تويت
الملوك على دين شعوبهم ..!!
الناس على دين ملوكهم
الناس على دين ملوكهم .... ذلك كلام مشهور يتداوله الناس نتيجة خبراتهم في خبر من سبق وفي واقع حال يعيشه الناس الا ان تمحيص ذلك الكلام من خلال مراجعات تاريخية ودراسات واقع الحال نجد ان (الملوك على دين شعوبهم) وذلك ليس برأي يساق بل ان برامجيات الحكومة او السلطان تساعد في ظهور الطيف المجتمعي المتوائم مع منهجية الحكومة وسلطانها فان كانت الحكومة علمانية ظهرت علمانية الناس المتأصلة في اساسهم الفكري واصبح الدينيون معارضون وان كانت الحكومة متدينه ظهر المتدينون وهم يمتلكون الفكر المتدين ابتداءا وتحول العلمانيون الى معارضة ورغم ان هنلك حديث ضعيف يقول (كيفما تكونوا يولى عليكم) حيث ضعفته مدرسة الفكر العقائدي الا ان نصا قرءانيا يعلو فوق الحديث
(وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129)
وهو نص يتطابق مع الحديث الشريف سواء كانت مراصدنا الفكرية عامة ترصد الشعوب وسلطانية حكوماتها او كانت مراصدنا الفكرية خاصة ترصد حالات فردية عندما نرى ظالما متسلطا على مظلوم حتى لو تسلط السارق على مال غيره فهو تولية (ظالم على ظالم) مثله الا ان الناس لا يعلمون الغيب ولا يعلمون مصدرية الاموال المسروقة وما يؤكد هذا المنحى هو نص قرءاني واضح
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
الا ان المظلوم دائما يدعي البراءة وينال عطف الجمهور من حوله ولكن ربنا يعلن حقائق تكوينية في ادارته للخلق (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) فهو ليس كلام صحفي بل هو مفصل من مفاصل ادارة الخالق للخلق .
السياسة تدخل في نفس الحاوية الفكرية فلا مناص فحين تقوم حكومة من الحكومات فهي انما تكون مرآة طبيعة الناس ونفوسهم وبالتالي فلا يمكن ان نرى حكومة عادلة في وسط مجتمعي غير عادل وان حملت الحكومات الظالمة ظلما فهو ليس بظلم مطلق في عموم نشاطها كحكومة ظالمة بل هنلك نسبة (عدل) حيث تتحكم تلك النسبة بين العدل والظلم في الانشطة الحكومية بما يتساوى مع النسبة المزروعة في الوسط المجتمعي بين العدل والظلم فلو استخدمت الحكومة كل وسائل القهر لانبات (سلامة القلب) في نفوس الناس فان القهر الحكومي لن يزكي الانفس من السوء ومهما بلغ العدل الحكومي صفة الاوج فان النشاط الحكومي لا يستطيع انبات السوء في النفوس السليمة اساسا الا من خلال استجابة النفوس للسوء المتأصل فيها ... او استجابة الناس للعدل المتأصل في نفوسهم ..!!
سياسة الحكومات هي سياسة الببغاء في وصف نستخدمه لغرض المناورة الفكرية لايصال الفكر للاخر فما ان يقوم زعيم حتى يستقطب امثاله فيجعلوه قمة الزعامة وينعتونه باعلى درجات الصفات الحميدة وتنقلب المعارضة الى وصفه بصفات السوء التي تراها في ذلك الزعيم او تلك الحكومة وحين تعتلي المعارضة دست الحكم والمسؤولية يصفق لها من هم على هواها وينعتونها باحسن الصفات ويتحول زعيم الامس ومؤيديه الى معارضة مظلومة تظهر عيوب زعامة اليوم ... فاذا كان (المعارض والمعترض) متصفا بالسوء الشديد فذلك يعني ان نسبة السوء الشديد هي في الناس اما الحكومات فهي انما تعمل عمل المرآة لشعوبها
الحاج عبود الخالدي
تعليق