الترابط العقلاني في سنن الخلق
من أجل قراءة ما كتبه الله في الخلق النافذ (كتاب الله)
مسمى الترابط العقلاني (قد يكون) من خصوصيات مشروع علوم الله المثلى الا انه يحمل مقاصد معروفة عند كثير من الناس وفي العلم المعاصر ونجد انشطة متعددة تحمل مسميات اختصت بها الا انها تقع تحت مسمى (الترابط العقلاني) ونرى مثل ذلك في مدرسة الروحانيين الذين يطلقون على نشاطهم مصطلح (السوبر ناتيك) وهي مرابط عقلانية يزعمون معرفتها او عند الباحثين بما وراء الطبيعة الذين يطلقون على نشاطهم مصطلح (ميتافيزك) والمشمول ايضا بصفة الترابط العقلاني سواء كان مع الاشياء غير الحية او مع الاحياء ومثله عند الناشطين بالباراسيكولوجي تحت مسميات (التلباث او الاستبصار) وغيرها علما ان مدرسة الباراسايكوجي هي وليدة النشاطين السابقين في الميتافيزك او السوبرناتيك مع ما اضيف اليها من علوم معاصرة اعلنت عقمها مثل علوم النوم او علم النفس التجريبي ... اما الناس فهم يمتلكون اقاويل راسخة في ما يندرج تحت العنوان المستجد في هذه السطور (الترابط العقلاني) فيقولون مثلا مصطلح (توارد الخواطر) ويقولون بما يعرف بـ (الحاسة السادسة) كما يعرف الناس ان هنلك (ترابط عقلاني) بين التوأمين الناتجين من انقسام بيضة واحدة فكلاهما يشعر بما يشعر به الثاني وهي ظاهرة مشهورة في معارف الناس ويعرف الناس ذلك الرابط العقلاني بين الام ووليدها فهي تشعر بحاجته لها وان كانت في نوم عميق كما تتحدث حكايات الناس ان كثير من الامهات يشعرن بما يحدث لاولادهن من سوء وهن على بعد شاسع عنه !!! ... وهنلك الكثير من الانشطة البشرية التي يمكن ادراجها تحت المشروع الفكري المطروح تحت مسمى (الترابط العقلاني)
في العلم المعاصر استطاع احد الباحثين ان يضع صورة مختبرية لـ (الترابط العقلاني) من خلال حراك مادي قام به في المختبر عندما جاء بوعاء خمائري معروف لديه وقام بفصله الى نصفين متساويين وجعلهما تحت ظروف مختبرية واحدة فعندما وضع صنف من اصناف الهرمون في احد الوعائين وكان يعلم ان ذلك الهرمون سيدفع الخميرة لانتاج انزيم معين وعندما تأكد من تلك النتيجة اتجه نحو الوعاء الثاني والذي لم يضع فيه اي هرمون فوجد ان الوعاء الثاني قد انتج الانزيم نفسه متأثرا برابط كان مجهولا لديه ربط بين الوعائين وبذل جهودا كبيرة لمعرفة ذلك الرابط ماديا فلم يعثر عليه ذلك لان الرابط الذي ربط بين الوعائين هو رابط عقلاني والعقل هو (حقيقة غير مرئية) فلا يسجل حضورا في اجهزة العلم الحديث وليس له وزن او طعم او حجم او اي طيف موجي !!! فـ
(العقل لا يرى الا من خلال العقل)
التلباث اي (التخاطر) بين شخصين اثنين حاملين للعقل تفصل بينهما مسافة قد تزيد على 2000 كيلومتر الا انهما يرتبطان برابط تخاطري يتبادلان بينهما المعلومات التي يبثقها احدهما للاخر ... وهي ظاهرة مسجلة في انشطة البشر وموثقة بمختلف ادوات التوثيق سواء كان اكاديميا او عرفا مجتمعيا وهي صورة مبينة لـ (الترابط العقلاني )
في اليابان اجريت تجارب على الارانب وامهات الارانب فعندما يتعرض الارنب للقتل تظهر اضطرابات في ايقاعات كهربئية دماغ الامهات وسجلت مختبريا في بحث قام به فريق من العلماء وكرروا القراءة حين تم فصل الارانب البنات عن الامهات لمسافات طويلة جدا فسجلوا اضطراب مختبريا ينبيء باضطراب حاد في كهربائية دماغ الامهات عند قتل البنات كما تم عزل البنات عن الامهات من خلال ما يسمى بـ غرفة (فراداي) المعزولة موجيا وكانت القرءاة كما في التجارب السابقة وتم ايضا وضع البنات في غواصة لتبحر في اعماق عميقة في بحر اليابان وكانت القراءة هي نفسها حتى وصل الفريق العلمي الى ظاهرة تم اضافتها الى قاموس فكري متجدد وهو (لا جواب) لان (العقل بلا جواب) وبما ان (القرءان للذين يعقلون) فكان ويكون ان الجواب في قرءان الله وفي امثاله التي (لا يعقلها الا العالمون) !!
تلك السطور التي خصصت للتعريف بـ (الترابط العقلاني) حين تكون في (علوم الله المثلى) فان الرغبة تقوم في (استثمار) تلك السنة الثابتة في الخلق والاستثمار ياخذ مسارب شتى منها ما هو استثماري ومنها ما هو ديني ومنها الاستشفاء او البحث كما في الرابطين ادناه
ولا ننسى الحديث الشريف (ماء زمزم لما شرب له) فهو ماء عاقل وذلك يعني ان هنلك (رابط عقلاني) بين ماء زمزم وشاربه (ما شرب له) ولعل بعض الاخوة تابعوا بعض المنشورات عن باحث ياباني كان حين يكلم الماء فيرضيه بكلام طيب ومن ثم يبثقه على شكل رذاذ في حجرة شديدة التبريد فيتحول الى كريستالات جميلة التنظيم رائعة المنظر وعندما يكلم الماء بكلمات غير حميدة فان الرذاذ المنجمد لذلك الماء يشكل اشكالا هندسية مزعجة او مخيفة ... ذلك النشاط هو صورة حديثة لـ (الترابط العقلاني) واذا عدنا الى ماء زمزم وهو احد اهم مظاهر القدس في بيت الله الحرام سندرك ان (الترابط العقلاني) يمثل حلقة علم مفقودة لدى العقل البشري عموما وننصح بقراءة المنشور التالي ايضا
اثارات في الجمرات
في المنشورين اعلاه ثبت على طاولة علوم الله المثلى وبنشاط مختبري دقيق ان الترابط العقلاني سنة من سنن الخلق وان تلك السنة ضائعة بين ثنايا العقل البشري عموما وحملة القرءان خصوصا ذلك لان (العقل ضائع على اهله) وحملة القرءان هجروا قرءان ربهم وتمسكوا بما قيل فيه في تاريخه وبالتالي فان مرابطه ستكون ضائعة ايضا الا ان في القرءان من كل مثل ونقرأ
{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ } (سورة يوسف 94)
في المثل الشريف اعلاه يبين لنا ربنا سنة الترابط العقلاني بين يعقوب وولده يوسف رغم غياب تام لاي رابط مادي بينهما ورغم ان اخوته اعلنوا ان الذئب أكله وجائوا اباهم بقميصه وهو ملطخ بدم كذب الا ان يعقوب كان يعلم ان ابنه يوسف حي يرزق وذلك البيان لدى يعقوب يشير اشارة قرءانية مبينة عن رابط عقلاني بينه وبين يوسف
{ قَالُوا تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ } (سورة يوسف 85)
ومن ذلك المثل وامثال قرءانية متعددة يثبت ان الترابط العقلاني سنة نافذة في الخلق ولعلنا نرى الحكم الالهي في فرض ملزم ان يقرأ المسلم القرءان بعربيته وهو لا يفهمه ان كان ينطق بلغة اخرى او انه لا يعرف العربية الفصحى مثل المجتمعات القروية البعيدة عن المدن وهو ملزم بذلك تكليفا الا اننا لا نفهم (الحق) في ذلك التكليف الا عندما ندرك سنة الخلق في الترابط العقلاني ومعرفة المزيد من مفاصل تلك السنة وما هي مركزية النص القرءاني كأداة من ادوات الترابط العقلاني (يهدي للتي هي اقوم) عندما يقرأه قاريء لا يفهم النص بل يرتبط عقلانيا به !!!! ولا نخرج من القرءان الا من اجل الرجوع اليه ذلك لان حاجة (انسان اليوم) لمعرفة العقل ومرابط العقل في التكوين انما تقوض رياح الظلم المنتشر بين الامم فالمنكر صار معروفا والباطل صار حقا والحق بات باطلا ذلك لان الفئة الباغية المتحكمة بشعوب الارض استخدمت سنة (الرابط العقلاني) في تحجيم الاستقلالية العقلية وقيدت العقل البشري بقيود لا خلاص منها الا عند الرجوع الى الله من خلال قراءة سننه التي اودعها في ثنايا العقل البشري بما يختلف عن بقية المخلوقات ولعل اكبر عملية (ذبح للابناء) و (اكبر استحياء للنساء) قد تم من خلال مرابط عقلية سرت في المجتمعات البشرية عموما عبر منظومة (الوطن) الذي قاد عملية تغويم الشعوب تحت شعارات خادعة خدعت الجميع واركست الامم في مشاريع مدمرة عدا تلك الامم التي جعلت من بعض الممالك والاقاليم امارات لاستراحتها فاسترخصت الناس فيها ليكونوا خدما امناء لعناصرها وهيمانها المتعالي !!!
في الدين ... تنشط المرابط العقلانية نشاطا كبيرا
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الحجرات 10)
فهو اخاء تكويني يمتلك (مكون) كما يمتلك الاخوة من اب واحد او من ام واحدة (مكون ربط يربطهم) في صفة الاخاء في ارث الحمض النووي الا ان احدا من المؤمنين لا يعرف (مكون الاخوة) بين المؤمنين وما هي (لبنة بناء ذلك المكون) فاذا لم تكن مادية كما في الحمض النووي بين الاخوة من صلب واحد او رحم واحد فلا بد من ان تكون من (رحم عقلاني) ذلك لان الخلق مبني على تشغيل (رحمين) رحم مادي ورحم عقلاني فاذا رصدنا الاخاء المرتبط برحم مادي (الحمض النووي) نبحث عن الاخاء المرتبط برحم عقلاني لمعرفة مفاصله ولبنات بنائه لغرض استثماره وما هي مهمة الاصلاح بين الاخوين فهل تعني (المصالحة كما نعرفها) ام ان الاصلاح يعني (التصليح) في مفاصل ولبنات رابط الاخوة الايماني ...
تساؤلات تنتظر معالجة في اول منشور يعالج موضوعية (الترابط العقلاني) وان اذن الله ببقية لحديث فنسأله تعالى ان يكتب لنا الرشاد في لقاء ءاخر انه هو الوهاب
الحاج عبود الخالدي
تعليق