ءال فرعون في قراءة علمية قرءانية
من أجل إقامة الدين في زمن غياب اليقين
ورد لفظ (فرعون) في القرءان 74 مرة حسب مشغلات البحث الالكترونية وورد لفظ (ءال فرعون) في القرءان 14 مرة وعند تدبر الصفات الفرعونية الواردة في مثل فرعون لن نجد في فرعون صفة (حميدة) حيث يذكرنا القرءان ان الصفات الفرعونية جميعا هي صفات عدوانية في طغيان (اذهب الى فرعون انه طغى) واستضعاف (يستضعف طائفة) و (يذبح ابنائكم) و (ويستحيي نسائكم) وكبرياء (أنا ربكم الاعلى) وعدم اعتراف بالربوبية (ما علمت لكم من إله غيري) وعندما يتم تحليل المثل القرءاني يتضح انه يتمركز في بناء الدولة عموما وفي الدولة المعاصرة خصوصا حيث تستكمل الصفات الفرعونية في بنية الدولة الحديثة بشكل مبين فـ فرعون هو (الرب الاعلى) فالمواطنين هم عبيد الوطن في كل مكان وليس عبيد الله وقانون الدولة الحديثة ورجاله يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الناس وننصح بمراجعة الادراجات التالية لغرض توسيع مساحة التطبيقات الميدانية للمثل الفرعوني وفهم المعايير القرءانية لنفاذية ذلك المثل فينا
معيار الصفة الفرعونية
غرق ءال فرعون .. كيف يكون .؟
إستحياء النساء
نـــحـــن ...وفـــرعـــون هذا الزمان
موسى وفرعون وهامان هذا الزمان
اذا رسخ لدى الباحث ان الدولة الحديثة هي صورة تذكيرية صادقة لمثل فرعون فان الرصد الفكري الملحق بالصفة الفرعونية في ءاله (ءال فرعون) يمنح الباحث مساحة اوسع في فهم الصفة الفرعونية من خلال رصد جذور تلك الصفة التي تأصلت في المجتمع المعاصر بما ينذر بكارثة فكرية (جاهلية قصوى) تتبعها كارثة اممية سطرت معالمها في القرءان عند غرق النظام الفرعوني حيث تصبح المجتمعات المعاصرة بلا رب يربيها فتكون تصورات الواقعة صعبة وقاسية لغاية قصوى
لفظ (ءال) جاء في القرءان في مواقع متعددة وشمل غير ءال فرعون منها (ءال موسى , ءال هرون , ءال ابراهيم , ءال لوط , ءال عمران , ءال يعقوب , ءال داود , ءال محمد) الا اننا لم نجد في القرءان لفظ (ءال) لكثير من الانبياء مثل (عيسى , شعيب , سليمان , زكريا ’ يحيى , هود , صالح , ..) وذلك يؤكد ان لفظ (ءال) يمتلك وظيفة تخصصية ارتبطت بمسميات الانبياء والرسل وارتبطت بالمكون الفرعوني !
لفظ (ءال) في علم الحرف القرءاني يعني (ناقل مكون فعال) واذا رصدنا ءال ابراهيم فنجد انه يعبر عن ناقل مكون فعال في الصفة الابراهيمية وهي (ملة ابراهيم) ومثل (ءال محمد) وهو (ناقل مكون فعال) للصفة المحمدية الشريفة وكذلك ءال دواد وءال عمران ولوط وتحت كل رابط من تلك المرابط (المنقولة) علم قرءاني يقرأ في الصفة التي تعلق بها الـ (ءال) كالصفة اليعقوبية والصفة الداودية وغيرها ومثله الصفة الفرعونية !!
لفظ (فرعون) في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية فاعلية تبادلية) لـ (رابط وسيله) (منتجة) وتلك التبادلية للفعل التبادلي المنتج نرصدها بشكل واضح ومبين بين (الدولة) و (مواطنيها) فعلى سبيل المثال نجد ان الحكومة الهندية (مثلا) تسمي مواطنها انه (هندي) ونرى المواطن يسمي نفسه ايضا انه (هندي) ومن تلك التبادلية تبدأ فاعليات لا حصر لها من المرابط في نفاذ القوانين والتعليمات فالدولة تصدر قانون والمواطن يطبقه والدولة تصدر تعليمات والمواطن ينفذها وذلك النوع من النظام مبني على صفة اعمق يحملها اسم (فرعون) وهو في لسان عربي مبين (فرع + فرع + فرع) يتبادلون مركزية الصفة فيكون اللفظ (فرعون) مثل لفظ (ميتون) حيث صفة الموت تبادلت الحيازة مع الاموات فاصبح اللفظ بدون (الف الفاعلية) مثل ما نقول (رسامون) او (نجارون) فالرابط موجود في (ميتون) الا ان الفاعلية مختلفة عند كل ميت لان كل ميت مرتبط بما عمل في حياته كذلك لفظ (فرعون) يتبادل الروابط في فروعه والاختلاف يقع في (فاعلياته) فهذه وزارة الصحة وتلك وزارة التخطيط واخرى وزارة الدفاع ولكل فرع من تلك الفروع فاعلية تخصصية مختلفة عن الفاعلية الاخرى لمؤسسات الدولة الا ان الرابط الذي يربط تلك الفاعليات ومكوناتها تكون في لفظ (ءال) وهو (ناقل مكون فعال) يدور على كافة اختصاصات الدولة
اذا رصدنا (ناقل المكون الفعال) في الصفة الفرعونية على ان يكون الرصد في بصيرة قرءانية تدبرية سنرى بوضوح بالغ يبلغ العقل ان (الذي ينقل المكون الفعال) هو (الموظف الحكومي) اينما وجدت الحكومة وكيفما كان اختصاص الموظف الحكومي لانه هو (الاداة) التي يتم فيها نقل مرابط الفروع الفرعونية على شكل (مكون) قانوني او على شكل ممارسة كالحرب او المخابرات ورجال الامن او اي موظف يطبق تعليمات من يدفع له الراتب الشهري من خزينة الدولة
ءال فرعون .. هم موظفي الحكومات في كل ارجاء الارض وهو نتاج فكري من قرءان دستوري لا ياخذ بالرأي ولا يخضع لمدرسة فكرية او دينية بل هي قراءة في خارطة الخلق تقرأ من قرءان !!!
ذلك الرشاد الفكري ليس لتسويق الافكار بل هو لالزامية فكرية الزمت كاتب السطور في بيانها بامر تكليفي خطير
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
الله يشهد اننا لا ننوي ان نصيب موظفي الحكومات بنعوت لا يحبونها الا ان فيهم من يبحث على مثل هذا البيان ليخرج من صفة ءال فرعون ومن يعرض عن هذا البيان رغم وضوحه الكبير فان الله قال فيه
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } (سورة الكهف 57)
هنلك من يعتبر الدولة ضرورة لقيام الانتعاش الاقتصادي والتقدم والتطور وكل شيء حميد يتم الصاقه بالجهد الحكومي عندما تكون الحكومة (مثالية الوصف) وكثير من الشعوب تمتدح دول الرفاهية وتعزو الرفاه والاستقرار فيها الى اسباب حكومية وان ادوات الحكومة هم (موظفين حكوميين) نفذوا خطط الرفاه والاستقرار !!
كثير من الذين تحاوروا معنا على صفحات المعهد او على البريد الخاص او في حوار مجتمعي وجها لوجه يتحدثون عن صفات حميدة في المجتمعات وليدة من حكومات حميدة الصفات وصفات سيئة في مجتمعات يكثر فيها السوء وكأنه وليد من حكومات فاسدة ولعل الثورات التي تنطلق ضد الحكومات دليل على رسوخ تلك المعالجة الفكرية الا ان المؤمنين بالله (ان وجدوا) يعرفون ان (لا إله الا الله) وهم يشهدون على ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهم يرفعون شعارا يرددوه يوميا ان (الله اكبر) فاذا سمعناهم يمتدحون الخير والاستقرار في مجتمع ءامن انما هم ينقضون ميثاقهم في شهادة أن لا إله الا الله وكذلك ميثاقهم ان الله اكبر !! والذين يصفون السوء المجتمعي في سوء حكومي نسألهم هل ان الله سوف لن يعاقب المسيء لان الحكومة سيئة !! ؟؟ لعل تلك المعادلة الفكرية تمنح سطورنا صفة (البلاغ) و (عدم الكتمان) وان ان هنلك لعنة على من يكتم ءايات بينات انزلها الله في الكتاب واللعنة مزدوجه من الله ومن اللاعنون الذين لا يدرون انهم من ءال فرعون وان صارت الدراية لهم مبينة فان الله الذي لا إله الا هو وحده لا شريك له هو إله الرزق يرزق عبده من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب ولا يمكن ان تكون الحكومة شريكة لله في الرزق ولن يكون العمل الحكومي سببا لرزق الله كما يزعم بعض الناس فالاسباب لن تكون شريكة لله في رزقه للعباد ... ولكن ..!! جاهلية العصر الفكرية تفوق جاهلية ما قبل الاسلام !!
بين الحقيقة وضديدها عقل يعقل القرءان ويتدبر نصوصه فـ (ءال فرعون) هم ادوات فرعون التي تنقل (مكون فعال) في صفته الفرعونية ولكن اكثر الناس لا يعلمون
تلك ذكرى من قرءان ذي ذكر وهو ذكر حكيم والذكرى لا تقوم الا بمشيئة الهية
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
الحاج عبود الخالدي
تعليق