السلام عليكم
( انت ما تأكله)
يظن الناس غالبًا أن الطعام ما هو إلا سعرات حرارية وطاقة ومصدر للتغذية. لكن دراسات حديثة تنظر إلى أن الطعام يتواصل مع جينو منا. هذا الجينوم هو البصمة المميزة لكل منا، ويتحكم في الجسم وطريقة عمله على المستوى الخلوي.
ويحتوي الجينوم البشري على ما بين 20-25 ألف جين (مورث) موجود في نواة الخلية ومرتبة على هيئة ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموسومات (الصبغيات).تحمل تلك الجينات (المورثات) جميع المعلومات لصناعة البروتينات اللازمة للحياة في الكائن الحي. وتحدد هذه البروتينات - ضمن أشياء أخرى - هيئة الشخص، صحته وطوله ولون عيناه وهكذا، وأحياناً يحدد حتى الطريقة التي يتصرف بها.
يبلغ العدد التقديري للجينات في الإنسان 22.000 من الجينات. وتظل وظيفة الغالبية العظمى (98%) من الـ "دي إن إيه" الموجودة في الجينوم البشري، غير معروفة لدينا حتى الآن، حيث تشكل الجينات نحو 2% منه فقط وهي الجينات التي تنتج بروتينات وهرمونات.
ويبدو أن 98% من سلسلات القواعد الموجودة بين الجينات وبعضها ليست لها وظيفة وكانت تسمى الـ "دي إن إيه" الخردة، لكن البحث العلمي الحديث بين أن لها وظيفة إدارية بالنسبة لتنشيط أو تهدئة عمل الجينات.
يؤثر التفاعل بين الجينات والطعام في الصحة ووظائف الجسم وطول العمر، إن عملية إيصال الرسائل المهمة من الطعام إلى جينوم الحيوان هي أساس علم الجينوم الغذائي
الخلايا في جسم الإنسان هي المكونات الوراثية اللازمة لنمو صحي وسليم لأجسامنا. وهي ضرورية لأجسامنا لتعمل بشكل صحي. العضلات ، الهيكل العظمي ، الدم إلخ...إنها فعالة في تشكيل جميع اللبنات الأساسية وعملها الصحي. وأيضا، إنزيم ، هرمون ، إلخ.. يتم استخدامها من قبل مكونات و من قبل الجسم بذاته.
تحدث الأمراض الوراثية بسبب تغير هذه المناطق الجينية. في حين أن معظم هذه الأمراض تحدث مع الولادة ، ولوحظ أن البعض منها في الحياة حيث تلعب كل من التغيرات الجينية والعوامل البيئية دورا في ظهور الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
التفاعل بين الجينات والطعام
بالنظر إلى خلية النحل، نستطيع أن نجد مثالًا حيًا ومثبتًا على تفاعل الطعام مع الجينوم في عدد من العمليات، فالنحلة العاملة –الشغالات- لا تكف عن العمل، وهي عقيمة لا تنجب، وتعيش بضعة أسابيع فقط، أما الملكة فتعيش حياة طويلة نسبيًا قد تصل إلى عدة سنوات، وهي ذات خصوبة عالية، وقادرة على إنجاب مستعمرة كاملة من النحل.
ملكة النحل والشغالات متطابقات جينيًا، لكن يحدث الاختلاف نتيجةً لاختلاف الطعام الذي يتغذون عليه، إذ تتغذى النحلة الملكة على الهلام الملكي، في حين تتغذى النحلات العاملات على حبوب اللقاح والرحيق.
يقدم كلا النوعين من الغذاء الطاقة، لكن الهلام الملكي يحتوي على مغذيات تؤثر في الجينات، فتتحول النحلة إلى ملكة.
كيف يُترجم الطعام إلى مجموعة من التعليمات البيولوجية؟
يتكون الطعام من مغذيات كبيرة هي الكربوهيدرات –السكريات- والبروتينات والشحوم، ويتضمن أيضًا مغذيات صغيرة مثل الفيتامينات والمعادن ومواد كيميائية فعالة، تستطيع هذه المكونات ومنتجاتها الاستقلابية تحفيز المفاتيح الجينية الموجودة في الجينوم.
كما تتحكم مفاتيح الكهرباء في شدة الإضاءة، تحدد العناصر الغذائية - المفاتيح الجينية - المنتج الجيني. مثلًا، يحتوي الهلام الملكي على مكونات تحفز وحدات التحكم الجينية لتشكيل أعضاء النحلة الملكة والحفاظ على خصوبتها.
تنتقل قدرة المغذيات على التأثير في المعلومات الوراثية وإعادة برمجة الجينات عبر الأجيال.
أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي عند الأجداد في الحيوانات والبشر يؤثر في فعالية المفاتيح الجينية، من ثم يؤثر في احتمالية المرض والعمر عند الأحفاد.
إذا تأثرت أجسادنا بما أكلناه وصولًا الى المستوى الجزيئي، فإن الطعام يؤثر أيضًا في جينومنا.
إذ يؤثر الطعام الذي نأكله ليس في المفاتيح الجينية في الخلايا فحسب، بل أيضًا في الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء والجلد والأغشية المخاطية. مثلًا، يؤدي تحلل السلاسل القصيرة من الأحماض الدسمة في بكتيريا الأمعاء إلى تغيرات في السيروتونين، وهو ناقل عصبي كيميائي له دور في تنظيم الحالة المزاجية والتوتر والاكتئاب.
الإضافات الغذائية والتعبئة
مثال واحد: تأثير المواد الكيميائية المستخدمة في تغليف المواد الغذائية مثل «بيسفينول أ» (BPA)، وهو مركب موجود في البلاستيك، يُحدث تغييرات في الجينات المهمة في التطور والنمو والخصوبة عند الثدييات. يتّهم بعض الباحثين (BPA) بالتأثير في عمر التمايز الجنسي للخلايا وتقليل الخصوبة، بتغيير المفاتيح الجينية لجعلها أكثر احتمالًا لتكون في وضع التشغيل.
العلاج الجيني
يستخدم العلاج الجيني في تصحيح الجينات المعيبة لعلاج مرض أو مساعدة جسمك في مكافحة مرض بشكل أفضل.
يحقق الباحثون في عدة طرق لإجراء ذلك، بما في ذلك:
والسلام عليكم
( انت ما تأكله)
يظن الناس غالبًا أن الطعام ما هو إلا سعرات حرارية وطاقة ومصدر للتغذية. لكن دراسات حديثة تنظر إلى أن الطعام يتواصل مع جينو منا. هذا الجينوم هو البصمة المميزة لكل منا، ويتحكم في الجسم وطريقة عمله على المستوى الخلوي.
ويحتوي الجينوم البشري على ما بين 20-25 ألف جين (مورث) موجود في نواة الخلية ومرتبة على هيئة ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموسومات (الصبغيات).تحمل تلك الجينات (المورثات) جميع المعلومات لصناعة البروتينات اللازمة للحياة في الكائن الحي. وتحدد هذه البروتينات - ضمن أشياء أخرى - هيئة الشخص، صحته وطوله ولون عيناه وهكذا، وأحياناً يحدد حتى الطريقة التي يتصرف بها.
يبلغ العدد التقديري للجينات في الإنسان 22.000 من الجينات. وتظل وظيفة الغالبية العظمى (98%) من الـ "دي إن إيه" الموجودة في الجينوم البشري، غير معروفة لدينا حتى الآن، حيث تشكل الجينات نحو 2% منه فقط وهي الجينات التي تنتج بروتينات وهرمونات.
ويبدو أن 98% من سلسلات القواعد الموجودة بين الجينات وبعضها ليست لها وظيفة وكانت تسمى الـ "دي إن إيه" الخردة، لكن البحث العلمي الحديث بين أن لها وظيفة إدارية بالنسبة لتنشيط أو تهدئة عمل الجينات.
يؤثر التفاعل بين الجينات والطعام في الصحة ووظائف الجسم وطول العمر، إن عملية إيصال الرسائل المهمة من الطعام إلى جينوم الحيوان هي أساس علم الجينوم الغذائي
الخلايا في جسم الإنسان هي المكونات الوراثية اللازمة لنمو صحي وسليم لأجسامنا. وهي ضرورية لأجسامنا لتعمل بشكل صحي. العضلات ، الهيكل العظمي ، الدم إلخ...إنها فعالة في تشكيل جميع اللبنات الأساسية وعملها الصحي. وأيضا، إنزيم ، هرمون ، إلخ.. يتم استخدامها من قبل مكونات و من قبل الجسم بذاته.
تحدث الأمراض الوراثية بسبب تغير هذه المناطق الجينية. في حين أن معظم هذه الأمراض تحدث مع الولادة ، ولوحظ أن البعض منها في الحياة حيث تلعب كل من التغيرات الجينية والعوامل البيئية دورا في ظهور الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
التفاعل بين الجينات والطعام
بالنظر إلى خلية النحل، نستطيع أن نجد مثالًا حيًا ومثبتًا على تفاعل الطعام مع الجينوم في عدد من العمليات، فالنحلة العاملة –الشغالات- لا تكف عن العمل، وهي عقيمة لا تنجب، وتعيش بضعة أسابيع فقط، أما الملكة فتعيش حياة طويلة نسبيًا قد تصل إلى عدة سنوات، وهي ذات خصوبة عالية، وقادرة على إنجاب مستعمرة كاملة من النحل.
ملكة النحل والشغالات متطابقات جينيًا، لكن يحدث الاختلاف نتيجةً لاختلاف الطعام الذي يتغذون عليه، إذ تتغذى النحلة الملكة على الهلام الملكي، في حين تتغذى النحلات العاملات على حبوب اللقاح والرحيق.
يقدم كلا النوعين من الغذاء الطاقة، لكن الهلام الملكي يحتوي على مغذيات تؤثر في الجينات، فتتحول النحلة إلى ملكة.
كيف يُترجم الطعام إلى مجموعة من التعليمات البيولوجية؟
يتكون الطعام من مغذيات كبيرة هي الكربوهيدرات –السكريات- والبروتينات والشحوم، ويتضمن أيضًا مغذيات صغيرة مثل الفيتامينات والمعادن ومواد كيميائية فعالة، تستطيع هذه المكونات ومنتجاتها الاستقلابية تحفيز المفاتيح الجينية الموجودة في الجينوم.
كما تتحكم مفاتيح الكهرباء في شدة الإضاءة، تحدد العناصر الغذائية - المفاتيح الجينية - المنتج الجيني. مثلًا، يحتوي الهلام الملكي على مكونات تحفز وحدات التحكم الجينية لتشكيل أعضاء النحلة الملكة والحفاظ على خصوبتها.
تنتقل قدرة المغذيات على التأثير في المعلومات الوراثية وإعادة برمجة الجينات عبر الأجيال.
أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي عند الأجداد في الحيوانات والبشر يؤثر في فعالية المفاتيح الجينية، من ثم يؤثر في احتمالية المرض والعمر عند الأحفاد.
إذا تأثرت أجسادنا بما أكلناه وصولًا الى المستوى الجزيئي، فإن الطعام يؤثر أيضًا في جينومنا.
إذ يؤثر الطعام الذي نأكله ليس في المفاتيح الجينية في الخلايا فحسب، بل أيضًا في الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء والجلد والأغشية المخاطية. مثلًا، يؤدي تحلل السلاسل القصيرة من الأحماض الدسمة في بكتيريا الأمعاء إلى تغيرات في السيروتونين، وهو ناقل عصبي كيميائي له دور في تنظيم الحالة المزاجية والتوتر والاكتئاب.
الإضافات الغذائية والتعبئة
مثال واحد: تأثير المواد الكيميائية المستخدمة في تغليف المواد الغذائية مثل «بيسفينول أ» (BPA)، وهو مركب موجود في البلاستيك، يُحدث تغييرات في الجينات المهمة في التطور والنمو والخصوبة عند الثدييات. يتّهم بعض الباحثين (BPA) بالتأثير في عمر التمايز الجنسي للخلايا وتقليل الخصوبة، بتغيير المفاتيح الجينية لجعلها أكثر احتمالًا لتكون في وضع التشغيل.
العلاج الجيني
يستخدم العلاج الجيني في تصحيح الجينات المعيبة لعلاج مرض أو مساعدة جسمك في مكافحة مرض بشكل أفضل.
يحقق الباحثون في عدة طرق لإجراء ذلك، بما في ذلك:
- استبدال الجينات المحوّرة. تصبح بعض الخلايا مريضة بسبب عدم عمل بعض الجينات على نحو صحيح أو أنها لم تعد تعمل على الإطلاق. قد يساعد استبدال الجينات المعيبة في علاج بعض الأمراض. على سبيل المثال، عادة ما يمنع الجين المسمى بـ p53 الورم من النمو. ترتبط عدة أنواع من السرطان بمشاكل الجين p53. إذا تمكن الطبيب من استبدال الجين p53 المعيب، فإن ذلك قد يحفز وفاة خلايا السرطان.
- إصلاح الجينات المحوّرة. يمكن إيقاف الجينات المحوّرة، التي تسبب المرض بحيث لا تعمل على تعزيز المرض، أو يمكن تشغيل جينات صحية تساعد في الوقاية من المرض حتى تتمكن من تثبيط المرض.
- جعل الخلايا المريضة أكثر وضوحًا للجهاز المناعي. في بعض الحالات ، لا يهاجم الجهاز المناعي للخلايا المريضة لأنه لا يتعرف عليها كخلايا غريبة. يمكن أن يستخدم الأطباء العلاج الجيني لتدريب الجهاز المناعي على معرفة الخلايا التي تشكل تهديدًا.
والسلام عليكم
تعليق