تحية واحترام
اسوأ ما يمر به مواطن اليوم حين يحس انه يعبر حدود بلده الى حدود بلد اخر في انتظار وقلق وهو يمر في ارض الله المقسمة المجزأة وحين يتعرف المواطن على حدود الدول التي صدرت منها الينا انظمة الدولة الحديثة سوف لن يرى عسكريا على الحدود او مسلحا يحمل سلاح ولن يرى اسلاك شائكة وكأن الوطن زريبة حيوان ولا يخضع الى انتظار وفحص وتفتيش بل يمر بسلام ووقار عبر ممر مدني لا يطلب منه سوى بالهوية الشخصية بدون اختام ودمغات وتواقيع رسمية لانه مواطن من الدرجة الاوربية الرفيعة وهنلك مدن وقصبات ومقاهي وشوارع مشتركة بين الدول ليس فيها سيطرات ولا نقاط تفتيش ولكن حين نرى حالنا لا نأسف على انظمة بلداننا فحسب بل نأسف اننا ورثنا انظمة مندثرة هجرها من اورثها لنا
الناس يقولون (كنا مستضعفين في الارض) وملائكة الله تقول (الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها) وحين نسمع ونرى بالصوت والصورة حال المهاجرين من اولادنا وشبابنا ونسائنا واطفالنا نحس بالضر لنقول ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين
(كيف نهاجر) ونحن نرى المهاجرين من بني جنسنا على حدود اوطان الترف والكبرياء يتكدسون بلا سقف وبلا وجدان وكانت امرأة تملك دولة منهم فتقول (سيقول الاحفاد اننا استقبلنا ءابائكم !! وسوف يسجل التاريخ كيف قبل الاوربيين افواج المهاجرين !!) كذب كبير واخلاق متدهورة يواجه بها انسان اليوم اخيه الانسان تحت مسميات اوطانهم فكل انسان ينتسب الى وطن وبموجب هوية ذلك الوطن تتهرأ الانسانية بشكل كبير يعيد بنا شكل التاريخ الى العصور المظلمة
نحتاج الى ملوك مثل ملك الحبشة حين هاجر اليه رعيل الاسلام الاول ولا ندري هل اسلام اليوم مثل اسلام ذلك الرعيل او ان ملوك اليوم لا يشبهوا ملوك الامس ففسد الحاكم والمحكوم الا ان الحقيقة ان الانسان يتردى سواء كان مسلما او مسيحيا او يهوديا او هندوسيا او سيخيا فالدين محجور عليه في الجوامع والكنائس والمعابد وحل دين الوطنية محل الخلق البشري وانكفأت راية الدين ورفعت رايات الاوطان وما هي الا اسماء سماها خلفاء نابليون وسايكس بيكو وامثالهم ساروا على نهج انبياء الوطنية مثل روسو وفولتير ومن تبعهم امثال غاندي ولينين ومن سار على منهجهم في تجارة راجت في النفوس وهي (تجارة الوطن)
الموت على عز خير من العيش على الذل والهوان
احترامي
تعليق