بسم الله الرحمن الرحيم
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)} ... النمل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد كان بودنا أن يكون دعائنا بالشفاء العاجل لفضيلة العالم الجليل الحاج عبود الخالدي نتاجا لأبحاثنا الحثيثة لصبر أغوار السحر السليماني و قد تصادف استئصال حضرةالحاج الخالدي للمرارة مع استئصال والد أحد أفراد الفريق البحثي العامل معي في هذا الميدان للمرارة في ذات اليوم الذي نشر فيه خبر مخمصة السيد الخالدي حفظه الله و رعاه و من قدر الله أن زميلي في البحث و الذي استأصل والده المرارة اسمه الحاج ... ندعوا الله أن يغفر و يرحم كل من كانت له مخمصة في الدين
كانت بداية أبحاثي عن السحر السليماني عندما رفع إلينا تساؤل من أحد الأصدقاء و هو حاليا ضمن فريقنا البحثي عن فك السحر بالسحر و هذا بعد أن استشار صديقي أحد المشايخ الصوفيين المتمرسين و الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك في مصداقيته و صحة أقواله و أفعاله حتى خارج الحدود الوطنية المفروضة إلا أن حال هذا الشيخ و حسب روايات صديقي و هو أحد أقربائه يثبت لدينا أن قدرته الفائقة في معرفة بعض الغيبيات على سبيل المثال مستمدة مما تلته الشياطين على ملك سليمان فهو رجل (الساحر) لا يستر عورته و لا يتكلم إلا كلاما بذيئا في أغلب الأحيان أكرمكم الله فكل أفعاله و أقواله تبين عبادته للشيطان...
اطلعنا على بعض الكتب الصوفية التي تتحدث عن السحر و الطلاسم فوجدنا أنها ترتكز على الدجل و الشرك و هي تقوم أساسا على عبادة الشيطان فهي تعتمد بالدرجة الأولى على تحريف كلام الله بحشو كلام غير مفهوم يكتب و يخلط بآيات قرءانية أو يصفون الرحمن بصفات ما أنزل الله بها من سلطان ... أو...
المهم في الأمر أن هذا الساحر أشار على صديقى بأن يسفك دم طير كدجاجة أو ديك مثلا ( الذبح على النصب) على أن لا يجرح نفسه أو أن يصيبه شيء من دم الذبيحة لفك السحر المعمول أما و إذا جرح الذابح نفسه و سال دمه أو أصابه شيء من دم الذبيحة فإن الساحر تبرأ من العواقب التي يمكن أن تحدث لصديقي جراء ذلك ...
في زيارة و تجربة ميدانية في ظلمة الليل للأرض التي أخبرني صديقي بأنها قد تعرضت للسحر و بعد أن قرءنا القرءان على زجاجة خل تفاح طبيعي و قمنا برش المكان بها تشكلت نار بيضاء أمامنا على الأرض و الغريب في الأمر أنها أوقدت في الطين حيث أن المكان كان قد تعرض لمطر غزير قبلها و لمعرفتنا المسبقة بفضل الله أن السحر الشيطاني ما هو إلا خيل و خيال قمنا بلمسها فلم تحرقنا إلا أنها كلما لمست باليد يزيد انتشارها في المكان فما كان مني إلا أن قمت بإيقاف سعيها بالطين ...و بهذا ثبت لدينا أن تلك الأرض فعلا قد تعرضت لسحر مما تتلوه الشياطين على ملك سليمان .... و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا....
من خلال تفكرنا وتجاربنا القصيرة الأخيرة تبين لنا أن السحر نوعان :
1- سحر سليماني يرتكز على علم عقلاني في رحم عقلاني ينتج أثرا في رحم مادي
2- سحر شيطاني يرتكز على علم مادي في رحم مادي ينتج أثرا في رحم عقلاني
هذا و قد لفت انتباهنا ما طلبه الساحر من صديقي بذبح الطير (ذكر الدجاج أو الديك) و هو حقيقة يشير إلى ميكانيكية الذبح و سفك الدم إلا أن المثل السليماني المشار إليه في سورة النمل أثار لدينا عدة تساؤلات و عدة نظريات لم ترق بعد إلا الثابت اليقيني نورد منها و أهمها :
- إذا كان جنود سليمان ( جن و إنس و طير) فلماذا تفقد سليمان الطير أو بالأحرى لماذا أورد السياق القرءاني تفقده للطير دون الإنس و الجن ؟ ... يمكن أن تقوم بين ثنايا الفكر أن الأنس هو ذات الحامل للصفة السليمانية و أن الجن هو عشير الإنس لا يفارقه إلا بالموت و بالتالي و بداهة أنه من الجنون أن يتفقد المرء نفسه أو قرينه الملتصق به من يوم ولادته إلى يوم مماته ... و يكون تفقد سليمان للطير هو عين الصواب لأن الطير سواء أكان حيز وسيلة نافذة أو بدنة شعائرية (حيوان) ذات أربع مستويات عقلية و تقوم على إثرها رؤية تقول و بما أن الإنسان يمتلك ستة مستويات عقلية فهو يحتاج إلى أربع مستويات عقلية يستقطبها من مخلوق من فصيلة الطيور دون سفك دمه لتكتمل لديه حاوية دكاء عشرية السماوات
حاجتنا للحوار قامت و تقوم لتوسعة دائرة البيان في قوله تعالى في سورة النمل {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)} ... النمل } فكيف يكون العذاب الشديد لربط كينونة ذبح الهدهد لربط كينونة الإتيان بسلطان مبين خاصة و أننا نعتقد أن صفة الذبح الغالبة هي استقطاب لعقلانية الذبيحة لا سفك دمها و الذي نعتقد أنه لإفراغ الذبيحة من عقلانيتها بعد استقطابها و لإفراغ جسدها من دمها إذا كان الذبح طبقا للشروط الإسلامية أما و إن خالف الشروط الإسلامية فإن الذبيحة تعتبر ميتة و إن قامت ميكانيكية الذبح كما تقوم لدى المسلمين ...
و في الأخير نتقدم باعتذارنا و أسفنا للسيد الخالدي على تقاعسنا في مواسته في مخمصته لكثرة مشاغلنا و التي لا تعتبر مبررا كافيا يفي عذرنا ... {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) } شفاكم الله و غفر لكم و رحمكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
تعليق