طريق جهنم جميل جذاب ونهايته إنهيار
من أجل عدم الانخراط في طريق جهنم
من أجل عدم الانخراط في طريق جهنم
جهنم .. اسم كان او وصف كان تم ركن فاعليته الى ما بعد الموت فاصبح الاسم والمسمى يحمل صفة بعيدة عن مشارف العقل فاللفظ لا يوحي باي فكر يمكن تفعيله لانه وصف لـ (مجهول) يحصل بعد الموت وكأن الحياة ليس فيها (جهنم) رغم اعتراف حملة القرءان ان نار جهنم وصف لعذاب .. من تلك الرجرجة الفكرية تقوم همة التفكر في موضوعية (جهنم) وكيف تقوم الحصانة من ولوج طريق جهنم كما ورد في تساؤل كريم في موضوع منشور (إلا طريق جهنم) نشر في الرابط التالي :
إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ !!
لفظ جهنم من الالفاظ التي لا تمتلك تخريجات في منطق اللسان العربي لذلك بقي بيانها في ما تصالح الناس عليه انه صفة لـ (نار مؤججة) فتكون (جهنم) , الا ان (البيان العلمي) الكامن تحت اللفظ مفقود
في منهجنا الباحث في علوم القرءان بخامته التكوينية (بلسان عربي مبين) مع ما صاحبه من جهد في بناء لبنات علم الحرف القرءاني ثبت بين ثنايا مراشدنا البحثية المرتبطة ربطا وثيقا بالنصوص القرءانية ان اي لفظ لا يمكن تخريجه عربيا لا بد ان يكون لفظا مركبا من لفظين
لا تسمح لنا فطرة النطق ان نقول (يجهنم .. مجهنم .. أجهنم .. تجهنم .. و .. ) فكل تلك الالفاظ خارج صيرورة البناء العربي على عربة عربية متحركة ... عربة العربية متوقفة مع ذلك اللفظ فهو اذن لفظ مركب من لفظين وان منهج عملية اختزال لفظين في لفظ واحد لم يتضح لحد الان على طاولة بحوثنا مع ادراكنا ان ذلك ليس قصورا في مساحة البحوث بل بسبب خضوع تلك المنهجية الى (فطرة النطق) فحين جاء في القرءان (ميكال) و (جبريل) مثلا كالفاظ مركبة لم يظهر لدينا منهج محدد المعالم في بناء اللفظين وفق معطيات يمكن التحكم فيها بل ظهر ان اختزال لفظين في لفظ واحد يخضع لفطرة النطق (الحرة) وذلك ليس رشادا فكريا متفردا فان البشر الناطق يستخدم فطرته في النطق دون ان يكون لـ حراك تلك الفطرة سلطانا عقلانيا محدد المعالم مثل استخدام حرفي (ض , ظ) وغيرها كثير
لفظ (جهنم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل فاعلية احتواء يـُستبدل الديمومة) اي ان ذلك اللفظ ينذر بعدم ديمومة (فاعلية الاحتواء) ... مقاصد الحرف (ج , ن) في اللفظ يوحي بعذاب صفته عدم استمرار الغلة المتحصلة من النشاط الخاطيء
في صراع فكري على عربة عربية وصلنا الى تخريج لفظي مركب بخصوص لفظ (جهنم) وهو تخريج اولي قد يتقدم عندما يتقد الفكر في قرءان يذكرنا بالفاظه واحكامه المحمولة على عربة حكم
{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ } (سورة الرعد 37)
فـ الحكم القرءاني يتحرك على عربة فيثبت الحكم ويتحرك التطبيق وهو يطابق ما استقر في علوم الله المثلى في (ثبات الصفة وتغير الموصوف) وكذلك الحكم حين يقوم في لفظ (مركب من لفظين) فان ثبات الحكم لا يمنع من حراك المحكوم فكريا فكان تخريجنا لـمركب لفظ (جهنم) كالتالي :
جم النهى = جهنم في تخريج اولي يحتاج الى متقلب فكري لترسيخه في العقل برابط مع فطرة النطق وهي فطرة لا سلطان عليها الا من قبل خالقها الذي انطق كل شيء
{ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } (سورة الفجر 20)
وهو يعني حب المال حبا كثيرا ولفظ (جما) في علم الحرف يعني (فعالية فعل احتواء مشغل) وهو مشغل جمع المال لان الاية تذكر بـ (حب المال) فيكون (جما) هو (فاعلية احتواء تشغيلية) ذلك لان
لفظ (حب) يعني (قبض فائق) فاذا كان حب المال فيكون (قبض فائق) لـ (مشغل) (فاعلية الاحتواء)
{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى } (سورة طه 127 - 128)
القوم قد هلكت بموجب بيان المثل الشريف الا ان الايات تتحصل عند (اولي النهى) وهم لا يزالوا احياء لذلك يكون الفهم لـ (أولي النهى) انهم الذين يقيمون روابط مع اوليات النهاية فلا ينظرون الى النهاية بصفتها حدث قد حصل صدفة بل يبدأون بالنظر الى اوليات النشاط حتى نهاياتها المشهودة اي يبحثون عن سبب العذاب من جذره المتسبب في (عذاب الاخرة اشد وابقى) فيكونون من (أولي النهى) وذلك من تبصرة وتدبر في لسان عربي مبين
فاعلية احتواء المشغل عند اوائل النشاط ترسم النهاية وهي نهاية بديله عن (الغاية) التي رسمها الناشط فالناشط تصور ان غلته دائمة الا ان (نار جهنم) كانت له لينهار دوامها وتتهدم اركان ما (جمع) ومن ذلك المنطلق الفكري تظهر مخاطر (طريق جهنم) ومخاطر (نار جهنم) فهي ذات اسباب (قد) لا ترى في بداياتها وتكون مظاهرها جميلة جذابة يعشقها الجميع الا انها تظهر كـ حيز فعال (ءاية) عند النهاية حين يتم اعادة النشاط الى اولياته الاولى ونقرأ القرءان فيذكرنا ذكرى كريمة تدعم مراشد الباحث في القرءان فنقرأ
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (سورة التوبة 109)
فالذكرى القرءانية تتحدث عن (انهيار) يقوم بسبب (اسس البناء) ولترطيب تلك المراشد لكي تنزلق في قنوات الفهم نضرب مثلا لرجل سعى في حياته طالبا رزق الله الحلال في رضوان الهي يكون قد (اسس بنيانه) على خير فترى نهايات مسعاه (اواخر حاوية السعي التي سعى فيها) حسنة الوصف حميدة النتيجة من مال واولاد وكيان يكون خادما له (خير) في كبره من اولاد يطيعونه وكنات (زوجات الاولاد) بلا مشاكل واحفاد اودع الله فيهم صفات حميدة لان بناء كيانه قد اسس بتقوى ورضوان من الله ... يقابل ذلك صفة ضديدة في من (اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) فكانت نهاية مسعاه وبالا عليه في مال هو يخدمه بديلا عن المال الذي يخدم مالكه واولاد نافرين من اباهم صفاتهم غير حميدة وزوجاتهم ذوات مشاكل وكراهية واحفاد لا ترى فيهم الصلاح فكانت نار جهنم مثواهم جميعا (معذبين بالنعمة التي هم فيها) لان الاساس في البناء كان خارج رضوان الله وتلك الصفة تظهر في ذوي النعمة غير الودودين اي (قلوبهم غير سليمة) وقد لا تظهر تلك الصفات السيئة في الناس الودودين المسالمين ذوي قلوب سليمة الا ان كيانهم قد اسس على عدم تقوى من الله ورضوانه وهنا تكمن الخطورة في رصد (نار جهنم) او (طريق جهنم) لان القرءان يحدد لنا صيغة مظاهر تلك النار الجهنمية انها تكون على شكل (انهيار) يقع في نهايات النشاط فتراه في مجمل حياته (قبل الانهيار) سعيدا راضيا ينخدع به الناس فلا يرون فيه عذاب الهي لان الانهيار لم يحصل بعد كذلك يقوم الخداع في نفس الشخص الذي اسس بنيانه على شفا جرف هار فيتصور انه (لن تبيد هذه ابدا) واذا بها تنهار فجأة فيضرب كفيه
{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا } (سورة الكهف 42)
وقد حمل المثل الشريف في سورة الكهف ذكرى عظيمة تبين كيف انهارت جنة بين يدي مالكها وهو يتصور ان لا تبيد تلك الجنة ... كذلك حمل مثل قارون في القرءان نفس الصفة (صفة الانهيار) الذي حل به (خسفنا به الارض)
{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ } (سورة القصص 79 - 81)
ذلك الانهيار تسبقه زينة يتمنى الناس ان تكون لهم بمثلها لانهم يرون ما تشتهي انفسهم لا يدركون ان ذلك الرجل على طريق جهنم وانه في نار جهنم لانهم (جـُمَّ النهى) ولم يأبهون لنهايته فكانت نهايته (جهنم) ... وتلك هي خطورة (طريق جهنم) لانه (قد يكون) طريق حميد المظهر في مساره سيء النتيجة في ءاخره وتلك هي (صفة جهنم) لذلك يكون لـ (أولي النهى) دور في كشف ذلك الطريق قبل التورط فيه !! او الانخراط في اولياته لذلك فان تلك المراشد الفكرية لا يمكن ان يوضع لها منهج لـ فرز الاساس ذلك لان الدنيا اختلط فيها الصالح وغير الصالح وعلى طالب الامان ان (يفكر ويفكر ويفكر) حتى يستبين نظم الله ليدخلها ويؤسس بنيانه من لبناتها فيكون في رضوان الله ومن خلال بحوثنا (الميدانية) كان رصدنا في صفة (اولي النهى) حين نربط نهايات ظاهرة غير حميدة الوصف بالبدايات (الاوليات) فتتضح الصورة ومن خلال وضوح تلك الصورة استطعنا تقويم مسارنا الخاطيء وذلك النوع من النشاط لم يأتي من بنات افكار تخصنا بل هي من ذكرى قرءانية فيها (امر) تكليفي واضح ومبين في القرءان
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (سورة النمل 69)
ومن تلك المنهجية التي يحدد مساراتها المكلف نفسه في محيطه هو ليرى (المجرمين) ويحدد (صفة الاجرام فيهم) من خلال (عقوبتهم) التي يراها (عاقبة المجرمين) فمن خلال العقوبة يعرف ان المعاقب هو مجرم فيبحث في اولياته ..!! وهنا بعض ما رصدناه من صفات لـ (نار جهنم) و (طريق جهنم) لـ كيانات انهارت صفاتها وكان الانهيار عقوبة واضحة حسب ما سنبينه في السطور التالية وكيف خسفت الارض بهم وكيف كانت جنتهم خاوية على عروشها !!
كان رجل من الجيل الذي سبقنا بجيل واحد عمل في بدايات شبابه على تجارة السيارات وادواتها الاحتياطية فاغترف من المال كثيرا كثيرا كـ مرابح لعمله فاثرى واصبح من المالكين للعقار بشكل كبير وكان الرجل ذو دين وصلاح وصوم وصلاة وحج وعمرة واولاده مثله في صلاح دين واحفاده مثلهم وكانت كل صفة فيهم تراها حميدة يعشقها الاخرون مثلما جاء في مثل قارون في القرءان ... مات الرجل وكان موته بسلام وبعد عام من موته حصل طاريء قانوني مبني على خلفية سياسية فاصاب ذلك الكيان (انهيار مفزع) فصودرت املاكه وتم ترحيل كل افراد اسرته في يوم اسود واحتجز اربعة شباب من احفاده واعدموا في ظروف غامضة وعاش كيان ذلك الرجل في المهجر عيشة كفاف وشظف عيش قاسي جدا فقام السؤال فينا على (شكل ثورة فكرية) تفعلت في القرءان عن تلك الظاهرة غير الحميدة وذلك الانهيار الجارف لاننا حين نقرأ في القرءان نرى ءايات الله تذكرنا بصفات حميدة لـ (اليوم الاخر) لمن هم في (رضوان الله) فكيف حصل ذلك الانقلاب (الجهنمي) واحرق كيان ذلك الرجل ونقرأ
{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } (سورة الأَنعام 61)
ولكن الموت جاء لذلك الرجل وتوفته ملائكة الله الا ان كيانه تم التفريط به وانقلب الغنى الى فقر شديد والعز الى ذل والسكينة الى مهجر مظلم وعنفوان الشباب صار جثث هامدة لا يعرف لها قبر !! فاين وعد الله
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة النحل 97)
كان الرجل واولاده وكل كيانه صالحا في صوم وصلاة وزكاة ولم تظهر فيهم اي فاحشة وكان اولاده الكبار من كرام الناس وما سجلت بحقهم اي خارجة على الدين .. فاين وعد الله ؟؟
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا } (سورة طه 112)
فكان الظلم والهضم مصير كيان ذلك الرجل وهو في (خفاء) بالنسبة لهم فالحادث الجلل الذي اصابهم كان نتيجة قرار سياسي لم يكن له اثر سابق ليتقيه هو واولاده فالانهيار حصل فجأة (انهيار مفاجيء) دون اي مقدمات تحذيرية .. اين وعد الله ..؟؟
{ إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } (سورة الحج 38)
وكان الرجل في كل معايير (الذين ءامنوا) المرئية مؤمنا صالحا تقيا !!! فكيف حصل ما حصل من انهيار ؟؟ واين دفاعات الله عنه !! بدأ الفكر الثائر يبحث عن (ان الله لا يحب كل خوان كفور) وعلى تلك الثائرة تم تمحيص حياة ذلك الرجل ولم نعثر على اي اثر لخيانة الله او الكفر بالله واستمرت الحيرة زمنا ليس قصيرا حتى منَّ الله علينا بعلوم القرءان وما اتصل بها من مرئيات في ما كتبه الله في الخلق فظهرت (معايير الخيانة والكفر) بالشكل التالي :
1ـ السيارات .. ءالة عصرية كان ذلك الرجل من الرواد في تجارتها في الثلاثينات من القرن الماضي وتصليحها بتوفير ادواتها الاحتياطية وورش التصليح والصيانة لها ومن عمله ذاك اثرى ثراءا كبيرا والسؤال (هل السيارات كمهنة) ترضي الله ؟؟ .. اذا تم تعيير تلك الالة قرءانيا سنجد ان الله يذكرنا في القرءان وفي مواقع متعددة ان (الشيطان لكم عدو مبين) ومنعنا من عبادة الشيطان وان لا نتخذه وليا فاذا ادركنا ان ذلك (العدو المبين) يظهر بيانه في تلك الالة (السيارة) والتي تقتل مالكها وراكبها ومن يقترب منها اثناء فاعليتها (سيرها) فهي لا تصلح ان تكون في كيان قد (اسس بنيانه على تقوى الله ورضوانه) فهي (ءالة عدوة لـ الانسان) فكم من الناس ماتوا او اصابهم العوق وكم من النساء ترملن ومن الاولاد تيتموا وكم من الثكالى والمنكوبين بسبب عدوانية تلك الالة على الانسان فكان (كيان) ذلك الرجل خارج نظم تقوى الله ورضوانه لان مهنته كانت تحت ولاية شيطان اسمه (السيارة) غزى حاضرة الناس واوغلت عدوانا عليهم ... لا يصح ان نقول ان ذلك الرجل ان لم يتصدى لتلك المهنة فان غيره سيتصدى لها فالاصل في (بناء الاسس) على تقوى الله ورضوانه مثله مثل من يشتري متاع مسروق تحت حجة باطلة ان لم يشتريه هو سوف يشتريه غيره وتلك الراشدة لا تدخل في (ادارة المكلف) الصالح الذي يريد وجه ربه !!! ويتقي الله ويرجو رضوانه !!
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءادَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } (سورة يس 60)
لقد اودع الله في عقل الانسان (عهدا) بالابتعاد عن (الخطر) اي الابتعاد عن مصدر العدوان عليه وكان ذلك العهد في مصدره (عهد تكويني) يرتبط بكينونة خلق الانسان في عقله وجسده فالانسان من صغره يخاف من الظلام لان الظلام فيه مجهول (نكرة) اي (منكر) والسيارة الحديثة عرف الناس عدوانيتها على حياة الانسان من انقلاب وتصادم ودهس فكيف يقوم العاقل بامتهان مهنة في ما هو عدو مبين لـ الانسان كـ (السيارة) فكان ذلك الرجل (خوان) رغم صلاحه الظاهر (المبين) فلم يحظى بدفاع الهي يوم جاء يومه العبوس حين اتخذت الدولة قرارا بطرد فئوية من الناس واسقاط جنسياتهم الرسمية ومصادرة اموالهم وسجن الشباب منهم ومن ثم تصفيتهم جسديا !!
2 ـ امتلاك العقارات لغرض ايجارها ... بعد ان اغتنى ذلك الرجل بدأ يشتري املاكا كثيرة ويبتنيها ومن ثم يؤجرها كوحدات لـ التجارة او السكن لـ الناس وحين ادركنا علوم القرءان ادركنا ان تلك الممارسة تعتمد على (تشغيل رأس المال) فرأس المال هو الذي ينتج الربح من خلال (بدل الايجار) فرأس المال يصبح (رب الرزق) بدلا من الله الرزاق
{ وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } (سورة الروم 39)
فكان ثرائه من ربا يتزايد في ماله من ايجارات يقبضها ومن ارتفاع قيمة العقارات بشكل طردي مع توسع المدن وقيام الحضارة فكان قد (اسس بنيانه) خارج رضوان الله و (كفر بالله الرزاق) وجعل من رأس ماله (أله لـ الرزق) فكان يحمل صفة (كفورا) فخسر دفاع الله عنه (ان الله يدافع عن الذين ءامنوا) واصبح في وصف (ان الله لا يحب كل خوان كفور) فكان على (طريق جهنم) ولم يوفق لطريق غيره لان كيانه كان من مهنية تولاها في السيارات وهي ءالة عدوة لـ الانسان
لم نكتفي بما وصلنا اليه من تخريجات فكرية في (سيروا فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) فرصدنا اشخاصا عدة في ذلك الوصف غير الحميد واشخاص عدة في وصف ضديد اي حمل الجانب الايجابي في بناء اساس بنيانه فرصدنا مثلا شخصا نعرفه كان يحمل كل صفات الايمان المرئية والمتعارف عليها بين الناس وكان يحمل نفس صفة الرجل في مثلنا اعلاه في نوعية جنسيته التي تبنت الحكومة اسقاطها ومصادرة اموال حامليها واعدام اولادهم ... الا ان ذلك الرجل انسل من كارثية ذلك القرار الحكومي القاسي واستطاع نقل كامل كيانه الى خارج الحدود قبل ان تقوم الازمة بزمن قصير جدا ونجا هو وماله واولاده واحفاده وازواج بناته !! وكان بالنسبة لنا ءاية نراها في الافاق (ءاية لاولي النهى) تلتحق بعلوم القرءان ومذكراته الشريفة وان عملية النجاة حصلت بسبب لم يصنعه ذلك الشخص الذي نجا من الانهيار بل كان من تدبير الهي محض !!!
يشهد الله اننا نقلنا احداثا مرئية لاشخاص نعرفهم بحقيقة ما حدث لهم واستمر نشاطنا الفكري في ذلك الاتجاه لنجمع عشرات الايات المرئية في وجهيها الموجب (اسس بنيانيه على تقوى من الله ورضوان) ووجهها السالب (من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) وكانت النتائج متطابقة
يتضح (طريق جهنم) حين يتفكر العبد في (اوليات النشاط) و (نهايات النشاط) لكيانات سبقته في النشاط فيرى وجهين وجه حميد ووجه غير حميد فيستطيع ان يتجنب (طريق جهنم) فيكون من الامنين ومثل تلك (الراشدة) ليست خفية على الناس فمن يريد ان ينشط في نشاط ما انما يرى من سبقه في ذلك النشاط ومن مظاهره يقرر بناء دار او بناء مصنع او مزرعة الا ان (مشهد النهاية) يكون هو الهدف الاوسع بيانا ليربط بين (الفعل) و (نتيجته) فيرى طريق جهنم في غيره من الناس قبل ان ينخرط هو فيه على غفلة منه ... ليكون من (أولي النهى)
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ } (سورة يوسف 109)
{ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } (سورة الحج 45 - 46)
{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَءاثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ } (سورة غافر 21)
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } (سورة محمد 10)
والخاتمة في سنة رسالية شريفة أن
{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرءانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } (سورة ق 45)
الحاج عبود الخالدي
تعليق