ذو القرنين صفة وليس اسم
من اجل حضارة اسلامية معاصره
ورد لفظ ذو القرنين في سورة الكهف حصرا وقد اقترن النص القرءاني بصفة (تلاوة ذكر)
(وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (الكهف:83)
وعند تفعيل العقل مع القرءان في راسخة قرءانية (للذين يعقلون) فيكون ذا القرنين ضمن وعاء (ذكر) يتصف بصفة التوالي اي ان ايات الذكر جائت بصفتها المتوالية .
من راسخات العلم القرءاني انه يكون سببا للذكرى (التذكر) وينفرد مثل ذو القرنين انه يحمل صفة التوالي (غير مفرّق) ..
تلك الضابطة العقلانية تفرض نفسها على الباحث ان ذو القرنين لا يمكن ان يكون شخصية تاريخية لاننا لا نستطيع ان نتذكر شخوص التاريخ اطلاقا بل نتذكر صفاتهم الواردة في القرءان كالرسل والانبياء وما حملته امثالهم المسطورة في القرءان وتطبيقها فكريا على ما بين ايدينا من مثيلاتها ...
مدرسة التفسير لم تستطع ان تضع لذي القرنين رابطا تاريخيا وقد كثر الكلام حوله بما يضع للاختلاف التاريخي فيه صورا قاسية على الفكر المستقر او الذي يريد صفة الاستقرار فالاضطراب التفسيري كبير جدا بشكل لا يطاق
يأجوج ومأجوج اللذان اقترن مثلهما مع مثل ذو القرنين قيل فيهم الكثير ولا يوجد لهم أي اثر في التاريخ ولم يتم العثور عليهم في الحضارة القائمة فينا مما ابطل بشكل يقيني وكبير حكاية احتجازهم داخل سور محدد ومما لا شك فيه ان الارض باكملها استكشفت سواء من الفضاء او من الارض ولا توجد بقعة في الارض غير خاضعة لدولة معينة ولا توجد دولة على الارض لم تجري مسوحات جغرافية لاراضيها بما فيها الجرف القاري تحت مياه البحر .. ولا وجود لاقوام يتصفون بصفة يأجوج ومأجوج محتجزون ..!!
السور الذي تحدثت عنه التفاسير مدعاة للتأملات القاسية على الفكر حيث ان ذو القرنين لم يبني سورا بل صنع ردما من (زبر الحديد) وبنص واضح
(قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) (الكهف:95)
كذلك لم يرد في طلب القوم بناء سور بل الطلب كان في بناء (سد) وبنص واضح ايضا
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
فالسور الذي تحدثت عنه التفاسير يضع العقل في حيرة منهجية التفسير ولا يمكن وضع تلك الجهود الا في زاوية حرجة ولا يمكن وصف التفسير الخاص بالسور الذي بناه ذو القرنين الا دليل اضطراب تفسيري شديد جدا حيث قالت بعض التفاسير انه (سور الصين) ... !!
كذلك غياب الشمس .. فقد قيل فيها اكثر الاراء شهرة ان الشمس تغرب في (عين طبرية) وقد ثبت للبشرية حديثا ان الشمس لا تغرب بل نحن نغرب عنها بسبب دوران الارض حول نفسها ..
من ذلك يتضح ان مدرسة التفسير مضطربة جدا جدا وبشكل قاسي مع مثل ذو القرنين واكثر تلك المضطربات اعتماد فكري تفسيري في ان ذو القرنين شخصية في التاريخ وان قصته مجرد قصة والعجيب الغريب ان فيها وعدا كبيرا جاء في نهاية متوالية الذكر الخاص بذي القرنين والوعد الحق الالهي هو جوهرة في برنامج الله يخص المسلمين خصوصا في زمننا المعاصر
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) (الكهف:98)
والنص واضح وضوح مطلق (فأذا جاء وعد ربي) فكيف قال قومي انه في التاريخ ..؟؟ وهو ردم وليس سور .. والشمس لا تغرب .. ويأجوج ومأجوج ليس لهم اثر في التاريخ او في الارض بعد اكتشاف كل شبر فيها ..!! ودعوة لقرءان معنا ليس ليوم ذهب فقد ذهب باهله ولم يتحقق الوعد الحق فيهم ولنا دلائل ان يتحقق الوعد الحق في زماننا هذا ..!!
وذلك المثل المتوالي الذكر وفيه سبب والسبب كما رسخنا هو للذكر ليتذكر الانسان القاريء للقرءان لان الذكرى لا تقوم الا بسبب ولا يتذكر الانسان ماذا فعل يوم امس الا اذا قام سبب لتذكيره وبين ايدينا قرءان يذكرنا بكل شيء نحتاجه لان ربك ما فرط فيه من شيء ..
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً *فَأَتْبَعَ سَبَباً) (الكهف:84 ـ 85)
من كل شيء سببا فاتبع سببا .. وهو اقتران سبب بسبب وهو العلم بعينه ولا غيره وهي صفة يمكن ان تقوم في كل زمن خصوصا في زمن العلم
ذو القرنين يجب ان يكون مؤمنا بالله ايمانا مطلقا وتلك الصفة وردت في مثله القرءاني عندما يصف انجازه العلمي (هذا رحمة من ربي) ويؤكد ذلك المسرب الفكري ان الاسباب قد جائت اليه من الله بنص واضح (انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيء سببا) وتلك الواصلة الموصولة من الله لا تؤتى لفاسق او لضعاف الايمان او لكافر بل تقع حصرا في صفات ايمانية عالية المقام عند الله
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (آل عمران)
فالذين يتبعون رضوان الله ... درجات ...
والذين باؤوا بغضب من الله ... درجات ايضا ...
وذو القرنين في الصنف الاول لا محال
ذو (قرنين)
الاول : عندما يأخذ مقاصد الله فيقرنها بمقاصدنا القائمة فينا (ربط مقاصد الله بما موجود بين ايدينا من انشطة في ما كتبه الله) من فيزياء وكيمياء وفلك وطب في زماننا واي زمن آتي ..
الثاني : عندما يأخذ ذي القرنين مقاصد قائمة في انشطة في زمنه ليربطها بمقاصد الله
مثال : عندما يربط الباحث ان يأجوج ومأجوج هما مأججي الطاقة ويأخذ تلك الالفاظ بلسان عربي فتقوم الذكرى بين يديه انهما متلازمان في فعل السوء فيربط ذلك القصد في (مصنـّع الكهرباء ومن يستهلكه) فيقوم القرن الاول ... وبعدها عندما يقوم الباحث بالتعرف على اضطراب الفيض المغناطيسي بسبب صناعة الكهرباء وهو من نشاط قائم في الحضارة ومعلن في الاعلام العلمي القائم يعود فيقرن تلك المقاصد مع مفهوم فساد الارض وما يستوجبه من اقامة (الردم) فيقوم عنده العلم ان الانسان يحتاج الى تصحيح مؤثرات الحقول المغنطية التي تفسد جسده فيعيد جسده الى ما كان عليه وكأنه ردم حفرة قد صنعها فعل فاعل ... السبب الاول جاء به من القرءان في فهم فعل يأجوج ومأجوج فأتبعه بسبب من نشاط قومه في زمنه ففهم الردم ... تلك منهجية ذكرى يمتلك صفة (متوالية) وهي ذكر يتلو ذكر وضعها الله بشكل متوالي لتكوينتها المتتالية فلا يقوم شيء الا ان يكون قبله شيء يسبقه فيكون فهمنا في :
1 ـ شمس تغرب ... وقوم
2 ـ شمس تطلع ... وقوم
3 ـ بين السدين ... وقوم فيهم يأجوج ومأجوج يطلبون اصلاح حالهم بصناعة سد الا ان ذو القرنين يحتاج الى (ردم) فيه زبر الحديد ... !!
انها اثارة تذكير تذّكر من يشاء الذكرى عسى ان يقوم من يفعل تلك المنهجية لانها ترتبط بوعد الهي (حق) وله مقتربات
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
كم نحن بحاجة الى نصر ... وكم هو حجم ما نراه من مقتربات الوعد الحق في صناعة كهرباء في مجمل الارض (من كل حدب) من خطوط المغناطيس الطبيعي ولا ننسى ان صناعة الكهرباء تكوينيا هي قطع قطبي المغناطيس الشمالي والجنوبي وبذلك القطع ينفر الالكترون في ملفات جهاز التوليد ليكون الكهرباء ونؤكد التلازم الحتمي بين فعل يأجوج (الذي يستهلك الكهرباء) ومأجوج (مصنـّع الكهرباء) فالمستهلك اولا (يأجوج) لانه ان لم يستهلك فان جهاز التوليد سوف لن يقطع خطوط المغناطيس ولن يسري تيار بين ماكنة التوليد واجهزة الاستهلاك وذلك تلازم حتمي تكويني يقوم به يأجوج .. وفي نفس الوقت يكون مأجوج ملازما ليأجوج لان يأجوج لا يستطيع تشغيل اجهزته ما لم يقوم مأجوج بتدوير ماكنته ...!! تلك ذكرى .. القرءان يذكرنا بها .. لانها موجودة في تكوينة الكهرباء ولكننا لا نتعامل معها فكريا الا بسبب يقوم القرءان بتفعيله .. فمن شاء ذكر وسطورناتذكر عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق