السرطان والقرءان
من أجل مدرسة علمية اسلامية معاصرة
لا يخفى على الناس ان مرض السرطان هو من الامراض الشائعة في زمن الحضارة ورغم ان بعض الاقاويل تتحدث عن قدم مرض السرطان فقد قيل ان الحضارة الفرعونية القديمة عرفت السرطان وقد ظهر ذلك في بردية قديمة توصي باستئصال الورم او الكي بالنار ... الا ان تلك الاقاويل ظنية غير مؤكدة بسبب اختفاء وسيلة الحسم المختبري لتشخيص مرض السرطان في الزمن القديم وربما تكون تلك الاقاويل مبنية على المشتبهات مع السرطان في اورام غير سرطانية عرفت قديما وهي لا تزال معروفة اليوم وتحصل بسبب تلوث بكتيري موضعي او بسبب ارتفاع نسبة السكري في الدم الذي يتسبب في ظهور خراج كبير الحجم داخل الجسد او ظاهر الجسد ولعل فطرة العقل التي ترى صعوبة تشخيص السرطان في زمن التقنيات لا تقبل ان تكون بعض الاورام مشخصة في بطن التاريخ على انها اورام سرطانية لان ذلك يجافي المنطق القائم بين ايدينا من صعوبة كبيرة تحتاج الى تقنيات غاية في التطور لفصل الاورام الحميدة عن الاورام غير الحميدة .. الا ان الناس اعتادوا عند العجز الفكري ان يبذروا بذارا في المجهول فيكون المجهول هو صحراء العقل التي تكون مستعدة لانبات بذور لا تنفلق فيها فقيل (مثلا) في بعض المعالجات ان لفظ مرض (السرطان) هو من لغة يونانية قديمة رغم ان اللغة اليونانية لا تمتلك حرف (الطاء) مما يجعل مثل تلك الاقاويل مبنية على اساس بذر البذور في عالم المجهول وهو ما نعنيه بـ (صحراء العقل) التي لا تغني النبتة نتاجا خضريا وبالتالي فان المعرفة تقبع تحت واقع حال معرفي لا يسجل تقدما معرفيا من نوع ما بل يمكن ان يوصف بـ (الحشو الفكري) غير الفعال ...
اول نظم معرفية لمرض السرطان كانت في جهود العالم الالماني (مولر) عام 1838 والذي اعلن ان مرض السرطان هو تكاثر الخلايا الجسدية بشكل غير معتاد (خارج قانون التكاثر الطبيعي) .... استطاع علماء الحقبة الاولى ان يجزموا ان مرض السرطان هو من سبب بيئي حيث كان واضحا لديهم ان سرطان الجلد يظهر في العاملين الذين يمارسون عملية تنظيف المداخن ويعزون السبب الى تزايد مادة القطران في بيئة عملهم والتي تدخل اجسامهم الا ان متاهات واسعة شاسعة احتوت مسببات السرطان بشكل مطرد وتكاثرت مع انتشار المرض بل تسارع انتشار المرض وسط تناغمية واضحة مع اتساع الاستخدامات التقنية والحضارية من المنظفات والعطور والماكياج ودخول البوليمرات عالم الاستخدام الاوسع عند الناس وانتشار المبيدات الحشرية والمخلفات الصناعية وعوادم المحروقات النفطية فاصبحت الحياة اليومية لا تشبه بكافة انشطتها طبيعة الامس فاذا كان العلماء قد اكتشفوا ظاهرة السرطان في عمال تنظيف المداخن فان المدن المتحضرة اليوم هي عبارة عن مدخنة واضحة وبالتالي فان البشرية المتحضرة مرشحة لقارعة السرطان ..
لا يزال سبب السرطان مجهولا كما ان هنلك لغط كلامي في تسميته الا ان تسميته (سرطان) هو من لسان عربي فطري حيث ورد في لسان العرب لفظ (سرط) وهو التهام الاكل والسرطان يلتهم اعضاء الجسد بشكل واضح فهو لن يبقي من اعضاء الجسد ما يمكنها من اداء وظيفتها في موقع الاصابة فان اصاب الرئة فان النموي الخلوي (يسرط) الرئة ويوقف عملها الوظيفي ويستمر بالسرط حتى ينهي حياة المريض بتعطيل الاعضاء المصابة ... فهو في عربة عربية واضحة (سرط .. سرطان) مثله مثل (جري .. جريان ... عطش .. عطشان .. نـَعـَسَ ... نـَعـْسان .. سـَرَبَ .. سـَرْبان) فهو (سـَرَطَ .. سـَرْطان)
الله سبحانه وتعالى وصف منظومة خلقه بـ (الصراط المستقيم) وجعل من يخرج من ذلك الصراط هو (من المغضوب عليهم) ومن (الضالين) ولعل سورة الفاتحة التي يقرأها المسلمون يوميا في خمس صلوات واضحة المعالم في اهمية الصراط المستقيم وعدم الحيود عنه والخروج عليه الا ان الصلاة تحولت الى فعل منسكي خالي من الرشاد في غالبية نشاطها فاصبحت لا تمنح عقول المصلين فاعليتها الترشيدية في اكثر الاحيان الا نادرا ..!!
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
وعندما يكون اكثر الناس لا يعلمون تكون مهمة الرسالات السماوية للتذكير بعلمية نظم الخلق (الصراط المستقيم) واهم ما يمكن ان نتسلح به ثقافيا في سورة فاتحة الكتاب أن (اهدنا الصراط المستقيم) فهو يحتاج الى هدي الهي ربوبي له خصوصية مع كل عبد وهو يظهر في نظم الخلق الاولى (وحمة المرأة الحامل) وهو هدي الهي من (رب الأءدمي) المخلوق في رحم امه فتشتهي ما لا يخطر على بال احد فهو هدي ربوبي لقانون الهي (صراط مستقيم) لانه متعلق بمنظومة خلق الله والانسان الفطري يدرك كثيرا من الصراط المستقيم ومتطلبات الاستقامة فيه ومن لا يعلم فربه يهديه شرط ان يكون العبد يمتلك رابط مع ربه (صلة) فمن لا يمتلك ذلك الرابط (لا يمتلك صلاة) فهو لا يعلم ويكون من (المغضوب عليهم) وبالتالي سوف لن يهتدي ويكون من (الضالين) وفي الميدان التجريبي سنرى الفطرة واضحة في كيفية البقاء على فاعلية نظم الخلق متوائمة مع يوميات المؤمنين بهدي الهي من رب كل واحد فيهم حسب خصوصيته ... كل انسان يدرك بفطرته ان الله قد سمح للانسان ان يدخل في جوفه الماء والغذاء والهواء والانسان بفطرة عقل غير صعبة وغير خفية يعرف ان الغذاء هو حصرا من عالم بايولوجي (عضوي) .. اما نباتي واما حيواني ولا غير هذين المصدرين يشكلان غذاءا للبشر بل لا يسمح بادخال غير ذينيك المصدرين الى جوف الانسان ويستطيع الانسان بفطرته ان يجزم ان دخول المادة الكونية الى جسده من غير النتاج البايولوجي هو خروج على نظم الخلق (الصراط المستقيم) عدا ثلاثة اشياء غير بايولوجية وهي حاكمة يقع الاستثناء فيها حصرا وهي (الماء والهواء والملح) ولا غيرها ... فهي مستثناة فيما كتبه الله لمخلوقاته (كتاب الله) الذي نراه ونمسكه بعقولنا التي منحنا ربنا ميزانها ولو امعنا في رصد الفطرة لوجدنا ان البايولوجيا الحيوانية والنباتية فيها الطعم المر والطعم الحلو والطعم الحامض عدا الطعم المالح فلا يوجد منتج بايولوجي مالح بشكل مطلق وان الملح يكون مع الماء دائما مذابا فيه وما يتناوله الانسان من ملح انما ليستكمل حاجته الجسدية التي ترتبط بنشاطه وخصوصية كل انسان الى معدلات مختلفة من النشاط يحتاج فيها الى الملح بكمية غير ثابتة لجميع الناس ...!! ... كل تلك المدركات هي مدركات فطرية لا تحتاج الى رأي اكاديمي او عالم متخصص لكي يدركها الانسان كما لا تحتاج الى مختبرات وتحليلات فهي فطرية مغروسة في برنامج عقل الانسان (مفطور عليها) ... لكن الانسان تسارع في الخضوع الى الحضارة فاصبح يلتهم الادوية المادية والمواد غير البايولوجية مثل اضافة غاز ثاني اوكسيد الكربون الى المشروبات الغازية او اضافة الهيدروجين الى الزيوت المهدرجة او اضافة بنزوات الصوديوم الى المعلبات كمواد حافظة او اضافة بيكربونات الصوديوم في صناعة الخبز والمعجنات او استخدام بعض المثخنات الصناعية في صناعة المربيات والانسان المعاصر يركع لها بشكل غير مبرر ويسجل اخطر خروج على (الصراط) المستقيم ... انه يدفع ثمن خروجه المفرط ولعل عودة فطرية الى الريف المعاصر سنجد الكثير من الناس يرفضون كل جديد والرفض يصدر من قرار فطري فكثير من الناس يرفضون الادوية ويرفضون ءانية البلاستك ويرفضون الزيوت المعالجة صناعيا ويرفضون المعلبات ذات الاضافات المادية ويرفضون حتى بيض الدجاج وحليب الابقار المنتج في محطات التربية المعاصرة وكثير من الناس يرفضون خبز مصانع الخبز والمعجنات بسبب مخاوفهم من التدخل الصناعي والمحفزات الهرمونية التي تمنح للمخلوقات التي تعتبر غذاءا للانسان بلحومها او غلتها حيث تترسب في تلك المخلوقات وفي غلتها قدرا من تلك المحفزات لتنتقل الى الانسان فقد ظهرت منها ءاية مبينة مؤخرا حين اكتشف الاطباء طفلا سجل بلوغا جنسيا مبكرا وبعد تحاليل مكثفة ظهر انها من متراكمات منتجات حيوانية حقنت بمحفزات هرمونية ..!! انتقلت الى ذلك الطفل فعبثت بـ (الصراط المستقيم) الذي فطره الله في سنن الخلق واودعها الانسان ليربط مرابطه معها الا انه في زمن الحضارة اصبح الانسان المعاصر يتحكم بتلك المرابط فاصبح يتحكم بـسلاسة (الصراط المستقيم) ويغير كثيرا من مرابطه منتقلا الى الجانب الاخر وهو (السوء) في برامجية خلق (أسفل سافلين) ...
بدأت منذ اكثر من عشر سنين تقارير طبية مبنية على الاحصاء السريري تؤكد ان بعض العقاقير هي مسرطنة مثل اقراص الاسبرين واقراص منع الحمل ومركبات الكورتيزون ومركبات الفينيكول وبنزوات الصوديوم و ..و .. وكثيرة هي قائمة المسرطنات التي تم الامساك بها من خلال الاحصاء وليس من خلال مراقبة فاعلية العلة ومسببها أي ان النتائج ظهرت على (هامش العلم) وليس من خلال ممارسة علمية مختبرية او رقابة مادية او بايولوجية ... ربنا اهدنا الصراط المستقيم .... السرطان يقينا وبشكل قاطع خارج الصراط المستقيم لانه لن يكون في (أحسن تقويم) كما هو الوصف القرءاني لخلق الانسان بل هو في اسفل سافلين
(لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (التين:5)
وتلك ءايتان مستقلتان وهو يعني في سنن الخطاب القرءاني ان كل ءاية تمتلك فاعلية مستقلة عن الاخرى فللتقويم الحسن فاعلية مستقلة ولأسفل سافلين فاعلية مستقلة ومن تلك الضابطة القرءانية فان السرطان لا شفاء منه الا من خلال العودة السريعة لـ (الصراط المستقيم) وتلك العودة لا بد ان تتوائم مع المواقيت الزمنية التي احتوتها نظم الخلق فلو اردنا ان نزرع زرعا فلذلك الزرع مواقيت لا يمكن التحكم بها واختزالها في زمن الانبات والنضوج والانتاج حيث يظهر عنصر الزمن عنصرا حاكما في تلك المواقيت ومن نفس السنة فان مرض السرطان يمتلك مواقيت كونية لا يمكن التحكم بها فان ظهر فان العودة الى (الصراط المستقيم) لن تنفع في الشفاء
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام:158)
السرطان هو ءاية من ءايات الله يقينا فهو نظام بايولوجي مكين يمثل الوجه الاخر من نظم الخلق (أسفل سافلين) والذي يرادف نظم الصراط المستقيم في (أحسن تقويم) فمن يخرج من صفة (أحسن تقويم) يكون في (أسفل سافلين) وفق منطق فطري يدركه العاقل لا محال وبالتالي فان (قارعة) السرطان هي (قارعة بما صنعوا) وهو فساد (بما كسبت ايدي الناس) وعلى المسلمين ان يتعظوا كثيرا ويسبحوا بحمد ربهم في مدرسة قرءانية تقوم مفاهيمها في زمن معاصر ليتخلصوا من تلك القارعة المنتشرة بتسارع مخيف فقد اعلن في امريكا ان 12 مليون اصابة سرطانية سجلت في عام 2007 فقط مما تسبب في هيجان جماهيري خطير تسبب في خرس الاحصاء لتلك الاصابات المتزايدة بعد 2007 وكان نتيجة ذلك الهيجان هو قانون الرعاية الصحية الذي استصدره الرئيس (اوباما) مؤخرا وكأن القانون هو (إله) مسؤول عن صحة العباد ولكن نظم الله (الصراط المستقيم) هي التي تقي الناس من قارعة السرطان ولا سبيل غير سبيل الله ... على المسلمين ان يأخذوا الحكمة من قرءانهم ولا يركعوا لعلوم العصر حيث نرى بشكل مؤسف ان الناس المتأسلمين بالاسلام يضعون للطب المعاصر صفة (الإله) القادر على شفائهم من مرض السرطان فتراهم ينفقون الاموال بشكل ملفت للنظر من اجل علاج السرطان فاصبح الرجوع الى الله هي من الحالات النادرة بين الناس ..!!
في عام 2009 ظهرت على شاشة الاعلام العلمي المرئي مديرة معهد معالجة السرطان الامريكي وهي اعلى مؤسسة اكاديمية في العالم تهتم بالسرطان من حيث حجم كوادرها الضخم ومن حيث حجم التمويل الضخم المرصود لها حيث قالت مديرة ذلك المعهد (اننا عاجزون عن تقديم نصائح وقائية مؤكدة لدافعي الضرائب) واردفت قولها (انني الان قد اكون مصابة بالسرطان ولا علم لي بذلك ..!!) ومن تلك الاقوال يظهر بشكل واضح ان العلم المعاصر غير قادر على توفير حتى نظم الوقاية من السرطان الا ان مدرسة القرءان الثقافية تمتلك فيضا كبيرا (مؤكدا) للوقاية من السرطان وامثاله الا ان دستورية القرءان ذات موضوعية تاريخية ولا يمتلك القرءان صفة دستورية معاصرة فاتخذه المتأسلمون (مهجورا) فهو لا يعدو ان يكون اكثر من ترنيمة قدسية اما ما يحتويه القرءان فهو مهجور تماما ويتمسك المتأسلمون بـ (ما قيل في القرءان) من قبل السابقين وهو كان يحاكي دستورهم السابق الذي لا يمتلك اختناقات مثل السرطان وغيره فاصبح المتأسلمون لا يملكون دستورا معاصرا بل يركعون لدساتير اعداء الاسلام ومرض السرطان اكبر شاهد على هذه المعالجة ..!!
تلك تذكرة من مدرسة قرءانية معاصرة الفهم
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
اول نظم معرفية لمرض السرطان كانت في جهود العالم الالماني (مولر) عام 1838 والذي اعلن ان مرض السرطان هو تكاثر الخلايا الجسدية بشكل غير معتاد (خارج قانون التكاثر الطبيعي) .... استطاع علماء الحقبة الاولى ان يجزموا ان مرض السرطان هو من سبب بيئي حيث كان واضحا لديهم ان سرطان الجلد يظهر في العاملين الذين يمارسون عملية تنظيف المداخن ويعزون السبب الى تزايد مادة القطران في بيئة عملهم والتي تدخل اجسامهم الا ان متاهات واسعة شاسعة احتوت مسببات السرطان بشكل مطرد وتكاثرت مع انتشار المرض بل تسارع انتشار المرض وسط تناغمية واضحة مع اتساع الاستخدامات التقنية والحضارية من المنظفات والعطور والماكياج ودخول البوليمرات عالم الاستخدام الاوسع عند الناس وانتشار المبيدات الحشرية والمخلفات الصناعية وعوادم المحروقات النفطية فاصبحت الحياة اليومية لا تشبه بكافة انشطتها طبيعة الامس فاذا كان العلماء قد اكتشفوا ظاهرة السرطان في عمال تنظيف المداخن فان المدن المتحضرة اليوم هي عبارة عن مدخنة واضحة وبالتالي فان البشرية المتحضرة مرشحة لقارعة السرطان ..
لا يزال سبب السرطان مجهولا كما ان هنلك لغط كلامي في تسميته الا ان تسميته (سرطان) هو من لسان عربي فطري حيث ورد في لسان العرب لفظ (سرط) وهو التهام الاكل والسرطان يلتهم اعضاء الجسد بشكل واضح فهو لن يبقي من اعضاء الجسد ما يمكنها من اداء وظيفتها في موقع الاصابة فان اصاب الرئة فان النموي الخلوي (يسرط) الرئة ويوقف عملها الوظيفي ويستمر بالسرط حتى ينهي حياة المريض بتعطيل الاعضاء المصابة ... فهو في عربة عربية واضحة (سرط .. سرطان) مثله مثل (جري .. جريان ... عطش .. عطشان .. نـَعـَسَ ... نـَعـْسان .. سـَرَبَ .. سـَرْبان) فهو (سـَرَطَ .. سـَرْطان)
الله سبحانه وتعالى وصف منظومة خلقه بـ (الصراط المستقيم) وجعل من يخرج من ذلك الصراط هو (من المغضوب عليهم) ومن (الضالين) ولعل سورة الفاتحة التي يقرأها المسلمون يوميا في خمس صلوات واضحة المعالم في اهمية الصراط المستقيم وعدم الحيود عنه والخروج عليه الا ان الصلاة تحولت الى فعل منسكي خالي من الرشاد في غالبية نشاطها فاصبحت لا تمنح عقول المصلين فاعليتها الترشيدية في اكثر الاحيان الا نادرا ..!!
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
وعندما يكون اكثر الناس لا يعلمون تكون مهمة الرسالات السماوية للتذكير بعلمية نظم الخلق (الصراط المستقيم) واهم ما يمكن ان نتسلح به ثقافيا في سورة فاتحة الكتاب أن (اهدنا الصراط المستقيم) فهو يحتاج الى هدي الهي ربوبي له خصوصية مع كل عبد وهو يظهر في نظم الخلق الاولى (وحمة المرأة الحامل) وهو هدي الهي من (رب الأءدمي) المخلوق في رحم امه فتشتهي ما لا يخطر على بال احد فهو هدي ربوبي لقانون الهي (صراط مستقيم) لانه متعلق بمنظومة خلق الله والانسان الفطري يدرك كثيرا من الصراط المستقيم ومتطلبات الاستقامة فيه ومن لا يعلم فربه يهديه شرط ان يكون العبد يمتلك رابط مع ربه (صلة) فمن لا يمتلك ذلك الرابط (لا يمتلك صلاة) فهو لا يعلم ويكون من (المغضوب عليهم) وبالتالي سوف لن يهتدي ويكون من (الضالين) وفي الميدان التجريبي سنرى الفطرة واضحة في كيفية البقاء على فاعلية نظم الخلق متوائمة مع يوميات المؤمنين بهدي الهي من رب كل واحد فيهم حسب خصوصيته ... كل انسان يدرك بفطرته ان الله قد سمح للانسان ان يدخل في جوفه الماء والغذاء والهواء والانسان بفطرة عقل غير صعبة وغير خفية يعرف ان الغذاء هو حصرا من عالم بايولوجي (عضوي) .. اما نباتي واما حيواني ولا غير هذين المصدرين يشكلان غذاءا للبشر بل لا يسمح بادخال غير ذينيك المصدرين الى جوف الانسان ويستطيع الانسان بفطرته ان يجزم ان دخول المادة الكونية الى جسده من غير النتاج البايولوجي هو خروج على نظم الخلق (الصراط المستقيم) عدا ثلاثة اشياء غير بايولوجية وهي حاكمة يقع الاستثناء فيها حصرا وهي (الماء والهواء والملح) ولا غيرها ... فهي مستثناة فيما كتبه الله لمخلوقاته (كتاب الله) الذي نراه ونمسكه بعقولنا التي منحنا ربنا ميزانها ولو امعنا في رصد الفطرة لوجدنا ان البايولوجيا الحيوانية والنباتية فيها الطعم المر والطعم الحلو والطعم الحامض عدا الطعم المالح فلا يوجد منتج بايولوجي مالح بشكل مطلق وان الملح يكون مع الماء دائما مذابا فيه وما يتناوله الانسان من ملح انما ليستكمل حاجته الجسدية التي ترتبط بنشاطه وخصوصية كل انسان الى معدلات مختلفة من النشاط يحتاج فيها الى الملح بكمية غير ثابتة لجميع الناس ...!! ... كل تلك المدركات هي مدركات فطرية لا تحتاج الى رأي اكاديمي او عالم متخصص لكي يدركها الانسان كما لا تحتاج الى مختبرات وتحليلات فهي فطرية مغروسة في برنامج عقل الانسان (مفطور عليها) ... لكن الانسان تسارع في الخضوع الى الحضارة فاصبح يلتهم الادوية المادية والمواد غير البايولوجية مثل اضافة غاز ثاني اوكسيد الكربون الى المشروبات الغازية او اضافة الهيدروجين الى الزيوت المهدرجة او اضافة بنزوات الصوديوم الى المعلبات كمواد حافظة او اضافة بيكربونات الصوديوم في صناعة الخبز والمعجنات او استخدام بعض المثخنات الصناعية في صناعة المربيات والانسان المعاصر يركع لها بشكل غير مبرر ويسجل اخطر خروج على (الصراط) المستقيم ... انه يدفع ثمن خروجه المفرط ولعل عودة فطرية الى الريف المعاصر سنجد الكثير من الناس يرفضون كل جديد والرفض يصدر من قرار فطري فكثير من الناس يرفضون الادوية ويرفضون ءانية البلاستك ويرفضون الزيوت المعالجة صناعيا ويرفضون المعلبات ذات الاضافات المادية ويرفضون حتى بيض الدجاج وحليب الابقار المنتج في محطات التربية المعاصرة وكثير من الناس يرفضون خبز مصانع الخبز والمعجنات بسبب مخاوفهم من التدخل الصناعي والمحفزات الهرمونية التي تمنح للمخلوقات التي تعتبر غذاءا للانسان بلحومها او غلتها حيث تترسب في تلك المخلوقات وفي غلتها قدرا من تلك المحفزات لتنتقل الى الانسان فقد ظهرت منها ءاية مبينة مؤخرا حين اكتشف الاطباء طفلا سجل بلوغا جنسيا مبكرا وبعد تحاليل مكثفة ظهر انها من متراكمات منتجات حيوانية حقنت بمحفزات هرمونية ..!! انتقلت الى ذلك الطفل فعبثت بـ (الصراط المستقيم) الذي فطره الله في سنن الخلق واودعها الانسان ليربط مرابطه معها الا انه في زمن الحضارة اصبح الانسان المعاصر يتحكم بتلك المرابط فاصبح يتحكم بـسلاسة (الصراط المستقيم) ويغير كثيرا من مرابطه منتقلا الى الجانب الاخر وهو (السوء) في برامجية خلق (أسفل سافلين) ...
بدأت منذ اكثر من عشر سنين تقارير طبية مبنية على الاحصاء السريري تؤكد ان بعض العقاقير هي مسرطنة مثل اقراص الاسبرين واقراص منع الحمل ومركبات الكورتيزون ومركبات الفينيكول وبنزوات الصوديوم و ..و .. وكثيرة هي قائمة المسرطنات التي تم الامساك بها من خلال الاحصاء وليس من خلال مراقبة فاعلية العلة ومسببها أي ان النتائج ظهرت على (هامش العلم) وليس من خلال ممارسة علمية مختبرية او رقابة مادية او بايولوجية ... ربنا اهدنا الصراط المستقيم .... السرطان يقينا وبشكل قاطع خارج الصراط المستقيم لانه لن يكون في (أحسن تقويم) كما هو الوصف القرءاني لخلق الانسان بل هو في اسفل سافلين
(لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) (التين:5)
وتلك ءايتان مستقلتان وهو يعني في سنن الخطاب القرءاني ان كل ءاية تمتلك فاعلية مستقلة عن الاخرى فللتقويم الحسن فاعلية مستقلة ولأسفل سافلين فاعلية مستقلة ومن تلك الضابطة القرءانية فان السرطان لا شفاء منه الا من خلال العودة السريعة لـ (الصراط المستقيم) وتلك العودة لا بد ان تتوائم مع المواقيت الزمنية التي احتوتها نظم الخلق فلو اردنا ان نزرع زرعا فلذلك الزرع مواقيت لا يمكن التحكم بها واختزالها في زمن الانبات والنضوج والانتاج حيث يظهر عنصر الزمن عنصرا حاكما في تلك المواقيت ومن نفس السنة فان مرض السرطان يمتلك مواقيت كونية لا يمكن التحكم بها فان ظهر فان العودة الى (الصراط المستقيم) لن تنفع في الشفاء
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام:158)
السرطان هو ءاية من ءايات الله يقينا فهو نظام بايولوجي مكين يمثل الوجه الاخر من نظم الخلق (أسفل سافلين) والذي يرادف نظم الصراط المستقيم في (أحسن تقويم) فمن يخرج من صفة (أحسن تقويم) يكون في (أسفل سافلين) وفق منطق فطري يدركه العاقل لا محال وبالتالي فان (قارعة) السرطان هي (قارعة بما صنعوا) وهو فساد (بما كسبت ايدي الناس) وعلى المسلمين ان يتعظوا كثيرا ويسبحوا بحمد ربهم في مدرسة قرءانية تقوم مفاهيمها في زمن معاصر ليتخلصوا من تلك القارعة المنتشرة بتسارع مخيف فقد اعلن في امريكا ان 12 مليون اصابة سرطانية سجلت في عام 2007 فقط مما تسبب في هيجان جماهيري خطير تسبب في خرس الاحصاء لتلك الاصابات المتزايدة بعد 2007 وكان نتيجة ذلك الهيجان هو قانون الرعاية الصحية الذي استصدره الرئيس (اوباما) مؤخرا وكأن القانون هو (إله) مسؤول عن صحة العباد ولكن نظم الله (الصراط المستقيم) هي التي تقي الناس من قارعة السرطان ولا سبيل غير سبيل الله ... على المسلمين ان يأخذوا الحكمة من قرءانهم ولا يركعوا لعلوم العصر حيث نرى بشكل مؤسف ان الناس المتأسلمين بالاسلام يضعون للطب المعاصر صفة (الإله) القادر على شفائهم من مرض السرطان فتراهم ينفقون الاموال بشكل ملفت للنظر من اجل علاج السرطان فاصبح الرجوع الى الله هي من الحالات النادرة بين الناس ..!!
في عام 2009 ظهرت على شاشة الاعلام العلمي المرئي مديرة معهد معالجة السرطان الامريكي وهي اعلى مؤسسة اكاديمية في العالم تهتم بالسرطان من حيث حجم كوادرها الضخم ومن حيث حجم التمويل الضخم المرصود لها حيث قالت مديرة ذلك المعهد (اننا عاجزون عن تقديم نصائح وقائية مؤكدة لدافعي الضرائب) واردفت قولها (انني الان قد اكون مصابة بالسرطان ولا علم لي بذلك ..!!) ومن تلك الاقوال يظهر بشكل واضح ان العلم المعاصر غير قادر على توفير حتى نظم الوقاية من السرطان الا ان مدرسة القرءان الثقافية تمتلك فيضا كبيرا (مؤكدا) للوقاية من السرطان وامثاله الا ان دستورية القرءان ذات موضوعية تاريخية ولا يمتلك القرءان صفة دستورية معاصرة فاتخذه المتأسلمون (مهجورا) فهو لا يعدو ان يكون اكثر من ترنيمة قدسية اما ما يحتويه القرءان فهو مهجور تماما ويتمسك المتأسلمون بـ (ما قيل في القرءان) من قبل السابقين وهو كان يحاكي دستورهم السابق الذي لا يمتلك اختناقات مثل السرطان وغيره فاصبح المتأسلمون لا يملكون دستورا معاصرا بل يركعون لدساتير اعداء الاسلام ومرض السرطان اكبر شاهد على هذه المعالجة ..!!
تلك تذكرة من مدرسة قرءانية معاصرة الفهم
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق