بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن القرءان كتب على هيئته الحالية بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام إلا أن المتداول بين المسلمين هي كتبة واحدة هي هذه التي بين أيدينا(قراءة عاصم برواية حفص) إلا أن المصاحف التي نسخت عن النسخة الأصلية المكتوبة بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام هي أكثر من واحدة وهي على الأقل خمسة كانت مرجعا للمسلمين في القراءة وهي مصحف المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام. وهذه المصاحف فيها اختلاف في الرسم. ونأتي على ذلك بأمثلة:
قول الله تعالى: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم (الأنعام)
وقوله: تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(التوبة)
وقوله: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(الرحمن)
الآية الأولى: وردت كلمة شركاؤهم في مصحف الشام بهمزة برسم الياء(شركائهم) ولذلك كانت القراءة بضم الزاي في(زين) وضم اللام في (قتل) وفتح الدال في(أولادهم). وهذا يؤدي إلى اختلاف القائل.
الآية الثانية: وردت في مصحف مكة بزيادة من قبل تحتها ولذلك كانت القراءة بكسر تاء تحتها، والجريان يختلف بين من وتحتها.
الآية الثالثة: أيضا في مصحف الشام وردت كلمة (ذي) بالواو . فالصفة يختلف موصوفها بين اسم و ربك.
وغير ذلك كثير. مع العلم أن قراءة الشامي كانت هي المقروءة في الشام لما يصل إلى خمسة قرون, والقراءة المتداولة الآن في المغرب هي قراءة نافع برواية قالون في تونس وليبيا ورواية ورش في المغرب أي حسب مصحف المدينة. وهو يختلف في الرسم في عدد من المواضع مثل قوله تعالى في سورة الحديد ( فان الله هو الغني الحميد) حذف منها (هو) هكذا (فان الله الغني الحميد) وكذلك فان بعض المناطق لا زالت تقرأ بقراءة البصري بحسب مصحف البصرة كبعض مناطق السودان واليمن وفيه اختلاف في الرسم أيضا وغير ذلك. حتى قراءة عاصم تختلف فيها الرواية بين حفص وشعبة وكلاهما متواتر. فشعبة يقرأ (هزوا وكفوا) بالهمز، بينما تفرد حفص بالواو من بين الرواة العشرين. ( أرجو من أخي الحاج عبود بيان أثر ذلك في علم الحرف القرءاني ) حيث إن معنى الواو للربط بينما الهمزة للكينونة)
فكيف تقوم الذكرى في فطرة العقل رغم هذا الاختلاف في الرسم الذي يلزم منه الاختلاف في المعنى.
ملاحظة: هذه المصاحف الخمسة موجودة برسمها وأنا على اطلاع تفصيلي بهذا الرسم وقراءاته.
حياكم الله جميعا
تعليق