
{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } (سورة الرعد 25)
ما هو اللعن في كينونته كـ (مكون) نافذ له دلالة لفظية في القرءان ... ونرى متدبرين نصوص القرءان أن من يبحث عن البيان في القرءان فانه لن يجد ضالته الا حين يمنهج فكره بمنهج خامة الخطاب الشريف بلسان عربي (مبين) ففي ذلك اللسان يكمن البيان ويتضح القرءان (المبين) لكل حامل عقل
لعن في علم الحرف القرءاني يعني (استبدال ناقل نتاج الفاعلية) فالفاعل يتصور (دائما) ان فعله ينفعه الا ان نتاج الفعل سوف لن يكون نافعا لان (اللعنة) هي (حاوية الاستبدال) وفيها يقع الفاعل الناشط في نتاج غير حميد ان كان فعله خارج استقامة الصراط المستقيم الذي رسم مساربه وسبله الله سبحانه والامثلة كثيرة لا حصر لها فكل ناشط في غير دستور الله (الصراط المستقيم) سوف لن يحصد من نشاطه ما كان غاية له بل تستبدل النتيجة بما يخالف الغاية الادمية
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } (سورة طه 121)
فـ الغاية الادمية فـ (غوى) كانت من شجرة ملعونة طلعها (ثمرها) مكون من كينونة شيطنة رئيسية وورد ذكرها في القرءان (وكأنها رؤوس الشياطين)
{ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ } (سورة الصافات 64 - 68)
الغاية الادمية (ان لم تكن في محلها) فانها شجرة (الزقوم) تفعل وسيلة ربط متنحية (غير مرئية) وتمتلك مشغل (ملعون)
{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 60)
وهي هي بمركزها الفكري عند تدبر نصوص القرءان (شجرة الخلد وملك لا يفنى)
{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى } (سورة طه 120)
وهي شجرة (الحيازة) وهي الصفة المتميزة في الادمي بصفته المخلوق الوحيد الذي يخزن كل شيء (المال) و (العلياء) خارج حاجته متصورا انه يخلد في ملك لا يبلى فيكون قد أكل من شجرة الزقوم فوقع تحت منظومة (اللعنة) الالهية
لص يسرق اموال الناس وينفقها على اولاده وهو يمتلك (غاية) تربية اولاده ليكونوا له عونا عند كبره فيتم (استبدال) نتيجة افعاله فينقلب الاولاد الى اولاد سوء يتعبون اباهم السارق عند كبره فتنقلب غاية السارق الى نتيجة ضديدة لغايته ... ذلك مثل اكثر وضوحا من اي مثل ءاخر الا ان قوانين الله لا تنفد (لا نفاد لكلمات ربنا) ففي كل ناشطة كرام كاتبين يقومون بـ تعيير النشاط مع الصراط فان انفلت الادمي عن الصراط فان لله جنود السماوات والارض يستبدلون نتاج فاعليته فـ (تنعدم) غايته الى ضديدها فكانت عليه (لعنة الله والملائكة والناس اجميعن)
لعنة الله تكمن في قوانينه الشريفة التي احكم حكومته على خلقه
لعنة الملائكة هي منظومة خلق الله الفعالة ويمكن ان نرى مثلها في من يسير بسرعة فائقة فان (قوانين الفيزياء) تقتله شر قتلة (حوادث السير) فـ غاية المسرع هي الوصول في زمن اقصر الا ان النتيجة تنقلب الى ضديد غاية المسرع بسرعة فائقة
لعنة الناس اجمعين نرى مثلها حين يقوم الناس (الناسين) اي (الغافلين) في تأمين ادوات المخالفة لدى المخالف لنفاذ مخالفته فهم (يلعنون الملعون) وهم لا يعلمون ونرى مثلهم في من يصنع الخمر ومن يبيع الزبيب على صانع الخمر ومن يؤمن قناني الخمر ومن يتاجر بالخمر هم (ناس ناسين) غافلين عن مكونات اللعنة وكيف تكون فـ حين يشرب الخمر فان لعنة الغافلين مثله اسهمت في لعنته و (بدلا) من غايته في راحة نفسه يكون الخمـّار بعيدا عن راحة النفس التي منحها الله لـ القعل البشري الرصين !! بعضهم يلعن بعض !! فالغافلين الناسين لامر الله (الناس) جميعهم (أجمعين) يلعنون بعضهم وهم لا يفقهون اللعن كيف يكون
الحاج عبود الخالدي
تعليق