تجسيد الموجة ... وتمويج المادة !!
بسم الله الرحمان الرحيم
لا تستغرب أخي المتابع من عنوان الموضوع ، و ما سننشره ، إنها أبحاث علماء المادة والنخبة منهم ، التي كانت ومازالت قائمة منذ القرن الماضي.
وما سننشره هو مقتبس بسيط من دراسة بين أيدينا نشرت في سبعينات القرن الماضي.
دراسة علمية مثيرة على قلة صفحاتها إلا أنها تحمل في طياتها اشارات لأبحاث علمية غاية في الأهمية!!.
الدراسة كانت بعنوان : الحائرون الثلاثة في هذا العصر ( عالم الذرة ، عالم الفلك ، عالم الحياة).
في عالم الذرة :
يقول الكاتب (( علينا أن نصدق أن الاليكترون جسيم مادي في ايام السبت والاثنين والأربعاء ، وعلينا أن نعود وصدق انه موجة من طاقة في ايام الأحد والثلاثاء والخميس ... والجمعة أن شئت ))
فالحائرون الأساسيون في هذا العالم ثلاثة: عالم الذرة ، وعالم الفلك وعالم الحياة .فإذا سألتهم عن جوهر الحقيقة فيما يبحثون فيه ويتعمقون ، عندئذ قد يشيحون بوجوههم ، كما تشيح الحقيقة بوجهها....إذ أنهم جميعا يتعاملون مع ظواهر الوجود ، أما الباطن فشيء ءاخر مختلف تحتار فيه العقول.
لو أنك أتيت إلى عالم الذرة ، والقيت عليه سؤالا بسيطا كهذا :
- - بالله خبرني .... ما هي المادة ؟ وما هي الطاقة ؟
عندئذ قد ينظر إليك عالم الذرة نظرة حائرة ، وقد يفجعك بسؤال لايشفي غليلك إلى المعرفة ، فيقول :
-إن سؤالك هذا غير ذي معنى ... لان المادة طاقة، والطاقة مادة....وجهان لحقيقة واحدة رغم أن ظاهرهما مختلف.
ويضيف :
الواقع أن المادة طاقة حبيسة ... طاقة معتقلة ... غير متحررة... قوة تجمدت في شيء نسميه كتلة ، والكتلة ذات صفات ظاهرة محسوسة ولهذا فهي تشغل في الكون مكانا وزمانا....!!لكنها قد تتخلى عن تلك الصفات ، فتنطلق كطاقة...كتحرر... كموجة لاتحدد بمكان أو زمان بل هي دائمة التحرر والانطلاق....لان الزمن فيها متجمد لا يسري.
فإن تجمدت حركتها ( نسبيا)..وتحولت إلى شيء مادي ، نبع منها زمنها الذي يمكن حسابه وتقديره.!!
وقد يحملق فيك عالم الذرة عله يستشف أن كنت قد هضمت بعض أسرار عالمه أو لم تهضمها!!
وقد تحملق انت فيه اشفاقا عليه أو لتستزيد من الغازه التي قد تبدو لك بغير ذي طعم ولا معنى، وقد تقطع هذا الصمت الحائر فتقول: نحن لا نريد فلسفة ، بل عليك أن تقدم لي إجابة علمية مقنعة ،فانني أتعامل الآن مع عالم ، وليس مع فيلسوف!!
وهنا يرد عليك العالم الواثق مما يقول :
أنني لا أتفلسف...فمعادلات اينشتاين الخاصة بالنسبية تشير : إلى أن المادة طاقة أو العكس !!
ولقد جاء العالم الإنجليزي (بول ديراك):واشار من خلال معادلاته بإمكان (تجسيد الموجة أو الطاقة ).
والعلماء يلعبون هذه اللعبة ليل نهار في مفاعلاتهم الذرية ،كما أن القنابل النووية هي تجسيد حقيقي لتحويل المادة الساكنة إلى صورتها الأخرى المتحررة المعربدة المدمرة....هي الطاقة النووية على وجه التحديد.
أي أنه من الممكن الآن تمويج المادة ، أو تجسيد الموجة ..!! فهذه هي للحقيقة وجه لتلك ، ولكن اكثرنا عنها غافلون!!
انتهى المقتبس ( الدراسة نشرت في سبعينات القرن الماضي).
الباحثة وديعة عمراني
تعليق