حكمة حكماء بني صهيون وغفوة
الفكر
من أجل تحرير العقل قبل تحرير الوطن
الفكر
من أجل تحرير العقل قبل تحرير الوطن
اشتهرت كثيرا تفاصيل بروتوكولات بني صهيون ووصايا هرتزل باعتبارها دستور فكري كان سببا في الحراك الذي انشأ دولة اليهود بموجب تلك الوصايا ولعل الضمير العربي الاسلامي تعاطى تلك الرابطة بصفتها مثلث العدوان على حقوق الامة وعقيدتها فكان ذلك الضمير سواء كان عربيا او اسلاميا يمثل ردة الفعل ضد تلك الحكمة اليهودية التي اوجدت دولة اليهود ولعلنا سنختلف مع كثير من الاقلام التي تستمد حبرها من ذكرى النكبة لتبثق مزيدا من الوصف القاسي على ضمير العرب والمسلمين واختلافنا سيكون مع الحكمة الصهونية التي شكلت الحراك المفترض للحركة الصهونية ووليدتها دولة مستحدثة على انقاض شعب وهشيم حقوق تم سحقها باقدام حضارية ...
معالجة الحكمة الصهيونية على طاولة فكرية مستقلة تمنحنا قدرة تحويل تلك الحكمة الى مكعبات ملونة واضحة الابعاد نستطيع ان نتعرف منها على حقيقة الحراك الذي يعرّفنا بصنـّاع تلك المكعبات وكذلك الحراك الذي لون الوانها وسر ديمومة تلك الحكمة المفتعلة التي طعن بمصداقيتها غير العرب وقيل فيها انها ملفقة اساسا
المكعب الفكري الاول : اليهود لا يمتلكون وازعا دينيا كما هو مشهور عنهم وعن سلوكياتهم على مر العصور وبالتالي فان ربط موطنهم بتاريخ عقيدتهم لا يحمل أي رابط ميداني في حاضرهم الحضاري وان كان فيهم عقائديون متدينون فانهم قلة نادرة ويعانون من الاضطهاد كما ان العرب والمسلمين لم يمنعوا اليهودي المتدين من السكن في فلسطين او ان يحج الى بيت المقدس وبالتالي لم تكن فكرة الاختيار لوازع ديني وان الوقود الفكري الذي اعلن في حاجة اليهود لوطن بسبب احداث الاضطهاد النازي (الهوليكوست) ذات مرابط واهية ومنحها مروجوها حجما مفتعلا فالفعل النازي كان مدمرا لكل شيء وهو حدث في زمن لاحق على تلك البروتوكولات المزعومة
المكعب الفكري الثاني : كيف تقوم حكمة حكيم على زرع اليهود في موطن محاط باعداء عرب ومسلمين وهو قليل الماء وقليل الزرع وبين ايدي اليهود ارض امريكية يمتلكون امرها وليس لها شعب يطالب بها فكل من فيها غرباء وارضها خضراء فائقة الخصوبة وماؤها وفير والناس فيها خدم لليهود ...!! فاي حكمة يمكن ان يمسك بها الحكيم في مناظرة الخيار الامثل (امريكا) او ولاية في امريكا مثل كالفورينيا الجميلة الخضراء واختيار الخيار الاسوأ في وسط عدائي قاسي البيئة ..!! وان فقد الحكيم حكمته فكيف يكون لها سوق بين حملتها ...!!
من تلك الناصية الفكرية فان الضمير العربي الذي يمثل في فاعليته الفكرية ردة فعل على حراك نشأة دولة اليهود قد تم تغيير مساره بخديعة مرت على جيل الاباء وانتقلت الى جيل الابناء فالحراك الذي انشأ دولة اليهود لا يمت لليهود باي صلة وان اليهود في فلسطين هم مجاميع من المغفلين استهوتهم روح المغامرة والاستقطاب المادي فاصبح لليهود كيان مسمى باسمهم الا انه في حقيقته أداة بيد عصابة خفية لا تمتلك ملكية فكرية يهودية بقدر ما تمتلك زعامة اممية (عولمة خفية) لها برامجيتها التي جعلت من غفلة اليهود اداة لذلك الحراك الخفي الذي انهك العرب والمسلمين وجعلهم في معسكر شديد القضبان ... انها ازمة ضمير يبكي على النتيجة ويهجر مكوناتها
نحن في ذكرى النكبة وعلينا ان نستذكر الاسباب وهي في حيازة الطرف الاخر ونهجر النتيجة واسباب وهننا ووهن حكامنا لان النتيجة هي المعسكر الذي وضعنا به المصمم الخفي حيث كان (تحرير فلسطين) نشيد طفولتنا وهو شعار الحاكم ايضا وهو المعسكر الذي عسكرت فيه عقولنا وعلينا ان نستذكر اليوم ان :
مهمة تحرير العقل قبل مهمة تحرير فلسطين ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق