بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)} ... النمل
الحاج عبود الخالدي الكريم ، الإخوة الأفاضل من إدارة و أعضاء محاورين و متابعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يمتلك الموصوف خاتم سليمان في الفكر التقليدي و وجدان الناس حيزا و معتقدا ثابتا لإتباع الناس ما تلته الشياطين على ملك سليمان حتى أن برنامجا تلفزيونيا تثقيفيا و هو تلاوة شيطانية في التلفزيون الجزائري سمي بخاتم سليمان و هو برنامج يطرح سؤالا على الجمهور و من يجيب عليه يكون رابحا لخاتم من ذهب هدية من برنامج خاتم سليمان و هذا لترسيخ فكرة و حيثيات ثقافة موجودة أصلا تقول بأن خاتم سليمان هو خاتم من معدن معين كان سليمان يرتديه في إصبعه ليمتلك قوى خارقة و من خلاله يسيطر و يتحكم في جنوده من الإنس و الجن و الطير حتى قال أحد السامرين أن المعدن الذي صنع منه الخاتم ليس من الأرض و قد رفع بموت سليمان و بالتالي فإن ملك سليمان هو ملك وتر قد مر في التاريخ و لن تكون له تطبيقات في يوم الحاجة إليها و أن القصة السليمانية الوارد ذكرها في القرءان ما هي إلا قصة أنزلها الله ليتسامر على سردها الناس للترفيه عن النفس و لبيان قدرة الله في إعجاز خلقه و كأن الله أنزل القرءان ليعجز القارئين بقدراته الخارقة لا ليهديهم سبل الرشاد و النجاة مستشهدين بحديث أو حادثة للرسول صلى الله عليه و سلم أنه في صلاته في المسجد النبوي إماما لجموع المصلين من المهاجرين و الأنصار فمر عليه أوأمامه عفريت من الجن و لم فرغ من الصلاة قال لأصحابه لوددت أن أمسك به و أقيده في سارية المسجد يتلاعب به الصبيان لولا أني تذكرت دعوة أخي سليمان (ربي اغفر لي و هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) !!!
نحن هاهنا و في هذا المقام وعلى متن هذا الإدراج في هذا المعهد المبارك سنسعى و الأخوة الأكارم بعون الله تعالى إلى قتل حيثيات تلك الثقافة و تلك التلاوة الشيطانية على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا .... خاتم سليمان ....
الخاتم من ختم و هو في قراءة حرفية ( مشغل فاعلية سريان المحتوى) و لعلنا ندرك ذلك في عصر الوثيقة الرسمية هذا الذي نعيش فيه فالوثيقة المختومة بختم مصدرها هي مصدر الثقة و الأمان عند الناس و إن لم تكن مختومة بختم مصدرها فهي لا تعدوا أن تكون مسودة مآلها حتما سيكون سلة المهملات حتى و إن ختمت بنية مصدرها وكأن الأعمال تقوم بمعزل عن النيات ...
و كما هو معروف في عصر الوثيقة هذا فإن ختم السلطة المصدرة للوثيقة هو من يشغل سريان مفعول الوثيقة أو بتعبير ءاخر فإن محتوى الوثيقة لا يعد ساري المفعول إلا إذا كان مختوما بخاتم المصدر .
و كما تم بيانه في أكثر من طرح في هذا المعهد القيم فإن الصفة السليمانية تقوم بقيام سلامة الفعل و سلامة أداة الفعل ... و ما سنسعى للحوار فيه هو الخاتم ...
كثيرا ما نسمع و نرى عن أشخاص يمتلكون قدرة فائقة في تحديد مواقع الماء أو المعادن في باطن الأرض كما يمتازون أيضا بقدرة فائقة في تحديد النوع ماءا كان أو معدن معين مع تحديد و تقدير المسافة أيضا و هذه المهنة كانت مصدر الاستشعار و الاستكشاف الوحيد عند الناس قبل عصر الحضارة و التقنيات هذا و هي لا تزال فعالة و على نطاق واسع لغلاء أجهزة الاستكشاف التقنية ...
من هؤلاء الأشخاص من يستخدم أسياخا من النحاس أو سلسلة معدنية قيل أنها تلقم بنوع المعدن المطلوب البحث عنه و منهم من يستخدم غصن زيتون أو رمان في البحث عن مواقع الماء مثلا و منهم من لا يستخدم أيا من ذلك بل و كما قيل لنا أن هناك من يستخدم سبابة يديه اليمنى و اليسرى كهوائي استشعار فقط فتراه يلبس سبابتيه بخاتم من المعدن المراد البحث عنه و يمكن لهذا أن يفتح لنا مجال فكر للمعرفة أو للقول افتراضا أن سبب تحريك السبابة اليمنى في تشهد الصلاة المنسكية لتحفيز فعل أو صفة التشهد أو فعل الصلاة عموما ؟؟؟ أما في حالة البحث عن الماء فيكون المستخدم دائما هو غصن شجرة زيتون أو رمان مثلا فترى يديه تتقاطعان على شكل (×) عند مواجهته بصدره للتيار و تنفتحان على شكل (v) عندما يقابل التيار بظهره ... أو ترى أن غصن الشجرة يدور في يديه عند وقوفه على مصدر الماء الرئيسي ...
من خلال محاولتنا لفهم تلك الظاهرة وجدنا أن يدي الإنسان هي الطرف الرئيسي في تلك العملية و ما الإضافات الأخرى إلا عوامل مساعدة تعمل على تضييق دائرة بيان الشيء المراد استكشافه فمثلا و حين البحث عن مصادر الماء في باطن الأرض يتم الاستعانة بغصن طري جديد القطع لاحتوائه على نسبة من الماء ليكون حيز قلب المسار من جنس قلب المسار الفائق ...
إذا افترضنا أن الإنسان هو مخلوق موزون و هو كذلك في خلق الله له و هو يحاكي في خلقه هذا خلق السموات و الأرض فإن الإنسان يحتوي بداخله كل العناصر الموجودة في السموات و الأرض من ماء أو معادن أو ... و بنسب موزونة تحاكي أيضا النسب الموزونة في السموات و الأرض فإذا قلنا مثلا أن نسبة الماء هي كذا في الإنسان فهي نفسها نسبة الماء في السموات و الأرض ...
{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37)} ... ص
و في تجربة بسيطة قمنا بها على مجرى مائي (وادي) و باستعمال اليدين فقط بجعلهما في حالة استرخاء مع توجيههما إلى الأمام تبين لنا ما أوردناه سابقا أن اليدين تتقاطعان (×) عندما نواجه بصدورنا اتجاه جريان التيار المائي و تنفتحان (v) بعكس الاتجاه ...
إذا كان فهمنا للآيات من سورة ص أعلاه صحيحا فإن الله سبحانه و تعالى قد سخر للموصوف سليمن زبر الحديد (وسيلة تفعيل وسيلة قبض قلب المسار الفائق لحيز و لحيازة قلب المسار ) ممثلة في الريح أو قوى الجذب .
و كما قلنا سابقا أن الله قد خلق الإنسان موزونا في أحسن تقويم و مقومات و بالتالي فإن كل إنسان موزون باستطاعته أن يكون سليمن في سلامة الفعل و سلامة أداة الفعل عند البحث و الاستكشاف مهما كانت صفة المبحوث عنه كما كان في بحث إبراهيم عن ربه ... إلا أن الرغبة في تحديد و تضييق نطاق دائرة البيان تقتضي فعلا شيطانيا و خروجا محفوظا من الله على سنن الخلق فالإنسان مثلا يولد عاريا إلا أن ارتداءه الملابس (سلامة الفعل) على أن تكون من منتجات حلال (سلامة أداة الفعل) هو فعل شيطاني و خروج محفوظ من الله على سنن الخلق
و في الأخير ما هي صفة خاتم الصفة السليمانية من هذا و ذاك و غير ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)} ... النمل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق