سر القرءان المفقود ـ 4 ـ ب( ليس ـ لست ـ غير ـ لم ـ لن ـ كلا) والقرءان العظيم.
(1) ليس
من أجل بيان منهج البحث الحرفي في القرءان
هذه التذكرة مرتبطة بما قبلها تحت الرابط ادناه
سر القرءان المفقود ـ 4 ـ أ (ادوات النفي ـ لا ـ إلا ـ فلا ـ ولا ) والقرءان العظيم
حاولنا ترسيخ منهج البحث في (سبع مثاني) عندما تكون مرتبطة بالقرءان العظيم ومن اجل ديمومة المحاولة نحاول ان نقيم هنا تذكرة عسى ان تنفع المؤمنين
1 ـ { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (سورة البقرة 177)
لفظ (ليس) يستخدم قرءانيا (كما سنرى) لنفي صفة ازاء ظاهرة مبينة عند الناس لتثبيت صفة اخرى تبين سنة من سنن الخلق فـ (ليس) في المقاصد الشريفة تقيم نفيا الا انها في نفس الموقف التنفيذي تقيم ثابتا لا يقبل النفي لانه سنة خلق ثابتة فـ (ليس البر في تولية المشرق والمغرب) بل التولية في البر هو الايمان بنظم الله وملائكته (مكائن الله) وكتاب الله (ما كتبه الله في الخلق النافذ) و (ايتاء المال على حبه) مع بقية موصوفات الاية 177 من سورة البقرة ... البر .. هو (وسيلة قبض) وهو لفظ يقرأ بانقلاب لفظ (رب) فلفظ رب في علم الحرف يعني (قابض وسيله) فيكون في المدرك ان (وسيلة القبض) التي يبتغيها الانسان في وجهة يتولى النشاط فيها اي اتجاه (مجسات عقله) لا يمكن ان تكون في ولاية جغرافية (مشرق ومغرب) حصريا فالنص ربط بين المشرق والمغرب ولم يأتي النص بصفة (مشرق او مغرب) بل (مشرق ومغرب) وهي لا تعني مشرق ومغرب الشمس بل لكل نشاط مشرق وله نهاية هي مغرب ذلك النشاط ولا يدوم شيء , انه تأمين حال مع ما يصاحبه من ممارسات وانشطة في ولاية ايمانية (تأمين بنظم الله) وهي تعني تأمين (أمان مادي يصاحبه ايمان عقلاني) فـ لا أمان الا في منظومة الخلق الالهية دون شراكة اية نظم اخرى ... النفي المبني على مقاصد لفظ (ليس) حين يتم نفى صفة (تولية المشرق والمغرب) الا انه ثبت صفة (التأمين بنظم الله النافذة) فيحصل العبد على (وسيلة قبض) لـ غاياته وحاجاته فلفظ (ليس) استخدم في نفى صفه واقامة ثابت صفه لغاية ذات رابط واحد
2 ـ { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ
فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ } (سورة البقرة 198)
الصفة الثابتة ذكر الله بعد الافاضة الى عرفات ... الصفة المنفية ان لا جناح عند ابتغاء الفضل من رب الذاكر لله واذا عرفنا الفرق بين الرب والله عرفنا ان العبد في عرفات يرتبط بربه هو في طيفه هو وفي ما يبتغيه هو باعتباره قطب مخلوق بمجمل مرابطه في الدنيا ويمتلك (بصمة) خاصة به لا تشبه او تتطابق مع بصمات الخلق جميعا ففضل الله الثابت في ذكر الله في عرفات متنوع بتنوع ما يبتغيه كل فرد من ربه (الله) ضمن استحقاقه بموجب حجم وطبيعة علاقته بربه ففلان من الحجاج يبتغي من ربه غير الذي عند غيره من الحجاج ذلك لان الله خلق الانسان اطوارا ولكل طور في الحج (حاجة) يبتغيها فـ (ليس عليكم جناح) تعني في تبصرة النص وتدبره (نفي ان يكون في علتكم جناح تخصصي) كما نعرفه في الاجنحة التخصصية كما في المستشفيات (مثلا) او في اجنحة الصناعة او غيرها فكل الاطوار لها ما تبتغيه في عرفات عند ذكر الله ... من لفظ (ليس) في تلاوته مع النص تقوم مادة علمية في علوم الحج التي تعني (حاجة العبد في الحج ) ففضل الرب واسع لاحدود له ولا تحده حدود تخصصية (أجنحة) ترتبط بها العلة في الفضل الالهي ... نفي صفة مع ثابت الصفة التكوينة تحت مقاصد لفظ (ليس) يقيم علما من بيان قرءاني دستوري ومن تلك الصفة الثابتة في عدم تخصص (حاجة الحج) في فضل الرب كان المسلمون ولا يزالون لا يملكون معرفة ثابتة في (فوائد الحج) ذلك لان فضل الله فيها غير مخصص بصفة مبينة يمكن ان يراها الناس (ليس عليكم جناح) ولم تستطع اجيال المسلمين المتعاقبة ان تضع وصفا لفوائد الحج فهجروا افكارهم وتصوروا ان الحج (حالة تعبدية حصرا) كما روج الفقهاء لتلك الصفة وهي صفة لم تظهر الـحق .. لفظ (ليس) في علم الحرف القرءاني يعني (غلبة نقل) (حيازه) ففي عرفات هنلك (نفي غالب) لـ صفة (التخصص) لفضل الله فهو مرتبط بعلة ليس لها جناح تخصصي (ليس عليكم جناح)
3 ـ { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ
أوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } (سورة آل عمران 128)
عند تدبر النص الشريف يتضح البيان ان الصفة الثابتة هي (الامر لله جميعا) ... (ليس) (لك من الامر شيء) وتلك الظاهرة المنفية بلفظ (ليس) ترتبط بثبات صفة ان (الامر لله جميعا) وهو دستور منصوص عليه في القرءان ذلك لان الله بيده ملكوت كل شيء ومن ذلك الملكوت يكون الامر لله كصفة ثابتة وان الصفة المنفية ان تكون لك او جزء من الامر لك (ليس لك من الامر شيئا) كلا او جزءا فقد يتوب الله عليهم او يعذبهم بامر منه بكامل تفاصيل الامر ومن تلك الصفة الثابته يتم نفي ظاهرة بينة في انشطة الناس حين يتصورون انهم يمتلكون زمام الامور فالثابت في سنة الخلق (ليس لك من الامر شيء)
4 ـ { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ
وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } (سورة ءال عمران 182)
الاية 182 من سورة ءال عمران بدأت بلفظ (ذلك) وهو يعني ان الاية التي قبلها تسري فاعليتها في الاية التي تليها فنقرأ الاية 181 من ءال عمران
{ لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } (سورة ءال عمران 181)
ثبتت صفة ( سبب العذاب) ان السبب (ليس من الله) بل بما (قدمت ايديكم) والصفة الثابتة هي ان مذاق عذاب الحريق هو من فعل العبد نفسه والصفة المنفية ان (ليس الله بظلام للعبيد)
5 ـ { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ
وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } (سورة النساء 123)
أمنيات مؤهلي الكتاب سواء كانوا صنـّاع او مزارعين او اي ناشطين ءاخرين هي ان عمل (السوء) جزاء مؤهليه الا ان تلك الصفة منفية بـ (ليس) فالله لا يريد السوء لعباده بل يريد لهم الخير لانه كتب على نفسه الرحمة فالسوء ليس في (نظم الله) بل في مؤهليه فمن يقوم بتأمين نشاطه في نظم الهية دون خطيئة ودون شراكة نظم اخرى فان الله يحميه لانه وليه ولا ولي غير الله فالله يدافع عن الذين ءامنوا وان أماني مؤهلي الكتاب ومن تبعهم ان عمل السوء والخير لن يجز به وفق معيار مؤهلي الكتاب ذلك لان ولاية الله موجودة فليس كل قاتل هو فاعل سوء وليس كل هادم لشيء هو فاعل سوء وليس لمعيار السوء التي يضعه مؤهلي كتاب الخلق النافذ دستورية وحتى معيار الخير ليس عند مؤهلي الكتاب
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } (سورة البقرة 11)
عندما يكون الله ولي الناشط في ما كتبه الله في الخلق فان معيار السوء يختلف فمن يقتل في سبيل الله يكون الله وليه ومن يهدم كيانا كافرا يكون الله وليه فـ (ليس بامانيكم كل من يعمل السوء يجزى بسوء مثله) ذلك لان معيار السوء مرتبط بولاية الهية ولها نظام خلق خلقه الله ويتضح البيان الشريف من تدبر النص ان لفظ (ليس) جاء لنفي صفة ظاهرة في الناس في حين يقوم ثابت من صفة مودعة في نظم الله عندما يكون العبد تحت ولاية الله
6 ـ { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة الأَنعام 122)
ما قبل الحياة موت وما بعد الحياة موت ايضا وما بعد الموت حياة (أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين) فمن يولد حيا من وعاء الموت يحمل بفطرته النقية غير الملوثة (براءة الاطفال) نورا يمشي به في الناس (الناسين) وهي (صفة ثابتة) في الخلق اي (سنة خلق ثابتة الصفة) ... وهنلك مثله من ضل ومشى في الظلمات فكان ظالما لنفسه ولغيره فهو (ليس بخارج) من تلك الظلمات لان الظلمات لم تكن من سنة الخلق بل من سنة العباد والله ليس بظلام للعبيد فثبات الصفة (نورا يمشي به في الناس) ومن هو في الظلمات قد ظلم نفسه والصفة المنفية ان (ليس الله بظلام للعبيد) ... صفة من هم في الظلمات موجودة بين الناس الناسين ذلك النور المولود مع فطرتهم فهم يتعرضون لمصاعب كبيرة (ظلمات) فيقول قائلهم (الله لم يعطني حظا مثل غيري) او ان ربي جعل الصدفة ضدي دائما او يقول ان الله جعل فلان مرتاحا وجعلني معذبا فالله ينفي تلك الصفة باعلان ثابت سنة الخلق ان الله جعل من يأتي الى الحياة له نورا يمشي به في الناس و (مثله) من دخل الظلمات (فقد النور) .... تدبر النص الشريف والتبصرة فيه دلتنا على ان (ليس) انما ثبتت صفة ان لكل عبد نور يمشي به ونفت اي صفة ظلم من الله لعباده
7 ـ { قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ
وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (سورة الأَعراف 61)
النص اعلاه واضح ومبين ولا يحتاج الى معالجة تدبرية واستبصار
تم بناء السباعية المزدوجة اعلاه من خلال (الفرز العقلاني) لنصوص قرءانية مبينة للعقل فالقرءان يقرأ بالعقل لانه للذين يعقلون وحين تكون المخارج الفكرية متطابقة في (سبع مثاني) فان التخريج الفكري يرقى الى صفة ثبات العلة ويتحول الى مادة علمية قرءانية
خلال رجرجة العقل مع تلك النصوص يتضح ان لفظ (ليس) ينفي صفه لتثبيت صفة هي من سنة خلق لا تتبدل ولا تتحول
لفظ (ليس) في علم الحرف القرءاني يعني (غلبة ناقل حيز) او غلبة ناقل حيازة اي ان (الحيازة او الحيز) منقول (منفي عن الصفة الام ـ أم الكتاب ـ في سنة الخلق)
في فطرة النطق لا يستقيم المنطق عندما يكون لفظ (ليس) نافيا لصفة دون تثبيت صفة اخرى فلا يستطيع القائل ان يقول (ليس اسمي عمر) ويتمنطق القول حين يقول القائل (اسمي ليس عمر بل زيد)
يستطيع الباحث من خلال الترتيل السباعي المزدوج ان يصنع لنفسه منهجا لفهم الفاظ القرءان وظيفيا وبناء هرمية مقاصد قرءانية يقوم منها علم قرءاني يمحق كل باطل ويقيم كل حق في مجمل ممارسات العنصر البشري خصوصا (المعاصرة) ذلك لان الانسان الحديث انفلت من هيمنة الطبيعة التي كانت فرضا عليه واصبح متحكما بكثير من مفاصل الطبيعة فاصبح بحاجة ماسة لفهم القرءان لانه خارطة الخلق النافذ
للحديث بقية عن لفظ (لست)
الحاج عبود الخالدي
تعليق