الكيماويات المنزلية… الموت المتسلل إلى بيوتنا !
( منقول للافادة )
فادي نصار
تشكل الكيماويات المنزلية خطراً صامتاً يذهب ضحيته أعداد كبيرة من الناس، إما بالمال أو بالأرواح، ولعل أكبر المتضررين منه الأطفال الذين يقدر عدد من يموت منهم حول العالم بالملايين.إن التقدم الكبير الذي حققه علم الكيمياء انعكس أثره بصورة كبيرة على حياة الإنسان وتقدمه وصحته. فمنذ الحرب العالمية الثانية تمكن العلماء من تحضير أكثر من ستين ألف مادة كيماوية صناعية، كما انه يتم تحضير وابتكار أكثر من الف مادة كيماوية جديدة كل عام. هذا وقد أشارت دراسة لمجلس البحوث القومي الأميركي إلى أن الناس يستخدمون خمسين ألف مادة كيماوية بشكل واسع، ما يعني أن المصنعين قد اضافوا تلك المواد الكيماوية إلى المأكل والمشرب والملبس ووسائل النظافة والدواء دون موافقة المستهلك أو حتى استشارته. ولعل ما يثير القلق والحزن ان عدداً قليلاً جداً من تلك المواد قد تم اختباره ومعرفة أضراره الآنية أو المستقبلية أو كلتيهما.
مساحيق التنظيف
تحتوي على كم هائل من المركبات والعناصر الكيماوية، مثل الفوسفور والنفثالين والفينول والنشادر، وبعض الأحماض المعدنية والعضوية، وهذه المركبات تسبب عند ملامستها للجلد الحساسية والطفح والكحة الشديدة.
الكلور
أول مادة من المواد المستخدمة في تصنيع الأسلحة الكيماوية، هي مادة نستخدمها بشكل دوري وبصورة يومية، وهي مادة الكلور، ويطاردنا الكلور في كل مكان، في مياه الشرب والاستحمام، ولا يبدو أن هناك أي مهرب أو مفر منه!
ونادرا ما تجد عالِما يتداول الكلور بدون استخدام القفازات والأقنعة الواقية في أماكن جيدة التهوية! في المقابل يستخدم عامة الناس الكلور بطريقة خاطئة وبدون اكتراث في أعمال التنظيف، وفي غسل الملابس وفي غسل أطباق الطعام، وللأسف الشديد يتم استخدام هذه المادة الكيميائية الرخيصة بصورة مكثفة في تعقيم مياه الشرب في بلادنا. ولقد حققت الشركات المنتجة للكلور أرباحا هائلة، بالرغم من أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الكلور يتصدر المواد المسرطنة ويمكن أن يكون مميتا.أما عن إضافة مادة الفلوريد للمياه فقد ثبت أن ضررها أكثر من نفعها إذا كانت لها منافع أصلا، فهي من أشد المواد سمية وأشدها خطرا على الإطلاق.
المبيدات الحشرية المنزلية
تسبب عددا كبيرا من الأمراض الخطيرة للإنسان مثل الربو والأكزيما والصداع النصفي وآلام المفاصل والعضلات والتهاب الجهاز التنفسي والغثيان والضعف العام، ناهيك عن قدرتها التراكمية داخل الأنسجة الدهنية، وهي تسبب أيضاً تلف الكبد والكلية والرئة، كما أن التعرض لها باستمرار يسبب انخفاض القدرة الجنسية وتراجع الخصوبة والعقم، كما أن لها آثار ضارة على الدورة الدموية. وهذه المواد تشمل طيفاً واسعاً، مثل المبيدات مثل مبيدات الحشرات الطائرة والصراصير والفئران والقمل، وهي تأتي على شكل بخاخات أو بودرة أو على شكل حبوب وهنا مكمن الخطر إذا تناولها الأطفال، أو تم استعمالها بدون اتباع الارشادات والاحتياطات اللازمة.
احترس من المنظفات المنزلية
تحدث في كندا وحدها مليون حالة تسمم سنويا بسبب ابتلاع المنظفات المنزلية، وينتهي بعضها بوفاة الضحايا. وتعد سوائل تنظيف الأطباق من أهم أسباب التسمم المنزلي، ففي كل مرة نغسل فيها الأطباق تلتصق بعض الكيماويات بها، وتتراكم مع تكرار الغسيل، ويلتقط الطعام جزءا من هذه المواد المتخلفة وبخاصة إذا كانت الوجبة ساخنة.
وبلغ عدد حالات التسمم بالمنظفات المنزلية في أميركا وحدها ما يزيد على تسعة ملايين حالة، وقد أجريت دراسة على ما يقارب ثلاث آلاف مركب كيماوي شائع الاستخدام في صناعة الكيماويات المنزلية، وثبتت من خلالها ان اكثر من (800) مادة منها ذات سمية عالية جداً، وأن أكثر من مئة مادة منها تسبب السرطان، وأن عددا كثير من المواد الأخرى تسبب مشاكل تناسلية مثل العقم وتشوه في الأجنة والضعف الجنسي.كما وجد أن أكثر من ستمئة مادة كيماوية من التي تستخدم في صناعة العطور ومواد التجميل تسبب أضرارا بالغة بالجهاز العصبي.وتحتوي معظم المنظفات المنزلية على مادة النشادر، وهذه المادة قد تكون مميتة إذا اتحدت مع الكلور الذي يُستخدم في التبييض حيث ينتج اتحادهما مادة “الكلورامين” السامة، وسوائل الغسالات الأتوماتيكية مكتوب عليها “ضار إذا ابتُلع” ومعظمها يحتوي على مادة نافتا المسكنة للجهاز العصبي المركزي، وعلى مواد diethanolsamine المسببة لتسمم الكبد، بالإضافة إلى انها تعمل كمنشط خاص للتمثيل الغذائي، وهي مادة عالية السمية أيضا، وتحتوي منظفات الغسيل على الفوسفور والأنزيمات والنشادر والنفتالين والفينول ومواد أخرى لا يمكن حصرها. ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية أعراضا مرضية كالطفح الجلدي والحساسية. وفضلا عن التعرض المباشر لهذه المواد، يمتص الجسم عن طريق الجلد المواد الكيميائية الناجمة من عمليات الغسيل في الملابس وفي اغطية السرير.
المطهّرات
تتكون من مركبات مثل الفينول أو الكريسول، وهي تتسبب في تعطيل نهايات العصب الحسي، وتهاجم الكبد والكلى والطِّحال والبنكرياس والجهاز العصبي المركزي، ويستلزم العلاج سنة كاملة لإزالة الآثار الضارة غير الصحية الناجمة عن تعرض إنسان لأوقيتين من هذه الكيماويات.
وأما عن معطرات الجو فهي تعطّل قدرتك على الشم بطريقة طبيعية، بعد أن تعطل أعصاب الشم الطرفية، وتغلف الممرات الأنفية بطبقة رقيقة من الزيت المعروف بـ (ميتو كسيكلور)، وهو في الأصل نوع من المبيدات الحشرية التي تتراكم في الخلايا الدهنية وتتسبب في إثارة الجهاز العصبي المركزي.الشامبو عادة ما تُستخدم المواد المشتقة من كبريتات الصوديوم في تصنيع الشامبو ومعاجين الأسنان ومنتجات العناية الشخصية الأخرى، ويمتص المخ هذه المواد بسرعة، ويؤدي تراكم هذه المواد إلى فقدان البصر في النهاية.
الشامبو
يحتوي الشامبو على مواد كيميائية عالية الخطورة أيضا، فكل شيء يلمس فروة الرأس يُمتص إلى المخ أولاً، ويجب التروي قبل استخدام مواد تبيـيض وتجعيد الشعر والصّبغات المخلقة صناعيا، ويستحسن اللجوء للبدائل الطبيعية كالحناء وغيرها من المواد النباتية المتداولة.أما أنواع الشامبو المخصصة للأطفال والتي يتهافت عليها الكبار قبل الصغار في بعض الأحيان بدعوى أنها رقيقة ولا تسبب إثارة للعين ولا تسبب إدماع العيون، فقد تكون أخطر من الأنواع العادية من الشامبو، لأنها تحتوي على بعض من أسوأ المواد الكيميائية، ومنها مواد مخدرة لإخفاء تأثيرات المواد الكيميائية المثيرة للعيون.النظافة الشخصية والمنزلية مهمة جدا، ولكن يجب توخي الحذر في استخدام المواد الكيمائية بكثرة.
تعليق