السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تساؤل مبارك طرح في موضوع :
الصبر عند نفاذية العقوبة
ولقد عالج الطرح قضية البر بالوالدين بعد رحيلهم ، وماهية هذا البر ، ومسألة الاستغفار للوالدين ، وكيف يكون هذا الاستغفارمن طرف الابناء بعد رحيل الآباء ، من وجهة بحث قرءانية علمية .
ونترككم مع البيان في فحوى سؤاله وجوابه :
السؤال :
جزاكم الله خيرا..
نرجو من العالم الشيخ الحاج الخالدي لو يحدثنا عن بر الوالدين وطلب المغفره لهم بأسلوبه وفهمه العلمي للقرآن المتميز حيث جاء بر الوالدين على لسان الانبياء ابراهيم ونوح وعيسى ويحيى .
دمتم بخير
نرجو من العالم الشيخ الحاج الخالدي لو يحدثنا عن بر الوالدين وطلب المغفره لهم بأسلوبه وفهمه العلمي للقرآن المتميز حيث جاء بر الوالدين على لسان الانبياء ابراهيم ونوح وعيسى ويحيى .
دمتم بخير
الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه ان ما اعتاد عليه الناس في (الاستغفار) للوالدين لا يشكل جزء من اصل قيام صفة الاستغفار لـ الوالدين كما ان بر الوالدين يختلف بالصفة عن الاستغفار والسبب كغيره من الاسباب ان المادة الدينية حين تقلبت بين الاجيال والامصار فقدت اصالتها وفاعليتها الناجزة والسبب يكمن في مكمن واحد لا غير وهو (هجر القرءان) فالمادة القرءانية ثابتة واعراف الناس وانشطتهم (وإن كانت في الدين) غير ثابتة ومتغيرة بسبب الرأي المذهبي وبسبب تغير المصوصف رغم ثبات الصفة فثبات الصفة في (الاستغفار وبر الوالدين) اما الموصوف فاخذ اشكالا متعددة ومتباينه فمنهم من يتصدق عن ابويه ومنهم من يصلي لهم او يصوم او يعمل صدقة جارية ويهدي ثوابها لابويه او يختم القرءان ويهدي ثوابه لابويه وكل تلك (الاعمال الخيرة) وان كانت صفتها (خيرة) الا انها لا تجزي (الاستغفار للوالدين) كصفة ثابتة لا تتغير ونقرأ
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ ءالِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) سورة مريم
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) سورة مريم
{ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } (سورة التوبة 114)
النصان اعلاه يبينان دستور الاستغفار للاب فهو لن يقوم اذا كان (المستغفر له عدو لله) اما المخالف وذي الذنوب والاثام فهو ليس عدو الله بل ينتظر تفعيل المغفرة من الابناء بعد موته ...
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } (سورة مريم 12)
{ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا } (سورة مريم 13)
{ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا } (سورة مريم 14)
وهنا المسألة اختلفت من صفة (الاستغفار) لـ صفة (بر الوالدين) فالاستغفار في علم الحرف هو من جذر (غفر) وهو يعني (وسيلة حيازة متنحية لفعل بديل) فمن يستغفر لوالديه عليه ان يصلح لهما ما تركا من خطيئة بفعل مغاير لما كان عليه الابوين فاذا كان الاب (مرابي) مثلا فالابن ان اراد الاستغفار لابيه عليه ان يقرض ذوي الحاجة بلا فائدة ان كان ميسور المال ومن كان اباه سارقا فعلى الابن حين يستغفر له ان يعوض المسروق ما سرق منه ومن كان اباه لا يصلي او لا يديم الصلاة فعليه ان يربي اولاده على الصلاة وان يبذل الجهد لدوامها فيهم وهكذا فان الاستغفار هو (الفعل البديل) عن الخطيئة
اما البر فهو مختلف من حيث الصفة وهو في لسان عربي مبين من جذر (بر) وهو يعني (وسيلة قبض) فاذا كان الابوان صالحان طاهران فعلى الابن ان يقبض الوسيلة التي كانا عليها ابواه ولا يفرط بها والقبض هنا (قبض حيازة) لا (قبض ايقاف) فنتيجة بره بوالديه لم يكن جبارا عصيا ... من ذلك يتضح أن :
مما لا شك فيه ان ما اعتاد عليه الناس في (الاستغفار) للوالدين لا يشكل جزء من اصل قيام صفة الاستغفار لـ الوالدين كما ان بر الوالدين يختلف بالصفة عن الاستغفار والسبب كغيره من الاسباب ان المادة الدينية حين تقلبت بين الاجيال والامصار فقدت اصالتها وفاعليتها الناجزة والسبب يكمن في مكمن واحد لا غير وهو (هجر القرءان) فالمادة القرءانية ثابتة واعراف الناس وانشطتهم (وإن كانت في الدين) غير ثابتة ومتغيرة بسبب الرأي المذهبي وبسبب تغير المصوصف رغم ثبات الصفة فثبات الصفة في (الاستغفار وبر الوالدين) اما الموصوف فاخذ اشكالا متعددة ومتباينه فمنهم من يتصدق عن ابويه ومنهم من يصلي لهم او يصوم او يعمل صدقة جارية ويهدي ثوابها لابويه او يختم القرءان ويهدي ثوابه لابويه وكل تلك (الاعمال الخيرة) وان كانت صفتها (خيرة) الا انها لا تجزي (الاستغفار للوالدين) كصفة ثابتة لا تتغير ونقرأ
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ ءالِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) سورة مريم
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) سورة مريم
{ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } (سورة التوبة 114)
النصان اعلاه يبينان دستور الاستغفار للاب فهو لن يقوم اذا كان (المستغفر له عدو لله) اما المخالف وذي الذنوب والاثام فهو ليس عدو الله بل ينتظر تفعيل المغفرة من الابناء بعد موته ...
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } (سورة مريم 12)
{ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا } (سورة مريم 13)
{ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا } (سورة مريم 14)
وهنا المسألة اختلفت من صفة (الاستغفار) لـ صفة (بر الوالدين) فالاستغفار في علم الحرف هو من جذر (غفر) وهو يعني (وسيلة حيازة متنحية لفعل بديل) فمن يستغفر لوالديه عليه ان يصلح لهما ما تركا من خطيئة بفعل مغاير لما كان عليه الابوين فاذا كان الاب (مرابي) مثلا فالابن ان اراد الاستغفار لابيه عليه ان يقرض ذوي الحاجة بلا فائدة ان كان ميسور المال ومن كان اباه سارقا فعلى الابن حين يستغفر له ان يعوض المسروق ما سرق منه ومن كان اباه لا يصلي او لا يديم الصلاة فعليه ان يربي اولاده على الصلاة وان يبذل الجهد لدوامها فيهم وهكذا فان الاستغفار هو (الفعل البديل) عن الخطيئة
اما البر فهو مختلف من حيث الصفة وهو في لسان عربي مبين من جذر (بر) وهو يعني (وسيلة قبض) فاذا كان الابوان صالحان طاهران فعلى الابن ان يقبض الوسيلة التي كانا عليها ابواه ولا يفرط بها والقبض هنا (قبض حيازة) لا (قبض ايقاف) فنتيجة بره بوالديه لم يكن جبارا عصيا ... من ذلك يتضح أن :
البر بالوالدين هو الاخذ بافعالهما الحسنة المطابقة لنظم الله
الاستغفار للوالدين هو استبدال خطيئة الابوين بما هو اصلاح لـ (الأخطاء) التي ارتكباها
الاستغفار للوالدين هو استبدال خطيئة الابوين بما هو اصلاح لـ (الأخطاء) التي ارتكباها
السلام عليكم
تعليق