تويت
صحراء العقل وسقياها
إثارة توافقية مع ثقافة العصر
عرفت الصحراء حين تعرفت عليها عقولنا .. فعرفنا جفافها فهي لا نبت فيها وإن أنبتت فنبتها ضريع .. لا يغني ... ولا يسمن .. وإن اردت منها ماءا فهو يغور غورا لا تستطيع له طلبا يسير بل في عسر عسير وقد يكون ماءا ذا عسرة ..!! ... تلك صحراء مادة دنيانا نراها ونمسك بصفاتها ونؤلف مؤلفات القساوة في بيئتها فهي لا ماء ولا خضراء ولا وجه حسن وان وجدت محاسن الخلق فيها هي لا ترى ... ! فالبدوية مقنعة لا ترى محاسن وجهها ..! وجلابيبها فضفاضة لا تكاد تحس جيوبها ..!! ورجالها .. يلتحفون لباس واق ... ويدرعون وجوههم بكوفياتهم فلا ترى غير عيون حادة ثاقبة ..!! فالعقل في صحراء بخيلة النظرات ... كريمة الافق ... ترى السماء تلتقي في رحابها ..!!
عبرت مراكبنا العقلية الى صحراء العقل ... ظن العقل انها عقلانية قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ولا وجه حسن ... !! ولكن خاب الظن ... فوجد العقل ما وجد ... صحراء عقل ... مليئة بالزهور ... كثيرة الالوان ... فيها كثير من النبت الاخضر ... فيها الماء وفير ... انيقة المشرب ... فسقياها ماء مصفى في زجاج براق شفاف يكاد لا يرى ..!! واما الوجه الحسن ..؟؟ فتلك ازمة عقل في صحراء العقل ... فحدث بالحرج ... وبلا حرج ... مفاتن النساء لا تقاوم ... ومظاهر انوثتهن تحتاج الى نظارات تسقط الابعاد الاربعة لانشتاين وتعدم الزمن ...!! وبهرج كبير ... وزحمة عظمى ... ولكل مزدحم لون انيق ليس كزحام الابل في الصحراء ذات اللون الصحراوي الذي يخالط الرمال لونها ... !! هنا في زحمة الشوارع ... الوان ... والوان ... تتنافس في البريق ... هنالك احتفالية ملكة جمال ... وهنا معرض رسام مرهف الحس .... وتلك انغام موسيقية تشنف الاذن .... وهنا نافذة فضائية تجعل الارض قرية صغيرة ... وتلك علبة تتكلم ... تنقل اليك صوت حبيب ... وغضبة غاضب ... او مقتطفة عمل ... عبر الاف الاميال ... وعندما استجمع العقل عقله الذي تشتت في زحمة الحضارة ... يسأل العقل ... ايها العقل ... لماذا اخترت صحراء العقل في توافقية مع حضارة اليوم ... ؟؟!! فنبع الجواب ... من عمق قد يصل الى اثني عشر الف متر في الصحراء ...!! وكأنه بئر نفطي في صحراء عقل ... ليقول العقل ان العقل قد ربط بين متاهات الصحراء ومتاهات الحضارة فاتحدت الصفات ولولا بئر النفط في الصحراء لما كان جواب العقل من باطن العقل ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق