تويت
استراتيجية الكفر والزمن
من أجل حضارة اسلامية معاصرة
تنوعت المدارس الفكرية الكافرة على طول عمر الانسان المعروف على كوكب الارض ولا تزال المدارس الفكرية والالحادية تسهب في تنظيراتها الفكرية الكافرة .
في رصد عام وشامل لكل مدارس الكفر بقديمها وحديثها يتضح ان هنلك قاسما مشتركا يربط تلك التنظيرات الفكرية وهو في عنصر الزمن ..
كل فكر كافر او الحادي او وثني يضع تصوراته وتنظيراته للخلق الا عنصر الزمن وكأن الزمن عنصر غير مخلوق حيث يدخل الزمن كعنصر رئيس في تنظيرات الفكر الا انه مشطوب من قاموس الخلق وكأن الزمن جزء من المخلوق ومن تكوينته المهملة ..
ذلك ما تورطت فيه بوضوح بالغ نظرية التطور والارتقاء لـ (تشارلس داروين) حيث جعل التطور التلقائي للخلق في حاوية الزمن والزمن مكعب فكري مهمل .. فالتطور مادي خلوي والزمن كهف لا يتطور بل هو مادة التطوير ..!!
نفس الازمة وقع بها الفيزائيون وشيوخ الفيزياء مثل انشتاين وستيفن هوكنغ وتعاملوا مع الزمن وكأنه خلق مادي مرئي من خلال المادة حصرا ولم يضعوا لتنظيراتهم أي فاصلة تفصل الزمن عن الخلق بصفة خلق منفصل يرتبط بالخلق .. !! ولم يوفق انشتاين حين ربط الزمن بالمادة واعتبره بعدا رابع للمادة ولم يعتبره خلق منفصل كذلك ستيفن هوكنغ فقد تفرج كثيرا على فشل انشتاين واحتار اين يوجه وجهه فلم يجد غير اسطورة النقاط السوداء ذات الكتلة العالية المفترضة فقال ان عداد الزمن يموت فيها ويكون الخلود .. ولا نعلم كيف احساسهم بالزمن عندما ينامون ..!!
علوم البايولوجيا جعلت من الزمن حاكمية فيزيائية ولم يشاهد احدهم عنصر الزمن في الايض الخلوي الا في عمر الخلية او عمر الاجنة اما تفاعلية الزمن في البايولوجيا كان عنصرا لصيقا بالمادة ولم يستطع ذلك العلم العملاق ان يفصل بين الزمن والايض الخلوي لانهم لا يعرفون مرابط الزمن بالمادة لكي يستطيعوا فصل الايض الخلوي عن الزمن مما دفع علماء ذلك العلم الى استنساخ النعجة (دوللي) فلما وجدوا ان عمر دوللي يساوي عمر امها سقطت وسيلتهم في مستنقع الصمت ..
لا يزال الحامض النووي لا يمتلك أي مؤشر لمساحة الزمن ورغم ان علماء الباراسايكولوجي تحدثوا عن الساعة البايولوجية في المخلوقات اكثروا من بحوثهم داخل جسد المخلوق للتعرف على تلك الساعة المزعومة ولم تستطع عقولهم ان تفرز الزمن كخلق منفصل له تكوينته في منظومة الخلق .
الباراسيكولوجيون هم العلماء الاكثر ترشيحا لمسك عنصر الزمن كمخلوق ذلك لانهم امسكوا اكاديميا ان التلباث العقلاني (التخاطر) يجري بين المرسل والمرسل اليه دون فارق زمني .. ولكنهم يرتبطون باستراتيجية تنظيرية كافرة اغلقت عقولهم .
يبقى الزمن حافة علمية ازاء تنظيرات كافرة لا تعترف بمنظومة الخلق من خالقها والاصرار المنظر في مسك العلم من خلال المخلوق ببطولة عقل ما هو الا عنت فكري غير ممدوح ويؤشر مؤشرات كارثية في مستقبل الانسان القريب ..!!
استراتيجية الكفر كانت ولا تزال تبني طودا علميا براقا ولكن لبنات البناء كافرة المضمون ضمن استراتيجية حيكت بشكل خفي رغم انها دعّمت بالنظريات والفلسفيات الا ان عنصر الزمن بقي خافيا على الناس حتى على المدافعين عن حضارة الاسلام ولم يستخدم علماء المسلمين سلاح الحافات العلمية في الزمن كفأس يهشمون فيه البناء الكافر الملاصق للعلم في كل مفردة علمية ..
السبب المباشر في غفوة الرد الاسلامي هو في فهمهم المتوارث لالفاظ القرءان حيث حسروا فهمهم للفظ (الساعة) باحداث قيام الساعة فقط ولو ان المسلمون تعاملوا مع الفاظ القرءان تعاملا معاصرا لغرض الفهم وليس لغرض المناقلة الفكرية لاستطاعوا تهشيم الهجوم الايدلوجي الحضاري الذي تسبب في غربة الاسلام عند حملته ..
كل تلك الاستراتيجيات جعلت الزمن في خدمتها ففي زراعة النعرات الوطنية في بلد الاهرام كان عنصر الزمن الماضي يحرك العقول لماضيها وما كانت الاهرامات ولا مدينة بابل ومسلة حمورابي الا صورة كالحة لاستخدام ذكي لعنصر الزمن في هيجان اسراتيجية تنظيرية كافرة ..
ما من موطن في الارض الا وقيل فيه ان اقدم الحضارات كانت فيه وعجبا تلك ..! .. راصدة تفلق العقل .. في كل وطن ترى عروق الحضارة منذ القدم ليكون الزمن في ماضيه عنصرا يهدم المسؤولية المعاصرة التي يتوجب ان يعيشها الناس لتكون العلياء في زمن مضى ومجد وتاريخ ومفخرة الامس مع ضياع اليوم ..
ذلك الزمن الذي تختزله الحضارة ايما اختزال فالجهاز الاسرع هو الافضل في سوق الطلب والاستخدام ولكن عندما يراد الضحك على العقول فان طول الزمن يعتبر محرك لعقول الشعوب لكي تطرب على طبل مخادع فترى المواطنون في اوطانهم يطبلون بطبل تاريخي ويتفاخرون بقدم حضارتهم والحضارة الاقدم هي الاكثر فوزا بين الحضارات وليصفق جمهورها وكأن حمورابي وفرعون قد قام بتربية اولاد مصر والعراق فهو ولي من اولياء العلياء والفخر .
استراتيجية ذكية تلعب بالناس في اختزال الزمن في حضارة متسارعة وفي جهة اخرى اطالة في زمن العلياء التاريخية وشعوب ترقص بين زمنين في حضيض الزمن واوجه .. وحكماء الامة لاهثون للحصول على اوسمة عصرية جدا ... !!
يوم يمسك المسلمون من قرءانهم كينونة الزمن فان لطمة كبرى ستوجه الى استراتيجية الكفر وتبرز حافات تلك الاستراتيجية المخادعة التي استطاعت ان تزرع شموخا تاريخيا في عقول لا تعرف الزمن ... !! وامعنت في سرعة حدث ونشاط ليختزل الزمن ..!!
ان ما يفصلنا عن حمورابي والفراعنة لا يساوي الا يوما اوبعض يوم وان علياء تلك الحقبة علياء فاسدة الا انها انشودة وطنية يركع لشموخها عبّاد الوطن
الحاج عبود الخالدي
تعليق