فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ .. كيف ؟؟!!
من اجل بيان دستورية النصوص القرءانية في يوميات حامل القرءان
من اجل بيان دستورية النصوص القرءانية في يوميات حامل القرءان
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } (سورة آل عمران 172 - 174)
نؤكد ان المعالجة التالية لا تندرج تحت انشطة الفكر التفسيرية فجهدنا الفكري لا يفسر القرءان بل جهدنا انما يطرح معالجة تذكيرية تنتقل من عقل لـ عقل على شكل (ذكرى) فيها دعوة لسبيل الله ولن تكون على شكل (معرفة مكتسبة) والفرق بين الوصفين يكمن في ان النشاط التفسيري قد يشرح حالة روائية كانت سببا في نزول الاية وانها تخص قوما كاليهود او الكفار ومنها تستقى (عبرة) يؤرشفها طالب المعرفة في كيانه العقلي الا ان اقامة الذكرى تؤتى من خلال تطبيق النص على حالة مرئية تعيش مع حامل القرءان لتتحول الذكرى الى دستور عقلاني مرتبط بـ (الذكر الحيكم) يتفعل مع المتذكر في حالات كثيرة وليس حالة واحدة او بضعة حالات لها وصف معرفي مكتسب من اهل التفسير بل تنتقل الذكرى الى مجمل الحالات المرئية وتتفعل يوم قراءة القرءان فيعالجها عقل المتذكر استنادا الى دستورية قائمة في عقله نافذة بين يديه .. تلك هي مهمتنا في الدعوة لسبيل وفيها امر تكليفي ملزم ولن تكون تبادل معرفي منجمد الابعاد !!
كثير من الناس تقوم لديهم (صحوة) عقل بعد ان يصيبهم (القرح) ومن يصحو انما يكون في الوصف (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) ويعتبر ان (القرح) الذي اصابه هو (رسول الهي) اي ان القرح جاء من (نظام الهي) قائم وفعال فيسعى لـ (طاعة) ذلك الرسول ويحسن ويتقي اي (يتقوى) بنظم الله الحسنة التي تحسن اليه في حالته ويرتبط بدستور قرءاني
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (سورة هود 114)
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ... فالذكرى من قرءان او من صحوة بعد قرح تتفعل فيهم (ان الحسنات يذهبن السيئات) وهم في معالجتنا الموصوفين بالنص بعد تدبره والتبصرة العقلانية فيه (بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) ومن معالجة المتن الشريف فكريا (التفكر بـ ءايات القرءان) ان لـ الناس (الناسين) قولا غير حميد فيهم (قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) وهي في تدبر فكر يتفكر في رصد قول (الناسين) لهم إن الناسين قد جمعوا لكم فاخشوهم !!! اي ان الذين احسنوا بعد ان اصيبوا بالقرح قد خالفوا الناس في شؤون تستفزهم لذلك هنلك خشية منهم !!! فما هو شكل تلك الصحوة التي تخالف الناس الناسين وتثير حفيظتهم ؟؟؟ وعلينا ان نعرف ما هية (القرح) وكيف تقوم الاصابة بالقرح ؟؟!
الـ قرح .. لفظ من جذر (قرح) وهو يستخدم في مقاصد متعددة بعضها حميد وبعضها غير حميد فالاصابة بالجروح تسمى (تقرحات) ومنها مرض (قرحة المعدة) وهي صفات غير حميدة ومنها ما يراد به وصف حميد فيقال ان (قريحة الشاعر) جيدة او قريحة حسنة ويراد منها ما يقرحه الشاعر او الكاتب من شعر او كتابة !! .. قرح لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (فائقية فعل ربط متنحي الوسيلة) اي ان هنلك وسيلة متنحية تم معها (فعل ربط) يمتلك صفة التفوق !! فالمعدة حين تصاب بنزف دموي نتيجة تقرحات في جدار المعدة انما هي وسيلة (متنحية) في خروج الدم فالدم لا يخرج من اوعية المعدة والمعدة لا تتقرح لان (نظم الله) قدرها الخالق ان تكون المعدة (أمينة) من النزف فهي (فاعلية ربط متنحية متفوقة الوسيلة !! اي تفوقت على أمان وسيلة المعدة ومثلها تقرحات الجلد او الاذن او الانف او غيرها ... مثلها قريحة الشاعر الجيد حيث يمتلك الشاعر (فاعلية ربط متنحية) في عقله وعقله متنحي عن لسانه وبينهما فاعلية ربط ومن فائقية تلك الوسيلة يستطيع ترتيب نهايات البيت الشعري بقافية موزونة لحنا ولفظا !! فهي قريحة جيدة ..
