الاحلام وأثرها في يوميات الحالم
من أجل بيان دستورية التعامل مع الاحلام من قراءات قرءانية في كتاب الخلق
وردت بريدنا الخاص عدة رسائل من متابع كريم للمعهد يبحث عن حلول لازمات متعددة ومختلفة يرى انه تلازمه وكانت المادة المعروضة منه تعرض احلام متكررة مختلفة الاحداث في الرؤيا وهو يحاول السيطرة عليها بمعونة من علوم الله المثلى المنشورة في المعهد ومن اجل تعميم الذكرى وجدنا ضرورة نشر احد ردودنا الذي تخصص بفاعلية الاحلام واثرها في يوميات الحالم
نص المعالجة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... من خلال بحوثنا في علوم العقل والقرءان وما يرتبط منها بما كتبه الله في الخلق نراه ونلمسه ماديا اتضح لنا ان (الاحلام) تمتلك حافظة للذكرى قصيرة الاجل (استذكار الحلم) فاكثر الناس حين حاورتهم باحثا في عقولهم كانوا يؤكدون لنا ان ذاكرتهم لاي حلم تكون مضطربة وقصيرة اجل وبعدها تنسى وعثرنا مرة على تقارير اكاديمية لعالم نفساني مشهور يطالب فيها صاحب الحلم عندما يصحو من حلمه عليه ان يكتبه فور صحوته لكي لا ينساه وذلك يعني ان ذلك الباحث كان يطالب الحالم ان يحول الحلم من الارشفة التلقائية الى ارشفة تذكيرية اخرى تقع ادواتها في مستوى العقل الخامس وبعد استمرارنا في علوم العقل اتضح ان ارشفة الاحلام تمتلك ءالية تتفعل في العقل الخامس وليس السادس وذلك ثابت في (علوم النوم) المادية المنشورة في الاعلام العلمي فالاحلام تحصل عند ايقاع (ثيتا) في مراحل النوم وتسمى (مرحلة حركة العين) وتستمر بمعدل عشر دقائق فان صحا النائم اثنائها او عند نقطة نهايتها فانه يتذكر الحلم وان استمر نائما للمرحلة التي تليها فان الحالم سوف لن يتذكر الحلم وذلك دليل على ان الحلم يستقر بالذاكرة من خلال فاعلية تقع اداتها في المستوى العقلي الخامس (هرون) فاذا اتخذ المستوى العقلي الخامس قرارا بعدم ترسيخها فان الحلم يتحول الى ماضي منسي ولن يترك اثرا في نفس الحالم سواء كان الحلم شفافا او مزعجا لذلك يكون اثر الاحلام في اي شخص انما نابع من قراره في الصحو وليس في النوم فلتكن الاحلام كيفما تكون الا ان القرار الامين يكون بين يدي الحالم وتلك السنة راسخة في الفكر الانساني عموما ويمكن ان نفترض صورة مجسمة عند شخص سرق منه بعض المال وفي المنام رأى ان فلان من الناس هو الذي سرقه الا انه لا يستطيع ان يذهب عند صحوته ليطالب السارق الذي شاهده في المنام بما سرق وان فعل غير ذلك وطالب ذلك الشخص بما سرق في المنام منه فان عقول جميع البشر ترفض تصرفه ذلك .. تلك الصفة وردت دستوريا في القرءان
{ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ } (سورة يوسف 44)
بـ عالمين تعني (لا نقبض ـ العلة ـ التبادلية في الحيازة) فهي احلام ليس لها قابض علة يمكن ان نتبادل به الحيازة بين ما شاهدناه في الحلم وما يجري في عالمنا في الصحو !!! حسب تجربتنا الشخصية وتجارب اخرى قمنا بمراقبتها في اناس يقتربون منا بالحوار وجدنا ان للانسان قدرة على مسح الاحلام من ذاكرته عند نشأتها فلا يسمح لها في الاستقرار في عقلانيته عندما يصحو بعد الحلم مباشرة وهي انما عادة منه اعتادها او بقرار منه في عدم الاهتمام بالاحلام وفي كلا الوصفان إن هجر حلمه في تلك اللحظة ورفض استدراجه في وعيه ويعود للنوم او ان يقوم بالتفكير في شأن ءاخر غير الحلم فان تفاصيل الحلم لا تعيش في ذاكرته بشكل تفصيلي بل تبقى شذرات غير مترابطه منه لفترة وجيزة ومن ثم تختفي دون ان تترك اثرا في شخصية الحالم او في تصرفاته
الانسان عليه ان يعيش مقومات يومه وعليه وجوب منهجي ان يقيم (مقومات يومه) من يومه في الصحو لان النوم فيه (اجازة للعقل) تعزل نشاط الانسان عن عقله ففاعليات العقل في النوم خارج فاعلية (التقويم) وان ورد في النوم ما (يقيم) شيئا من مقومات يومه كما في مثل يوسف القرءاني فان عقلانية المثل وتعليله العلمي ترسخ ان يوسف لن يفعل شيئا (لن يقيم مقومات) ما شاهده في الرؤيا ومرت عليه الاحداث (قدر) له مقومات خارج مقوماته هو وذكر لنا القرءان في مثله كيف غدر اخوته به ووضعوه في غيابت الجب ومن ثم صار مملوكا وشروه بدراهم ومن ثم تم سجنه ظلما فمقومات يومه مرت عليه دون ان يكون لمقومات حلمه اثرا لفاعلياته في يومياته وما كان من ابيه يعقوب الا ان يمنع يوسف من ذكر حلمه لاخوته وبقي حلم يوسف (عقلانية راكدة) حتى جاء يوم خر فيه ابوا يوسف واخوته له وهو على عرش القوة ... اذن الحلم لا يمتلك (مقومات) فعالة تخضع لقيادة العقل البشري فهي ان كان الحلم صادقا انما تحدد (نتيجة) ستكون في زمن ءاتي الا ان عملية تأويل الاحلام الى اوليات العقل شأن غير متيسر بين يدي الناس بسبب افتقاد الناس لخارطة الخلق في القرءان ومنها (علوم العقل) فلا يستطيع الحالم ان يعيد الحلم الى اوليات عقلانية وان تم تحويلها الى اولياتها فهي لا تشارك فاعليات قيمومة الحدث كما في مثل يوسف لان يوسف يمتاز بميزة (تأويل الاحاديث) وحين عرف تاويل حلمه في احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين تعامل معه كـ نتيجة فاعليات الحدث فصبر على الاحداث وهو يعرف نتيجتها !!! فالحلم (ان كان صادقا) لن يؤثر في مسيرة الانسان فلا يستطيع الحالم ان يوقف الحدث لانه يعلم شيئا من نتيجته لذلك تكون (الحكمة) ان لا يحتفظ الحالم بما حلم به سواء لغرض تفعيلي او لغرض الاستئناس فالاقدار مقدرة بيد حكيم عزيز احكم خلقه وقدر لكل فرد قدره وان تغيير القدر يقع حصرا بخشية الله وتطبيق احكامه وليس بالاسترشاد بحلم مرئي في عالم النوم فان اصاب الحالم رعب من حدث ما فعليه ان يقترب من نظم الله اكثر واكثر ليقوم بتغيير مستقبله بموجب نظم (التقوية) التي تمنح المتقي وعودا مقروئة في القرءان بوفرة كبيرة وبنتائج عظيمة
السلام عليك
تعليق