السعي بين الصفا والمروة و التوجه إلى الملتزم
بعد أن يشرب الحاج من ماء زمزم يتوجه إن استطاع إلى الملتزم، وهو الجزء الذي بين باب الكعبة والحجر الأسود.فإن وصل إليه ألصق به جسده، ورفع ذراعيه إلى أعلى، ثم يدعو الله بما شاء فإنه موضع إجابة، وإن لم يستطع الوصول إليه لشدة الزحام، توجه مباشرة إلى الصفا ليبدأ السعي. والسعي هو المشي بين جبلي الصفا والمروة ذهاباً وإياباً.
مشروعية السعى
وقد شُرع السعي ووجب على الحاج والمعتمر للحديث الصحيح الوارد عن حبيبة بنت أبى تجْراة قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوفُ بين الصفا والمروة، والناس بين يديه، وهو وراءهم، وهو يسعى حتَّى أَرَى رُكبتيه من شدّة السعي، يدور به إزاره، وهو يقول: اسْعَوْا فإنَّ الله عزَّ وجلَّ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ"(1)
حُكْمه وشروط صحته
والسعي ركن عند معظم المذاهب، أي أن من تركه بطل حجه إلا عند الإمام أبى حنيفة رضي الله عنه فهو واجب، أي أن تركه يَجْبُره بدم.
ولكي يكون السعي صحيحاً يجب أن يلاحظ الحاج الشروط الآتية:
أن يكون السعي بعد طواف صحيح بالبيت، أى يكون بعد طواف القدوم أو طواف الإفاضة، فلا يصح بعد طواف نافلة، ولا يجوز أن يبدأ بالسعى أولاً قبل الطواف أبداً.
أن يبدأ السعي على طهارة، وإن كان لا يشترط أن يظل على طهارته طوال السعي.
أن يبدأ أولاً بالصفا فلا يجوز من المروة
أن يأتي بالسبع أشواط متتابعة، وإن كان يجوز أن يتخللها بالقعود للاستراحة، أو أداء الصلاة المفروضة، ولكن تكون السبع أشواط متتابعة.
كيفيته
يتوجه الحاج إلى الصفا، فإذا اقترب منه قال كما قال الله عزَّ وجلَّ:
"إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ" [البقرة 158]
أبدأ بما بدأ الله به. ثم يرقى على الصفا، حتى يلمس أحجاره بقدميه، ويتجه إلى الكعبة وينظر إليها ويقول:
" الله أكبر "ثلاثاً " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، نويت سعي العمرة أو الحج أو العمرة والحج"، ثم يهبط قائلاً: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون".
ويدعو الله بما يفتح الله به عليه.
ويمشي حتى يصل إلى الميل الأخضر فيهرول أي يمشي مسرعاً حتى يصل إلى الميل الأخضر الآخر، فإذا وصل إلى المروة، كان هذا شوطاً واحداً، فيصعد فوقها، ويتجه إلى الكعبة ويكبِّر:
" الله أكبر"
ويهبط متجهاً إلى الصفا.
وعندما يصل الصفا يعود ثانية من الصفا إلى المروة، ثم إلى الصفا، وهكذا حتى ينتهي الشوط السابع عند المروة.
فعندها يتحلل من عمرته إن كان نوى التمتع، وذلك بقص جزء من شعره لا يقل عن خمس شعرات.
ويغتسل ويلبس ملابسه العادية، ويحل له كل شيء ، لأنه انتهى من عمرته.
ويستحسن أن يذبح هديه فوراً بمكة ليتمكن من الإنتفاع به وتوزيع لحمه على فقراء الحجيج
لقوله صلى الله عليه وسلم عند المروة: "ه?ذَا المَنْحَرُ يَعْنِي المَرْوَةَ وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ وَطُرُقِهَا مَنْحَرٌ"(2)
وقوله عز وجل: ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) [196 البقرة].
فالفاء هنا فاء الفورية، أي يجب عليه فوراً، وإن كان لو أخّره إلى أيام منى فلا شيء عليه.
أما إن كان الحاج نوى الإفراد أو القران فيبقى محرماً كما هو ولا يتحلل إلا:
بعد الرمي يوم العيد والحلق أو التقصير وهو التحلل الأصغر، أو.بعد طواف الإفاضة وهو التحلل الأكبر .
(1)عن حُبيبة بنت أبي تَجْرَاة رواه أحمد والطبراني في الكبير.
(2)موطأ الإمام مالك عن مالك
ظ…ط®ط?طµط± ط²ط§ط¯ ط§ظ„طط§ط¬ ظˆط§ظ„ظ…ط¹ط?ظ…ط± - ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظ? ظ„ظپط¶ظ?ظ„ط© ط§ظ„ط´ظ?ط® ظپظˆط²ظ? ظ…طظ…ط¯ ط£ط¨ظˆط²ظ?ط¯
منقول من كتاب {زاد الحاج والمعتمر} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=ueQIFZ2jfZM
تعليق