السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سيدنا المكرم الحاج عبود الخالدي لا نخفيكم أن أعيننا اغرورقت فرحا لمسرتكم لأنكم أهل لها و نسأل الله أن يبعد عنكم الحزن بما صبرتم و تصبرون و بما جاهدتم و تجاهدون ...
إن طرحنا هذا امتداد للطرحين السابقين المعنونين :
- البندقية و العصا الموسوية
- المنافسة السليمانية و النفس الإبراهيمية (و في ذلك فليتنافس المتنافسون)
لقد قامت اللبنات الفكرية لطرحنا هذا (قميص إبراهيم) بفضل الله و كرمه سبحانه و تعالى علينا و سنهديه لامرأة فرعون لتقر عينها و التي نعلم برؤيا العلم اليقين أن واقع حالها اليوم هو قول الله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} ... التحريم
فالحركة العلمية اليوم هي حاوية تكونت على كينونة حركة على ثابت (مر) فالقوانين العلمية هي ثوابت لا يمكن دحضها أو التشكيك في مصداقيتها لأنها أثبتت نفسها عقليا و ميدانيا و لهذه الحركة نقول أن كل ثابت راكد و كل راكد فاسد و حتما سيكون مآله الحتف المبين عسى أن يكون لسطورنا هذه بصيص أمل لقلب حروف الحتف إلى الفتح المبين ..
و لنكون عند مستوى تطلعاتنا لنقف و الأخوة الأكارم على قاعدة بينات ممنهجة تقيم لعقولنا رابطا وثيقا مع الملة الإبراهيمية نفلق بها بحار العقل و جميع أهدافنا بحرا تلو البحر تلو البحر .. في انتظار أن يجمع لنا سيدنا الكريم بكرمه الحاج عبود الخالدي عصارة جهوده في الملة الإبراهيمية عسى أن نستفيد من خدمة الزمن لنا فيها و منها ...
و كما لا يخفى على كثير من الناس الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام و المرئي منه بخاصة في السيطرة على الناس و ما ثورات صيف الحصاد العربي عنا ببعيد عندما تتقمص؟؟؟ قناة تلفزيونية دور الثائر على الأنظمة الحاكمة فيما تتبنى أخرى دورا نقيضا لها كمثال بسيط ، ففي عصرنا هذا و ما إن تواجه شاشة التلفاز إلا و يقابلك كم هائل من القنوات إخبارية و ثقافية و درامية ووووو و كلها تنادي أني للخير و الصدق خير عنوان و رشيد و ما هم إلا كمن {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) } ... يوسف
في أحد الحوارات التلفزيونية سألت إحدى الممثلات عن سر تألقها و نجاحها السريع في ميدان التمثيل السينمائي رغم صغر سنها فأجابت قائلة أنها تعيش الدور الذي تكلف بأدائه و تجعله واقع حالها قبل أن تقوم بتمثيله و لها و لنا و لكم نقول قول الله تعالى {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)} ... يوسف
في بضع سنين خلت قرأنا لأحد الباحثين المسلمين و قد فكر و قدر أن كيف لقميص يوسف أن يعيد البصر لأبيه ... فقال أن لا بد للقميص أن يحمل عرقا من جسد يوسف الشريف و بالتالي فإن العرق أو أحد مكوناته دواء لداء بياض العيون إلا أننا لم نسمع بأحد شفي من بياض العيون بتسمحه أو تبركه بقميص مدجج عرقا و نحن في طرحنا هذا لا نسعى لإثبات هذا القول أو لدحضه لأننا لا نمتلك مختبرا أو مقومات ذلك و لأننا سنحاول معالجة القضية من جانبها العقلاني لأن القرءان للذين يعقلون و هو بلسان عربي مبين ...{ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) } ... يوسف
إن القارئ لسورة يوسف يجد أنها ترتكز على الرؤيا .. رؤيا يوسف و رؤيا الملك يوسف التي أولها يوسف ... و الرؤيا عموما كما في سورة يوسف عبارة عن كينونة وسيلة أو حدث مستقبلي نافذ يراه الرائي بمستواه العقلي السادس ثم يخزن في ذاكرته ليكون جزءا لا يتجزأ من مكتسباته التي تؤثر سلبا أو إيجابا على سلوكه و مستواه العقلي الخامس كما في رؤيا الصديق يوسف أو رؤيا الملك يوسف .
الرؤيا من الرأي و في عصرنا هذا ما نفتأ نرى و نسمع أن سبب هذا النجاح المبهر أو البراق نتيجة رؤيا السيد الأمير أو صاحب الفخامة أو صاحب الرأي و لأن الرؤيا في حقيقتها ما هي إلا رأي ارتآه الرائي في منامه أو في أحلام يقظته كما نرى نحن في قيام صرح علمي إسلامي يجاهد في سبيل الله في قرءان الله و كتابه سبحانه و تعالى لأنه السبيل المقيم و الوحيد للتقرب من السيد الأكبر على قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)} ... يونس
قصة يوسف في القرءان لن تكون حكاية يتسامر عليها من لا مساس لهم بل هي منهجية و دليل لكل من يرغب في تحقيق و بلوغ أهدافه مهما كانت تلك الأهداف معجزة للعقول ... فإن حلم الفقير فقرا شديدا بأنه سيكون غنيا جدا و كان ذلك الفقير يوسفيا صارا غنيا لا محالة لأنه لن يضع نفسه موضع الغني بادئ الرأي بل سيضع نفسه موضع الساعي إلى الغنى و على كل من أراد تحقيق أحلامه و أهدافه أن يرتدي قميص السعي لما يريد يكن كما يريد فيوسف رأى أنه ملك و سيرفع أبويه إبراهيم و إسحاق ؟؟؟ على العرش فكانت قصته هي سعيه لما يريد فركب مركب الإلقاء في غيابة الجب و البيع في سوق النخاسة و الرق في قصر العزيز و السجن في عقل الملك و في خضم هذه الأحداث كان إخوته و هم جزء لا يتجزأ من كيانه العقلي حربا له بادئ الرأي كمن كان واقع حاله الجهل و هو يعيش حلم العلماء و كما هو واقع حالنا الشرك و نحن نعيش حلم البراءة الإبراهيمية ليكون واقع حالنا حتما و حقا كأخوة يوسف لنا...
محمد و ما أدراك ما محمد لم يقل فيه الله و كذلك نري محمد ملكوت السموات و الأرض بل قال له أن اتبع ملة إبراهيم لأن فيها رؤية ملكوت السموات و الأرض و بها يفلق موسى بعصاه بحارا أعجزت و تعجز العقول المعجزة عن فلقها و لأن الإبراهيمية تعبد البحر طريقا يبسا
يا أنا و يا قارئ سطوري المتواضعة و البسيطة هذه كن قميص إبراهيم ... عش إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا تكن أنت إبراهيم خليل الله
ارتدي قميص إبراهيم تبصر ملكوت السموات و الأرض
إلا أن تقمص الصفة الإبراهيمية يحتاج إلى بيان تصاعدي دقيق و كامل لها يطرق أبواب السموات السبع و هذا يحتاج إلى همة المجاهدين فاصدع بما تؤمر يا أيها المجاهد في سبيل الله بقرءان الرحمن و أعرض عن المشركين و الجاهلين و تحيتنا في ختام ذكرنا هذا سلام و آخر دعوانا أن الحمد الله رب العلمين .
***************
* رسالة شكر وتقدير للاخ الفاضل ابو يحيى ،ويسرنا كثيرا مشاركتكم بالمعهد كعضو كريم من اعضاءه حتى تتسنى لكم التفاعل مع بل مواضيع وأبحاث المعهد ومجالسه وأبوابه ،وحواراته بأريحية أكبر وأشمل .
وطبتم بكل خير
الاشراف العام
تعليق