تأويل الأحاديث
لا نستطيع الاسترسال كثيرا ببثق البيان اليوسفي ذلك لاننا لم نعالج الصفة اليوسفية في هذا المعهد ولم ننشر بعد علاقة الاحلام بالعقل الموسوي (تأويل الاحاديث) في العقل الهروني الخامس وما يحصل من تفسير لتلك الاحلام عند اعادتها الى (اوليات العقل) في العقل الموسوي فيكون للصفة (اليوسفية) عرقوب مرتبط بالصفة الموسوية في العقل لذلك كان للانسان ان يبني صفة (الحدس) عنده دون ان يكون للذاكرة حضور في ذلك التنبوء وحين يكون ترجمان العقل الخامس مع العقل السادس يكون للصفة اليوسفية قدرة (التأويل) وفي تلك الصفة يقوم رابط (خطير جدا جدا) يبحث عنه رواد العلوم الباراسايكولوجية ويبحث عنه فرعون
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ }غافر36
{ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38
حيث العلم المعاصر يبحث عن محركات العقل العليا اي (إله موسى) وهو يبحث في (اسباب ذلك الحراك) وكيف يؤتى ولكنه مسطور في قرءان الله تحت المثل اليوسفي الذي حمل تخصص مهم وكبير جدا في (سورة يوسف) ... الصفة اليوسفية تتفعل لتسجل حراكا موسويا الا ان (مقومات موسى العقل) اي (قوم موسى) يكذبون الصفة اليوسفية (التنبوء بالحدث الاتي) ... ذلك لا يعني ان الانسان يستطيع مطلقا التنبوء بالحدث الاتي سواء لنفسه كما كانت رؤيا يسوف في احد عشر كوكبا او كان لشخص ءاخر كما جاء مع صاحبي السجن او كان التنبوء لشأن عام كما كان في الجفاف وقلة الغلة في مثل البقرات السمان والضعاف ... التنبؤء بالحدث يتحصل عند (الصالحين) (المؤمنين) فهم (صادقون) ويتحصل شبيها له عند (الصالحين) (غير المؤمنين) ولا يحصل ابدا عند (غير الصالحين)(غير المؤمنين) وان حصل شبيها له فهم (كاذبون) ... عندما يكون (إله موسى) هو (الله) فان التنبوء بالحدث يكون (رحمة ايمانية) وعندما يكون المحرك الموسوي من مصدر شيطاني (ليس من الله) فان التنبوء بالحدث يكون كما قاله الخبير الاكاديمي (نتحكم بالحاضر لنرسم خارطة الغد) وهي نظرية ماسونية (فرعونية) تبني الحدث على هيكلية شيطانية والناس يستجيبون لها صم بكم عمي
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }الكهف109
سنحاول ان نطرح في هذا المعهد اوليات بحثية تخص الاحلام وتخص الحراك العقلي وتتخصص في ما يستوجب بيانه لغرض قيامة مؤهلات مأرشفة في صفحات المعهد تمنحنا مساحة من القول في الصفة اليوسفية فهي صفة يبحث عنها كل الناس ليعرفوا ما يخفيه لهم الغد من (نبأ) ويتمنى كل فرد ان يتنبأ لغده هو على اقل طموح
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً }الكهف2
---------------------------------------------------------------------
نتوق بشغف أخي الكبير لسماع تذكرة نافعة ومفصلة تغطي جزء من حاجتنا عن تلك الأسماء الصادقة في عالم التكوين والذي كنا عنهم من الغافلين...
ولكن دعني أذكر لك خاطرة قفزت إلى لوح الوعي وبُنية روابطها وتجسدت عندما قرأت لك ذلك الإقتباس..ولكن لا تخبر فرعون كيف سيغرق...
كنت أستغرب وأنا أقرأ تقارير تقول أن شركات مثل فيس بوك وجوجل إستحوذت على شركات خاصة بالمناطيد الهوائية والطائرات التي تطير بالطاقة الشمسية وذلك بُغية توفير شبكة الإنترنت للمجتمعات الفقيرة بشكل مجاني !!!!!!.ولكن عندما تقرأ بالمقابل عن النظريات الحديثة الخاصة بعلم الإجتماع(وهي ليست حديثة ولا بطيخ) تزول علامات التعجب السابقة لتحل محلها علامات من نوع آخر لا يمكن التعبير عنها برموز...
فبنية أي شبكة إجتماعية الآن(فيس بوك/جوجل بلس/تويتر...الخ) تجسد وتمثل بالواقع مثال صارخ (وصريح) لهدف وعلّة قول فرعون لهامان إيقاد وبناء (صرح) له ليبلغ علّة الأسباب ويطلع إلى إله موسى...وهو ما تصفه لنا هذه الأيات...
" وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ " غافر 36-37
فما يهم فرعون وملأه هو سلوك الفرد وسلوك المجموعة التي تحتوي الفرد بغية التنبؤ بمستقبل المجموع عن طريق التحكم أو معرفة سلوك الحاضر...وهو ما يشير (صراحة) إلى تحليل منهجي لبنية الروابط الإجتماعية العقلية التي تستهدفها تلك الشبكات الدولية الفرعونية..وهذا كله يقوم على علم له (نظريات حديثة) يمكن إختصار مضمونها بما معناه..أن أهمية و قوة أي شبكة إجتماعية تكمن في قوة أفرادها وقوة العلاقات البينية بينهم ومدى تأثيرهم في الشبكة المنتمون إليها، وبقدر متانة تلك العلاقات وتماسكها وأهمية الأشخاص الفاعلين فيها،بقدر قدرة هذه الشبكة أو غيرها على التأثير في السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع..ويعبر بمصطلح (العقد) عن الجهات الفاعلة الفردية داخل الشبكات..وبمصطلح (الروابط) التي تمثل العلاقات بين الأفراد والتجمعات..وكل منهما يمكن تمثيله هندسيا وبيانياً على التوالي ..بنقاط وخطوط تنسج تجمعات ذات خيوط عنكبوتية.
ويمكن أن نلخص أيضاً بعض أهم أهداف هذا العلم الجديد بتقنياته القديم بأساسياته...
-دراسة آلية إنتقال المعلومات(وهذا هو أهم هدف).
-تحديد الأفراد الأكثر تأثيراً (المؤثرين/الفاعلين).
-شبكات الثقة بين الأفراد
-مجموعات الإهتمام والمجتمعات المتداخلة أو المتجاورة.
فالمعلومات في الشبكات كالدماء في الشرايين أو النبضات العصبية في الدماغ والتي تمثل قدرته في نقل الأحداث والتحكم في مجريات الإدراك والحركة،فبقدر معرفة كيفية تدفق المعلومات وقدرة الأشخاص في تحريك القرارات وترابط الشبكة،بقدر ما نستطيع تحليل تصرفات هذه الشبكة أو غيرها والتنبؤ بمسالكها،كما يمكن قياس مدى قدرتها على الاستمرار أو احتمالية تفككها وتلاشيها لصالح شبكات أصغر...فالشبكات كروابط لا تندمج ربما تتداخل أو تتجاور مع شبكات أخرى،وما يندمج منها هم أفرادها عندما ينفصلون من شبكة ما ليندمجوا في شبكة أخرى،ولكن تبقى الشبكة كياناً بذاته لا يسمح بالاندماج في شبكة أخرى.
في الحقيقة نحن وكل من نراهم سواء الأشخاص البسطاء أو ذوي النفوذ والسلطة هم جزء من شبكات اجتماعية مختلفة،وكل الأفكار والنظريات والأيديولوجيات وتجلياتها من حكومات ومؤسسات وتنظيمات وأحزاب وملل ونحل هي صورة أو تطبيق من تطبيقات الشبكات الاجتماعية...وبتحليل أي شبكة من هذه الشبكات يمكننا أن تتفاعل معها إما تفكيكاً أو تركيباً وذلك بإستخدام بُنية تحتية تقنية تأسست على علم برمجي بسيط في مبدأه عميق في بُنيته يسمى... الخوارزميات...
وما فعله ويفعلوه فرعون الآن ليحقق مقولته(أنا ربكم الأعلى)هو جلب هذه المجتمعات الشبكية الواقعية لشبكته الإفتراضية وتسهيل ربطها عبر ما يسمى الأجهزة الذكية والتي تحتوي ذاكرة ومصائب هي الأخرى ليسهل التعامل معها.. ودفع المليارات وما زال لأجل ذلك. فهو يعيش على ثورة ربا المعلومات والبيانات وله قدرة كبيرة على خزنها وتحليلها وتعليلها وتوجيهها...
قصة الشبكات الاجتماعية قديمة كقدم المجتمعات، ولكن رواية القصة تأخذ بعداً آخر عندما بدأ ستانلي مليغرام - أستاذ علم النفس بجامعة هارفرد - سؤاله عام 1967 عن ماهو عدد الوسطاء من الأشخاص الذي يحتاجه أي شخصين ليس بينهم معرفة سابقة ليصل أحدهم بالآخر....لا نريد الإسترسال بسرد هذه المعرفة العلمية، يكفي ذكر أحد أسماءها، ومن يريد الإستزادة يمكن البحث عن تلك الأسماء ونظرياتها لكشف روابطها هي الآخرى...فمن يظن أن شبكة مثل فيس بوك أو جوجل تأسست على يد شخص جامعي إسمه (مايكل) أو على يد شخصين قاما بعمل خوارزميات البحث في مرآب منزلهم وأصبحت قيمة أسهم إحدى الشركات بين ليلة وضحاها مئة مليار دولار..أنصحه إن صدق ذلك أن يرمي نفسه من شاهق..
ولكن أنوه كي لا نتخذ العجل بجهالة...المسألة في الكتاب ليست من يمثل من؟ ومن ضد من؟ومن يستهدف من؟.. بل أعمق بكثير فالكتاب أحداثه مليئة بالمفاجئات والحلول ونحن بسلوكنا من نصنع الأحداث والنبأ...ففرعون وموسى أسماء في عمق تكويننا أي النفس الواحدة وليست أشخاص للسمر...فما فعله فرعون بالحقيقة هو تربية موسى الوليد الكافر(القوي الأمين) في عقر صرحه ليبدأ ثورته عليه...ولكن من يفهم!!...ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون...فـ الصرح فعل فائق الصر ...والأزواج قدرنا !!...
"قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ " الشعراء 18-19
ملاحظة للإخوة إكتشفتها متأخراً بيقين وتحدث عنها أنبياء وصالحين كثر لا تُدرك بالكلام ولا بالوعظ وإنما بالتأمل والتجربة...إذا أردتم تأويل الأحاديث بعلم عليكم بفهم الواقع بصفته حلم تعيشونه وذلك بإستخدام تقنية صعبة جداً تُدعى...(إقتلوا أنفسكم)...ولكن علينا أولاً قبل أن نصبح إرهابيين.. أن نعلم كيف نُرمّز الواقع.. ولفهم ذلك الترميز ومن ثم بُنية الحلم ننتظر من الحاج عبود أن يزودنا من زاده الذي تزود به قبل أن يُدركنا الغرق ونكون من المغرقين...
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
تحياتي
تعليق