النص يشير الى (فائقية فاعلية ربط متنحية الوسيلة) وتلك الصفة تكون سببا لـ صحوة المصاب بها والاصابة هي من (صواب) لان القرح هو نتيجة لنظم الهية مرتدة على الفاعل فمن يخدش جلده بـ ءالة حادة يصاب بقرح في الجلد (صواب) فهو (حق) لان منظومة الخلق جعلت من الجلد واقيا لكثير من الفاعليات المحيطة بالجلد عدا الاجسام الصلبة الحادة فهي تقرح الجلد وذلك نظام الهي وضع لـ (حماية الجسد) ويحمل رسالة الهية مبينة يراها الفاعل ان لم يكن (ناسيا) مثل الناس فمن ينسى ان الالة الحادة تقرح جسده فهو من الناسين (الناس) ... مثل ذلك المثل المساق لا يستفز الناس حتى (يجمعوا لهم) ومن يجرح نفسه ويصحو لخطيئته ومن ثم يحسن لجسده ويحذر جرح نفسه مرة اخرى لا يستفز الناس فيجمعوا له !!! من ذلك المنحنى الفكري المأتي من معالجة النص الشريف فكريا يتضح ان المصاب بالقرح ويصحو ويحسن انما يستفز الناس فيجمعوا له فهل نجد مثل ذلك (الدستور الشريف) في يومياتنا نحن الذين (نحمل القرءان) ونقرأ ونحاول ان نتدبر ءاياته لنحصل على (هدي) يهدي حملته للتي هي اقوم خصوصا ان الله يرعى المستغفرين والتوابين ويبين لهم ءاياته ويوفر لهم فرصة اقامة الذكرى من الذكر الحكيم ليستمروا في احسانهم وينفذوا مغفرتهم فـ (لا يخشون الناس) الناسين ويتمسكون بما احسنوا فيه بعد صحوة وردتهم من الله فاطاعوا الله واطاعوا الرسول !! كما جاء في النص الشريف
مثال رقم (1)
ينطبق عليه دستور القرءان المساق في السطور السابقة وهو لن يكون المثل الاوحد ولن يكون واحد من مجموعة امثلة بل دستورية النص شاملة لامثال لا حصر لها في عدد او نوع او زمن فهو دستور مطلق ومثلنا التذكيري الاول سيقع في مادة منشورة في المعهد تتحدث عن صفة (الوطن) وهو يعني (الدولة الحديثة) في كل ارجاء الارض فالوطن في وجه من وجوه ثقافة الوطنيين يكون (شريك مع الله) في كل شيء بموجب (قوانين وطنية نافذة) ترسم دستور المواطنين في كل صغيرة وكبيرة وكأن الوطن شريك الخالق في شؤون خلقه فلا يتزوج المواطن الا بموافقة الوطن ولا يصنع او يزرع او يبني او ينجب او .. أو .. أو .. وكل شيء الا بموافقة رسمية وطينة !! فهو (الوطن) شريك الخالق في شؤون الخلق الا ان الوطن يسميهم (الوطنيون) !! ونرى (الناس) الناسين يرفعون شعار (الله الوطن) !!! وان حب الوطن من الايمان !!! ... والوجه الاخر في الوطن هو ان يكون (ند لله) والناس يحبونه كحب الله فيقولون (الله الوطن) ويقولون لمن يقتل في سبيل الوطن فهو (شهيد) ويقولون (حب الوطن من الايمان) وتراب الوطن تراب مقدس ويسمون القتال من اجل الوطن هو جهاد في سبيل الله ويقولون (نموت نموت ويحيا الوطن) ويقولون (كلنا فداء للوطن) فهم من الناس (الناسين) والله يذكرنا فيقول
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ ءامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } (سورة البقرة 165)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا ... التذكرة مبينة فتقوم ذكرى الذاكرين من ذكر حكيم ان (الناس) الناسين لـ خالقهم يحبون (مكون) ءاخر كـ حب الله فوضع الاباء له اسم او انهم يسمونه كما يشتهون وما انزل الله من سلطان فيه او في اسمه فان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فالله استعمرنا في الارض وليس الاوطان وما كانت الاوطان تخلق بشر الا ان هذا الرجل هندي وذلك امريكي وهذا عراقي وغيره مصري فالوطن ند لله بكل معايير الوطنية حتى في الغلة والزرع فهذا رمان يماني وذلك تفاح ايراني وهذه لحوم دنماركية وتلك جبنة فرنسية وهذه زبدة هولندية !!! فهي انداد الله
الَّذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ .. فكيف يكون حب الله ؟!
هنلك الكثير ممن اصابهم القرح من الوطن فمنهم اعدموا على مذبح الوطن وثكل اهليهم بهم ومنهم عوقته الحرب الوطنية ومنهم من عاش في السجن سنين طويلة بسبب الوطن ومنهم من هاجر هربا من الوطن او إمتلأ ضعفا وغربة وكثيرين منهم كان الوطن (قرح لهم) أقرح وجدانهم او اجسادهم او اموالهم فمنهم من ازبد وارعد وصار وطنيا ثائرا في المقاومة وتنظيمات قلب نظام الحكم ومنهم من استلم رسالة ربه في قرحته التي اصيب بها وحلت في عقله (صحوة) فاعتزل الوطنية واعتزل المواطنة اينما يرى نفسه مواطن واحب الله وعبد الله وترك عبودية الوطن فصار في الصفة من (الذين احسنوا) ومثل ذلك الاعتزال وما تحيق به من ثقافة تنفيذية تستفز الذين لا يزالون (ناسين) لان الوطن محبوب كما يحبون الله فمن يعتزل الوطنية يكون محفوف بالمخاطر لان الناس يجمعون له الغل والعدوان الظاهر او الباطن !!! الا ان الله يقول (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فزادهم ايمانا حين يرون ان الناس قد جمعوا لشخص ما لانعقله سجل صحوة حق فــ اعتزل الوطنية والوطن كمعبود يعبده ذلك لان صحوته تقيم لديه ثقافة من اصاب القرح غيره مثلما اصابه هو فهو يمتلك معيار ما اصابه ويرى نفس المعيار في امثاله عندما كان ناسيا !! مثل ذلك المعتزل عن الوطنية له دستور من الله قال فيه الله سبحانه ذكرى في الذكر الحكيم
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
والله يقول
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (سورة المائدة 105)
فمن يخرج من أمان الوطن الى أمان ربه ومن رزق الوطن لرزق ربه ومن عز الوطن لعزة الله فلن يضره كيد من يجمع له من الناس الذين لا يزالون ناسين وفي القرءان دستور مبين
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة يونس 107)
فاذا انقلب من يصحو بنعمة من ربه فلا يخشى الناسين الذين جمعوا !! والله يقول
{ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (سورة آل عمران 176)
حب الوطن حب فطري لا يمكن محقه على ان لا يكون كحب الله فالذين ءامنوا اشد حبا لله !!
مثال رقم (2)
كان شخصا صحيحا معافى مليء بالنشاط واذا برسالة من ربه تنبيء بقرح اصابه واذا به بعد الفحص ظهر انه مصاب بالسرطان !! فمنهم من ينسى ويبحث عن طبيب يشفيه ودواء يغنيه وعملية جراحية تنجيه !!! ومنهم من يصحو ويكون من الذين احسنوا فيعتزل الطب وادويته فيطيع الله والرسول ويسعى لمعرفة مسببات السرطان ويراها في نشرة اسباب منشورة لها اول وليس لها ءاخر واقوال متضاربة مختلفة ويؤمن بالعودة الى الله (الى الله مرجعكم) فيسعى في سبل العودة الى نظم الله فيعتزل المدينة المليئة بدخان سيارات الناس ويعتزل ما يأكل الناس وما يلبسون وما يشربون وما يلتهمون من دواء ويذهب حيث يجد الله في (نظمه) النقية الصافية من العبث الحضاري ويأكل ما خلق الله من نبات لم تدنسه الهندسة الوراثية وزرع لم تنجسه الاسمدة الكيميائية وهرمونات النمو ويلبس خامة خلقها الله بدلا من خامات يلبسها الناس و .. و .. ومهما تكن السيئات في جسده فان (الحسنات الالهية) طاردة تطرد السوء والفاحشة التي فحشت في جسده .. اعتزاله يثير حفيظة الناس ويلوكون اسمه بصفات غير حميدة وقد يتهم بالجنون او الغفلة ويسمع كلامهم وقد يكون جارحا في حقه الا ان الله وعده
{ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } (سورة آل عمران 174)
وان مات وهو على توبة فانه سيموت ميتة السعداء وليس ميتة مرضى السرطان !!! لانه استلم رسالة ربه واطاع ربه والرسول واتبع رضوان الله والله ذو فضل عظيم !!
مثال رقم (3)
من كان غارقا في الدين مع قومه كما كان الاباء والاجداد متدينون فوجد ان دينه لم ينفعه في شيء يراه في دنياه فصلاح الدين يعني صلاح اليوم والغد والله يقول
{ إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } (سورة الحج 38)
وحين يدرك المتدين ان الله لم يدافع عنه في مرات متكررة فيقوم لديه اليقين ان ايمانه منقوص غير مكتمل وان الله لا يحبه فهو اذن خوان كفور فهل يستبدل دينه ويتحول لـ دين ءاخر !! او يزيد من الدعاء والتوسل لينجو من عدوان او فقر او مرض او ظلم او ذل وكلما يزيد من الدعاء لن يجد متغيرا يأنس به !!! ان صحا صحوة حق سيدرك ان ما هو عليه رسالة الهية يستلمها تباعا في سوء حاله واكبر رسالة يستلمها هي ان الله لم يدافع عنه وبقي في سوء دائم فينفر الى الله ويترك ما جبل عليه من ممارسات دينية مؤهلة له من قومه وهو في صحوة من امره فاما ان يقيم الدين فطرة او ان يذهب الى قرءان ربه لانه يهدي للتي هي اقوم ... في فطرته سيجد ان ربه قريب منه ولسوف يدرك انه اخطأ في كذا تصرف وفي كذا تصرف لانه يسمع الدين من قومه ولم يلجأ لفطرته فهو يصوم مثلا حين يفتي المفتي بهلال رمضان ويفطر حين يفتي المفتي بالعيد الا انه فطرته توجب عليه ان يشهد الشهر بنفسه !! ومن تلك السلمة يبدأ المخلوق يفهم نظام الخالق
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (سورة العنْكبوت 69)
ورغم وضوح النص الشريف نرى صفة الاحسان في (وان الله لـ مع المحسنين) وينفر من دين اهله ويقيم الدين كما هو في قيمومة فطرية او علمية حسب قدرته والله معه فالله سبحانه ليس كما هم عرافي الدين الذين ينقلون الدين كما سمعنا عن الاجداد صالحين بل المعية مع الله ترينا دين يومنا !! ولا شأن لنا بمن تدين في التاريخ !!
الناس (الناسين دين يومهم) سوف يجمعوا له وحين يسمع ما جمعوا يزداد ايمانا فينقلب الى نعمة من ربه لانه اطاع الله والرسول واتبع رضوان الله !!
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة الروم 30)
فهل ربنا لا يدري كيف يقيم العبد دينه فطرة ؟؟؟ الا ان اكثر الناس لا يعلمون !! وهم الذين يكرهون من يقيم دينه فطرة فلا يقوم الدين عندهم الا على لسان رجل عراف بـ الدين !!!
الامثال اعلاه سيقت لانها تستفز عقل طالب الخلاص من سوء يحيق به (قرح) لان السطور مساقة على مبدأ الدعوة لسبيل الله فـ دستورية المنقلبين بنعمة ربهم تشمل كل انشطة الانسان من صنع او زرع او سفر او حضر او ذرية وكل شيء ينشط فيه الانسان متعلق بدستور نافذ يقيم الذكرى للذاكرين في كل نشاط ينشطون فيه
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الذاريات 55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق