حول المسجدين ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في بضع سنين خلت قرأت مقالا لأحد الصهاينة العرب يدافع فيه عن الخذلان العربي للقضية الفلسطينية واصفا في ما معناه القادة العرب بالعرفانية و الذكاء يقابله في الطرف الآخر جهل اليهود و غفلتهم عن حقيقة الأرض المباركة مستشهدا بكم من الروايات التاريخية و الآيات القرءانية و على رأسها قول الله تعالى في الآية الأولى من سورة الإسراء {سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي بركنا حوله لنريه من ءايتنا إنه هو السميع البصير} ... و أن مباركة الله سبحانه و تعالى ليست لأرض المسجد الأقصا و إنما المباركة كانت لأرض حول المسجد الأقصا ثم استرسل يدفع بشواهده إلى ساحة المقال ليستقر على أن سيناء مصر هي الأرض المباركة فهي التي نجا الله سبحانه و تعالى إليها موسى و بني إسرائيل و هي الأرض التي انزل الله فيها على بني إسرائيل المن و السلوى و هي الأرض التي فيها جبل الطور أين كلم الله موسى و هو ذات الجبل الذي سيحرز إليه عيسى المؤمنين في آخر الزمان ... و قد تناسى كاتب المقال أن ينقل من رواياته أن سيناء مصر هي الأرض التي عاقب الله فيها قوم موسى بالتيه أربعين سنة عندما رفضوا دخول الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ...
و نرج العقل لينتفض بالسؤال أن كيف نسوي ذاك المحال ؟ ...
و نضع العواطف في صندوق و نلقي به في بحر هائج الموج تتلاطمه الأهوال ...
إذا كان الله سبحانه و تعالى قد قال بمأكل حرام فهو سبحانه القائل أيضا بمأكل حلال ؟
و إذا كان الله عز و جل هو من أحل الطيبات فهو أيضا من حرم الخبائث ؟
و إذا كان الله سبحانه و تعالى قد جعل مسجدا حراما فمن البديهي أنه قد جعل مسجدا حلال ؟
و إذا كان المسجد الحرام هو قبلة أهل القرءان فإن المسجد الأقصى هو قبلة أهل الكتاب ؟؟؟
(حل ... حلال ... حول) تلك هي معادلة اللسان العربي المبين ... حول من حل و منها حلال فيكون المسجد الأقصا هو المسجد الحلال ؟؟؟ و فيه حتما و لزاما سيكون الحل و التحلل من ضيق الحال
حرام و محل عتيق و أقصا و حول باركه الله ...
و يدور في عقلنا مثل نضربه بمصرف أو بنك حضاري يحتوي على مكتبين أحدهما لتحرير الطلبات و الآخر لتحويل (تسليم و استلام) الأموال و الودائع و الأمانات ...
و نقرأ حلا يفعل كينونة حرم لباني إسرءيل الذي يزن الأرض لاستقبال التوراة
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَءِيلَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)} ... ءال عمران }
نقرأ أيضا
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) }
و نسأل هل هذه خاصة بالصفة الغالبة (محمد) أم أنها دستور يهدي إلى تقليب القبلة و أن المسجد الحرام لا يقصد به المسجد الذي بمكة فقط ؟؟؟ أو لنقل أنه لتأهيل القرءان نستقبل بيت مكة و لتأهيل الكتاب نستقبل بيت المقدس ؟؟؟
و صداع يهز الأرض في رأسي نستسمحكم عذرا لنسكنها بريح عسى أن تكون مع الخاشعات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعليق