تتالت تطورات التقنيات الفلاحيّة عبر العصور لتأمين تخزين الحبوب في أفضل الظروف ولأطول مدّة ممكنة ولعلّ آخر هذه الطرق هي فصل الحبوب على السنابل وتخزينها فى أمكنة والظ±ستعانة بالمبيدات لحفظها من الإتلاف.
وهنا يأتي القرآن ليبيّن لنا في سورة يوسف طريقة أفضل ممّا توصّل إليه البشر عبر التجارب المتواصلة.
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ(46)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ(47)
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَظ°لِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ(48)
وفي كلمات معدودة(فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ) يعلّمنا الله عزّ وجلّ أنّ تخزين الحبوب كما هي في سنابلها يمكن أن يصبر لمدّة طويلة تبلغ سبع سنين و في أحسن الظروف لأنّ أفضل مكان لحفظ الحبّة هي السنبلة.
وليس هذا مجرّد قصص وإنّما هي حقائق جُرّبت في عهد يوسف عليه السّلام و جُرّبت أيضا في عهدنا حيث أذكر جيّدا تلك الزّينة المصنوعة من السّنابل معلّقة في بيتنا لمُدّة سنين دون أن يعتريها إتلاف و لعلّ أبناء الفلاحة يعرفونها أيضا.
ولتخزين كميّات كبيرة فالأمر سهل حيث ُيجمع السنابل بعد الحصاد وتُشكّل مثل ما تُجمع السنابل الفارغة لتُخزّن في أمكنة بعيدة عن الرّطوبة و غيرها من العوامل التي يمكن أن تتلفها.
و بذلك تُحفظ الحبوب لفترة طويلة مع المحافظة على خصائصها الطبيعيّة من نكهة و جودة عالية.
تبارك الله ربّ العالمين.
تعليق