وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ .. نقض الميثاق ؟!
من اجل بيان دستورية العبادة في تذكرة من قرءان يقرأ
من اجل بيان دستورية العبادة في تذكرة من قرءان يقرأ
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } (سورة البقرة 40)
من رواسخ وثوابت علوم الله المثلى التي استنبطت من قرءان الله ودستوره ثبت ان (بني اسرائيل) ليسوا اليهود كما ذهبت اليه مراشد حملة القرءان بل هم (بناة الاسراء) وهو بناء تكويني متصل بنظم الخلق وقد تم نشر مباديء تلك الثابتة في الروابط ادناه
بني اسرائيل صفة في التكوين ..
بنو اسرائيل ليسوا اليهود ؟ فمن هم اليهود ؟
ومن تلك الضابطة الفكرية المبنية على خامة الخطاب الشريف بلسان عربي مبين وادراك المقاصد الشريفة ان لفظ (بني) من الـ بناء وان (اسرائيل) ليس مسمى تاريخي بل هو لفظ على عربة عربية وليست عبرية كما هو ثابت في القرءان فان (بناة الاسراء) الذي يستخدمون فيض العقل الايسر في بناء كيانهم باسرائهم ونشوء انشطتهم له ميثاق مشهور معروف بين مؤهليه وهو (التوحيد) وعلى ناصية التوحيد تقوم (شهادة) يشهدونها يوميا أن (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وعندما تطبق تلك الشهادة سيجد باني الاسراء ان (الله اكبر) وان اي حكم كبير لا يعلو بالكبر على نظم الله سبحانه وعندما يشهد باني الاسراء ان لا إله إلا الله عليه ان يدرك ان تلك الشهادة ميثاق صدر منه وقد جاء تأكيد تلك الذكرى في القرءان على شكل (مأخذ فكري) يتفعل في نظم الله عندما يبني الفرد اسرائه
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءاتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } (سورة البقرة 83)
منسك شهادة لا إله إلا الله تعني ان حامل الميثاق عليه ان لا يوجه وجهه لغير الله سواء في طلب الرزق او طلب الامان او طلب الحاجات بشكل عام وتلك هي العبادة بكيفيتها التكوينية فمن يعتقد ان مهنته هي بوابة رزقه فذلك يعني انه قام بعبادة مهنته او وظيفته او شهادته ومن يتصور ان نسبه سبب عزه وشرفه فهو قد قام بتأليه انتسابه لغير الله ومثله في نسب المواطنة والنسب المذهبي او العرقي فكل تلك الصفات تتحول بين يدي حامل الميثاق الى ءالهة متألهة ظنا منه انها تمنح عابدها ما هو بحاجة اليه وذلك هو نقض الميثاق عند المصلي فلا يكفي الاعتراف بوحدانية الله في الخلق بل الله بيده ملكوت كل شيء
كثير من المصلين حين يتعرض احدهم الى إزمة وهو صائم مصلي يداوم على الانفاق في سبيل الله ويقرأ القرءان ويصدق القول ويمتنع عن المحرمات المشهورة نراه يسأل ان (ربي ما عملت الا ما يرضيك فلماذا حل بي ما انا فيه من سوء ؟؟!!) الا انه حين يراجع نفسه نراه انه نقض ميثاقه في شهادته ان لا اله الا الله وحده لا شريك له فهو يرى ومن يحلل نشاطه يرى ايضا انه يعتز بوطنيته او بقوميته او بمهنته او بعشيرته اعتزازا متألها وهو في غفلة عن ميثاقة فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين فلا عز ولا أمان في وطنية تشارك الله في تأمين العز ومثلها المهنة والاختصاص والوظيفة والعشيرة والشطارة والمذهب والقومية فكل تلك الصفات وغيرها ان كانت بين يدي العابد على انها اسباب تشارك الله في الامان والعز والرزق والاستشفاء والانجاب واستقرار العيش انما هو نقض لميثاق المصلين بشراكة ءالهة اخرى مع الله
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } (سورة النحل 91)
(يعلم ما تفعلون) ..!! فلا يتصور المصلي ان صلاته هي العبادة حصرا !! ومن وراء ذلك دستور نافذ على المصلين الذين ءامنوا بالله على عهد الشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان (الله اكبر) فلا يمكن نقض ذلك العهد ان كانوا قد قاموا بتأمين كياناتهم بالله وجعلوه الكفيل لحاجاتهم والله يقول :
وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
تلك تذكرة من قرءان ذي ذكر فمن شاء ذكر وما يذكرون الا ان يشاء الله هو اهل التقوى وهو اهل المغفرة
الحاج عبود الخالدي
تعليق