ذاكرة القرءان وسحر الذكاء الإصطناعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طفت هذه الخاطرة على سبورة الوعي بعد عدة متابعات ومشاهدات منذ فترة لما يسمى الذكاء الاصطناعي أو الـ (AI) اختصارا والذي أصبح الأن يشكل جزءا مهما للغاية في الكثير من نواحي الحياة إذ قد توسعت مجالاته وتطبيقاته كثيراً في السنوات الأخيرة...ولا نريد أن ندخل الان في تعريفه أو شرحه أو تعداد مزاياه وخفاياه إذ على الشبكة يوجد الكثير من البحوث والتقارير تتحدث عنه وذلك لمن أراد أن يعرف عن ماذا نتحدث...ولكن هدف أو دافع هذه الخاطرة هي لإثارة عدة نقاط ومحاور للنقاش نحاول من خلالها مساءلة ذاكرة القرءان ومن ثم تقويمه وهديه فيما نحن مقبلين عليه كجنس بشري عاقل نفخ فيه نفخة إلهية من جهة ومن جهة أخرى بما ستأول له أنباء القرءان نفسه كنبأ له مستقر إن تم تطبيق هذا الذكاء عليه...
فسواء شئنا أم أبينا سيتم تحويل ذاكرة القرءان ككتاب مرقوم (بشكل من الأشكال) إلى ذاكرة رقمية ثم سيتم تطبيق خوارزميات الذكاء عليها ونحن لا نقصد بالرقمي هنا تحويل ذاكرة من هيئة مادية فيزيائية لهيئة فيزيائية إلكترونية أو كهربائية فهو متحقق فعليا منذ إختراع الحاسوب ولكن ما نقصده تحويل طريقة عقل هذه المادة إلى خوارزميات رقمية لها عقل ووعي ذاتي وتتعلم بالتجربة تحاكي عمل العقل البشري ولكن بسرعة تفوقه بالاف أو ملايين المرات وهي قضية في رأيي أشار إليها القرءان بذاكرة القمر الذي إنشق ليقترب السعي...وهو أمر تم تغذية الخيال به من قبل ءالهة الخيال العلمي (هوليود) وجاري العمل عليه من قبل ءالهة التكنولوجيا وله أهداف معلنة وأخرى سرية تم تحقيق بعضا منها فعليا وتمثل في عدة برامج للتصميم والتي تعتمد على المحاكاة ضمن خوادم جبارة تستطيع أن تجسم لك الكلام على شكل صور بمجرد تغذيتها بما تريده عقليا...أو مثل برنامج (Chat GPT) الذي ظهر مؤخرا والذي يستطيع أن يحلل ويقارن ويؤلف ويكتب السير الذاتية والروايات والحوارات والأغاني والشعر بأي لغة كانت ويكتب الأكواد ويبرمج التطبيقات والألعاب ويصمم المواقع وغيرها الكثير...إذ يمكن تغذيته على سبيل المثال بذاكرة المنتدى ليصمم مقالات وبحوث جديدة ويظهرها بثواني معدودة وكأن الحاج عبود هو الذي كتبها وهناك برامج أخرى تقلد الأصوات وتركبها على شخصيات واقعية بشكل رقمي بنسبة كبيرة من الحقيقة...هذا على مستوى مصغر ولكن عندما نأخذ مستوى أكبر لتطبيقاته ولما يمكن أن يصل له العقل البشري والذي يحاول أو أنه منساق إلى أن يحاكي طريقة وإرتباطات عمل الذاكرة الكونية ولكن بجهل وتكبر وتسلط سنجد أن القضية مخيفة عقليا جدا....وعلى سبيل المثال سنجد أنه في المستقبل يمكن تغذيته بجميع الذواكر التي تكلمت عن القرءان قديمها وحديثها إن كانت شرقية أو غربية عربية أو أعجمية وربط هذه التغذية بخوارزميات عقلية معينة ليخرج لنا من أثر الرسول (كما أخرج السامري) إرتباطات ربما لم نكن نعلمها سابقا...وسيتم إستخدام هذه المخرجات والإرتباطات السامرية في تغويم الناس أكثر ومن ثم هجر ذاكرة القرءان نهائياً (المهجور أصلا) مصداقا لهذه الذاكرة (وقال الرسول يرب إن قومى اتخذوا هذا القرءان مهجورا)...
لذلك أيها الأب الفاضل نريد من قلمك النوراني أن يبين لنا إلى أين يمكن أن تتجه الأمور؟...أو ما الذي يمكن أن يحدث عند تطبيقه على ذاكرة القرءان؟...وقبل ذلك كيف عالج القرءان قصاصة وخبر هذا النبأ؟...بمعنى هل يمكن توظيف ذاكرة القرءان للتنبؤ بمستقبل هذا الذكاء وأثره على العقل البشري؟...وكيف نستفيد نحن منه ونتكيف معه؟...وهل نستطيع مقدما أن نقول أن (هل أتك حديث موسى) و (وقال فرعون يهمن ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسبب) قد بدأ تطبيقه بشكل فعلي؟...وأن المنازلة والموعدة الموسوية لسحرة فرعون بجميع أدواتها هي إسقاط كوني لهذا الحدث وأنه حدث مقضي مسبقاً؟...
والأهم...كيف يمكن ننجو أو نحمي ذاكرتنا من إله هذا العصر وربه الأعلى حتى لا يقوم بإستخدامها ضدنا؟...فنحن أو غيرنا سنتحرج إن من الله علينا يوما من الأيام ببناء علم قرءاني أن ننشره مستقبلا على الشبكة إذ سيتلقفه فرعون وءاله ليذبحه ويستخدمه ضدنا ويعيد أستحياء منسياتنا لنبقى في الماضي...فنحن نعلم الأن أن فرعون ومنذ ظهور الشبكة العنكبوتية أصبح له فروع إلكترونية عملاقة تمثلها شركات أو ءالهة التكنولوجيا تسجل كل ذاكرة وتؤرشفها وزادت هذه الفروع أكثر بدخول الهاتف النقال فأصبح لكل فرد منا ذاكرة خاصة به فيها كل صغير وكبير مستطر...ولا أريد أن أتفرع أكثر في التفاصيل إذ الأمور بإعتقادي بينة لكل عاقل فما تغني النذر...ولكن كنقطة أخيرة أرى أن فجوة (14) قرن بيننا وبين آخر رسالة شفهية وورقية مزعجة ولم تعد منطقية...إذ نحن في خروجنا من ذاكرة العصر الورقي ودخولنا في ذاكرة العصر الرقمي الإلكتروني نعلن ضمنيا أن تقنية ذاكرة الورق لم تعد تناسب هذا الزمن وستختفي خلال فترة قصيرة وسيحل محلها ذاكرة سحابية عملاقة نغذيها بعقولنا وأيدينا وهي ليست ملك لنا بل سنصبح عبيد لها...وعندها إما أن نبقى شيعا مستعبدين لفرعون وءاله وهو حاصل الأن ولكن سيتم ترسيخه أكثر بعبادتنا للطاغوت...وإما أن يعاد فهم ومن ثم نمذجة هدي الذاكرة القرءانية كرسول له لسان رقمي من خلال صحف إبراهيم وموسى لتظهر محتوى عقلي وروحاني جديد منقوش رقميا وبالصوت والصورة يناسب ويحاكي علوم العصر بل ليهمن عليها ليستقر النبأ بعلم ويحق الله الحق بكلمته ولو كره المجرمون ويكون طلب البرهان تام من جنس ما اتخذوا من دونه ءالهة...(أم اتخذوا من دونه ءالهة قل هاتوا برهنكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون)...
تحياتي
تعليق